من وحي الخيال 6

الخميس الماضي ،، كان يوماً لا أنساه أبداً

فما حدث لي في مدينة ( تمير ) لا يمكن أن يوصف

ولا يمكن أن أصفه لكم لأن الموقف كان أكبر و أشنع وأشد شناعة مما في قصص الرعب

لقد رأيت تمير بشكل آخر .. مدينة تسكنها الأشباح .. لا تسمع فيها إلا صفير الرياح و همسات من كل حدب وصوت .. بل أحياناً كنت أسمع أنفاساً خلفي وحينما ألتفت لا أجد أحداً ..
فكرت بأني قد أخطأت ( المخرج ) المؤدي إلى مدينة تمير ,, وظننت بأني بعد أن تعديت ( محطة العتش ) غفلت قليلاً ودخلت في مخرج بعده او قبله لا أدري .. المهم أني أخطات وتهت عن الطريق المؤدية إليها ..

خطأ تجاوز ( المخرج ) وارد في كل الأحوال ،، ولكن ما رأيته في تمير يوم الخميس الماضي حقيقة لم يكن وارداً في خلدي ولم أفكر في يوم من الأيام باني سأراه في مدينة تمير تلك المدينة الهادئة الحالمة التي تحول هدوئها إلى هدوء مزعج ومخيف و مربك بكل معنى الكلمة ..

فما أن تعديت محطة ( العتش ) حتى قابلتني لوحة كتب عليها ( تمير ) مما يعني ان المخرج القادم هو مدخل مدينة تمير .. فدخلت المخرج و إتجهت إلى مدينة تمير سالكاً طريق ( تميرية ) وهو الطريق الذي يصل مدينة تمير بالطريق السريع ( طريق القصيم )

كنت منشرحاً لزيارتي و كنت في قمة سعادتي بأني سأنعم بقليل من الراحة من إزعاج مدينة الرياض الصاخبة و سأهنأ بضعة أيام بين جنبات مدينة تمير في ظل اجوائها الربيعية الماطرة الخلابة ...

إلا أن إنشراحي هذا تلاشى تماماً .. فما أن دخلت المخرج وسلكت طريق ( تميريه ) حتى شاهدت سيارات متوقفة في وسط الطريق و ارتال السيارات مزدحمة تكاد تصطدم ببعضها من شدة تقاربها .. إقتربت بهدوء وتوقفت خلف آخر سيارة كانت متوقفة في ذلك الإزدحام ..

تعجبت من تلك الزحمة الخانقة التي لم اعهد أن أراها إلا في مدينة الرياض .. فمالذي حدث في مدينة تمير لتجعل جميع تلك السيارات تزدحم بهذا الشكل ؟؟

هل هناك حادث شنيع لا سمح الله سبب هذا الإزدحام ؟؟
حقيقة هذا الإستنتاج هو ما جاء في ذهني لان شعبنا لديهم حب تطفل بشكل فضيع خاصة عند الحوادث المرورية ،،

كانت السيارات تسير ببطء شديد .. و كنت أسير معها بنفس البطء و حانت مني إلتفاته إلى سيارة كانت تسير ببطء بجوار سيارتي إلا أني أصبت بذهووول مما رأيته في تلك السيارة ،، كان منظراً مريعاً و شيئاً أصاب تفكيري بالشلل التاام و أصبت بالهلع والخوف الشديد ..

يا إلهى ،، مالذي يحدث ؟؟ هل ما رأيته حقيقة أم خيال ؟ لعل قصصي الخيالية التي أكتبها في منتدى تمير سببت لي أنفصام في ( الرؤية ) فلم أعد أرى الأشياء على حقيقتها !! ربما أو قد يكون ما أراه أمامي شيئاً حقيقياً ؟؟ بدأ العرق يتصبب مني من شدة الخوف بل إني أخذت أطيل النظر إلى هذه السيارة بعينين جاحظتين خائفتان و قلبي ينبض بسرعة و جسمي يرتعش ويرتعد ..

