« فرج » يسدل الستار عن أطول غربة قضاها سعودي بالخارج

08 / 12 / 2007, 40 : 05 PM

فرج لحظة وصوله مطار الملك فهد أمس

فرج يقبل أحد أحفادة في المطار مساء أمس

حمدان سفر – الدمام ، دارين
وصل مساء أمس فرج بن عبدالله مبارك والشهير بـ «تائه دبي» إلى مطارالملك فهد الدولي بالدمام مودعاً 40 عاماً قضاها مواطناً متغرباً. وكان في استقباله لدى وصوله إلى أرض المطار رئيس الجمعية الخيرية بجزيرة دارين عبدالرحمن العفيجي وعمدة دارين سامي العميري ومشرف عمليات الصالة محمد كمال واقربائه وعلى رأسهم سلمان البنعلي وأحفاده من ابنتيه اللتين كانتا بصحبته أثناء عودته إلى أرض الوطن و جمع من أهالي دارين. وقد كان في وداع فرج مبارك أثناء مغادرته لمطار دبي نائب القنصل العام بدبي منيف العنزي والذي سلمه الوثائق الرسمية من القنصلية السعودية بدبي والتي بموجبها سمح له بمغادرة المستشفى والعودة إلى مسقط رأسه بجزيرة دارين وكذلك تذكرة سفر على نفقة السفارة بدبي وكانت لحظة وداعه من قبل أطباء وطاقم مستشفى راشد بدبي مؤثرة حيث اضطر موظفو المستشفى الذين مكث لديهم ما يقارب العام والذين لديهم إجازة أسبوعية أن يقطعوها لتوديعه والدعاء له بطول العمر ليعوض ابنتيه طيبة وخديجة ما فاتهما وكان وصول فرج مبارك إلى صالة الاستقبال بمطار الملك فهد لحظة سبقتها الدموع قبل العبارات فرحاً وابتهاجاً بقدوم هذا الغائب العائد من دبي.
لحظات تاريخية
وقال فرج مبارك لـ«اليوم» لحظة وصوله أن هذه اللحظة تاريخية في حياته حيث أحس بكل معاني الحياة من هواء ووجوه الناس وكان يلهث بالدعاء إلى كل من ساعده في العودة إلى أرض الوطن بعد تلك العقود التي لم يحس من خلالها بأي طعم للحياة. وقدم فرج شكره لولاة الأمر بهذه البلاد المباركة ومسئولي القنصلية السعودية بدبي على تلك الوقفة الحانية حيث أحسست بقيمة هذا الوطن من تلك الوقفة وأن أبناء الوطن جزء لا يتجزأ من اهتمامات هذه الدولة المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما برعايته.
وذكر فرج أن تواصل أهالي دارين وعلى رأسهم رئيس الجمعية الخيرية بجزيرة دارين عبدالرحمن العفيجي وعمدة دارين سامي العميري منذ معرفتهم بوضعي كان له الأثر النفسي علي مع ما أعانيه من كبر في السن وتعب السنين التي قضيتها تائها بدبي. وأكد فرج مبارك أن أكلة خبز بدارين أفضل من مفاطيح خارج الوطن وقد رفضت تناول الطعام طوال أمس من شدة الفرح بعودتي إلى وطني وابنتي.
وطن يستحق أن أقبل ثراه
وقال فرج مبارك أنه وأثناء استقباله في المطار لم يعرف أحداً من مستقبليه غير طيبة أهالي جزيرة دارين وشيمتهم وعطفهم فيما بينهم وكرامتهم حيث أحسست بأن المطار يغني فرحاً باستقبالهم لي كأحد أبناء جزيرة دارين التي أخذت على نفسي وعداً أن أقبل ترابها الذي ولدت على ثراه وهذا الوطن يستحق أكثر من ذلك فهو الأمان وراحة البال.
