الإهداءات
 


 
العودة   منتدى مدينة تمير > الملتقى الادبي > هَمْس الْقَـgافِــي > همس الأعضاء
 

همس الأعضاء تهتم هذه الساحه بالشعر والنثر والصوتيات الشعرية الغير منقولة

آخر 10 مشاركات
|| جـمع الأدعــية والأذكـار والآحآديث الصحيحه || (الكاتـب : - )           »          آخبآر متجدده « من الصحف اليومــيه .. «●】 (الكاتـب : - )           »          الرياضة [ المحلية والعربية والعآلمية ] أخبآر متجدده بأستمرآر ..! (الكاتـب : - )           »          [. هآآتوا لي { القرآن } لا ضآآق صدري . ] | متصفح ( متجدد ) من القران الكريم | (الكاتـب : - )           »          اكتشافات طبيه وصحيه حسب نوع طعامك || متجدد.. (الكاتـب : - )           »          ( آلآحوال الجويه وتوقعآت الطقس من الصحف اليوميه ) .. (الكاتـب : - )           »          آعلآنات وظائف الصحف السعودية (الكاتـب : - )           »          ●• خزآمىَ الصَحآرى « للشعْر والخَوآطرْ ! (الكاتـب : - )           »          ܓ ضعْ [ مقالك ] هنا عزيزي القارئ ܓ (الكاتـب : - )           »          آخر مستجدات الحرب ضد الحوثيين ... (الكاتـب : - )

 
 
أدوات الموضوع
قديم 09 / 08 / 2004, 30 : 03 PM   #1
تميراوي


الصورة الرمزية أبو رندا
أبو رندا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 553
 تاريخ التسجيل :  24 / 07 / 2004
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 14 / 03 / 2007 (40 : 08 PM)
 المشاركات : 93 [ + ]
 التقييم :  10
افتراضي قصة المهادي ومفرج وعمشه - من جزءين



