كفيفة لايسمع انينها أحد: أود الهروب من الغرفة

لا شيء يؤنس وحشتها سوى صوت الريح خارج منزلها الصغير صوت مسكون ببحة النوح والحزن يعيد اليها ذكرى ابنيها الراحلين.
زينب محمد عبده امرأة كفيفة همومها منسوجة من الصمت والوحشة تتجول في غرفتها المعتمة وبقايا دموع متحجرة في عينيها لاتجد من تحكي له همومها سوى الجدران.
في ذلك المساء كنت عابرا في الطريق الترابي الضيق الذي يجاور منزلها فسمعت صوتا مبحوحا كما الحشرجة يتسلل من بعيد وما هي الا لحظات حتى خرجت من فرجة الباب وهي تتلمس بعكازتها كومة من التراب تشعر انها تود ان تقول شيئا وتفضفض بهموم مختزنة طال عليها الزمن.
تقول لا اشكي من شيء سوى الوحشة..
في هذه الغرفة الكئيبة ولو كنت بصيرة لكنت قد هربت عن هذا المكان الى موقع اخر اسمع فيه اصوات البشر، فقد مللت من الوحدة ولم اعد اطيقها.
وتضيف لا أحد يزورني في هذا المكان، في احيان كثيرة أحس بالعطش ولا أجد من يحضر لي شربة «أبل» بها ريقي انها الحياة فقد تغيرت النفوس واصبحت هموم الناس كثيرة الكل مشغول بنفسه فاذا تواصل انيني فقد لايسمعني احد ورغم ذلك فاني مؤمنة بقضاء الله.
وكل همي ان أجد من أحكي له ويتحدث معي ويبعد عني شبح الوحشة القاتلة.


----------------------------------------
المصدر:" عكاظ

الله يكون بعونها

والف شكر اخوي الغالي على النقل