ولم يقطع حبل أفكاري تلك إلا عندما توقف السيارة التي أمامي فجأة و إصطدمت بها .. فنزلت بسرعة من سيارتي لأخبر صاحب السيارة المصدومة بما رأيته لأتأكد بأني لازلت بكامل قواي العقلية ... فتحت الباب بسرعة و هرولت إليه بسرعة ناسياً باب سيارتي مفتوحاً .. بدأت أصرخ بأعلى صوتي وأنا أتجه للسيارة التي صدمتها : تعال شف .. بسرعه بسررعه تعاال ..

إلا أن خوفي إزداد أكثر بعد أن رأيت في السيارة التي أصطدمت بها نفس ما رأيته في السيارة الأولى ..

تمالكت أعصابي و أخذت أستعيذ بالله مما أراه .. و بهدوء وخوف عدت إلى سيارتي بسرعة وأغلقت الأبواب والنوافذ .. وأخذت هاتفي الجوال وقمت بالإتصال على صديقي من سكان مدينة تمير كي ينفذني مما أنا فيه ..

أمسكت هاتفي ويداي ترجفان .. ضغطت قائمة الأسماء بسرعة لأبحث عن إسمه .. ومن فضل الله أن إسمه يبدأ بحرف ( الألف ) لذا كان في أول القائمة ولم يأخذ مني وقتاً طويلاً في البحث عنه في قائمة الأسماء ..

أخذت أنظر في شاشة جوالي أستحثه على الرد : يالله رد بسررعه تكفى ..
من شدة خوفي كنت أهز الجوال بيدي بقووه وكأن صاحبي سيرد علي أسرع حينما أهزه بهذا الشكل .. وما كانت تلك الحركة اللاإرادية إلا ردة فعل طبيعية في حالة خوفي ..

ما أن سمعت صوت صاحبي حتى قلت له وانا أكاد أبكي من شدة الخوف : ووووينك فيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه

رد علي : أنا في البيت
قبل أن يكمل كلامه قلت له : تعاااااااااااااااااال بسرعه انا في ( طريق تميريه )
قال لي مستغرباً : وليش ما تجي أنت ؟؟
صرخت في وجهه : تعاااااااااااااااااااااااااال بسرررررررعه
بدأت نبرة صوته تتغير وقال لي صارخاً : خيررر وش فيييك ؟؟ أنهبلت ؟؟
قلت له : إذا ما جيت الحيين والله يمكن أنهبل من اللي اشووفه
تسائل : وش شفت ؟!!
كدت أبكي من ذلك التحقيق الغبي من صديقي في وقت كل دقيقة تأخير فيه عن إنقاذي تقربني إلى الموت .. أو في أحسن الحالات إلى ( الجنون ) ..

أقفل صاحبي المكالمة بعد أن قال أنه سيأتي إليّ ،، و جلست في سيارتي ارتجف خوفاً ورعباً وأهز بجسمي لأبعث الطمأنينة لنفسي وقد أغمضت عيناي كي لا أرى ما يخيفني ويرعبني أكثر مما أنا خائف و الرعب تملك كل مشاعري وجسدي ..

أغمضت عيناي بقووه و أنا أسمع نافذة سيارتي تطرق .. لم افتح عيناي وكنت ممسكاً بمقود السيارة بشدة وأنا مغمض عيناي كي لا أخسر ما تبقى من عقلي إن فتحت عيناي لرؤية الطارق ..

بدأ الطرق على نافذة سيارتي يزداد .. كان الطرق في البداية بطرف إصبع .. ثم إزداد الطرق أكثر وأصبح بكف اليد .. و أصبح صوت الطرق على نافذتي لا يحتمل فكان ذلك الطارق يطرق بكلتا يديه وبقوووه والنافذة الزجاجية تكاد تتحطم من قوة ذلك الطرق و الضرب ..