خرج الفارس محمد المهادي القحطاني في مقدمة قومه يقودهم غازياً من الجنوب إلى الشمال ، و نظراً لوجود حلف قديم بين قبيلة سبيع وقبيلة عبيدة من قحطان ... نزل المهادي ضيفاً على زعيم بني عامر من سبيع ، وكأن القدر يحمله من الجنوب إلى الشمال ليبدأ الفصل المؤلم في قصة (( مفرج وعمشه )) .
ففي طريقه إلى ديار بني عامر وهو في مقدمة جيشه وفرسانه ، رأي المهادي مجموعة من الفتيات يسترقن النظر إلى هؤلاء الفرسان العابرين إلى ديارهن ، ومع أن نظرات الصبايا كانت بريئة ، شاء الله أن تقع عين المهادي على عمشه من دون كل الصبايا .
عمشه التي رحل والدها وتركها تعيش في كنف عمها و ولده ( مفرج ) . و نسجت الأيام بينهما قصة حب نادرة ، لكن المهادي منذ أن رآها إشتعل قلبه بحبها ، فهو الفارس الذي ترك خلفه عشرات الصبايا من بنات قبيلته في الجنوب ، ولم تستطع إحداهن إمتلاك قلبه رغم أن الكثيرات أصابهن الغرام بفروسيته وشهامته وشعره وسيرته التي تملأ الآفاق ... رغم كل ذلك لم يخفق قلبه مثل تلك الخفقات العاشقه إلا عندما رأى ( عمشه السبيعيه ) التي أسرته بحسنها وعيونها التي تنساب كالفجر المشع من خلف البرقع ، لقد ادرك المهادي أن هذه الفتاة التي لا يعرفها ولا يعرف عنها شيئاً ولا عن نسبها ولا يعرف ما إذا كانت متزوجه أو مخطوبه .. هي التي يبحث عنها قلبه ، لذلك تبعها وتابعها بشكل غير مباشر إلى أن عرف بيتها وتأكد من ملامحها حتى يستطيع وصفها ..
ومن هنا .. إفتعل المهادي قصة لمرضه حتى يستطيع البقاء في ديار بني عامر أطول وقت ممكن .. وكان خلالها يبحث عن فارس مثله كي يبوح له بسره ، وأخيراً يجد المهادي ذلك الفارس الذي يمكن أن يأتمنه على سره . و على سر السبب الأساسي لبقائه.
لقد جرب المهادي العديد من فرسات قبيلة بني عامر.
ولكن اختياره وقع على ( مفرج ) .. إختار الحبيب لكي يكشف له أنه يعشق حبيبته ، ويريد الزواج بها ويؤكد له أنه لن يضحي بها تحت أية ظروف ، نزلت كلمات المهادي كالصاعقه على مفرج الذي ووضعته الظروف في هذا الإمتحان الصعب .
في الوقت الذي لا يستطيع أي فارس آخر أن يفكر في عمشه يأتي المهادي ... ذلك الضيف العزيز القادم من الجنوب يطلب مساعدته هو بالذات لتحقيق أمله في الزواج منها ... إنها صدمة لا يتحملها قلب ذلك الفارس العاشق مفرج ، فمنذ ان وصفها المهادي له ، عرف أنه يقصد (( عمشه )) لكنه أخفى أحزانه والآمه بداخله ،
وقاله لضيفه المهادي : لا تقلق .. غداً سوف آتيك بالخبر اليقين .
وذهب مفرج كما المطعون إلى والده يطرح عليه الموضوع ، ويأخذ مشورته ،
فقال له والده : الحرمه بدالها حرمه لكن وين نلقى عز مثل عز المهادي ؟؟
كان ذلك الرأي القاطع كحد السيف سبباً جديداً من أسباب مأساة مفرج ، لكنه امام رأي والده وصالح القبيلة وأخلاق الفرسان إتخذ القرار الصعب ، ورأى أن يضحي بمن أحبها إلى درجة الجنون لذلك الفارس الضيف .
ذهب مفرج إلى المهادي والألم يعتصر قلبه ، أشار عليه أن يأتي معه ليدله على البيت الذي رأى الفتاة تدخله ، ذهب معه ومفرج يدعو الله في سره أن لا يكون البيت بيت عمشه ... لكنها الصدمه تنوي الوصول إلى ذروتها ، فقد كان البيت بيت عمشه .. وكانت الفتاة المقصوده هي عمشه نفسها .. فضغط مفرج على مشاعره النافره ، وكتم صرخة مدويه تريد ان تنطلق من عمق صدره لتملأ فضاء الصحراء .
وبهدوء الشخص الذي أصابه الذهول نادى مفرج بصوت موجوع منخفض : عمشه .. يا عمشه
فخرجت عمشه ، لكنها تراجعت بسرعة البرق عندما رأت مع مفرج رجلاً غريباً .
وهنا سأل مفرج المهادي : هل هذه هي الفتاة التي تقصدها ؟؟
قال المهادي : إيه هي .. تكفى يا مفرج لا تضيع وتضيع حياتي
فرد مفرج على المهادي قائلاً : هذي أختي وحنا قبلنا بك زوجاً لها على سنة الله ورسوله ....................

وهكذا ... لم تغب شمس اليوم التالي إلا وعمشه عروساً للمهادي ، لكنها لم تخضع لتلك الظروف القاسية التي تريد ان تحرمها من حبيبها مفرج .
ففي حين كان المهادي يتهيأ للدخول إلى خدر عروسه ... لم يجدها تنتظره كعروس
بل وجدها تنتظره كفارس لا بد أن يواجه خصمه ويعلن أمامه الحقيقه .
وفي حين كان المهادي يحاول أن يكسر من حدة وشراسة عروسه ، كان مفرج قد توارى عن الأنظار والعيون التي تحاصره بالأسئله ، فالقبيلة التي ضحى بمحبوبته من أجلها إتهمته من أول ليلة بالجبن والنتازل عن حبيبته ، لقد أخذته نفسه إلى الأماكن التي كانت تحبها عمشه ، فحمل حزنه وألمه بإتجاه مبيت الأبل ليشكو إلى تلك الناقة الصغيرة التي تحبها عمشه وتطلق عليها إسم ( النعسانه ) إلى أن اصابته حالة من الهذيان وكأنه يحتضر . ظل يهذي ويبكي ويتألم ، ولم يفق إلا على صوت عمشه وهي تناديه بصوت يخترق الليل الدامس : يا مفرج ... مفرج ... يا مفرج
ولم يصدق اذنيه ، لكن تكرار النداء جعله يصدق أنها بالفعل عمشه التي تناديه ، وهاهو المهادي قادم معها .
ولكن مالذي حدث ؟؟؟