وأضاف فرج مبارك لعل ما يفرحني أكثر أنني سأشاهد الألعاب الشعبية التي تتميز بها جزيرة دارين والتي نسيتها بمغادرتي قبل أربعين عاماً.
لحظة مفصلية
من جهته أكد رئيس جمعية دارين عبدالرحمن العفيجي أن لحظة وصول فرج كانت مفصلية من حيث عودة ابن من أبناء هذا الوطن المعطاء بقيادته الحكيمة وأبنائه الذين يقدسون ترابه وثراه فهو أرض الحرمين ومهبط الوحي فمهما طالت الغربة وحالت بعض الظروف عن عودة أحد أبنائه فهو يهواه ويقدسه.
وذكر العفيجي أن أهالي دارين لم ينسوا فرج منذ أربعين عاماً بل يذكرونه في كل الأوقات التي يعيشونها على جزيرة دارين، وأن ابنتيه كانتا تتمنيان هذه اللحظة منذ طفولتهما والحمد لله تحققت بفضل الله ثم بفضل جهود المسؤولين في هذه البلاد المباركة.
وأضاف العفيجي أن فرج مبارك لم تتغير ملامحه الرئيسية حيث يذكر شكله قبل أن يغادر جزيرة دارين قبل أربعين عاماً وقال العفيجي كان عمري وقت ذلك قد تجاوز العقد الأول.
من جهته قال عمدة دارين سامي العميري أن فرحة عودة العم فرج عمت أهالي جزيرة دارين بل عمت أهالي المنطقة الشرقية حيث عاشوا لحظة قرب عودته ساعة بساعة، فشكراً لحكومة خادم الحرمين وسمو ولي عهده الأمين والمسئولين عن عودة فرج.
وكشف العميري أن أهالي دارين سيقيمون حفلاً بهيجاً مساء اليوم بمناسبة عودته إلى أرض وطنه ومسقط رأسه جزيرة دارين حيث ستتخلله الألعاب الشعبية التي كان يهواها في صباه.
من جهة أخرى ذكر محمد حسن اليامي زوج خديجة ابنة فرج أن الفرح والسرور الذي عمنا جميعا بمقدم العم فرج إنما هو نتيجة لشوقنا له منذ زمن بعيد وأنا سعيد بسعادة ابنائي بمقدم جدهم والذي كانوا ينتظرون عودته.
وذكر اليامي أن وقفته مع زوجته خديجة لإنهاء إجراءات عودة والدها فرج ما هي إلا أقل واجب يقدمه لوالد زوجته وجد أولاده والحمد لله أنه وصل إلينا فنحن مغمورون بالفرح وسنعيش هذه اللحظة ما حيينا فالحمد لله اولاً وأخراً.
وقال محمد راشد العميري أن وصول العم فرج أنسانا كل الترقب لهذه اللحظة، والتي لن ننساها كأقارب لفرج ومن سكان جزيرة دارين.
لقطات من استقبال
* تفاجأ الحضور لاستقبال فرج مبارك بعاصفة من التصفيق والزغاريد لحظة ظهور فرج على الجميع.
* وقت وصوله نثرت الورود والنقود ابتهاجاً بمقدمه بعد هذه الغيبة الطويلة.
* كان من الملفت خروج الأطفال بشكل تلقائي من بين الحضور وجمعهم للنقود.
* حظي استقبال فرج بإلتفاف من في صالة القدوم بما فيهم موظفوا الخدمات الارضية بالخطوط السعودية والمتواجدون من المواطنين والمقيمين والعمال.
* تميز استقبال فرج بالزخم منذ وصوله إلى مغادرته أرض المطار.
* تواجدت وسائل الإعلام المختلفة من مقروءة ومرئية.
* كان أحد أحفاده لحظة انتظار وصوله يتساءل متى أشوف جدي.
* كانت الرحلة التي أقلته على الخطوط السعودية رقم 557 هي الأهم حيث كانت محط الإهتمام والترقب من قبل الجميع.
* قدم الإعلاميون شكرهم لمسؤولي المطار لتعاونهم في نقل الحدث وخاصة مشرف عمليات الصالة محمد كمال

المصدر: جريدة اليوم