داعش» ينخرط في القتال إلى جانب الحوثيين في اليمن

بعد أن ساند المتمردين إعلاميا

«داعش» ينخرط في القتال إلى جانب الحوثيين في اليمن



الدخان يتصاعد من مدينة صنعاء بعد غارة للتحالف على مواقع المتمردين
عدن - صنعاء /الوكالات

انضم تنظيم «داعش» الحركة الإرهابية التي تتمركز قيادتها في سوريا والعراق، عملياً إلى القتال جانب المتمردين الحوثيين اليمنيين الموالين لإيران، في قتالهم ضد قوات المقاومة الشعبية اليمنية الموالية للحكومة والتحالف العربي بقيادة المملكة.
وأعلن التنظيم أمس مسؤوليته عن سفك دماء أربعة جنود يمنيين في عدوان ضد موقع عسكري تابع للحكومة اليمنية الشرعية في مديرية ثمود في محافظة حضرموت.
وفي بيان على الإنترنت قال تنظيم «داعش» أمس: إنه شن الهجوم على ما قال إنه «جيش الردة» في أول خطوة عملية لمساندة الحوثيين الذين يضيق عليهم التحالف العربي الخناق، وطردوا من ست محافظات يمنية. وأصبحت هزيمة الحوثيين وتحرير محافظتين أخريين بالكامل أمراً وشيكاً.
وتوقيت عملية «داعش» هذه يدل على أن التنظيم انخرط في القتال لتعزيز الحوثيين ومنع تكبدهم هزيمة سريعة أو محاولة تكتيكية لجر المعركة إلى اتجاهات أخرى لتشتيت اهتمامات الرأي العام العربي عن الهزائم المتلاحقة التي مُني بها الحوثيون وحلفاؤهم.
وأبدت جيوش الميلشيات في الوطن العربي مثل «داعش» و«حزب الله» وعشرات المليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا، خشية انتصار «عاصفة الحزم» في اليمن، وأن تتفرغ الدول العربية لتصفيتها في وقت لاحق، لهذا أعلنت كل من إيران وداعش وحزب الله معارضتها الشديدة لعمليات عاصفة الحزم. ووظفت محللين تليفزيونيين وصحفيين ومستخدمي وسائل تواصل اجتماعي للتهوين من عمليات التحالف العربي.
وتدور شكوك واسعة جدية في الوطن العربي حول علاقة «داعش» بطهران وتبادلهما الخدمات الإستراتيجية في العراق وسوريا. خاصة أن المسؤولين عن نشوء داعش حليفان لإيران؛ وهما رئيس وزراء العراق السابق نوري المالكي -حينما تغاضى عن هروب مئات من كوادر داعش من سجون العراق- ورئيس النظام في سوريا بشار الأسد -الذي يتبادل الخدمات والمنافع بما فيها التجارة النفطية مع داعش-.
ومن جانبها، سمح وجود داعش، بوجود إيراني عسكري علني في العراق بحجة مساعدة الحكومة العراقية ضد عدوان التنظيم، وبوجود ميلشيات مسلحة تابعة لإيران في سوريا بحجة حماية المراقد الشيعية.
وكان تنظيم «داعش» يساند الحوثيين إعلامياً ويعارض بعصبية وغضب عمليات «عاصفة الحزم» منذ أن أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في 26 مارس الماضي عمليات تحرير اليمن من التسلط الحوثي وقوات علي عبدالله صالح.
واصطف «داعش» إلى جانب إيران وميلشياتها في المنطقة في المعارضة الرسمية لعلميات عاصفة الحزب التي ينفذها تحالف عربي بقيادة المملكة.
انفجار قنبلة في مكتب محافظ عدن
قال شهود: إن عبوة ناسفة انفجرت قرب مكتب نايف البكري محافظ عدن في جنوب اليمن أمس الخميس فقتلت أربعة أشخاص.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير في عدن التي يوجد بها المقر المؤقت للحكومة اليمنية، ومقرات الوزراء الذين عادوا إلى مدينة عدن عقب تحريرها.
وقال مسؤول: إن محافظ عدن كان في مكتبه وقت وقوع التفجير لكنه لم يصب بسوء.