لقد قالت عمشه لزوجها المهادي كل شيء .. كل شيء
ولأنه فارس شهم قدر تضحية مفرج ، وحملها جميلاً على نفسه .
وشق سكون الليل قادماً إلى مفرج قائلاً له: غلبتني يا مفرج بطيبك .. لكن أنا رديتها لك
إقترب المهادي من مفرج ومدي له يده وهو يشرح له ما حدث بينه وبين عمشه .
يقول المهادي : ( يوم دخلت عليها لقيتها واقفه كالذيب ، حاولت أميل راسها بالشعر عيت ، وأنتفضت تقول لي : إسمع يا بن الحلال ترى مفرج مهوب أخوي ، مفرج ولد عمي وكنا متفقين على الزواج ، لكن مرض أمه هو اللي أخرنا )
وهكذا عرف المهادي القصة كلها ، وأراد أن يرد المعروف للفارس الذي ضحى بحبيبته من أجله ، وحفاظاً على سمعة عمشى .. لم يطلقها المهادي مباشره ، وإنما مكث عدة أيام في ضيافة والد مفرج بعد ان إتفق مع مفرج على أن يطلقها ، وخلال تلك الأيام كان مفرج والمهادي لا يفترقان لا ليلاً ولا نهاراً ، فتوطدت الصداقة بينهما لدرجة فاقت الأخوة ، وبعدها رحل المهادي إلى ديار قومه . ومن هناك أرسل الهدايا ومعها خبر طلاق عمشه ، فعادت الحياة إلى روح مفرج مره أخى ، وتزوجا وانجبا ، وبقيت مراسيل الصداقة توطد علاقة الفارسين أكثر وأكثر .
فهل يمكن لقصة بهذا الشكل أن تنتهي عند هذا الحد ؟

لا ... فهي ليست إلا بداية لقصة طويلة أخرى .
فقد درات الايام دورتها وانقضت عشرون عاماً ، واراد الله لها أن تكمل فصولها .
حيث ضاقت الدنيا على مفرج وزوجته وأولاده الثلاثه ، بعد ان فقد زعامة قبيلته وذهب عنه عزه وماله ، وتمكن الفقر والعوز من حياته ، فإتفق مع زوجته عمشه على الذهاب إلى ديار المهادي ، لينقذهم من قبضة الفقر التي لم يستطع محاربته .
لقد كانت هذه النقطة الفارقة في حياة مفرج ، حيث نفد صبره بعد ان ضاقت به الديار التي عاش فيها عزيزاً مكرما ، فعقد العزم على الرحيل .
ومع شروق اليوم العاشر كان مفرج وزوجته وأولاده على مشارف ديار المهادي ، فلم يكن أمامه خيار سوى اللجوء لديار المهادي ، وبالفعل ذهب إليه بعد ان فقد قدرته على إحتمال البقاء في ديار فقد فيها أبامه وأمه وماله .
وماهي إلا ايام قلائل حتى كان مفرج وزوجته واولاده ضيوفاً على المهادي الذي إستقبلهم بحفاوة منقطعة النظير ، و أمر أحدى زوجاته بأن تخلي بيتها بالكامل وتذهب إلى مكان آخر ليكون البيت داراً لمفرج وزوجته وأولاده ، و وجدت عمشه حفاوة من زوجات المهادي والنساء الأخريات ممن سمعن عنها وجئن لرؤيتها والتعرف عليها .
وقبل أن تغادر زوجة المهادي بيتها بعد ان تركته لزوجة مفرج .. قالت زوجة المهادي لعمشه : إن إبنها يذهب إلى المقناص مع أصدقائه ويعود في وقت متأخر من الليل وينام إلى جواري وهو لا يعرف بأننا تركنا البيت ، لذلك عليك الإنتظار حتى يأتي فتخبريه إلى مكاني .
إبتسمت عمشه وهي تودع زوجة المهادي فرحة بعد أن إستفر بهم المقام ، وفي الوقت الذي كانت فيه عمشه تراق نوم أولادها الثلاث وهم ينعموم بنوم عميق ودفء لم يشعرو به منذ وقت طويل ، كان مفرج هو الآخر ينعم بضيافة المهادي وربعه الذين أحتفو به ايما إحتفاء .
كان الليل مختلفاً في عيون عمشه التي اطلقت نظراتها تراقب قدوم زوجها أو إبن المهادي لتخبره الخبر ، ولكن غالبها النعاس وراحت في نوم عميق . ونسيت تماماً أن إبن المهادي قد يأتي إلى البيت في أي لحظة من القنص . نامت عمشه .
وفي تلك الأثناء كان حل موعد قدوم إبن المهادي الذي دخل كعادته متعباً ليسلم نفسه إلى النوم ، ولم تشعر به عمشا ، ولم يخطر بباله هو أن من ينام بجوارها ليست أمه . فأخذ النوم الإثنين .