بدأ ذلك الطارق يطرق نافذة السيارة الأمامية وكأنه يستحثني على فتح عيناي لأراه ولكن كان خوفي على ما تبقى من تماسكي وخوفي من إنهياري آثرت أن أبقي عيناي مغلقتان ..

لم يكن الطارق شخصاً واحداً .. لأن أثناء ما كان الطارق يطرق نافذة سيارتي الأمامية كنت أسمع أيضاً طرقاً على نافذة سيارتي الأخرى الجانبية ..

كانت أنفاسي متسارعة و نبض قلبي يزداد خفقاناً و كفوفي وأطراف اصابعي قابضة وبأشد ما أوتيت من قوة على مقود سيارتي ..

كان العرق يتصبب مني حتى بلل العرق ثيابي ..

كنت أتسائل بخووووف : مالذي يجري ؟؟ هل انا فعلاً في خط ( تميرية ) المؤدي إلى مدينة تمير ؟!!!

إزدادت تلك الطرقات المرعبة والمخيفة ... لم يستمر صمودي طويلاً ،، بل إنهرت و يأست من وصول صديقي و إستسلمت للأمر الواقع .... وفتحت عينااااااااااي

وكانت المفاجأة ........


للقصة بقية

أحووووول ... وش جابك لتميرية .. وخلاك توقف ..
تميرية ما فيها إلا الجن يالدائرة ...

ماشاء الله خيال نقلنا من أوربا إلى مدينة تمير ..
عسى ما شفتني بعد وصار لك شيء .. يالله أنك تفينا شره ..

تراااك مواعدني أخوي الدائرة بلقاء وعلى ما أظن أنه ما حصل .. لعلك ما أفقدتني الأمل ..

متابع ومستمتع

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهند    أحووووول ... وش جابك لتميرية .. وخلاك توقف .. تميرية ما فيها إلا الجن يالدائرة ... ماشاء الله خيال نقلنا من أوربا إلى مدينة تمير .. عسى ما شفتني بعد وصار لك شيء .. يالله أنك تفينا شره .. تراااك مواعدني أخوي الدائرة بلقاء وعلى ما أظن أنه ما حصل .. لعلك ما أفقدتني الأمل .. متابع ومستمتع

جابني الحظ الردي وأنا أخووك هههههههههههه

و أن شاء الله قريباً سيكون بيننا لقااااء و أتشرف بمعرفتك

فتحت عيناي .. لأجد الطريق خالياً تماماً من تلك السيارات المزدحمة .. إلتفت عن يميني لأبحث عن السيارة التي كانت بجانبي فلم أجدها .. كان الطريق خالياً من السيارات ... حتى اصوات الطرق على نوافذ سيارتي ذهبت ولم اعد أسمعها ... شعرت بالإرتياح بعض الشيء إلا أني كنت متوجساً وخائفاً من الإستمرار في الطريق للدخول إلى مدينة تمير ..

أيقنت بأنني أخطأت الطريق .. فصاحبي لم يحضر حتى الآن .. و ربما أنه الآن ينتظرني على ( خط تميريه ) وانا في مكان آخر لا أعرفه ..

أخذت اجول بناظري لأتأكد من موقعي .. فشاهدت لوحة كتب عليها ( مرحباً بكم في مدينة تمير ) ..
أزداد خوفي ورعبي من تأخر صاحبي ومما رأيته وأيضاً خفت من الإستمرار في السير والدخول إلى مدينة تمير ..

عقدت العزم على الرجوع إلى الطريق السريع والهرب .. إلا أن ذاك الرصيف الفاصل بين مساري الطريق كان مانعاً لي من العودة فأخذت أنظر لعلي أجد منفذاً في ذلك الرصيف يسمح لي بالعوده .. فرأيت ذلك المنفذ من بعيد وبلا وعي مني وبلا شعور تحركت بالسيارة مسرعاً للوصول إلى ذلك المنفذ والإستدارة منه والعودة إلى الطريق السريع قبل أن يحدث شيء آخر ..

تحركت بالسيارة بسرعة و كنت كلما اقتربت من ذلك المنفذ كان المنفذ يبتعد عني أكثر .. كنت أزيد من سرعتي للوصول إليه بأسرع وقت ... ولكن كنت أنظر إلى ذلك المنفذ لا يقترب .. بل أصبح كالسراب كلما أقتربت منه أختفى ..

هل ما أراه حقيقة ؟؟ أم أن خوفي الشديد ومحاولة مسابقتي للزمن تحول الثواني إلى ساعات و الأمتار إلى كيلومترات طويلة جداً و مرهقه ؟؟

أخذت أطارد ذلك ( المنفذ المنقذ ) ولم أنتبه إلا و مبنى ( بلدية تمير ) و ( نادي مجزّل ) عن يميني

أصبت بالذهول .. هل كان ذلك المنفذ طعماً لي للوصول إلى هنا ؟؟

كانت الشمس في كبد السماء .. و لهيب الظهيرة المحرقة تزيد من حرارة جسمي اللاهب من شدة الخوف و إزدادت كميات العرق تتصبب من جسمي ..

كان الحر لا يطاق و لهيب الظهيرة لا يحتمل وأردت أن أدير جهاز ( تكييف سيارتي البارد ) ولكن حينما وضعت يدي على زر التكييف ،، سقطت عيني على ساعة السيارة فكان الوقت الظاهر أمامي ( 7:00AM )

إنها الساعة السابعة تماماً ؟؟!!!

هل ساعة السيارة متعطلة ؟؟

فلا يعقل أن تكون الساعة السابعة صباحاً و الشمس في كبد السماء !!!

ولا يمكن ايضاً أن تكون الساعة السابعة مساءاً ..

كلا الحالتين يؤكد أن ساعة سيارتي قد أصابها خلل ،، إذ يجب أن تكون الشمس في جهة الشروق صباحاً و إلى جهة الغروب مساءاً ولا يمكن أن تكون في وسط السماء

ولا يمكن ان تكون حرارة الشمس بهذه الدرجة في كلا الحالتين !!!!

لم أعر للساعة إهتماماً وأيقنت بأنها متعطلة ..

ولكن تذكرت بأني قد خرجت من الرياض متجهاً إلى مدينة تمير الساعة ( 5:45 ) مساءاً تقريباً .. أي انه الطريق لم يأخذ مني إلا ساعة وهذا يؤكد أن ساعة سيارتي لم تكن متعطله ..

أخذت اراقب ساعة سيارتي لعلها تكون قد توقفت عن حساب الوقت وثبت الوقت على الساعة ( 7:00 ) ربما ..

كانت عيناي على الساعة اراقبها ........

كنت أدعوا الله أن تكون الساعة متعطلة .. لأنها لو لم تكن متعطلة فبتالتأكيد سأصاب بالجنوون ..

رنين جوالي أفزعني بشششدة وقطع علي مراقبتي .. كان المتصل صاحبي الذي إتصلت عليه سابقاً ...

كان أول سؤال سألته صديقي : وش الوقت عندكم وكم الساعة ؟؟
إستغرب صديقي سؤالي ولكنه أجابني : تونا طالعين من صلاة العشاء ....

بدأ قلبي يخفق بشدة أكثر من ذي قبل ،،

رجعت إلى ساعة سيارتي لأنظر إليها فوجدتها ( AM 7:01 )

أخذت أفكر : صاحبي يقول بأن الوقت عندهم ليلاً .. وتؤيده ساعة السيارة ايضاً .. ولكن مالذي يجعل الشمس تخرج بالليل ؟؟

هل إبتعدت عن مدينة تمير مسافااات يكون فارق التوقيت بينهما شاسع لهذه الدرجة ؟؟؟

قطع صوت صاحبي علي تفكيري قائلاً : أنت وينك فييه الحين ؟

أجبته بإحباط وبإستسلام تااام : مدري والله ...

بدأت أعصابي بالإنهيار .. وأصبحت حالتي النفسية في الحظيظ ..

قطع الإتصال فجأة و حاولت أن أعيد الإتصال إلا أنه لم تكن هناك ( شبكة جوال )

و تيقنت تماماً بأن ذلك ( المنفذ ) لم يكن إلا طعماً لي وأنه تم إستدراجي إلى داخل المدينة بهذه الطريقة ...
و تأكدت باني وصلت إلى نقطة ( اللاعودة ) وأنه يجب أن استمر بالمسير قدماً ولا يوجد ما يسمح لي بالعودة فجميع طرق العودة مغلقة تماماً ،

فإمتداد ذلك الرصيف الفاصل بين الطريقين كبير لا يمكن لسيارتي الصغيرة ان تتخطاه .. ولا يوجد فيه أي منفذ يسمح لي بالعودة إلا ذلك المنفذ الذي أوصلني إلى هنا

مالحل ؟؟
فلا يمكنني أن أجابه تلك القوة الخارقة التي جعلت ( المنفذ الإسمنتي ) يتحرك من مكانه لجلبي إلى هنا ... ولا يمكنني أيضاً ان أواجه تلك القوة الخفية التي جعلت الشمس في كبد السماء و الوقت ليلاً ..

فأنا أعرف نفسي جباااان و أخشى المفاجآت المخيفة .. ولكن للأسف أصبحت في وسط هذه الحيرة و الخوف والهلع لوحدي ..

إستعنت بالله و دعوته أن يفرغ علي صبراً وأن يرزقني القوة للإستمرار ..

بدأت أتحرك بسيارتي ببطء .. وصلت إلى أول إشارة .. كانت الإشارة ( حمراء )

لم يكن أحد متوقف عند تلك الإشارة إلا أنا ..

لا توجد سيارات غيري !!

رأيت المحلات على يساري مفتووحه ولكن لا أثر لوجود أشخاص وأيضاً لا أثر لوجود أي سيارة سواء كانت متحركة أو حتى متوقفة ..
كنت أريد أن أرى شخصاً واحد فقط .. لم أجد

سمعت صوتاً أدخل الراحة والطمأنينة على قلبي .. لقد سمعت الآذان يرتفع من ( جامع الديرة في تمير )

من شدة فرحي تحركت بسيارتي متوجهاً إلى جامع الديرة والإشارة لا زالت حمراء

الحمدلله أني سمعت صوت بشر .. وطالما أن الشمس في كبد السماء فلابد أن هذا هو ( أذان الظهر ) و لابد ان أجد مصلين في الجامع أو على الأقل سأجد المؤذن ..

وصلت إلى جامع الديرة بتمير .. أوقفت سيارتي و نزلت ودخلت المسجد

كان الأذان يصدح بصوت سجي و رخيم يبعث على الطمأنينة .. توجهت إلى محراب المسجد لأشاهد المؤذن وأحدثه بعد إنتهاءه من الأذان

ولكن توقفت في منتصف المسجد بلا حراك .. أقدامي عجزت عن الحركة .. و دمائي جفت في عروقي وأنا أشاهد ( مايكروفون ) المسجد لا يوجد أمامه أحد يؤذن مع ان الأذان لازال مستمراً ..

أصبت بإحبااط و خوووف شديد و لكني توجهت إلى الله بسجدة وأنا في مكاني في منتصف المسجد .. أأغمضت عينااي وأنا ساجد فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ...

دعوت الله أن يكشف ضري و ينجيني مما أنا فيه ...

أحسست بكف تربت على كتفي .. فرفعت رأسي صارخاً من شدة خووفي .. و بدأت أزحف على الأرض مبتعداً عن ذلك الشخص الذي كان يهديء من روعي إلى أن إصطدمت بحائط المسجد و أصبت بحالة خووووف وتكورت على نفسي وانا ارتجف ..

