![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
همس الأعضاء تهتم هذه الساحه بالشعر والنثر والصوتيات الشعرية الغير منقولة |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#1 |
تميراوي الماسي
![]() |
![]()
حتى ﻻ يبيع الحمار قصة
-------------------------------------------------------------------------------- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه قصة جحا الشهيرة ولكن بتوزيع جديد يعتمد على روايات قمت بتوثيقها ممن أثق في عدالته يحكى أن جحا كان يملك حانوت لتجارة شاشات الحاسب الآلي وكان يذهب يوميا هو وإبنة للحانوت مشياً على الأقدام وعندما بدأ العمر يتقدم بجحا إشترى حمارا لكي يركبه في رحلتي الصباح والمساء اليومية التي كان يقوم بهما بين منزله وحانوته برفقة إبنه شيرينجاح وفي اليوم التالي لشراء الحمار صحا جحا سعيداً للغاية بسبب انه إمتلك للمرة الأولى في حياته وسيلة مواصﻻت عصرية وحديثة ستريحة من عناء السير على قدميه من المنزل للحانوت صباحاً ومن الحانوت للمنزل مساءً لكن فرحته لم تدم طويﻻ لأنه بعد مسافة قصيرة من المنزل مر بجماعة من الناس يقفون على رصيف الشارع و ألقى عليهم جحا السﻻم وردوا عليه السﻻم وبعد أن تجاوزهم بخطوات سمع جحا وإبنه شيرينجاح الذي كان يسير بجواره همس الناس وهم يقولون ( إنظروا لهذا الرجل عديم الرحمة يركب هو ويترك ولده الصغير سائرا ) فتألم جحا من هذا التعريض وشعر بأنه فعﻻ لم يهتم سوى بنفسه ونزل على الفور من فوق ظهر الحمار وأركب إبنه بدﻻ منه وبعد مسافة قليلة مروا بجماعة أخرى من الناس وبعد أن ألقى عليهم السﻻم ردوا عليه سﻻمه ثم سمعهم يهمسون قائلين بعد أن تجاوزهم بقليل إنظروا لهذا الكهل الأحمق يمشي منهكا بينما إبنه صغير السن الأقدر على تحمل المشي يركب الحمار تالله مارأينا من يفوقه حماقة وعلى الفور أمر جحا إبنه من النزول وقررا أن يمشيا سويا بجوار الحمار فمروا بجماعة من الناس وبعد أن حياهم ردوا عليه التحية وبعد أن تجاوزهم سمعهم يقولون ( سبحان الله هذان أحمقان بﻻ شك لديهم حمار قوي ومع ذلك يسيران بجواره فما فائدة الحمار إذا )عنئذ قرر جحا أن يركب هو وإبنه على الحمار ثم مروا بجماعة أخرى من الناس وبعد أن حياهم ردوا عليه التحية وبعد أن تجاوزهم سمعهم يقولون (لو كانت إمرأة دخلت النار في هرة فهاذا سيدخلان النا بالحمار ماأقسى قلب هذا الرجل الفظ هو وإبنه يركبان على ظهر هذا الحيوان المسكين) فنزل جحا وولده من فوق ظهر الحمار وقرر أن يحمﻻ الحمار لكي يكفروا عن ذنبهم في حقه فمروا بجماعة من الناس وبعد أن حياهم ردوا عليه التحية وبعد أن تجاوزهم سمعهم يقولون ( هذا والله زمان العجائب رجل مجنون وإبنه المجنون يحمﻻن حماراً بدﻻ من أن يركباه إنا لله وإنا إليه راجعون) هنا فقط أسقط في يد جحا وقرر في نفسه أن يبيع الحمار حتي يستريح من الناس ويريح نفسه من عناء محاولة إرضائهم وقرر أﻻ يعود للمنزل إﻻ في ساعة متأخرة من الليل لكي يتجنب تعليقات الناس عليه وعلى إبنه وبعد أن عاد لمنزله منهكاً مكتئباً لم يستطع أن ينام بسبب إحتياجه للحمار حيث أنه أصبح مسنا وﻻ يقدر على المشي لمسافات طويلة على قدمية وأدرك جحا بثاقب بصره أن إرضاء الناس دونه خرط القتاد ويعتبر من رابع المستحيﻻت إن لم يكن هو أول مستحيل وبعد أن قضى ليلته مسهداً دون أن يغمض له جفن درس وبحث خلالها كل جوانب المشكلة وتفتق ذهنه عن حيلة خبيثة للإبقاء على الحمار وفي نفس الوقت معاقبة كل من يتدخل في شئون غيره للقصة تكملة ﻻ تصدق القصة المبتورة التي تزعم أن جحا قد باع الحمار ليستريح من تعليقات الناس لسبب وجيه هو أن جحا أبدا ودائما ذكيا وكيسا وفطنا وليس معقوﻻ أن ينهزم بسهولة أمام الغوغاء والمأفونين وما سيقوم به سيكون نموزجا لمواجهة كل المتنطعينوقبل أن يؤذن لصلاة الفجر بقليل قام جحا كعادته بإيقاظ ولده شيرنجاح ليقوما بالصلاة و ليتناولا الإفطار قبل خروجهم للعمل . وبعد أن أدوا صلاة الفجر طلب جحا من ولده الجلوس لبعض الوقت لأمر هام وقال له أي ولدى العزيز وقرة عيني بالأمس رأيت ما حدث لنا من همز ولمز بألسنة الغوغاء حينما كنا في طريقنا للعمل وكنت قد قلبت الأمر في نفسي يمنة ويسرة طوال الليلة الماضية لكي أدرسه من جميع جوانبه وألهمني ربي بالأفكار الآتية أولا لا يحق لكائن من كان أن يتنطع ويحشر نفسه في حياتنا الخاصة طالما لم نخالف الشرع مثلا بالمشي عراة دون ستر عورتنا لما فيه من مخالفة للشرع أو بالجري والتصفيق والغناء في الشارع لما فيه من مخالفة للعرف والتقاليد وبذلك لا يحق للناس التدخل في شئوننا طالما لم نفعل هذا أو ذاك . ثانيا لا يحق لأحد الحديث بإسم الحمار وتقريعنا على سوء معاملتنا له مالم يكن هذا الشخص مخولا من الحمار شخصيا بالتحدث نيابة عنه وهو مالن يحدث نظرا لفطنة الحمار التي تجعله لايأتمن أمثال هؤلاء على نصرته فقد خذلوا ربهم ودينهم وأنفسهم وأضاعوا قدسهم وعروا نسائهم وتفرغوا للغو الحديث لإخفاء عوارهم فلعنة الله عليهم أينما ثقفوا . وبما أننا لم نلاحظ ياولدي تألم الحمار حين ركبنا نحن الإثنين على ظهره وكانت خطواته تدل على أننا حمل مناسب لمقدرته وطبيعي لو كان الحمار شعر بالتعب لرفض الحركة بتاتا لذلك لن نقبل منهم إداعاءاتهم بالشفقة على الحيوان المسكين وليشفقوا على دمائهم المهدرة في كل أصقاع الأرض أو ليشفقوا على كثرتهم التي لا تغني عنهم شيئاً أو ليشفقوا على أقصاهم المغتصب لو كانوا يفقهون . ثالثا تعلم ياولدي جيدا أن من تدخل فيما لا يعنيه نال مالا يرضيه ونحن يحق لنا لوم وتقريع وزجر وتعزير وإيذاء وضرب هؤلاء الحمقى على أيديهم وأقفيتهم بشكل يردعهم عن التدخل فيما لا يعنيهم وكلما زادت قسوتنا في التنفيذ زادت نسبة نجاحنا في إيلام هؤلاء المغفلون الذين يتدخلون فيما لا يعنيهم . رابعا أنت ولدي وفلذة كبدي ولا يعقل أن هناك من يحبك أكثر مني أو يهتم بحالك أكثر مني وكذلك الحمار حماري إشتريته من حر مالي ولو آلمته أو آذيته فأنا الخاسر الوحيد ولن يهتم أحد بمصالحي خير مني . خامسا لنحيا ونتصرف بالشكل الذي نرضاه طالما لم نخالف شرع ربنا ونتوقف عن الإهتمام بإرضاء الناس ولنتفرغ لإرضاء رب الناس . فهل توافقني يابني على هذا ؟ . فرد ولده شيرنجاح وقد كان كيسا أريباً كأبيه نعم يا أبي أوافقك وأزيد على ماقلت بأنني أثق فيك وفي محبتك لي ولإخوتي وأنا بالفعل لم أكن أشعر بالتعب من السير لكني كنت أتألم لرؤيتك عنما تشتد آلامك ويتفصد العرق من جبينك كحبات اللؤلؤ بعد أن تمشي لمسافة طويلة والله ياأبي لكم تمنيت أن أعرض عليك أن أحملك فوق كتفي لأريحك من عنائك فلطالما سهرت تعني بي أو بأحد أخوتي متألما لنا كما لو كنت أنت المصاب ولطالما إهتممت بمصالحنا ونصحتنا لما فيه صالحنا وتطرد عنا شياطيننا لترضي عنا الذي جاء بنا لهذه الدنيا تالله ما أنا بالمصدق لإدعاءات الشفقة التي يبديها أشباه العيال أحفاد أبي رغال وما كانت محبتي لك لتنقص حتى لو قسوت على لعلمي بعميق حبك لمن جاء من صلبك وسار على دربك هنا غمرت البهجة قلب جحا حيث تأكد أن تعبه وشقائه لم يذهب سدى وتيقن أن منهجه في الحياة كان صحيحا وأن من زرع حصد وهو زرع في قلوب أبناؤه خشية الله وعلمهم كيفية النجاة ولم يربيهم على مشاهدة الكليبات ولا على متابعة الأفلام والمسلسلات ولا على إتباع سبل المنافقين والمنافقات فحمد ربه على نعمته التي أسبغها عليه فليس ثمة أفضل من ولد صالح ربيته على يديك يسير على درب الله فيصل عمله ودعائه الصالح إليك حتى بعد خروجك من دار الفناء إلى دار الحق والبقاء وخرج جحا وولده من المنزل متوكلين على من لا يغفل ولا ينام و مبكرين كعادتهم حيث أن جحا كان يسكن في روض الفرج بجوار نادي الكهرباء على كورنيش النيل في مدينة القاهرة والطريق لحانوته الذي يبيع فيه شاشات الحاسبات الآلية المستوردة من تايوان طريق طويل لأنه يمر بالقناطر الخيرية وينتهي في شبين الكوم بمحافظة القليوبية وكما نعلم جميعاً المثل الذي يقول أن بعض القلابوة ولاد مبوة أو كما قال الشخص الأخنف صاحف هذا المثل الأشوف وكان جحا يسير بجوار ولده على يمين الطريق ومعهما الحمار وبعد السير لمسافة طويلة بدأت الشمس في الشروق وأحس جحا بالتعب من طول المسير فإمتطى ظهر الحمار وبعد مسافة ليست بالقليلة مر جحا وولده بجماعة من الناس يفترشون الرصيف وألقى عليهم جحا السلام وردوا عليه سلامه وبعد أن تجاوزهم بخطوات سمع هممهاتهم وهم يقولون ...؟؟؟؟ ......... للقصة تكملة فإذا أردت معرفة النهاية إنتظر قليلا معنا وإن شاء الله سأضع الجزء الأخير من القصة توضيح بسيط ( الجزء الأول من هذه القصة عبارة عن فلكلور شعبي متوارث إبتدأت به وكان هذا شائعا في ثقافتنا العربية بما يسمى المعارضات أو شعر المعارضات حيث يستهل الشاعر قصيدته ببيت شهير لأحد الشعراء ثم يكمل قصيدته معارضاً لفكرة القصيدة المستهدفة وهذا ما فعلته هنا في قصة حتى لا يبيع الحمار التي بدأتها بحكاية فلكولورية لا تتجاوز عدة سطور ثم عارضتها ونسجت قصة جديدة على أحداث ووقائع وأماكن جديدة تماما وبكثافة تفوق الموضوع الفلكلوري الذي بدأت به وكان يمكن أن أبدأ القصة بأي بداية للوصول للمغزى الذي أرددته لكني آثرت الإستعانة بهذه المقدمة بسبب شهرتها أولا وبسبب شخصيتها الساخرة ثانيا ) هذه القصة أو لو شئنا الدقة هذه التداعيات بقلم حسام عامر وأنا أسمح بنقلها وتداولها بكل الوسائل ولكل اللغات بشرط بسيط هو الإبقاء على إسم المؤلف وهذا العمل يندرج تحت ترخيص ( لوجه الله تعالي ويحق لكل الناس إستخدامه والإستفادة منه ) والمتطفلين هواة ادس أنوفهم في شئون الغير تحياتي لكم / ممممممممممممرعب النفوس |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |