ومن الزواج ما قتل ..!!!
حركة غير عادية في أرجاء البيت ، رائحة الطهي اللذيذ زكمت الأنوف ووصلت إلى آخر الشارع ،أم أحمد تصول وتجول في أرجاء المطبخ كنحلة نشيطة لا تكل ولا تمل تنتقل من صنف إلى صنف ، تلقي بتوجيهاتها إلى ابنتها الصغرى تارة ، ويرتفع صوتها بأوامرها الصارمة إلى الخادمة تارة أخرى ،
هل انهيت تقطيع البقدونس ، هل أضفت الملح للسلطة ،انتبهي للمقليات جيد اً، نورة قفي بجانب الفرن حتى لا تحترق الفطائر اللذيذة ...، في حين تولت هي المهمة الكبرى وانفردت بطهو وليمة الضيوف ذاك الخروف المسجى بداخل القدر كما جرت العادة في ولائم ومناسبات زوجها ...، فهو لا يحب طهي المطاعم ويرى أنه ماصخ ولا طعم له حسب تعبيره
أبو أحمد يحب اللحم مستوياً سأزيد حرارة النار قليلاً ، يجب أن يكون كل شيء على مايرام يجب أن أبيض وجهه أمام ضيوفه ، شعور غريب راودها هذا اليوم ونوبة من القلق الخفي سيطرت عليها ، ياترى هل كان السبب هذه الوليمة الكبيرة التي أرهقها إعدادها ؟؟؟لكنها ليست المرة الأولى التي تعد فيها هكذا وليمة فقد اعتادت منذ ارتبطت بزوجها أبو أحمد أن تعد هذه الولائم وأكثر وقد اشتهرت بين أصدقاء زوجها بمهارتها وتفننها في إعداد ألذ الأطباق ، هذه المرة كانت تشعر بمشاعر خفية أبو أحمد لم يبين لها مناسبة هذه الوليمة
كما أنها لا حظت تغيره منذ فترة وكثرة غيابه عن البيت في الأونة الأخيرة ، لكنها لم تتعود أن تسأل أبا أحمد أو تناقشه في شيء كان يطلب وهي تجيب يلقي أوامره فتسمع وتلبي بكل حب وسعادة ، وكان هذا ديدنها منذ ارتبطت بزوجها منذ عشرين سنة مضت .....تذكرت تلك الأيام الجميلة وكيف أنها بعد أن أنهت دراستها الثانوية اختارت أن ترحل مع فارس الأحلام وأن تودع الدراسة إلى غير رجعة ورغم الحاح أختها المتكرر عليها بأن تعود لمواصلة دراستها إلا أن حياة الزوج والأولاد قد أخذتها عن كل شيء وكثيراً ما كانت أختها تأنبها وتلومها على نسيانها لنفسها وذوبانها في حياة زوجها وشخصيته، لكنها تعودت هذه الحياة ورضيت بها وقفت بجانب زوجها وكافحت معه حتى حقق هذا المركز المرموق والمنصب العالي قطع عليها صوت تاأملاتها صوت رنين الجرس وهو يتعالى مسحت بيدها قطرات العرق المتساقطة على جبينها وسوت من شعرها المنكوش وحاولت أن ترتب قميصها المتسخ ببقايا الطماطم والكاتشب والشكولا ....توجهت إلى الباب في تثاقل ، لم تكن على استعداد لاستقبال أي زائر في ظل انشغالها باعداد وليمة زوجها فتحت الباب وكانت المفاجأة الغير متوقعة أخوها ناصر دفع الباب ودخل وهو يصرخ ويزمجر أيتها البلهاء المغفلة ماذا تفعلين ؟؟ما بك أنا مشغولة باعداد عزيمة أبو أحمد الليلة أيتها المسكينة العزيمة التي تعدينها هي وليمة فرحه !!!أبو ناصر تزوج عليك بأخرى سقطت أم أحمد مغشياً عليها نقل جثمانها إلى المغسلة في الوقت الذي كان أبو أحمد يزف إلى عروسه !!!!
( فكرة القصة حقيقية وقد استقيتها من خبر نشر في احدى الصحف المحلية )
__________________
لنوركـ أحتاج يا خالقي ..!
إذا ما ادلهمت خطوب الزمن ..
تنير فؤادي كي أطمئن ..
وأثبت عند اشتداد المحن
(وَأعْشَقُ عُمْرِيْ )
شمعة الظلام