كان مفرج يودع صديقه بهمسات تمطر المتبقي من الليل صدقاً ومحبه .. وكان مفرج يتشوف إلى رؤية زوجته وأولاده بعد أن إستقر بهم الحال ، وعندما إقترب من المنزل كانت رائحة عطر زوجته تعود به إلى ذكرايات الأيام الخوالي ، تلك الأيام التي طوتها الظروف الصعبة التي مرت بهم وجعلتهم يتركون ديارهم .
دخل مفرج ليطمئن على نوم أولاده ، وكانت قد جذبته رائحة العطر إلى حيث زوجته ، لكنه عندما دخل صعق من هو ما رأى ، لقد وجد جسداً آخر يتمدد إلى جوار زوجته ، ورفع الغطاء بسرعة البرق ، فإذا برجل ينام جنباً إلى جنب زوجته في فراش واحد ، لقد جن جنون مفرج ، فما كان منه إلا أن إستل سيفه وبلمح البصر أغمد السيف في ذلك الجسد الممد بجانب زوجته . لقد كانت الضربة القاضيه والخاطفة من مفرج بالسيف على الرجل أسرع من دهشة عمشه التي أفاقت من نومها العميق مفجوعة : وش سويت يا مفرج وش سويت ؟؟؟ هذا ولد المهادي يا مفرج يجي من المقناص تالي الليل وينوم جنب أمه ، وما درى إن أمه تركت لنا البيت .
سقطت كل الشكوك وتطايرت في الهواء ولمن يبقى لمفرج سوى أمل أن يقلب الجثه لعله يجد فيها روحاً ، ولكن إرادة الله قد نفذت .
جلست عمشه عند رأس الولد الميت تبكي ذلك الحظ العاثر ، ومفرج هو الآخر تحول إلى جثة ليس فيها إلا بقايا حياة ، لا يدري ماذا يفعل في تلك المصيبة التي حلت عليه في أول يوم يحل فيه ضيفاً على المهادي ، أول ليلة يحل فيها ضيفاً على المهادي يقتل ولده ، يالها من حيره ماذا سيفعل ؟؟


ترقبوووووووووو الجزء الثاني من قصة المهادي ومفرج و عمشه


ولكم تحياتي


 

قديم 09 / 08 / 2004, 22 : 04 PM   #2
تميراوي سوبر


الصورة الرمزية ولدعنبر
ولدعنبر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 56
 تاريخ التسجيل :  14 / 11 / 2003
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 05 / 02 / 2015 (13 : 01 PM)
 المشاركات : 2,025 [ + ]
 التقييم :  1120227
افتراضي




مشكوووووور على هذه القصه الرائعة

وفي انتظاااااار باقي الجزء الثاني منها

ابسرعة لا تعلقنا


 

قديم 09 / 08 / 2004, 10 : 05 PM   #3
VIP


الصورة الرمزية هادي
هادي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  21 / 10 / 2003
 العمر : 54
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 16 / 09 / 2010 (02 : 07 PM)
 المشاركات : 9,017 [ + ]
 التقييم :  9967
افتراضي



والله انسجمت انا مع القصه

بس عجل علينا بالجزو الثاني

ترااانا على جمر

ومشكوور يا ابو رندا بدايتك معنا بهالقصه

وينك عنا من زماااااااان

حياك الله بيننا يالغالي

سلام


 

