من وحي الخيال 6

بدأت الشمس بالمغيب وانا واقف أمام منزل صديقي بعد أن تخلى عني في أحلك وأشد اللحظات ....

أسمع زقزقة العصافير وهي تأوي إلى مساكنها ..

إنسحبت من أمام الباب بهدوء وصمت

و عقدت العزم أن أجري إلى إن أصل الطريق السريع ولا ألتفت لأي شيء أراه أو أسمعه قد يعيقني من إتمام مسيرتي إلى الطريق السريع ( طريق القصيم )

إلتقطت أنفاسي وتحاملت على أوجاعي وبدأت المسير .. وما أن بدأ قرص الشمس في التواري خلف الأفق البعيد بدأت أجري وأزيد من ركضي وسرعتي لأدرك ما تبقى من ضوء تلك الشمس ..

فالمسير في وسط الصحراء القاحلة في ظلام دامس و معتم شيء مخيف جداً

ولكن ما هوّن علي رعب المسير في الصحراء ليلاً هي الأحداث السابقة التي قد رأيتها فلن أرى أشنع من تلك

أخذت اجري وأركض بلا أدنى تفكير في التوقف مهما حصل ..

وأثناء ما كنت أجري رأيت سيارة قادمة من المسار الأخر القادم من الطريق السريع والمتجه إلى مدينة تمير ،، حاولت أن أصرف النظر عنها ولا أشغل بالي بها كي لا تكون سبباً في إعاقتي عن الوصول لهدفي ( الخط السريع - طريق القصيم )

وما أن تجاوزتني السيارة مسرعة .. حتى سمعت صوت إطاراتها تتفجر فجأه وسمعت صوتاً وكأن تلك السيارة تتدحرج وتنقلب .. لم أجعل تلك الأصوات تثنيني عن مواصلة المسير ..

ولم ألتفت ورائي لمعرفة ما حدث لتلك السيارة ...

كان الجو هادئاً جداً إلا من صوت صفير الرياح و أنفاسي المتزايدة والمتقطعة ..

مشيت حتى غطى الظلام جميع المنطقة .. فلم أعد أرى حتى يدي

كنت أركض في المسار المتجه من تمير إلى الطريق السريع

فمرة كنت أسير على الإسفلت و مرات أكثر كنت أسير على التراب حينما أخرج عن مسار ركضي على الإسفلت ..

بدأ ( كبري مخرج الرياض ) يلوح في الأفق و بدأت أنواره تظهر لي مما أعطاني الدافع لعدم التوقف والإستمرار في الجري و الركض مع شدة تعبي وعطشي الشديد و أيضاً جوعي الذي أنهك كل قواي

كانت شفتاي جافة جداً و لا أستطيع البلع من شدة جفاف حلقي ..

سمعت من خلفي صوت سيارة تقترب مني بهدوء .. فإستعذت بالله العظيم و تمالكت كل أعصابي وأنا مستمر في السير وعدم الإكتراث بصوت السيارة التي تقترب

أصبحت تلك السيارة بمحاذاتي .. تسير بنفس سرعة ركضي .. كانت أنوارها تضيء لي الطريق من أمامي

لم ألتفت لها بل كنت أركض و عيناي على الأرض لا أرفعها إلا قليلاً كي أنظر أمامي وأستكشف الأفق ثم أعيدهما إلى الأرض

كانت السيارة تصدح بصوت الموسيقى الصاخبة .. و زاد صوت الموسيقى صخباً عندما فتح صاحب السيارة نافذته القريبة لي ..

أنقطع صوت الموسيقى تماماً من السيارة ولم أسمع إلا صوت صاحبي يقول لي : أركب يا فلان خلني أوصلك !!

مع أني كنت متأكد تماماً من أن ذلك الشخص ليس صاحبي إلا أني كنت مثل الغريق الذي يتعلق بـ ( قشة ) لتنقذه من الغرق

ركبت السيارة بصمت وكنت عقدت العزم على ان يوصلني إلى ( كوبري الخط السريع ) ثم أفتح الباب وأهرب بكل ما أوتيت من قوة ..

ولكن ما إن ركبت وأغلقت باب السيارة .. حتى سمعت أزرار السيارة والنافذة المفتوحة ( تقفل )

إرتبكت قليلاً وأنا ألتفت لوجه صاحبي المزيف .. رأيته مبتسما لي بإبتسامته المعهوده ..

كانت أعصابي مشدودة وكنت أفرك كفي ببعضمها بشدة .. أحسست بالسيارة تستدير لتعود إلى مدينة تمير

صرخت بأعلى صوتي : لاااااااااااااا ودني الطريق السريع

حاولت فتح الأبواب ولكنها كانت مقفله ولا تفتح إلا من الخارج حاولت فتح النافذة لفتح الباب من الخارج إلا أن النافذة لم تفتح لأنها كانت مؤمنة عن الفتح بشكل تام

أخذت أصرخ بشكل هستيري : رررررررجعني ... رجعني

أخذت أضرب زجاج النافذة لعلها تتحطم لأهرب منها حتى وأن كانت السيارة تسير .. فلم أفلح

إستجمعت قواي كلها و ألتفت إلى صاحبي المزيف وأردت الهجوم عليه و منعه من الإستمرار بالسير بإتجاه مدينة تمير

ضربته بكفي على صدره بأشد ما أوتيت من قوه

إلا أن كفي أخترقت صدره وجسده و ضربت المقعد ...

ذهلت مما حصل

أخذت أمرر كفي في جسمه الشفاف .. فجسمه تنفذ فيه الأجسام

كنت لا أرى كفي وهي في داخل صدره

لم يتكلم ولم اسمع منه إلا قهقهاته وضحكاته المفزعة .. فأبعدت يدي عنه وعدت إلى مقعدي ومكاني وقد إستسلمت تماماً لما سأواجهه

بعد أن دخلنا تمير توجه بي إلى ( حي الخالدية )

عندها عرفت أني رجعت إلى نقطة البداية و بأني لازلت في ( تمير التي تحت الأرض )

للقصة بقية

بصراااااااااحه عشت معااااك كل المواقف وتخيلتها

وطقتني ام الركب وشكلي ماراح انااام زين

اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق

ولو اني خايفه الا اني ابغى اعرف نهايتها وبشووووق

شكرا لك 000

تحياااااااااااتي

توقفت السيارة أمام منزل في حي الخالدية ..

فقال لي قائد السيارة : يالله أنزل

ثم نزل من السيارة بدون أن يفتح الباب للنزول

رأيت جسمه يختفي ويتلاشى تماماً من المقعد ..

أزداد خووفي ..

و مما زاد خوفي أكثر هو رنين هاتفي ..

تذكرت أن آخر مرة إستخدمت فيها الجوال حينما كنت أكلم صاحبي و تم فصل المكالمة بيننا

قمت بالرد عليه .. وما أن سمع صوتي حتى صرخ في قائلاً : ووووينك فيه يا فلااان ؟؟ لنا ثلاثة أيام ندورك يااااااخي

إندهشششششت بل إنتابتني نوبة بكاء شديدة .. هل يعقل أني في هذا الكابوس لمدة ثلاثة أيام ...

كان صاحبي يناديني : الووو ... فلاان ووووينك ورا ما ترد ؟!!

فقلت له : أسمع يا بو ناصر .. أنا جيت تمير وأول ما دخلت مخرج تمير شفت سيارات وزحمه بس السيارات كلها كانت فااضيه

تسائل صاحبي بإستغراب : وشلووون فاضيه ؟!!
قلت له بخووف : ياخي السيارات كانت تمشي ومافيها أحد يسوووووقها

بدأ صاحبي يهديء من روعي ويسألني : طيب هدي اعصابك .. الحين حدد موقعك بالضبط وووينك فيه ؟!!

