عندما تمتزج الإعاقة بالفقر وتكون السماء سقفاً .. فأنت في منزل "أبو علي"

يعيشون خارج الزمن في "سبالة" الرياض يردّدون: "لنا الله هو مَن يرى حالنا"
عندما تمتزج الإعاقة بالفقر وتكون السماء سقفاً .. فأنت في منزل "أبو علي"

قاسم الخبراني- سبق- الرياض: اجتمعت صورٌ شتى للمأساة في أطلال بيتٍ بحي السبالة - جنوب العاصمة الرياض، كان أبرزها اجتماع الفاقة والإعاقة, ورغم ذلك فإن أكثر ما يُقلق قاطنيه هو سقف منزلهم الذي نكث العهد معهم وتحالف مع الفقر والإعاقة ليزيد الألم في نفوس عائلةٍ مكوّنةٍ من زوجيْن مُسِنيْن، وفتاة معاقة، وأخرى، وأخ وحيد، يعيشون بلاء الإعاقة والفقر، فالأب يسعى لسداد الدَّين من ناحية ويحاول أن يغيث أسرته من ناحية أخرى، لكن لا حيلة له.

أسرة أبو علي التي زارتها "سبق" في منزلهم والذي كاد أن يصافح زوّاره ولسان حاله يقول: أين يجد الفقراء الدفء والأمان؟ حيث كان البيت في غاية السوء؛ شبابيك غرفه تكسّرت منذ عاصفة الصيف الماضي، وبقيت على حالها، باب البيت قديم وقد علاه الصدأ، البيت ذاته مبني من الطين وأبوابه الداخلية مهترئة والغرف الداخلية سيئة، ويخجل المرء أن يشرح ما رأى حتى لا يبدو مؤذياً.

دموع أبو علي
زائر البيت يلمس بكل بساطة خلوه من مظاهر الحياة، وكان أبو علي يدفن تحت جفنيه الدموع، وهو يقص حالته وحال أسرته ويردّد عبارة "لنا الله هو مَن يرى حالنا ويسمع شكوانا".
منزل أبو علي هوت أسقفه وباتت السماء سقفاً لهم، والجدران تصدّعت وأصبحت ملاذاً للزواحف والحشرات، ولكن تحرسهم عين الله التي لا تنام.

نعم عين الله لا تنام عن هؤلاء، لعل هناك مَن يساعدهم بقليلٍ أو كثيرٍ، ولعل هناك مَن يسدّد دينهم، لعل هناك مَن يتمكّن من المساعدة على صيانة المنزل، أو تأثيثه أو فرشه رحمةً بالفتاة المعاقة، لعل هناك مَن يقدم لهم شيئاً.

ويقول ابنهم الوحيد من الذكور "علي" في حديثه لـ "سبق"، إنهم أصبحوا مهدّدين بالموت تحت سقف منزلهم وجدرانه المبنية من الطين الذي قام والده بشرائه قبل سنوات عدة عندما كانوا صغاراً حيث إنه قد ينهار عليهم في أي لحظة، وأضاف "لا نستطيع شراء منزل أو استئجار شقة أكثر أماناً لضيق ذات اليد "خاصة أن والده أُحيل للتقاعد ويتقاضى راتباً شهرياً لا يفي بمتطلبات الأسرة وقال إن المنزل لم يعد مؤهلاً للسكن أو حتى البيع أو الإيجار لتهالكه.

كوابيس الموت
وروى "علي" قصص وكوابيس الموت التي تلاحقهم كل يوم من جرّاء المنزل الشعبي المتهالك الذي لم يعد صالحاً للسكن الآدمي - على حد تعبيره، حيث كشف عن أن سقفه ينهار بين الحين والآخر، خاصة عند هطول الإمطار، وقال: كانت آخر تلك القصص قبل حضور "سبق" بأربعٍ وعشرين ساعة حيث انهار سقف إحدى دورات المياه والمدخل؛ ناهيك عن التصدّعات والتشقّقات المنتشرة في كل مكان، لافتاً إلى أن مياه الأمطار تقتحمه في كل مرة من كل مكان من خلال الأسقف والمداخل، حيث إن مستوى ارتفاع الشارع أعلى من مستوى المنزل.

الفتاة المعاقة
وقال أبو علي وزوجته المُسِنان، لـ "سبق": نحن أخذنا نصيبنا من الدنيا وهمّنا الوحيد أن يعيش أبناؤنا حياةً أفضل في منزل أكثر أماناً حتى لو كان متواضعاً، وخاصة ابنتنا المعاقة التي لا حول لها ولا قوة، فهي همّنا الوحيد فعندما يحدث مكروهٌ - لا سمح الله - لن تستطيع النجاة لظروفها المرضية.

"سبق" رصدت بالصور في أثناء الزيارة أيضاً مشاهد محزنة من منزل الأسرة المغلوبة على أمرها تدمع لها أشد القلوب قسوةً، منها: اتخاذ الفتاة المعاقة صالة المعيشة غرفة لها للنوم والمكوث فيها طول الوقت، والتي تغيب عنها أساسيات الحياة الضرورية في بيئةٍ غير صحية وجوٍّ باردٍ، وجدرانه تشكو التصدُّع والانهيار، ورصدت "سبق" أيضاً غياب الأثاث من بعض الغرف وضيق مساحتها، وإن حضر في بعضها فهو مكسّرٌ ومهترئٌ وممزقٌ، والمطبخ ليس منه سوى الاسم وخاوٍ تماماً.


http://sabq.org/4rOfde

الله يكون بعونهم
شكرا توليب

عوافي ع الخبر

عوافي على الخبر

مشكورين على الحضور