قديم 10 / 08 / 2004, 05 : 02 AM   #4
تميراوي


الصورة الرمزية أبو رندا
أبو رندا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 553
 تاريخ التسجيل :  24 / 07 / 2004
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 14 / 03 / 2007 (40 : 08 PM)
 المشاركات : 93 [ + ]
 التقييم :  10
افتراضي



يا هلا والله ويا غلا بالغالين

أخوي ولد عنبر
وأخوي هااادي



هلا فيكم ويا مسهلااااا


بصراحه انا كنت مخطط إني ما أنزل الجزء الثاني من القصة إلا بعد ما أشوف حماس باقي الأعضاء وكنت ما راح أنزل الجزء الثاني إلا بعد ما يرد على الموضوع خمسة أشخاص على الأقل



ولكن ردودكم يا أخوي ولد عنبر ويا أخوي هااادي بردت قلبي

و تسوى عندي ردود كل أعضاء المنتديات

ولأجل عيونك أنت يا ولد عنبر ويا هااااادي

أبنزل الجزء الثاني الحييييييييييييييييييييييين


و بسم الله نبدأ الجزء الثاني من القصه


جلس مفرج يفكر ويفكر ثم إهتدى إلى أهن يذهب إلى المهادي ويقص عليه القصة المفجعه ويسلمه نفسه فإن شاء أعتقه وإن شاء قتله .
ذهب مفرج إلى المهادي تملأه الحسره ، وعندما قص عليه ما حدث أغلق المهادي فم مفرج كي لا تسمعه زوجته – أم المقتول – وخرج به من المنزل ، وبشهامة العرب تكتم المهادي على الخبر ، وحبس أوجاعه على فقد أبنه بداخله ، وذهبا معاً إلى حيث الجثه ، ألقى المهادي نظرة أخيره على إبنه المقتول ، وإستحلف مفرج وزوجته بألا يخبرو أحداً بما حدث وأن يتركا الأمر لحسن تدبيره ، وبقلبٍ لا يعرف التردد حمل المهادي إبنه ذاهباً به إلى المكان الذي تعود اللعب والجلوس فيه مع أبناء القبيلة ، ووضعه بجوار شجرة وهو يتمتم لإبنه الميت بقوله ( والله لو قتلك مية فارس غير آخذ بثارك يا وليدي لكن هذا الرجل اللي قتلك ما كان يقصد يقتلك هذا يا وليدي مثل أخوي وأكثر ) و إستمر المهادي يهجس بقصته وصداقته لمفرج على إبنه ، وبعد ان أطمأن المهادي على جثة إبنه من انها بعيدة عن السباع كي لا تنهشها ، ذهب المهادي إلى داره منتظراً الخبر ، وما هي إلا دقائق حتى جاء من يصرخ ( سالم مات .... سالم مات ) فتسابق الرجال والنساء وفي مقدمتهم المهادي إلى مكان الجثه ، وعندما وصل إلى هناك ثار وطالب الجميع بأن يدلوه على قاتل إبنه ، ثم إستمر يضغط على قومه حتى إجتمع كبار القبيله وشيوخها وطلبو منه أن يحدد دية تدفع عن إبنه المقتول طالما ان جميع أفراد القبيلة موضع إتهام ، وكان هذا هو ما يريده المهادي ، حيث طلب ناقة عن كل رجل ، وقبلت القبيلة بهذا الشرط ، بعدها قسم المهادي الدية إلى قسمين :
قسم قدمه إلى ام المقتول في نفس الوقت
وقسم أعطاه فيما بعد لمفرج
المهادي بهذه الخطوه يثبت لمفرج بأنه سامحه عن قتل ولده .

وهكذا ... مرت ثمان سنوات ... والمهادي يجلس مع مفرج قاتل ولده وعمشا تجلس مع أم القتيل وهي تكتم في قلبها سر مؤلم ...

بعد ثماني سنوات .. فوجيء مفرج بأن صديقه المهادي يطلب منه الرحيل ، فعندما كانو يلعبون ( الشيزه ) ألمح المهادي بطريقه غير مباشره بأنه لا يريد بقاءه حيث قال له أكثر من مره ( إرحلو ولا رحلنا ) بدلاً من كلمة ( إلعبو ولا لعبنا ) التي إعتاد ان يقولها له كلما لعبو الشيزه .
وصلت الرسالة إلى مفرج
وضاقت في وجهه الدنيا وتعب من التفكير في السبب الأقوى من قتل الولد ، لقد قتل مفرج إبن المهادي ومع ذلك لم يطلب منه الرحيل ..

