قصتي مع الشيطان

20 / 12 / 2009, 34 : 12 AM

قصتي مع الشيطان

في يوم الجمعه قبل ان أذهب للفراش قلت لنفسي أريد أن أكتب في منتدى الملتقى لألتقي بأحبابي فلي مدة من الزمن لم التقي بهم هناك. فجلست أفكر, ماذا أكتب؟ ولمن اوجه كتابتي. أما عن الموضوع فأني من محبين الكتابه عن هندسه النفس ومعرفة مكنوناتها وأسرارها وأحب الغوص في هذه النوعيه من المواضيع. ولكن قلت لنفسي ( بلا فلسفه ) وتركت هذا الموضوع لاني اعتقدت ان هذا الموضوع اختاره الشيطان لي حتى أتباهى به وأوضح للناس اني ضليع في فهم نفسية الانسان فتركته وشأنه فقلت لما لا اكتب شيء عن نفسي به دروس وفوائد للأخرين. فقررت أن اكتب عن ( قصتي مع الشيطان ) لأني اظن ان لي مشكلة كبيرةً معه ولا اعتقد ان احداً يسلم من شره فأسئل الله يعينني ويعينكم عليه.
نمت مبكراً في ليله من الليالي, في الحقيقه هذه عادتي أثناء أيام العمل فضبطت الساعه على وقت الاقامه لصلاة الفجر فبدأ الشيطان بأول وسوسته لي وقال لما لا تضيف عشر دقائق على موعد الاقامه حتى تتمتع اكثر بالنوم والمسجد الذي تصلي به إمامهُ يطيل الصلاة. (الخبيث يبي يوهقني) ولكني لم استمع اليه وتركت الساعه على ماهي عليه.
وبالفعل عند وقت الاقامه للفجر دقت الساعه ومددت يدي بسرعه لأطفئها فبدأ الخبيث بقوله : ( خذلك خمس دقايق حلويين ريَح فيها ترا وراك عمل كثير يالضعييف) وبالفعل أحسست بروده في الجو والفراش وثير ومريح ودافيء فاسترخى جسدي وحبب إلي النوم ولكن جاء نداء اخر يقول لي : ( لو قالوا لك قم جتك عشرين الف كان فزيت زي الاسد, ولا لو قالولك انهم غيَروا وقت الدوام وصار قبل صلاة الفجر والله ان تقوم ونت ماتشوف الجاده ) وقال لي ايضاً : قم, نفذ ماعزمت عليه وتوكل على الله واذكر ثواب الصبر على الطاعه وعذاب الاقدام على المعصيه. ورجع الماخوذ يقول: ( يا رجال انقلب على جنبك الثاني وخصرك منه ) فأحسست بدفيء عجيب عندما انقلبت على الجهه الاخرى وشددت اللحاف وهممت بالنوم. فرجع الثاني يقول: ويحك هذا الشيطان يصرفك عن الصلاة فاستعذ بالله منه.
وصرت بين : (نم) و (قم) تترددان كأنشوده مزعجه وكنت اعرف ان هذا التردد لا اخر له وسيضل حتى استغرق في النوم.فقلت أعوذ بالله من الشيطان وتذكرت الاجر العظيم لمن يصلي الفجر في جماعه فرايت الشيطان قد خنس ولم يبقى إلا : قم, قم, قم.......فقمت وتوضأت وأحببت ان اصلي صلاة خاشعه مخلصة لله وحده. ولما توضأت جائي الخبيث وقال: صلي بالبيت, فقال الاخر (لا صلاة لجار المسجد إلا بالمسجد) فرد الخبيث: لا عليك منه هذا حديث ضعيف صلي بالبيت فتذكرت اجر الصلاه بالمسجد وتعوذت منه وذهبت للمسجد.
وبدأت بالتكبير: الله اك.......وإذا بالخبيث يدخل علي الافكار الدنيويه ويبدأ باشغالي عن الصلاه فعدت اجمع فكري وأحاول أن أخشع في صلاتي, وأترك الدنيا وما فيها فاستعذت بالله منه واكملت حتى اذا انتهيت من الصلاه قال الخبيث : صلاتك هذه مالك منها إلا ركوعها وسجودها, أين صلاة الخاشعين المتدبرين وأخذ يوسوس لي ويقول إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وأنت تعصي الله فلم تنهاك صلاتك عن المنكر اذاٌ لا فائدة فيها فاتركها فتعوذت منه وقلت في نفسي لعنة الله عليه لا يترك بابا من ابواب الأغواء بالشر إلا طرقه فتارة يأتي بصورة الناصح وتارة بصورة الداعي الحريص حتى تقفل عليه جميع الابواب بإذن الله.
فأعتقد أن على الانسان ان يجتهد في صلاته أن يخشع ويتدبر في ايات الله ولكن ان تمكن الشيطان وحاول ان يروغ منه فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها فلا يضيق صدرك اخي الحبيب ان حاولت الخشوع ولم تستطع وصار بينكما كر وفر, فمن يستطيع في هذه الايام ان يتم صلاته بدون التفكر بالامور الدنيويه إلا من رحم ربي.