سامي الجابر بداية النهاية

أحمد الذروي ـ الرياضي

تخلت كل صفات لاعب كرة القدم عن مهاجم الهلال سامي الجابر الذي يوشك على وداع الملاعب الرياضية ولم يتبق من موهبة الجابر سوى تصريحاته التي بدأ مؤخرا يحاول بها أن يعوّض غيابه الفني عن المشاركة في مباريات الفريق الهلالي بأحاديث للصحافة ووسائل الإعلام التي بات فيها الجابر بارعاً كبراعته عند انطلاقته في عالم الكرة وتحديدا قبل تسعة عشر عاما عندما سجل ستة أهداف في مرمى الرائد·

الجابر الذي كان ملء السمع والبصر والفؤاد بالنسبة للجمهور الهلالي أصبح اليوم في وضع لا يليق بلاعب قدم موهبته للهلال في فترة مضت ليصبح يستجدي المشاركة وإن شارك فهي لدقائق في مباريات لا تمثل أي أهمية للفريق الأزرق، كما أنه بات في حيرة من حسم موقفه من المواصلة مع فريقه هذا الموسم أو الاعتزال خاصة بعد تردد اسمه حول استقالة طارق التويجري نائب رئيس الهلال الذي أصر على مواصلة نشاطه في الهلال·


قصة الاعتزال

وأمام هذا التجاهل الذي أصبح يقابل به الجابر كان لابد له أن يتحرك ولتصبح وسائل الإعلام الملاذ الوحيد لأن يقدم اللاعب نفسه ويذكر بها الجماهير الهلالية في ظل وجود المهاجم المتألق ياسر القحطاني·

ولعل اختلاق قصة الاعتزال وما يصاحبها من تداعيات على الجانب الإعلامي فقط هي تأكيد على أن الجابر يبحث عن إعادة الأضواء لمشواره الذي يكاد ينقضي في عالم كرة القدم، وكأن الجابر أول اللاعبين المعتزلين فأصبحنا نشاهد وعبر وسائل الإعلام ذلك التعاطي لموضوع الاعتزال ومن اللاعب نفسه فمرة يقول إنه ملّ الكرة وأن تجديده لعقده مع الهلال لنهاية هذا الموسم يأتي من باب الوفاء رغم انه لا يريد الاستمرار وعلى النقيض تماماً نجد أخباراً أخرى أن الجابر ينتظر بقية المبالغ المالية من إدارة الهلال، ومرات يخرج ليقول: لن اعتزل، وكأن هذا الموضوع هو كل اهتمامات الشارع الرياضي وغاب عنه، ان الجمهور الرياضي أصبح يعرف تماماً أن هذه ألاعيب إعلامية الهدف من ورائها الإثارة ويخرجها وينفذها إعلامياً فريق عمل صحفي يضع كل جوارحه من أجل إرضاء سامي ولا يهم إن غابت الأمانة الصحفية، وبما أن مشوار الجابر يوشك على النهاية فمن باب التذكير نعود لمحطات سابقة في حياة هذا اللاعب الكروية الذي ارهقه الإعلام الأزرق باحصائيات لا تمت له بأي صلة، وتصويره بتلك الهالة الإعلامية التي أوصلته مقارنته بقامة وهامة بحجم اسطورة الكرة السعودية ماجد عبدالله، ولاشك أن الجابر لاعب خدم الكرة السعودية تماماً كما فعل المهلل والعويران وحمزة إدريس وغيرهم من نجوم الهجوم لكن تصويره بغير حقيقته أمراً يسيئ لمهاجمي الكرة السعودية الذين قدموا عصارة جهدهم ليأتي لاعباً في موهبته عنهم ويأكل الأخضر واليابس بسبب الإعلام الذي يصوره بشكل لا يمت للواقع بصلة، بل إن من هؤلاء المهاجمين من وصلت شهرته للآفاق العالمية بينما يغيب محلياً كما هو الحال مع سعيد العويران الذي قدم نفسه للعالم بهدف خرافي في نهائيات كأس العالم (94)·


الحقيقة ماذا تقول؟

وأمام الاختلافات التي يبديها عشاق الجابر ورصيدهم لإنجازاته وأهدافه مع منتخب بلاده نلحظ دائماً هذا الاختلاف، وكأن الأمر يتعلق بدرجة الحب لهذا اللاعب دون أن يكون للرصد الواقعي أي دور في مشواره الذي يعد مشرفاً والحديث هنا عن مشواره الدولي الرسمي مع منتخب بلاده·

ولو عدنا لهذا المشوار برؤية حقيقية لوجدنا أن الجابر وطوال مشواره مع المنتخب الوطني لم يسجل أكثر من (26) هدفاً الحديث هنا عن مشواره (19) عاماً، وإليكم هذه الحقيقة بالأرقام وهي لغة لا تقبل الشك: أهدافه الرسمية (26) هدفاً·· تصفيات كأس العالم (16) هدفاً··نهائيات كأس العالم (3) أهداف··دورات الخليج (4) أهداف ··كأس آسيا (هدفين)كأس العرب هدف واحد· ،إذا ما تم تحديد الأهداف المشار اليها بشكل أكثر لوجدنا انه في كأس العالم (تصفيات ونهائيات) هدفاً واحداً في شباك مكاو 94م وفي شباك إيران 94 والمغرب 94 وثلاثة أهداف في شباك تايوان 98 وهدف في مرمى منجوليا 2002م وهدفان في مرمى تايلند 2002م وهدف في مرمى البحرين 2002م وثلاثة أهداف في مرمى أوزبكستان 2006م وهدف في مرمى تونس 2006م وفي نهائيات كأس آسيا أحرز هدفاً في مرمى تايلند ومثله في مرمى الصين، وفي بطولات الخليج أحرز هدفاً في مرمى الإمارات 94 ومثله في مرمى قطر 96 والكويت 2002م ،والبحرين 2002م وفي بطولة كأس العرب أحرز هدفاً في مرمى الكويت 92م·