وبالتالي .... فهم مفرج بأن هناك ما هو أقدح واشد من القتل ، ولكن ما هو بالضبط ؟؟ لا يعرف .
فكر ان يذهب إلى المهادي ويسـتأذنه في المغادره فإن منعه إمتنع ، وإن وافق فهذا يعني أن هناك مشكلة كبيره لا بد من معرفتها .

في الصباح ... كانت مقابلة المهادي لمفرج فاتره على غير العادة .. وكانت هذه رسالة أخرى لطلب الرحيل بطريقة غير مباشره .
عاد مفرج إلى البيت مسرعاً وأسرع بالرحيل .

ورحل مفرج عن المهادي إلى جهة لم تكن محدده

فأخذته دروب الصحراء وهو يفكر في كيفية معرفة ما حدث

ثم إهتدى إلى فكره يمكن أن يعرف بها السبب الذي جعل المهادي يطلب منه الرحيل
لقد كان المهادي شاعراً يغني همومه على الربابه وقت الضيق ، يغنيها بعد ان تنام العيون وتهدأ الجفون و مفرج كان يعرف عنه هذه العادة .
ترك مفرج زوجته و أولاده عند راحلته في مكان غير بعيد عن مشارف قبيلة المهادي وعاد أدراجه إلى قبيلة بني عامر بعد ان نامت العيون وهدات الجفون وإتجه مباشرة إلى المكان الذي يعرف أنه المهادي كان يشكي على الربابة همومه . أختبأ مفرج خلف شجره قريبة من المهادي سمع مفرج المهادي يعزف على الربابه وينشد :
يقول المهادي والمهادي محمد ** لا واعلتي جميع الورى ما درى بها
أنا إن بينتها بانت لرماقة العدا ** وان كنيتها ضاق الحشا بالتهابها
ثمان سنين وجارنا مجرم بنا ** وهوكما واطي جمرة ما درى بها
رحل جارنا ما جا منا رزيه ** ول جتنا منه ما جاه عتابها
نرفو خمال الجار إلى داس زله ** كما ترفو بيض العذاري ثيابها
ترا جارنا القالط على كل طلبه ** لو كان من يقلى شهود غدا بها
الأجواد مثل العد من ورده ارتوى ** والأنذال لا تسقي ولا ينسقى بها
الأجواد مثل الزمل للشيل ترتكي ** والأنذال مثل الحشو كثير الرغا بها
إلى أن وصل إلى البيت الذي كشف السر لمفرج والذي يقول فيه :

ولي عجوز من سبيع آل عامر ** مضيعه غرّانها في شبابها


هنا فهم مفرج أن ذنباً كبيراً قد أقترفه أحد أبنائه ، ومع ذلك فإن المهادي ظل محتفظاً بمحبة مفرج وصداقته ، ففي قصيدته نفسها يقول المهادي :
أقسمت يا أرض خلت من مفرج *** ما أبغاها ولو هي زعفران ترابها


