إذا الحياء ضاع
فلا تسل عن أخلاق مهينة وأفعال مشينة ، ترتكب باسم الحرية الشخصية ، أو الحضارة والمدنية
أما أين يضيع الحياء ؟ فلا أظنني أحتاج إلى طول عناء لأسرد لكم أمثلة على ذلك ، فالأمر واضح لبصر
كل ذي عينين وسمع كل ذي أذنين .
فأمام شاشات القنوات يراق دم الفضيلة ، وينحر العفاف من الوريد إلى الوريد وفي أرقة الأسواق وجنبات المحلات تختلط النظرات والهمسات والضحكات واللمسات أما حين تحلق بك الطائرة إلى بلاد الغرب ، فسترى أرضاً دنس أهلها جمالها بسوء حالهم وقبح فعالهم ، قد نزلوا في الانحطاط والحيوانية دركات ، وتبرعوا بعرض المشاهد القبيحة بالمجان في الشوارع والطرقات .
والأمر ليس بعجيب من هؤلاء فما بعد الكفر من ذنب ، ولم يعرفوا قط معنى الحياء ولم يرضعوا لبان الفضيلة ، والأخلاق فتاهوا عن طريق السعادة وضلوا عن سبيل النجاة . والإسلام ـــ لو قدر لهم أن يفهموه ـــ هو الحل الوحيد لما هم فيه من تخبط وضياع .
ولكن :
من أين لهم أن يفهموه وفي المسلمين من خلع ربقة الحياء من عنقه في تلك الديار ، وتنازل بالمجان عن أعظم خصال الإيمان وكأن الله تعالى لا يراهم في تلك الديار ، ألا يعلم هؤلاء أن بلاداً كثيرة لم يعرف أهلها الإسلام إلا عن طريق التجار المسلمين ؟ وجخل الناس في دين الله بعد أن رأوا من أهل هذا الدين جميل الخصال وكريم الفعال ؟
فليت شعري أي نماذج قدمتها سيول السائحين إلى بلاد الغرب ؟
رحم الله حياء مات مع عثمان رضي الله عنه وخلق كرام ، كانوا يتنافسون في مراتب الإيمان وبلوغ الإحسان .
ورحم الله أمة اكتفى كثير من أبنائها بما يدخلهم فقط في مصاف المسلمين وقديماً قيل :
فلا والله مافي العيش خير
ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
|