ظلم العويران وحمزة

وعندما تكون الأرقام هي المرجعية لتميز المهاجمين نفتح حقائق غائبة تماماً عن الجمهور الرياضي بفضل الهالة الإعلامية الزرقاء التي نصّبت الجابر كأفضل المهاجمين وتجاوزت اسماء هجومية كبيرة استطاعت أن تحقق افضل مما حققه الجابر في الجانب الدولي·

وبالعودة للغة الأرقام وهي محور الاهتمام هنا ما يلي:

* سعيد العويران ـ مهاجم الشباب والمنتخب السعودي سجل مع المنتخب السعودي (13) هدفاً خلال سنتين وسبعة أشهر·

* مرزوق العتيبي مهاجم الاتحاد والمنتخب السعودي سجل (9) أهداف خلال سنتين فقط·

* طلال المشعل مهاجم الأهلي والمنتخب السعودي سجل (23) هدفاً خلال ست سنوات·

* فهد المهلل مهاجم النصر والمنتخب السعودي سجل (16) هدفاً خلال مشاركاته الرسمية الدولية وحتى لاعبي خط الوسط الدوليين كان تأثيرهم اقوى في معظم المراحل من تأثير المهاجم سامي الجابر وبالارقام أيضاً·

* فهد الهريفي لاعب النصر والمنتخب السعودي سجل (14) هدفاً خلال ثماني سنوات·

* خالد مسعد لاعب الأهلي والمنتخب السعودي سجل (20) هدفاً كلها في وجود الجابر·

* فؤاد أنور لاعب النصر والمنتخب السعودي سجل هدفين في كأس العالم (94) من كرات متحركة وليس من نقاط ثابتة كما هو الحال مع أهداف الجابر·


الجابر والمنتخب

وتبرز الهالة الإعلامية للجابر بأنه صاحب الفضل الأول في تأهل المنتخب السعودي لنهائيات كأس العالم كما هو الحال في 2002 ، 2006 وقبلهما ولكن لغة الارقام تكشف زيف هذه العناوين التي تطالعنا بها بعض الصحف على شاكلة (الجابر يقود المنتخب لنهائيات كأس العالم)·

أولاً: تصفيات كأس العالم 94 جاء مسجلوها على النحو التالي:
سجل المنتخب السعودي 28 هدفاً·· سعيد العويران 7 أهداف، حمزة إدريس وخالد مسعد 4 أهداف لكل منهما، ماجد عبدالله وفهد المهلل 3 أهداف، سامي الجابر وأحمد جميل (هدفين) منصور الموسى ومنصور الموينع وعبدالله صالح (هدف)·

ثانياً: تصفيات كأس العالم 98 شارك المنتخب السعودي في ثماني مباريات لم يسجل الجابر اي هدف منها·

ثالثا: تصفيات كأس العالم 2002:
سجل طلال المشعل 11 هدفاً وعبيد الدوسري 10 أهداف والجابر 8 أهداف في التصفيات التمهيدية والنهائية وسجل عبدالله الشيحان (5) أهداف في التصفيات النهائية·

رابعاً: تصفيات كأس العالم 2006 :
سجل الجابر (3) أهداف على المنتخب الأضعف اوزبكستان وغاب عن التسجيل في مباريات قوية مثل كوريا والكويت·


هداف النهائيات

واستمرار للتضليل الإعلامي تم تنصيب سامي الجابر هدافاً للنهائيات المحلية، وهذا من باب اسداء الامور والانجازات لغير أهلها وتغييب اهلها الحقيقيين ولو عدنا للغة الارقام لوجدنا ان الجابر سجل (7) أهداف في النهائيات جلبت (5) بطولات هلالية، بينما سجل نواف التمياط لاعب الوسط (4) أهداف جلبت (4) بطولات·· وآخر أهداف الجابر النهائية كانت ضد الشباب عام 1418هـ أي منذ عشر سنوات والجابر لم يسجل في نهائي للهلال·


لقب الهداف

وحقق الجابر لقب الهداف مرتين طوال مشواره الكروي منذ عام 1410هـ جاءت معظمها في المباراة التاريخية امام الرائد التي سجل فيها الجابر (6) أهداف والمرة الأخيرة التي حقق فيها الجابر لقب الهداف مواسم 1413هـ سجل (19) هدفا·· عشرة أهداف منها في مباراتين امام القادسية والاخرى امام الطائي ومنذ ذلك العام غاب الجابر عن تحقيق اللقب رغم ان موسم 3141 وما تبعه كان يمثل سنوات عزة في الملاعب·


آخر الإنجازات

هذه هي حقيقة سامي الجابر وبلغة الأرقام وليس من باب الموالاة وإلا فالجابر يظل كأقرانه أحد أبرز المهاجمين الذين خدموا الكرة السعدوية ولا يحق لأي من كان ان يميزه عن غيره لأنه في حالة التمييز المرجعية دائماً للأرقام وليس للتخيلات·

تم حذف الرد وانذاره قبل التوقيف من قبل المتحـ2007ـد

مشكور اخوي الغالي على النقل الرائع بارك الله فيك