خمس وعشرون سنة!

السلام عليكم
خطوط ومتاهات خطها الزمن على محيًّ قمحِيٍ
أتأملها...أتتبعها...مشدوهة حيرانة...أغوص معها إلى اللانهاية

شع نورٌآسر....لِطيفٍ حانٍ
من تلكما العينين الغائرتين
رباه....ماهذا النور الساحر؟
يأسرني ...يكبليني
وبلا حراك....أظل أراقب
لأصعق...حينما
رأيت ذلك الخيط النوراني الباهر
منسلا بتؤدة....وهدووء
من تلك المقلتين...ثائر!

ثرى...ضم يوما ما أركان بيتي
وعن يميني امتد حقلي الزاهي
بسواعد حبيبي صارت ذراته ذهبا
وعن شمالي...انبثقت عينٌ
لطالما ارتوت منها عنزاتي
وغير بعيد أظل أرقب صغيري
يجري بين أشجار الزيتون ضاحكا كملاكِ
أبعد جدائلي السوداء الفاحمة
إيه كم كانت سحرا لحبيبي
وأستعذب لهب الفرن
لأصنع لحبيبي وصغيري
خبزا عربيا سقيته
خلاصة حبي وروحي

أي بنيَّة خبزي... لم يأكله حبيبي ولا صغيري
بل داسته أقدام...طغاة قساة
باليسرى رفسوا خبزي...وزادي
واليمنى غرست بأحشائي
ويحي أسقطت وليدي !
جدائلي السوداء صارت باهتة!
حين عانقت الأرض صارخة من وجعي
ورفعت رأسي...ليتني ما رفعته!
لتغرس فأس خليلي في قلبي
حين...شج الجبابرة بها رأس صغيري
واها....لما رأيت...ويحي قتلوا صغيري!
وعلى الأكتاف حملوا حبيبي
أخذوه بعيدا ومعه قلبي
....رباه....سيعذبونه
...سيذبحونه....سيقتلونه...
آه....وآه.....ولآه
وغدوت وحيدة...
أتوسد الثرى كالموؤودة!

أي بنية.....
خمس وعشرون سنة..
نسجت بعدها فصول حكايتي
حين قررت أن يكون...الجهاد قبلتي
خبزي .......صار بارودا ورصاصا
ودمعي جف ...أملا في غد
تشرق فيه العروس الذهبية
بكل إباء شامخة غير خجلى ولا خائفة
يوم تبتسم الأرض العذراء
حين يرحل الظالمون خاسئين!


أي جدتي....
إني....على الدرب لسائرة
زينتي رصاص وخنجر....
وجهاز عرسي بنادق وبارود
وفي عيني يلوح طيف ذكرى
لنور عينيك....السرمدي
أورثه ....وليدي...ليورثه حفيدي

أي جدتي.....
روحي وقلبي وعقلي...
فدا ثرى أرضي المقدس الغالي
سلاحي إيماني ويقيني
بوعد رب جل جلاله...لا يخلف الميعاد
وسأظل ماضية....بدرب الجهاد
أبية حرة...مهما جار الأعادي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...

سويد لسويدى
مشكور عالمرور