فإذا بهذا الشخص يحاول تهدئتي ويقول : اسم الله عليك وأنا اخوك !! وش فييك ؟؟

أخذت أنظر إليه بحذر و أنا صامت ...

وأصدقكم القول ... لقد بكيييت خوفاً كالطفل الصغير وأخذت شهقاتي تزداد ،،

إبتسم لي و شعرت بأنني قادر على الحديث مع هذا الشخص فسألته بتلعثم وشهقاتي تقطع كلماتي : وووين أنا فييييه ؟؟

فقاال : شكلك كنت تبغا تروح تمير صح ؟؟

ذهلت وتأكدت بأني الآن لست في مدينة تمير و إشتد خووفي منه و زاد نحيبي و بكائي وزادت شهقاتي وإرتجاف جسمي وإكتفيت بهز رأسي له لإجابته بنعم ..

فقال لي : أنت تحت الأرض الحين ... و تمير فووووووق

وأشار بطرف أصبعه إلى الأعلى ..

للقصة بقية

قايل لك لاتروح مع خط تميرية .. رح مع خط اثينا ..
طيب المذن ما شفته يذن والمكرفونات تذن ..
أكيد المذن حاط مسجل ..

اها وبعدين

ما اروعك

كل حواسي اوقفتها لتتابع هذا الخيال المخيف

بصراحة عشت الوضع وانا ارتجف حتى ان كأس الشاي كاد ان يسقط من يدي

واصل اخي الدائرة فالاستمتاع متواصل معك

يمة شكلي منب مكمل القصة والله اني خذت جو تكفى علمنى وش صار من الاخير والله قصة مخيفة

أخفيت رأسي بين ذراعاي بعد أن رأيت الرجل يشير بإصبعه إلى الأعلى ويقول : تمير فوق وأنت تحت الأرض ..

كان جلدي متنملاً وعظامي ترتعد و أسناني تصطك ببعضها ...

رفعت رأسي قليلاً ونظرت بطرف عيني إلى الرجل .. فلم أجده فلقد إختفى ......

أخذت ألتفت في أرجاء المسجد بسرعة لأبحث عنه ولكني لم أرااه

أردت النهوض للهرب من المسجد إلا أن قدماي لم تعد تستطيعان حملي ..

أخذت أحبو على يداي ورجلاي وأنا انتفض ورأسي منخفض وعيني على الأرض

وصلت إلى باب المسجد .. سحبته بيدي وأنا منهك القوى وخرجت من المسجد زحفاً ..

ما إن رأيت الشارع حتى بدأت أستعيد جزءاً من قواي و وعيي

وقفت بسرعة وذهب لأركب سيارتي

وأخرجت مفتاح السيارة .. وقبل أن أفتحها سمعت صوت محركها يدور

من الذي ركب سيارتي ومفتاحها معي ؟؟!!!

خفت من ركوب السيارة و فضلت أن أهرول على أقدامي بإتجاه ( محطة الملتقى ) تاركاً خلفي سيارتي تعمل

كنت أمشي بلا حذاء و الغبار يثور تحت قدماي من سرعتي و أنفاسي تزداد وتتسارع .. إلتفت إلى المسجد مرة أخرى ...

تذكرت أن الجامع القديم قد تم هدمه و تم بناء مسجد جديد آخر !!

ولكن ما أراه هو المسجد القديم لم يهدم ،، وما كنت بداخله قبل قليل هو جامع الديرة القديم وليس الجديد

وأثناء من كنت أجري كنت افكر : ما هذا ؟ هل أنا فعلاً تحت الأرض ؟؟ وهل أصبحت في عالم الجن ؟؟

بدأت الأسئلة تدور في رأسي : هل دخولي إلى عالم الجن منذ أن دخلت مدينة تمير عبر خط تميرية ؟؟
أم أنني في هذا العالم حتى قبل خروجي من مدينة الرياض ؟؟

متى وصلت تحت الارض ؟؟ ولماذا وكيف ؟!!!

