من يحمي النصر من إعلام النصر؟
عدنان جستنيه
27/09/2007
الرياضيه
لم يكن الرمز النصراوي الأمير الراحل (عبد الرحمن بن سعود) شوكة عالقة في حلوق البعض من أعضاء شرف نادي النصر فحسب أثناء فترة رئاسته (رحمه الله) لهذا الكيان الكبير الذي ارتبط باسمه وشخصيته المحبة والقوية جدا إنما أيضا شوكة عالقة في حلوق الكثير من الصحافيين الذين كانوا في ذلك الوقت يحسبون له ألف حساب وبالذات صحافيون نصراويون كانوا يتفننون بالكتابة عن المنافس التقليدي نادي الهلال تخفيا وهروبا يقيهم من تصريح ساخر يأتي بمثابة درس يمنعهم من الكتابة والكلام.
ـ رحم الله تلك الأيام التي كان النصر فيها تحت نفوذ وهيبة رجل لا يمكن لأي صحفي نصراوي أن يفتح فمه بما لا يعلم أو يمسك قلمه لينتقد حسب أهوائه على عكس اليوم الذي أصبح الكل يكتب ناقدا منتقدا كل شيء في النصر لمجرد هزيمة واحدة وحتى نتيجة التعادل أصبحت تقلب موازين الرأي رأسا على عقب دون إدراك لمرحلة تحتاج إلى صبر وإلى تضافر الجهود من كافة النصراويين ليعود النصر كما كان شامخا قويا يصعد لمنصات التتويج محققا البطولات.
ـ استمعوا لما يطرحه الإعلام المرئي الذي يمارس أسلوب (كش التراب) واقرأوا ما يكتب في الصحافة.. الدنيا قامت وقعدت لمجرد الخسارة من فريق نادي الوطني.. ويا للعجب هذا الكيان النصراوي تحول إلى مأتم وضرب ومضروب بعد (خمسة الاتحاد) وكأن هذه الهزيمة هي النهاية المؤدية به إلى نفق مظلم.
ـ المنتديات النصراوية التي لم يكن لها وجود في عهد (أبو خالد).. هذه هي اليوم تقوم بدور خطير جدا بتأجيج مشاعر الجماهير وإثارة البلبلة بطريقة غير حضارية شاهدنا ملامحها في أكثر من مظهر خارج عن الروح الرياضية تماما صحيح أن هناك آراء تتسم بالعقلانية وتستحق الاهتمام بها والتقدير أيضا إلا أن الغالبية أخذت طابع الانفعال.
ـ أدرك تماما غيرة الجماهير النصراوية على ناديها وأحس بمدى الكثافة الجماهيرية التي بدأت تتسع مساحتها وما يختلج في نفوسها من مشاعر ألم تأثرا بحال فريق كرة القدم الذي لم تنصلح أوضاعه منذ سنوات وطال الانتظار لعل وعسى أن تتغير الأوضاع برحيل إدارة وقدوم إدارة جديدة ولكن الآمال والتطلعات ذهبت أدراج الرياح (والشكوى لله) هذا حال لسان كل مشجع نصراوي.
ـ مع تقديري التام لكل هذا الحب الجارف والغارق في انتماء العاشقين إلا أنني أرى أن هناك ظلما فيه من القسوة على الإدارة النصراوية التي عملت واجتهدت من الموسم الماضي وتجاوبت مع الكثير من الآراء والمقترحات وأعدت خططا قصيرة وطويلة الأجل وضحت بالمال في سبيل إيجاد فريق يتوافق مع مرحلة تحتاج إلى نفس طويل وصبر لا يضاهي صبر (أيوب) إنما يكون على مستوى يتماشى مع منطق نقطة تحول قابلة لكثير من المنعطفات التي سترسو في نهاية الطريق على خط يؤدي إلى بلوغ النجاح المأمول والمطلوب.
ـ صبرا يا صحافة النصر وإعلامه الذي أصبح الآن قويا ومؤثرا في وقت كان في فترة يخشى من (دبيب النملة) فلتكونوا عونا لـ (الرئيس ونائبه) ودعما لأعضاء شرفه (المخلصين) فملامح أداء الفريق من وجهة نظري تدعو إلى الاطمئنان والتفاؤل وإن كنت لا أنكر وجود عيوب وأخطاء ولكن الزمن كفيل بعلاجها وأحسب أن (الخمسة) الاتحادية هي بداية التصحيح مع أن التعادل والهزيمة الثقيلة في عالم المدورة أمر وارد خاصة إذا نظرنا لفريق نادي الوطني برؤية الروح المتجددة الطامحة للبناء في دوري الأقوياء نجد أن التعادل معه على أرضه نتيجه معقولة إلى حد ما خاصة وأن الفريق الاتحادي حصل له هو الآخر نفس الشيء وخرج بنقطة.
ـ وما الخسارة (الخماسية) إلا نتاج حماس اتحادي بعد تغيير المدرب وفرص (جاءت في الجيب) صنعها اللعب بملعب مفتوح تسبب فيها مدرب عبر تقديرات خاطئة لعدم معرفته بالفريق الاتحادي ودون إدراك منه عن لاعب ونجم اسمه (محمد نور) والذي ينبغي محاسبته لإهماله موهبة لاعب ونجم قادم يدعى (أحمد المبارك) الذي من الممكن أن يكون خليفة (فهد الهريفي) لو وجد من يعتني به مثل الاعتناء الذي وجده (سعد الحارثي) وصناعة نجم حظي بالدعم والتشجيع.
ـ ثقوا تماما أن النصر عائد للانتصارات والبطولات بشرط أن تعطوا الثقة للاعبين وقليلا من الصبر عليهم لموسم واحد وإن لم يعد النصر واستمر في غيابه فتلك مسؤولية إعلام كان ظن الراحل (أبو خالد) في محله حينما عزلهم عن النصر.
|
آخر 10 مشاركات
28 / 09 / 2007, 59 : 01 PM
