المتنبي الشاعر المشهور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المتنبي الشاعر المشهور غنيٌ عن التعريف ... هو أحمد بن الحسين بن عبدالصمد أبو الطيب
الجعفي الشاعر المعروف بالمتنبي ..
كان أبوه يُعرف بعيدان السقا وكان يسقي الماء لأهل الكوفة على بعير له ,
وكان شيخاً كبيراً ...
فمولد المتنبي كان بالكوفة سنة ست وثلاثمائة , ونشأ بالشام بالبادية فطلب الأدب ففاق أهل
زمانه فيه , ولزم جناب سيف الدولة بن حمدان , وامتدحه , وحظي عنده , ثم صار إلى مصر
وامتدح الأخيشد , ثم هجاه , وهرب منه , وورد بغداد فامتدح بعض أهلها , وقدم الكوفة
ومدح ابن العميد فوصله من جهته , ثلاثون ألف دينار , ثم سار إلى فارس فامتدح عضد الدولة
بن بويه , فأطلق له أموالاً جزيلة تُقارب , مائتي ألف درهم ...
ثم دس إليه من يسأله , أيّما أحسن عطايا , عضد الدولة بن بويه أو عطايا سيف الدولة
بن حمدان ؟؟ .
فقال : هذه أجزل وفيها تكلُف , وتلك أقل ولكن عن طيب نفس من معطيها , لأنها
عن طبيعة , وهذه عن تكلُف ..
فذكر ذلك لعضد الدولة , فتغيظ عليه , ودس عليه طائفة من الأعراب فوقفوا له في أثناء
الطريق وهو راجع إلى بغداد , وقد نزل عند عين , تحت شجرة انجاص , وقد وضعت
سفرته ليتغدى , ومعه ولده محسن , وخمسة عشر غلاماً له , فلما رآهم قال : هلمّوا
يا وجوه العرب إلى الغداء , فلما لم يكلموه أحس بالشر .. فنهض إلى سلاحه وخيله ,
فتواقفوا ساعة , فقُتل ابنه محسن , وبعض غلمانه , وأراد هو أن ينهزم ..
فقال له , مولى له : أين تذهب وأنت القائل :
فالخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني ---- والطعنُ والضربُ والقرطاسُ والقلمُ
فقال له : ويحك قتلتني , ثم كر راجعاً , فطعنه زعيم القوم برمح في عنقه فقتله , ثم
اجتمعوا عليه فطعنوه بالرماح حتى قتلوه وأخدوا جميع ما معه ...
وذكر ابن عساكر أنه لما نزل تلك المنزلة التي كانت قبل منزلته التي قتل بها , سأله
بعض الأعراب أن يعطيهم خمسين درهماً ويخفرونه , فمنعه , الشح , والكبر , ودعوى
الشجاعة من ذلك ..
وقد كان المتنبي جعفي النسب , صلبيبة منهم .. وقد ادّعى حين كان مع بني كلب ,
بأرض السماوة قريباً من حمص , أنه علوي , ثم ادّعى أنه نبي يوحى إليه , فاتبعه جماعة
من جهلتهم وسفلتهم , وزعم أنه أنزل عليه قرآن , فمن ذلك قوله ( والنجم السيار , والفلك
الدوار , والليل والنهار , إن الكافر لفي خسار ) ...
وهذا من خذلانه وكثرة هذيانه وفشاره , ولو لزم قافية مدحه , النافق بالنفاق , والهجاء
بالكذب والشقاق , لكان أشعر الشعراء , وأفصح الفصحاء , ولكن أراد بجهلة وقلة عقلة
أن يقول ما يشبه كلام رب العالمين ..
وقد اشتهر بلفظة تدل على كذبة , فيما كان ادعاه من الإفك والبهتان ..
وقد قال بعضهم يهجوه :
أيُ فضلٍ لشاعرٍ يطلبُ الفضل --- من الناس بكرةً وعشياً
عاش حيناً يبيعُ في الكوفة --- الماء وحيناً يبيعُ ماءَ المحيا
وللمتنبي ديوان شعر مشهور , فيه أشعار رائقة ومعانٍ ليست بمسبوقة , بل مبتكرة شائقة ,
ومن أبياته :
كشفتُ ثلاثُ ذوائبٍ من شعرها --- في ليلةٍ فأرت ليالي أربعا
واستقبلت قمر السماء بوجهها --- فأرتني القمرين في وقتٍ معا
ومن ذلك قوله :
ومن نكدِ الدنيا على الحرّ أن يرى --- عدواً له ما من صداقتهِ بدُ
وله أيضاً :
وإذا كانت النفوسُ كباراً --- تعبت في مرادها الأجسامُ
وله أيضاً :
إذا ما كنت في شرفٍ مروم --- فلا تقنع بما دون النجوم
فطعمُ الموتِ في أمرٍ حقير --- كطعمِ الموتِ في أمرٍ عظيم
ولهُ من الأبيات كثيرة , ولكي لا نطول عليكم , نكتفي بهذا القدر من الأبيات ...
والله ولي التوفيق

تسلم لي اخوي شبعنا من عناهم على هالمعلومات
الجميله عن هذا الهرم الكبير ..

تقبل مني ارق التحية

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هتلر العرب    تسلم لي اخوي شبعنا من عناهم على هالمعلومات الجميله عن هذا الهرم الكبير .. تقبل مني ارق التحية

أشكرك جزيل الشكر على مرورك .. وأسعدك الله في حياتك

ولك مني أجمل تحية

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية