سيرة الشيخ عبدالرحمن السديس

اسمه ونسبه:
هو أبوعبدالعزيز عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله، الملقب بالسديس. ويرجع نسبه إلى (عنزة) القبيلة المشهورة، من محافظة البكيرية بمنطقة القصيم.
طفولته وحفظه للقرآن:
حفظ القرآن الكريم في سن الثانية عشرة، حيث يرجع الفضل في ذلك -بعد الله- لوالديه، فقد ألحقه والده في جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالرياض، بإشراف فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان، ومتابعة الشيخ المقرئ محمد عبدالماجد ذاكر، حتى منّ الله عليه بحفظ القرآن الكريم على يد عدد من المدرسين في الجماعة، كان آخرهم الشيخ محمد علي حسان.
العوامل التي ساعدته في حفظ القرآن الكريم قبل سن البلوغ:
أولاً: المحيط الأسري: فقد تربي الشيخ السديس -حفظه الله- في بيت يحب العلم والعلماء، ويخص في محبته أهل القرآن؛ فكان من نتائج هذه المحبة أنها أخرجت لنا هذا النبت القرآني الذي تمثل في سمت وخلق الشيخ عبدالرحمن السديس.
وإن كنا لا ننكر فضل والد الشيخ عبدالرحمن السديس في دفع ابنه إلى حلقات التحفيظ ليحفظ فيها القرآن الكريم على يد حفاظ متقنين، إلا أن النصيب الأوفى والفضل العظيم يرجع -بعد الله عز وجل- إلى والدة الشيخ التي غرست في قلب ابنها حب القرآن وأهله، حيث كانت تُلَقِّنه منذ الصغر عبارة: (يا عبدالرحمن، أنت ستصبح إمام الحرم؛ فلتحفظ القرآن) تعيدها وتكررها عليه مرات ومرات، فنشأ وفي داخله هذا الهدف وعمل من أجل تحقيقه (1).
ثانياً: وجود الشيخ المُحَفِّظ الذي يتصف بالأهلية والسمت الطيب والحرص والمتابعة: فمن المحاور الأساسية لعملية الحفظ التزام شيخ مقرئ؛ فحفظ القرآن الكريم من أهم أنواع العلوم التي اختصها الله عز وجل بالمشافهة والتلقي عن الأبرار إلى الأخيار عن سيد الخلق محمد r.
ولهذا قرر العلماء أنه لا يصح التعويل على المصاحف وحدها، بل لا بد من التلقي عن حافظ متقن، وكانوا يقولون: "من أعظم البليّة تشييخ الصحيفة" (2)، ويقولون: "لا تأخذوا القرآن عن مصحفي، ولا العلم عن صُحُفي" (3) أي لا تتعلم القرآن عن رجل حفظ القرآن وحده دون أن يتلقاه عن شيخ متقن؛ وذلك لأن في القرآن آيات كثيرة قد تأتي على خلاف المشهور من قواعد اللغة العربية. وبناءً على ما أسلفنا؛ فيرجع الفضل في حفظ الشيخ السديس القرآن الكريم في سن مبكرة إلى وجود محفِّظين أكفاء تعاهدوه بالمتابعة والتشجيع على الاستمرار في الحفظ.
ثالثاً: انتسابه إلى جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالرياض التي تشرف عليها كوكبة مضيئة من حفظة كتاب الله، ومن المؤهلين تأهيلاً علميّاً عميقاً، مما كان له الأثرُ الكبير في دفع الشيخ عبدالرحمن إلى أن يحفظ القرآن في هذه السن المبكرة. فقد أثبتت الدراسات مدى تأثير المدرسة القرآنية (الكُتَّاب) ومنهج دراستها على ذاكرة الطفل من حيث: سرعة الحفظ، وجودة القريحة، وعمق الاستيعاب، مقارنة مع الطفل الذي لم يلتحق بالمدرسة القرآنية، ولم يستفد من أي تربية منظمة (4).
رابعاً: مكوناته النفسية والعقلية، فلقد كان الشيخ عبدالرحمن مُفْرِطاً في الذكاء، وهبه الله فهماً ثاقباً، وفكراً نيراً، ونبوغاً مبكراً؛ حيث استطاع أن يحفظ القرآن الكريم قبل البلوغ؛ أي خلال السنة الثانية عشرة من عمره.
وبعد تسليطنا الضوء على طفولة الشيخ عبدالرحمن السديس نلاحظ أن طفولته القرآنية لم تكن كطفولة أقرانه، وإنما كانت متضمنة رجولة مبكرة مستمدة من جلال القرآن الكريم ووقاره.
نشأته ودراسته:
نشأ في الرياض، والتحق بمدرسة المثنى بن حارثة الابتدائية، ثم بمعهد الرياض العلمي، وكان من أشهر مشايخه فيه: الشيخ عبدالله المنيف، والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن التويجري، وغيرهما. وتخرج في المعهد عام 1399هـ، بتقدير (ممتاز). ثم التحق بكلية الشريعة بالرياض، وتخرج فيها عام 1403هـ. وكان من أشهر مشايخه في الكلية:
1- الشيخ صالح العلي الناصر - رحمه الله.
2- الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ.
3- الدكتور صالح بن عبدالرحمن الأطرم.
4- الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين.
5- الشيخ عبدالعزيز الداود.
6- الشيخ فهد الحمين.
7- الدكتور صالح بن غانم السدلان.
8- الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الدرويش.
9- الدكتور عبدالله بن علي الركبان.
10- الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الربيعة.
11- الدكتور أحمد بن علي المباركي.
12- الدكتور عبدالرحمن السدحان.
ومن الدروس والعبر التي نأخذها من نشأة الشيخ ودراسته الجامعية:
1- أن تفوقه في دراسته الجامعية وتخرجه فيها بتقدير (ممتاز) كان بفضل القرآن الكريم، بل إن حفظه للقرآن كان أيضاً سبباً في تفوقه في دراسته العليا (الماجستير والدكتوراه) واجتيازه هاتين المرحلتين بتقدير (ممتاز).
2- إن دراسة الشيخ عبدالرحمن الجامعية والتفافه حول كوكبة من العلماء الأجلاء كان سبباً في تكوين شخصيته العلمية.
ثم إن هؤلاء العلماء الذين تتلمذ عليهم في كلية الشريعة بالرياض كان لهم دور كبير في أن يتوجه بعد التخرج صوب الدراسات العليا.
انشغاله بالعمل الجامعي:
- عُيِّنَ معيداً في كلية الشريعة، بعد تخرجه فيها في قسم أصول الفقه، واجتاز المرحلة التمهيدية (المنهجية) بتقدير (ممتاز). وكان من أشهر مشايخه فيه العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الغديان.
- عمل إماماً وخطيباً في عدد من مساجد مدينة الرياض، كان آخرها مسجد (جامع) الشيخ العلامة عبدالرزاق عفيفي - رحمه الله.
- إلى جانب تحصيله العلمي النظامي في الكلية قرأ على عدد من المشايخ في المساجد، واستفاد منهم. ويأتي في مقدمتهم:
1- الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله.
2- الشيخ عبدالرزاق عفيفي - رحمه الله.
3- الدكتور صالح الفوزان.
4- الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البرّاك.
5- الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي، وغيرهم.
- عمل إضافة إلى الإعادة في الكلية مدرساً في معهد إمام الدعوة العلمي.
- في عام 1404هـ تم تعيينه إماماً وخطيباً في المسجد الحرام، وكانت أول خطبة له في رمضان من العام نفسه.
- وفي عام 1408هـ حصل على درجة (الماجستير) بتقدير (ممتاز) من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (قسم أصول الفقه) عن رسالته: (المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي.
- انتقل للعمل بعد ذلك محاضراً في قسم القضاء بكلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
- حصل على درجة (الدكتوراه) من كلية الشريعة بجامعة أم القرى بتقدير (ممتاز) مع التوصية بطبع رسالته الموسومة (الواضح في أصول الفقه لأبي الوفاء بن عقيل الحنبلي: دراسة وتحقيق)، وكان ذلك عام 1416هـ.
- عُيِّن بعدها أستاذاً مساعداً في كلية الشريعة بجامعة أم القرى.
أعماله الدعوية:
- يقوم الشيخ مع عمله بالإمامة والخطابة بالتدريس في المسجد الحرام، ووقت التدريس بعد صلاة المغرب في فنون العقيدة، والفقه، والتفسير، والحديث، مع المشاركة في الفتوى في مواسم الحج وغيره.
- قام بكثير من الرحلات الدعوية داخل المملكة وخارجها، شملت كثيراً من الدول العربية والأجنبية، وشارك في عدد من الملتقيات والمؤتمرات والندوات والمحاضرات، وفي افتتاح عدد من المساجد والمراكز الإسلامية في بقاع العالم.
- له عضوية في عدد من الهيئات والمؤسسات العلمية والدعوية والخيرية.
- رشحه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- لعضوية الهيئة الشرعية للإغاثة الإسلامية التابعة لرابطة العالم الإسلامي وغيرها.
- له مشاركات في بعض وسائل الإعلام من خلال مقالات وأحاديث متنوعة.
مؤلفاته وأبحاثه:
له اهتمامات علمية، عن طريق التدريس والتصنيف، تشمل بعض الأبحاث والدراسات والتحقيقات والرسائل المتنوعة سترى النور قريباً بإذن الله منها:
1- المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي.
2- الواضح في أصول الفقه (دراسة وتحقيق).
3- كوكبة الخطب المنيفة من جوار الكعبة الشريفة.
4- إتحاف المشتاق بلمحات من منهج وسيرة الشيخ عبدالرزاق.
5- أهم المقومات في صلاح المعلمين والمعلمات.
6- دور العلماء في تبليغ الأحكام الشرعية.
7- رسالة إلى المرأة المسلمة.
8- التعليق المأمول على ثلاثة الأصول.
9- الإيضاحات الجلية على القواعد الخمس الكلية.
- وعنده عدد من الأبحاث والمشروعات العلمية فيما يتعلق بتخصصه في أصول الفقه، ومنها:
1- الشيخ عبدالرزاق عفيفي ومنهجه الأصولي.
2- كلام رب العالمين بين علماء أصول الفقه وأصول الدين.
3- معجم المفردات الأصولية، تعريف وتوثيق: وهو نواة موسوعة أصولية متكاملة إن شاء الله.
4- الفرق الأصولية، استقراء وتوضيح وتوثيق.
5- تهذيب بعض موضوعات الأصول على منهج السلف.
6- العناية بإبراز أصول الحنابلة. وخدمة تحقيق بعض كتب التراث في ذلك.
--------------------------------------------------------------------------------
الهوامش:
1- من كتيبات الأستاذ الداعية عمرو خالد نقلاً عن كتاب "صنعة التميز والإبداع" ص 23.
2- تذكرة السامع والمتكلم، لابن جماعة، ص 87.
3- الكامل في الضعفاء، لابن عدي، 1/163.
4- مجلة التربية، قطر، سنة 2002، مقال للدكتور العربي عطاء الله بعنوان "التعليم القرآني و علاقته بذاكرة الطفل".
مصادر الترجمة:
......منقول.....

كحيلان 2006
موضوع قمه في الروعه سلمت يداك من كل
شر ووفقك الله لكل خيرررررر
وما قصررررررررررررررررررررت

يا أخي الغالي ((كحيلان))

مشكووووووووووووور الف الف الف الف الف الف الف الف مليون شكر على هذه المشاركة الطيبة جعلها الله في ميزان أعمالك
أثابه الله وثبته على الحق وجمعنا الله وأياه والمسلمين في جنات النعيم
دمت ودام عطاك واستمرت زياراتك يا الطيب الغالي
منك وبك نستمد العلم والفائدة حفظك الله ورعاك

لك ارق وأعذب تحية من اخيك في الله................مرعب النفوس

جزاك الله خير أخوي كحيلان 2006
*-------------------------*

مشكور اخوي الغالي على هذا الموضوع ويعطيك الف عافية

سيره عطره ومباركه
مشكور اخوي وما قصرت
00000000000000000