عاد مفرج إلى حيث ترك زوجته وأولاده وهو عاقد العزم على أختبار أبنائه الثلاثه بعد أن تيقن بفطنة الفارس العربي أن شيئاً قد فعله أحد أبنائه يتعلق بــ ( نوره ) بنت المهادي ، فلا شيء غير الشرف يمكن أن يكون سبباً فيما حدث .
وظل طول طريقه إلى زوجته وأولاده يفكر كيف يختبر أبنائه الثلاثه
وعندما وصل .. كانت الفكره قد إختمرت في رأسه وعقد العزم على تنفيذها .
إستدعى مفرج إبنه الأكبر .. وقال له : المهادي باعنا وطربنا من ديرته وأنا والله مانيب متحسف على شي أكثر من تركنا لبنته نوره ما كسبناها لا في حلال ولا في حرام ... نظر الإبن إلى الأب بدهشه .. ألح الأب على الولد وأكثر الإلحاح لعله يأخذ من إبنه كلمة تدينه .. لكن الإبن كان شهماً فقال لأبيه : والله لو تنطبق السما على الأرض ما اخون جاري في محارمه ، وهذي يا بوي جارتنا مثل اختنا .
فرح مفرج بإبنه وبعفته وشهامته ..
ثم رتب لإختبار الأوسط ....
ومثلما أغرى إبنه الأكبر حاول إغراء إبنه الأوسط وحاول معه مثلما حاول مع اخيه الأكبر ولكنه قطع الشك باليقين بأنه لايمكن أن يفعل هذا الشيء .
فرح مفرج بعفة وشهامة ولديه ، ولكن فرحته بولديه عكرها إبنه الأصغر ، فعندما قال له والده بقصد الإيقاع به ( يوم كنت في عمرك كنت سيد النساء ، ولو انا في عمرك الأن ما ارحل من ديار المهادي إلا وانا مجتمع مع بنته نوره يا حلال يا حرام )
وبسرعة وقع المذنب في الفخ ....
فقد رد الإبن الاصغر على أبيه قائلاً : لو تأخرنا يوم واحد عن الرحيل كان أخذت بنت المهادي بالحرام ... و بدأ يصف لأبيه محاسنها ويقص لأبيه كيف كان يتلصص عليها ، وكلما كان حديثه يطول كانت ثورة الغضب تشتعل في دم والده ،،، فلم يطق سماع أكثر مما قيل فسحب سيفه ،، فماهي إلا لحظات إلا ورأس إبنه يتدجرج على رمال الصحراء
لقد قتل مفرج ابنه
وحمل رأسه تاركاً بقية جسده لسباع الأرض .
وحينما وصل مفرج إلى زوجته وأولاده أخفى رأس الإبن الأصغر عنهم و سألهم : لو إن الرزيه اللي لحقتنا كانت من الصغير وش يسوى به ؟
وكلهم أجمعو الرأي على ضرب رأسه وإرساله إلى المهادي .
مع أن هذا كان مجرد كلام من خلف قلب الأم او الأخوين إلا أن مفرج لم يدع لهم مجالاً ليتراجعو عما اجمعو عليه .... فألقى برأس أخيهم أمامهم وأمام الأم .. لقد كانت ليلة عصيبه .. وفي منتصفها أرسل مفرج إبنيه برأس اخيهم إلى المهادي .
قطع الأخوين الطريق بحزن على ما حدث بإتجاه بيت المهادي الذي كان يأنس فيه بالناس ..
وحينما وصلو إلى بيت المهادي .. رآهم المهادي من بعيد في حالة يرثى لها .. فصرخ فيهم قائلاً : مفرج فيه شي ؟؟؟
لكن الجواب كان كلاماً كثيراً أختصره رأس أخوهم الاصغر الذي القوه بين يدي المهادي .
وبغصة حزن عاليه صرخ المهادي : والله أخطيت يا مفرج والله أخطيت يا مفرج ..

وحمل المهادي الرأس المقطوع وهو يصرخ بكل صوته قائلاً : يا ويلك يا المهادي يا ويلك يالمهادي .
ثم يحتضن إبني مفرج الذان حملا رأس اخيهما وهو يبكي ويشكو ويقول بنبره يغلفها الحزن و الألم : ( والله أخطيت يا مفرج .. والله اخطيت )
فكست الوجوه الدموع لأن مفرج إختار أصعب الحلول ليرضي صديقه ، ويكفر عن الذنب الذي إقترفه إبنه .
ذلك الحل الذي لم يكن يريده لا هو ولا زوجته ولا حتى المهادي نفسه .. لكن المهادي كان كعادته كريماً حكيماً ،، فلم تقطع تلك الأحداث علاقة الصداقة التي رسختها السنوات الطويله ،،


وبعد أن هدأت دقات الوجع ، وبدأ الحزن يخبو قليلاً ، كانت بنت المهادي من نصيب إبن مفرج وفارسه الأكبر الذي يعقد عليه الكثير من الآمال في إسترداد عز جده الذي فقده والده ، وبعد زواج إبن مفرج وقويت مشاعره بضرورة إستعادة الحق الضائع .