وصلت إلى الإشارة .. توقفت عندها أبحث عن شيء يثبت لي أني في حلم

رأيت سيارة متوقفة في محطة الملتقى .. كانت سيارة من نوع ( كامري )

ركضت إليها مباشرة .. وكلما إقتربت منها كان صوت الموسيقى الصادر منها يزداد

وصلت إلى المحطة .. كانت السيارة متوقفة لتعبئة الوقود .. زجاجها مغطى بالتظليل الأسود لا يرى ما بداخلها

إقتربت منها .. تشجعت أن أبادر لألفت نظر صاحب الكامري لي .. ولكني خفت من أن خلف هذه الزجاجة السوداء وجهاً بشعاً لا أحتمل رؤيته

كنت واقفاً بجانب السيارة .. وكان وجهي مقابل نافذتها .. توقفت صامتاً ولم أطرق النافذة ..

كان زجاج السيارة الأسود عاكساً لوجهي .. فرأيت شعر رأسي قد تحول إلى البياض و لحيتي أيضاً تحول لونها من الأسود إلى الأبيض

أخذت أتحسس شعر رأسي و لحيتي بيدي مذهووولاً من هذا الشيب الذي ظهر فجأة ...

وأثناء ما كنت كذلك .. فتحت نافذة السيارة قليلاً ..

لم يكن سائقاً .. بل كانت فتاة ذات شعر أشقر و عيون ناعسة عسلية و تبتسم إلى قائلة : هلا والله حبيبي حياك الله في تمير متى وصلتا ؟

تملكني الرعب الحقيقي من هذا الوجه الحسن .. هربت من تلك المحطة بإتجاه الطريق العام .. واثناء هروبي كنت اسمع تلك الفتاة الجميلة تضحك ضحكات شيطانية وهي تدوس على دواسة البنزين إستعداداً للحاق بي ..

كنت أركض بسرعة ولا ألتفت خلفي .. كنت أركض وقد أنهكني التعب والجهد وبدأت سرعتي تقل تدريجياً .. توقفت لألتقط أنفاسي .. سمعت صوت السيارة تأتي مسرعة من خلفي .. وصوت محركها يقترب مني

إلتفت فإذا هي تلك الفتاة الجميلة صاحبة ( الكامري ) تسير بإتجاهي بسرعة هائلة .. اصبت بالشلل التام لم أستطع التحرك والهروب من وجه تلك السيارة وصاحبتها المجنونه ..

فلم أجد حلاً إلا الإستسلام للموت تحت عجلات تلك السيارة وأغمضت عيناي ورفعت سبابتي و بدأت أتشهد وانا أنتظر تلك السيارة تصطدم بي ..


للقصة بقية

إصطدمت بي السيارة بسرعتها الهائلة .. و أطاحت بي السيارة بعيييداً ...

لا أعلم كم مضى من الوقت بعد إصطدام سيارة الفتاة .. ولكني كنت ملقى على الأرض على بطني وأسمع أصوات أناس من حولي ..

منهم من يطالب بالإتصال على الإسعاف و منهم من يقول : خلونا نوديه للمستشفى قبل ما يموت

تحركت قليلاً وشعرت بألآآم مبرحة في جميع أنحاء جسمي .. إستعدلت وجلست وأنا أنظر في هؤلاء المتجمهرين وهم يسألونني : عساك بخير ؟ من انت ؟ وشلون جيت هنا ؟!!

كنت أتأمل في الوجوه و أتحسس جسمي بكلتا يدي .. فليس في جسدي أي ألم ينبيء عن وجود كسور ولله الحمد غير هذه الرضوض التي أشعر بألمها .. ولا يوجد على ثوبي بقع دماء ولا يوجد في جسمي أي جروح ..

