13 / 11 / 2016, 06 : 03 AM
|
#1
|
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4609
|
تاريخ التسجيل : 03 / 04 / 2008
|
الوظيفة : |
الهويات : |
عدد الالبومات : |
أخر زيارة : اليوم (59 : 04 PM)
|
المشاركات :
1,023,248 [
+
] |
التقييم : 2147483647
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
SMS ~
|
|
|
مزاجي:
|
ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ .. (تأمَّل)
قال سبحانه وتعالى:{ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ}.[البقرة:17]، ولم يقل: ذهب نورهم ، وفيه سر بديع وهو انقطاع تلك المعية الخاصة التي هي للمؤمنين من الله تعالى، فإن الله تعالى مع المؤمنين، وإن الله مع الصابرين، و {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}.[النحل:128] ، فذهاب الله بذلك النور انقطاع لمعيته الخاصة التي هي للمؤمنين ،خص بها أولياءه.
فقطعها بينه وبين المنافقين فلم يبق عندهم بعد ذهاب نورهم ولا معهم فليس لهم نصيب من قوله تعالى: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}.[التوبة:40] ولا من: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}.[الشعراء:62].
وتأمل قوله تعالى:{أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ}.[البقرة:17]
كيف جعل ضوءها خارجا عنه منفصلا ولو اتصل ضوءها به ولابسه لم يذهب، ولكنه كان ضوء مجاورة لا ملابسة ومخالطة وكان الضوء عارضا والظلمة أصلية فرجع الضوء إلى معدنه وبقيت الظلمة في معدنها فرجع كل منهما إلى أصله اللائق به، حجة من الله قائمة، وحكمة بالغة تعرف بها إلى أولي الألباب من عباده ..
وتأمل قوله تعالى: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ}.[البقرة:17] ولم يقل: بنارهم لتطابق أول الآية ; فإن النار فيها إشراق وإحراق، فذهب بما فيها من الإشراق وهو النور وأبقى عليهم ما فيها من الإحراق وهو النارية.
وتأمل كيف قال: {بِنُورِهِمْ}.[البقرة:17] ولم يقل: بضوئهم مع قوله:{فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ}.[البقرة:17] ; لأن الضوء هو زيادة في النور، ولو قيل: ذهب الله بضوئهم لأَوْهَمَ الذهاب بالزيادة فقط دون الأصل، فلما كان النور أصل الضوء كان الذهاب به ذهابا بالشيء وزيادته، وأيضا فإنه أبلغ في النفي عنهم وأنهم من أهل الظلمات الذين لا نور لهم
وأيضا: فإن الله سبحانه وتعالى سمى كتابه نورا، ورسوله صلى الله عليه وسلم نورا، ودينه نورا، وهداه نورا، ومن أسمائه النور، والصلاة نور، فذهابه سبحانه بنورهم ذهاب بهذا كله.
وتأمل مطابقة هذا المثل لما تقدمه من قوله تعالى:{أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ}.[البقرة:16] ، كيف طابق هذه التجارة الخاسرة التي تضمنت حصول الضلالة والرضى بها وبذل الهدى في مقابلتها وحصول الظلمات التي هي الضلالة والرضى بها، بدلا عن النور الذي هو الهدى والنور فبذلوا الهدى والنور وتعوضوا عنه بالظلمة والضلالة ، فيالها من تجارة ما أخسرها وصفقة ما أشد غبنها.
|
|
اللهم صل وسلم على نبينا محمد♡
|