وهذا ما حدث بالفعل ،

بعد الكثير من سنوات التغرب عن الديار ، عاد مفرج إلى ديار عشيرته منتصراً بفروسية ولده الأكبر ليعود إليه الحق المسلوب .. ويسجل التاريخ واحدة من أجمل وأروع قصص الشهامة التي عاشتها الجزيرة العربية التي كانت دائماً مسرحاً للعديد من الأحداث .




ولكم تحياتي


 

قديم 10 / 08 / 2004, 50 : 08 AM   #5
VIP


الصورة الرمزية هادي
هادي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  21 / 10 / 2003
 العمر : 54
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 16 / 09 / 2010 (02 : 07 PM)
 المشاركات : 9,017 [ + ]
 التقييم :  9967
افتراضي



والله القصة المتميزه

تسلم يمينك اللي كتبت هالكلام

والقصيده روووووعه

بس ياقو جبروت مفرج اللي طير راس ولده لكن تبي الصدق يستاهل

الردي هذا جزااااه

قل آآآآآآمين

الله يجزاك خير ويعافيك على هالقصة

مشكووووووووور


سلام


 

قديم 10 / 08 / 2004, 15 : 01 PM   #6
تميراوي نشيط


الصورة الرمزية نور العين
نور العين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 21
 تاريخ التسجيل :  02 / 11 / 2003
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 05 / 06 / 2006 (30 : 10 PM)
 المشاركات : 237 [ + ]
 التقييم :  2334644
افتراضي




تسلم على هذي القصه

ماشاء الله عليك

القصه اكثر من جميله

تسلم لنا



 

قديم 10 / 08 / 2004, 46 : 01 PM   #7
تميراوي


الصورة الرمزية أبو رندا
أبو رندا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 553
 تاريخ التسجيل :  24 / 07 / 2004
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 14 / 03 / 2007 (40 : 08 PM)
 المشاركات : 93 [ + ]
 التقييم :  10
افتراضي



السلام عليكم

يا هلا فيكم يا غالين

أخوي هاادي

وأخوي ولد عنبر

وأختي نور العين

شاكر لكم تفاعلكم وتواصلكم الدائم


وأتمنى إني اكون دائماً وأبداً عند حسن ظنكم وان افيد هذا المنتدى بما أستطيع


ولكم مني جزيل الشكر والعرفان على ردودكم التي جعلتني أشعر بإنتمائي لهذا المنتدى الرائع


ولكم تحياتي المعطرة باريج الأخوه والمحبة الدائمة بإذن الله


 

قديم 10 / 08 / 2004, 06 : 02 PM   #8
موقوف


الصورة الرمزية مثير
مثير غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 385
 تاريخ التسجيل :  24 / 03 / 2004
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 09 / 03 / 2012 (48 : 05 AM)
 المشاركات : 50 [ + ]
 التقييم :  10
افتراضي




قصه مؤثر وتحز في النفس وكيف الانسان اهم ما عنده جاره

بارك الله فيك

اخوك مثير


 

قديم 19 / 08 / 2004, 00 : 10 AM   #9


الصورة الرمزية UMTUTU
UMTUTU غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 18
 تاريخ التسجيل :  01 / 11 / 2003
 العمر : 38
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 20 / 11 / 2005 (09 : 09 PM)
 المشاركات : 1,734 [ + ]
 التقييم :  5738336
افتراضي




تسلمووووو ابورندا

القصه جميلة جدا ومعبره وتحمل معاني كبيره

لك كل تقدير


ام توتو


 

قديم 24 / 08 / 2004, 57 : 07 AM   #10
تميراوي


الصورة الرمزية أبو رندا
أبو رندا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 553
 تاريخ التسجيل :  24 / 07 / 2004
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 14 / 03 / 2007 (40 : 08 PM)
 المشاركات : 93 [ + ]
 التقييم :  10
افتراضي



أهلاااااااااااااااااااااااااااااااااا


شاكر لكم اخواني على تشريف الموضوع بمروركم الرائع وعلى ردودكم الرائعه




وأعتذر لكل شخص منكم على تأخري بالرد



ولكم تحياتي


 

 

مواقع النشر (المفضلة)

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 34 : 11 PM.


تصميم وتطوير سفن ستارز لخدمات الاستضافة والتصميم