ونجح التحالف في استعادة سيطرة الحكومة اليمنية على معظم أنحاء البلاد من أيدي الحوثيين المدعومين من إيران بعد خمسة أشهر من الحرب الأهلية.
واليوم الخميس، ذكر مسؤولون محليون أن غارات جوية كثيفة شنها التحالف العربي أصابت أهدافا في شمال اليمن، بينما تقترب خطوط المواجهة من معاقل الحوثيين هناك.
ووقعت الهجمات في خمس محافظات تسيطر عليها جماعة الحوثي وأصابت المطار العسكري في العاصمة صنعاء وسط تقدم بري سريع للمقاتلين اليمنيين المدعومين من التحالف العربي.
وقالت مصادر صحفية في تعز: إن الغارات استهدفت مقر «قوات الأمن الخاصة» و«القصر الجمهوري»، حيث تدور مواجهات عنيفة بين مسلحي الحوثي ومقاتلي المقاومة الشعبية الذين سيطروا على عدة مناطق في مدينة تعز، ويحاولون حالياً استكمال السيطرة على بقية المناطق.
وأفادت مصادر صحفية يمنية بأن مقاتلي المقاومة الشعبية تصدوا لهجوم شنه مسلحو جماعة أنصار الله الحوثية مدعومين بقوات عسكرية موالية لصالح، في مديرية العدين بمحافظة إب وسط البلاد.
وقالت المصادر: إن مواجهات عنيفة اندلعت الخميس، بين مقاتلي المقاومة الشعبية ومسلحي الحوثي الذين شنوا هجوماً عنيفاً على منطقة «نقيل الرِكة»، بمديرية العدين التابعة لمحافظة إب، باستخدام الأسلحة الثقيلة والدبابات.
وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين يحاولون جلب تعزيزات، لكن دائماً كانت قوات التحالف العربي لهم بالمرصاد، وتمنعهم من جلب مساعدات للمناطق التي جرى تحريرها.
وتشهد محافظة إب (وسط)، منذ أكثر من أربعة أشهر مواجهات عنيفة بين مسلحي الحوثي ومقاتلي المقاومة الشعبية، الذين استطاعوا خلال الأيام الماضية استعادة السيطرة على بعض المديريات والمناطق التي كان يسيطر عليها الحوثيون.
مساعدات إغاثة
واستمرارًا للدعم السعودي للشعب اليمني وصلت أمس الطائرة الإغاثية السعودية التاسعة التي سيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى مطار عدن وتحمل 10 أطنان من التجهيزات والمستلزمات الطبية.
وتأتي هذه المساعدات إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لتقديم المساعدات العاجلة للشعب اليمني الشقيق ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وأمر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بتأمين طائرات شحن تابعة لقيادة القوات الجوية الملكية السعودية لتسيير جسر جوي لنقل المساعدات الإغاثية والإنسانية وعلى متنها فريق متخصص من المركز.
وأوضح المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رأفت الصباغ أن هذه الرحلة تحمل 10 أطنان من التجهيزات والمستلزمات الطبية ستوزع في اليمن بما يضمن وصولها لمستحقيها، مؤكدًا أن هذه المساعدات تأتي في سياق التنوع بموجب الأولويات التي تحددها الحكومة الشرعية اليمنية بالتنسيق مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وأكد الصباغ تواصل واستمرارية الجسر الإغاثي الجوي ضمن خطط وبرامج أعدها المركز لهذا الغرض بالتنسيق مع اللجنة العليا للإغاثة التابعة للحكومة الشرعية اليمنية.
ورفع المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبدالله الربيعة الشكر لخادم الحرمين الشريفين ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهم الله- على ما يقدمونه من خدمات إنسانية جليلة.