رأيت من بين المتجمهرين صاحبي الذي إتصلت عليه .. أردت أن أناديه ولكن لم أستطع الكلام .. كان يراقبني من وراء الحشد ولم يقم بأي حركة تدل على أنه يعرفني وكأني بالنسبة له شخص غريب لا يعرفه ..

بمساعدة بعض المتواجدين إستطعت الوقوف على قدمي .. مشيت بخطى مثقلة و مشيت مبتعداً عن هؤلاء الناس وأنا أعرج في مشيتي ... إلى أن أصبح مستشفى تمير العام على يساري في الجهة المقابلة

فكرت في الذهاب إلى منزل صاحبي فمنزله قريب من المستشفى ... ولكن ما رأيته منه منذ قليل لا يشجع على تنفيذ هذه الفكرة ..

لكن ليس لي أحد أعرفه في مدينة تمير إلا هو .. فما عساي أن أفعل ؟؟

عزمت على الذهاب له في منزله .. فإن وجدت منه الترحيب دخلت وإن رأيت منه خلاف ذلك سأذهب كأي عابر سبيل

قطعت الشارع و مشيت بإتجاه المستشفى وأصبحت أمشي محاذياً لجدار مستشفى تمير العام ذاهباً إلى منزل صاحبي فمنزله قريب من المستشفى

ما إن إقتربت من المنزل حتى شاهدت إبن صديقي يلعب أمام باب منزلهم .. وما أن شاهدني حتى جاء إلي يركض كعادته مرحباً : هلا عمي فلاان ..

ويصرخ بأعلى صوته : عمي فلان جاا .. عمي فلان جاا

إستبشرت خيراً أن أكون قد عدت إلى الواقع و أصبحت فوق الأرض ..

حملت الطفل بيدي وأنا أتألم من ذراعي ولكن ألم الذراع لا يوازي هذا الكم الهائل من الألم النفسي والأختلال العقلي الذي أصبت به

حملته وإتجهت إلى باب منزلهم وأنا أسأله عن والده فقال لي الطفل : أبوي في البيت

قلت له : ناد ابوك يا ناصر قل له إني عند الباب

تردد الطفل قليلاً ثم قال : أمممم عمي .. يقولون إنك .......

قطع الطفل كلامه خوفاً من أبيه الذي ناداه و نهره بقوله : نااااااااااااااصر ؟؟ وش عندك في الشارع .. تعال أدخل البيت

ما إن رأيت صاحبي حتى إبتسمتُ في وجهه لعلي أجد في تعابير وجهه وملامحه ما يدخل الراحة إلى نفسي بأنه يعرفني .

ذهب الطفل إلى أبيه وهو يقول له : بابا هذا عمي فلااان جاي ..

إقتربت من صاحبي وهو واقف على الباب لأسلم عليه

لم أسمع من والده ترحيباً بي أو تعليقاً بل قام بأدخال طفله بصمت إلى المنزل ودخل و أغلق الباب وراءة ..

صدمة عنيفة لمشاعري .. فزيادة على مابي من ألم الخوف و الم الأوجاع الجسدية .. كان هذا الموقف صدمة عاطفية لي وطعنة من شخص لا أكنّ له إلا كل محبة أخويه

بدأت أسترجع ذكرياتي معه ..

كم تسامرنا سوياً ... وكم سافرنا .. وكم ضحكنا

وكم وقفت معه وقفات أخوية كما كان يقف معي وقفات أخوية صادقة

وكم ،،، وكم ،،،، وكم

شعرت بغصة في قلبي مما رأيته من صاحبي

وإنحدرت من عيني دمعة حسرة و ألم على حالي الآن

ماذا حل به الآن ؟؟ لماذا تغير علي هكذا ؟ و ماذا يقصد ناصر بكلامه ؟؟ ماذا يقولون عني ؟!!

للقصة بقية إن شاء الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ..

يبي لنا وقفة عند محطة الملتقى ..

أنا يومي أدخل الموضوع وهو ماخلص ..

أكمل أكمل