شرحت له ما حدث في جامع الديره وأن شخصاً قال لي بأني تحت الأرض وبأن تمير فووقنا مباشرة

كان صديقي ينصت لي بإهتمام مما أدخل الراحة إلى قلبي بأنه يصدقني ولم يستهتر بما أقوله كعادته مع أن ما أقوله لا يمكن أن يصدقه عاقل ..

إستمريت أتكلم معه وأخبره بكل ما رأيت منذ دخولي تمير إلى هذه اللحظة ...

صمت صاحبي قليلاً ..

و أثار رعبي صوت منبة السيارة التي كنت أركبها حينما بدأ منبهها يرن بشكل مفاجيء و بشكل متواصل ومتقطع و أنوارها تضيء و سمعت أزرار أقفال الأبواب قد فتحت ..

فقلت لصاحبي وانا غارق في الخوف : تكفى يا بو ناصر لا تقفل الخط .. خلك معي

وكنت أبحث عن مقبض الباب لأفتح الباب وأنزل

ولكن من شدة خوفي لم أجد المقبض الذي يفتح باب السياره ..

إزداد إرتباكي أكثر و وقع مني الجوال ولم يهدأ إرتباكي إلا بعد أن وجدت ذلك المقبض اللعين

مسكت المقبض وبدأت افتح الباب بهدوء ...

نزلت من السيارة .. و كي اطمئن بأن صاحبي أبو ناصر لازال معي على الخط قلت له : الوو ابو ناصر ؟؟ أنت معي

لم يرد علي أبو ناصر .. كررت عليه : ابو نااصر وووينك ياخي لا تخليني تراا قلبي طااااح في بطني من الخووووف

نظرت إلى جهازي فرأيته قد إنطفأ تماماً لنفاذ بطاريته ..

سمعت صوت محرك السيارة التي حضرت بها يتحرك .. إلتفت إليها فوجدتها تتحرك من أمامي بلا سائق ..

أخذت أنظر إليها بوجل وخوف إلى أن غابت عن نظري ولم أعد أراها

إلتفت إلى باب المنزل ..

وأخذت أتسائل في نفسي : منزل من هذا ؟؟

ولماذا توقفنا عند هذا المنزل بالذااات ؟!!!

كان الوقت ليلاً والظلام حالك إلا من نور خافت كان مصدره تلك ( اللمبة الصغيرة ) التي كانت على باب المنزل

وقفت أنظر إلى الباب في إنتظار أن يفتح وتظهر مفاجأة مخيفة غير متوقعه تزيد من عقدتي النفسية و من جنووووني

كنت واقفاً وقداماي لا تكاد تحملااني من شدة الخوف والرهبة

سمعت صوت أقدام قادمة من ورائي

لم ألتفت إليها .. بل أغمضت عينااي بقووووووووه وأنا أبتلع ريقي لأبلل حلقي الذي جف من كثرة خوووووفي ومن كثرة ما رأيت من المشاهد المخيفة ..

توقفت تلك الأقدام عن المشي .. فلم أعد أسمع صوت النعال وهي تحتك بالأرض ..

أيقنت بأن هذا الشخص يقف خلفي مباشرة ..

أحس بجسده خلف ظهري .. وأكاد أسمع أنفاسه وهي تقترب من إذني كأنه يريد أن يقول لي سراً

صرررررررخ هذا الشخص بصوت عااالي : من أنت ؟؟؟ وش عندك واقف قدام بيتي ؟!!

صراخه جعلني ألتفت إليه بسررعه وأنا أصررررخ بصوت عااااااااالي

وصرااخي هذا جعله يعاجلني بضربة بعصا غليظة كان يحملها على رأسي قبل أن أميّز شكله وملامح وجهه

فغبت عن الوعي ولا أدري مالذي حدث بعدها .....

لم أدري بنفسي إلا وأنا بدأت أفتح عيناي وجفناي و أشعر بألم شديد في رأسي ..

وضعت يدي على رأسي كي أتحسس موضع الألم فوجدت رأسي ملفوفاً بـ ( شاش طبي )

كنت مستلقياً على سرير لا أعلم أين بالضبط ..

إلا أني كنت في غرفة صغيرة فيها سريري الذي أنا مستلقي عليه و كرسي بجانب السرير

اخذت أتفحص الغرفة بناظري وأحاول أن أسترجع وأتذكر ما حدث لي قبل وصولي إلى هنا

تذكرت الشخص الذي قام بضربي .. بدأت أستعيد شكله و ملامحه ..

فملامحه ليست غريبة علي ...

بدأت أتذكره .. إنه جار صديقي أبو ناصر .. فقد رأيته مرة في منزل صديقي أبو ناصر حينما كنت في زيارتي الأخيرة قبل هذه الزيارة المشؤمة

وهو من عرفني به وقال : هذا جاري أبو فهد ساكن جنبي ...

حاولت النهوض من السرير و تحاملت على آلام رأسي وأضلاعي وكل جسمي للنهوض

وقفت وأخذت أبحث عن باب الغرفة كي أخرج وأستطلع الأمر ..

كانت الغرفة جميعها محاطة بالجدران .. إذ لا يوجد لها باب ولا حتى نافذة !!!

إذن كيف دخلت أنا إليها ؟؟!!!!!!!! ومن أدخلني إليها ؟؟؟
ومن الذي قام بلف رأسي بـ ( الشاش الطبي ) ؟؟!!!!!!!!!!!!

للقصة بقية

رجعت لأستلقي على ذلك السرير وأنا أتأووه من شدة الألم ..

أخذت أستعيد ما حدث لي بالضبط ..

تذكرت ( أبو فهد ) ..
وتذكرت بأن صديقي أبو ناصر قال لي بأن ابو فهد جاره ويسكن بجانبه

ولكن أبو فهد قبل أن يضربني قال : وش عندك واقف قدام بيتي ؟؟

و ذلك البيت كان في حي الخالدية ....

فكيف أبو فهد يكون جار صديقي أبو فهد في حي الخالدية و صديقي أبو ناصر لا يسكن في الخالدية ؟؟

بل يسكن بجوار مستشفى تمير العام ..

بدأت أحاول أن أربط بين الأحداث .. فلم أجد ترابطاً بينها ولم أجد شيئاً مشتركاً فيها

إن لم يكن هذا البيت ليس بيت أبو فهد ..
فمن ضربني على رأسي ليس أبو فهد وربما إختلطت علي الأمور بحكم ما أعانيه من حالة نفسية مما انا فيه

و إن كان هذا بيت أبو فهد فعلاً كما قال لي .. فإن صاحب السيارة الذي أعادني إلى تمير لم يتوجه بي إلى حي الخالدية .. إذن ذلك المنزل أين موقعه ؟؟

وأنا غارق في أفكاري تلك وتحليلاتي .. سمعت صوت شخصين يتحدثاان ولا أعرف مصدر الصوت من أي جهه ولكن من المؤكد أن الصوت من خارج الغرفة

كان الصوت واضحاً وكأنهما في داخل الغرفة .. أخذت أستمع إليهما جيداً ...

الأول : اليوم أمطار وخير على الديره
الثاني : الحمدلله الله يجيب الخيرر
الأول : إلا وش صار على الرجال اللي لقوه طايح عند محطة الملتقى ؟
الثاني : والله مدري عنه .. ناس يقولون إنه مصدوم وراعي السياره أنحاش .. وناس يقولون إن سيارته خربت عند جامع الديره من الليل وجو شباب و ضربوه وسرقوا فلوسه
الأول : أنت شفت الرجال ؟
الثاني : إيه شفته وكنا بنوديه المستشفى بس هو ما رد علينا وقام راح يمشي وهو يعرج
الأول : تدري أشباهه مهيب غريبه علي كأني شايفه في تمير قبل كذا
الثاني : أنت تعرفه ؟
الأول : أنا شايفه عند واحد من أهل تمير بس ناااسي منهوو

كانت هذه المحادثة كشعاع نور أضاء لي في وسط ظلام حالك ..

صرخت بأعلى صوتي كي يسمعااني

كنت أصرخ قائلاً : هييييييييه أنا هنا في الغررررفه

كان الشخصان يتابعان حديثهما بشكل عادي وكأن صوتي لا يصل إليهما ..

الثاني : ماشاء الله يا بو عبدالله مزرعتك حيت بعد هالأمطار و الخير
الأول : إييه الحمدلله وعسى الله يسقي باقي هالأرض الطيبه

عرفت بأني الآن في غرفة في وسط مزرعة من مزارع تمير

ولكن هل صاحب المزرعه أبو عبدالله لا يعلم بوجود هذه الغرفة التي أنا فيها في مزرعته ؟

صرت أسمع صوت هذان الشخصان يكملان حديثهما وهما يبتعدان عن الغرفة و بدأ صوتهما يبتعد أكثر و أكثر حتى أنقطع صوتهما فلم أعد أسمعه

أخذت أصرررررخ بأعلى صوتي أطلب النجدة وأضرب على الحائط بكل بقووتي

حتى يأست تماماً وأسندت ظهري على الجدار يائساً محطماً خائفاً من قضاء بقية عمري داخل هذه الغرفة المغلقة

وأنا في قمة يأسي سمعت الآذاان يتردد بصوت يدل أن المسجد قريب من المزرعه

فهذا الأذن وهذا الصوت هو أذان مؤذن ( جامع الديره )

إذن فالمزرعة قريبة جداً من مدينة تمير ... وقريبة أيضاً من الجامع

ماذا أفعل وكيف سأخرج من هذه الغرفة المقبرة التي لا أعرف كيف وصلت إليها

للقصة بقية

توجهت إلى الله بقلب خالص أن ينقذني ..

أردت أن أؤدي الصلاة .. ولكن لا أعلم أية صلاة هذه
ولا أعرف إتجاه القبلة ... وغير هذا وذاك .. فأنا لست طاهراً ولا يوجد ماء لأتطهر

لم أكن أعرف كم وكيف سأصلي لعدم علمي ماهو الوقت الآن .. و لا أعرف إتجاه القبلة

فرفعت أكفي إلى السماء متضرعاً : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

فتوجهت بوجهي إلى جهة من جهات الغرفة و رفعت يدي مكبراً : الله أكبر

أطلت صلاتي لأني شعرت بأني في أمان ما دمت بين يدي الرحمن

كنت أطيل في الركوع والسجود .. وكنت أدعوه بأن يخلصني مما أنا فيه .. فأنا مضطر وهو من قال ( أمّن يجيب المضطر إذا دعاه )

ولأول مرة في حياتي أتمنى أن لا أنتهي من صلاتي

فعادتي في الرياض أني دائماً أبحث عن المساجد التي تعرف بسرعة أئمتها لإنهاء الصلاة وخاصة صلاة الجمعه

وكنت دائماً أنقر الصلاة نقراً ..

إلا هذه المرة ...

بعد أن أتممت ركعتين بكل طمأنينة ... أخذت أكثر من الإستغفار و التسبيح والتهليل .. حتى أخذني النعاس و غرقت في نوم عميق ...

إستيقظت من نومي .. و وجدت نفسي على سرير في مستشفى تمير العام ... و الأطباء من حولي

وما أن فتحت عيناي حتى رأيت صديقي أبو ناصر ينظر إليّ ويبتسم قائلاً : الحمدلله على سلامتك يا فلاان .. خوفتنا علييك

سألته وأنا أنعس من شدة تعبي : وين أنا فيييه ؟؟
قال : أنت في المستشفى .. لنا أسبوع ندور عليك

خشيت أني لا زلت تحت الأرض .. وأن ما يحصل الآن سيعقبه موقفاً من جملة المواقف التي عشتها وتلك اللحظات المرعبة التي عايشتها

إبتعد صديقي أبو ناصر عني وإقترب مني شخص آخر لا أعرفه ذو لحية كثيفة وقال : الحمدلله على سلامتك يا فلان

ثم وضع كفه على رأسي وبدا يقرأ آيات من القرآن وينفث علي ...

إسترخيت قليلاً إلا أني تذكرت هذا الوجه .. ففتحت عينااي بقووة بعد أن تذكرت بإن من يقرأ علي الآن هو أبو فهد الذي ضربني أمام ذلك المنزل في حي الخالدية ..

فقمت من السرير صارخاً وأنا ادفع هذا الملتحي بكلتا يدي : إبعد عني وخر عني

حاول صديقي أبو ناصر مع ذاك الملتحي و بمساعدة بعض العاملين في المستشفى أن يتم السيطرة علي و على نوبة الهلع هذه التي إنتابتني فلم يستطيعو السيطرة علي ،، إذ أن قوتي هذه كانت نابعة من خوفي الشديد فكنت أحاول وبشكل مستميت أن أبعد ذاك الملتحي عني وأنا أحاول الهرب من المستشفى

ولم أهدأ إلا بعد أن تم حقني بإبرة مهدئة إستسلمت بعدها للنوم ..

تابعوا الجزء الأخيررر قريباً ...

معلييييييييش يا جماعه ..

الساعه الحين أربع إلا ثلث بالليييييييييييييييييييييييييييييييل

وبصرااحه أنا في البيت لحااالي و ما يصلح أكمل هالقصه الليله لحاالي وبدا يتزووول لي أشياء تخووف صدق خخخخخخخخخخ

بكره أن شالله أكملها بالنهار وأذا صار عندي أحد

تصبحون على خير

ولا تنسووون ( تسمّووووون ) قبل ما تنامووون

خيالك هذا يالدائرة يبي له تصوير بالكاميرا ..
أحس أنك طحت في البيوت القديمة .. وجلدوك اللي الله يقاصرنا ويقاصرهم بالاحسان ..
ليتك والله معاد تتخيل وأنت في تمير ..
وخلك بعيد يافي الرياض أو أوروبا ..
لاتخرب علينا ديرتنا ويجينا هجرة جماعية ..

بعد أن زال أثر الحقنة المهدئة .. بدأت أستعيد وعيي .. وكان جسمي منهكاً بشدة ...

كان صديقي ابو ناصر ملازمني طيلة مكوثي في المستشفى لم يفارقني لحظه ..

إستعدت جزءاً من توازني النفسي .. و خرجت مع صديقي أبو ناصر من المستشفى

أخبرني صديقي أبو ناصر كيف تم إيجادي فقال :
أنت كان فيك جني متلبسك و كم واحد من اهل تمير كان يشوفك تمشي من المسجد إلييين المحطه زي المهبوول وثيابك مغبره وبدون نعاال بس هم ما يعرفون من أنت .. وأنا كنت أحتريك في طريق تميريه زي ما قلت لي اول مره ،، وكنت اتصل عليك وجوالك مقفل .. المهم اني رجعت لبيتي وانا في الطريق للبيت شفت الناس مجتمعين عليك وأنت ماسك حصى وترجمهم وتصاارخ .. وجيت لمك أبغا أهديك و تصكني بحصاة في جبهتي

و أزال ابو ناصر شماغه وطاقيتة ليريني مكان الضربه ..

ابو ناصر وهو يأشر إلى مكان الإصابة: هااه شف مكاانها ذي

كنت صامتاً و مكتفياً بإيماء رأسي دلالة على المتابعه فإستمر ابو ناصر في حديثه :

المهم وما قدرنا نمسكك .. كان فييك نشااط عشرة رجااجيل .. حتى إن الناس كلهم طبو عليك ويالله قدرو يربطوونك

أخذت أستعيد كل لحظة من اللحظات التي مررت فيها .. وتذكرت تلك الفتاة صاحبة ( الكامري ) فأخذت أضحك وقلت في نفسي : والله اني ثوور صدق ولا فيه أحد عااقل يخااف من هاك الوجه المملووح

إستغرب ابو ناصر ضحكاتي وظن أن المس قد عاد إلى وقال لي : هيه انت فيك شي ؟؟ إن تسان فيك شي علمني من هالحين خلنا نرجع دامنا قريبين من المستشفى مانيب فاضي ألاحقك في شوارع تمير ..

ضحكت وأخبرته بسبب ضحكي و قال مازحاً: مهبوول أنت ؟؟بنت وتسوووق في تمييييييييييير ؟؟؟ المفرووض أنك عرفت أنك كنت تحلم من يوم شفت البنت تسوق في تمير ،، والله إن ياكلونها أهل تمير قبل ما تمسك المفتااح مهبووول انت ..

أخذت أضحك و سألت عن سيارتي فقال : سياارتك لقينا قزازتها مكسووره و جبتها عند بيتي
إستغربت وقلت : وش كسرها ؟!!
قال : أندري عنك . . أنت مغير تمشي تخبط وتكسر وتفلّق الناااس و على فكره الشيخ اللي كان يقرا عليك يقول إن الجني اللي كان فيك أنت أوذيته
سالته مستغرباً : وشلون أوذيته ؟؟
قال : والله مدري بس الشيخ يقول إن الجني قااال إنك ناطلن عليه قوطي ببسي وقت المغرب قبل ما توصل لتمير
ضحكت وقلت : الله لا يعيييد هالببسي إن كانه أشغلنا في نفسنا حتى وهو بريال و نص

مكثت ليلة البارحة في منزل صديقي أبو ناصر و سأعوود إلى الرياض اليوم بعد صلاة العصر بإذن الله

فإدعوا لي بسلامة الوصووووول يا أهل تمير

و أفلقوووني إن جيت لكم مرررتن ثانيه خخخخخخخخخخخخخ

****************

جميع ما ورد في هذه القصة من أسماء و مواقف خياااليه

يعني مهوب بكره أشووفكم تدورون أبو ناصر في تمير عشان تعرفون من أنا

خاصة أنت يـ ( المهند ) خخخخخخخخخخخخ

وسلامتكم جميعاً

ما اروع خيالك وما أجمله فقد عشت جميع المواقف بصورة واقعيه لروعة وسهولة

اسلوبك الشيق والجذاب والمخيف في المقام الاكبر ..

من ليلة البارح وانا مسنتر انتظر نهاية هذا الخيال السادس ..

اليوم وانا رايح اجيب خبز شفت زاوية المستشفى وتذكرت بيت ابو ناصر

وجلست ابترم ادور من هو ابو ناصر !!؟ ليست لقافه بل جمال وروعة القصة

اجبرتني ادور عن ابو ناصر عشان يكمل القصة فالصبر ما عاد يكفي للانتظار

من الاعماق اشكرك لهذه السلسلة الرائعة .. فالف الف شكر وننتظر خيالك السابع

بكل لهفه و شغف .. فلا تتأخر علينا ايها الرائع

أنا قايلاً لك ياصديق أبوناصر ..
لاتجي مع درب تميرية .. لكن ما خذت الشور ...

لا وناطل لك قوطي بيبسي .. ماتدري انهم مقاطعينه ..
الحمدلله على سلامتك ..

ما خليت أحد ما سألته من هو أبوناصر اللي عند المستشفى ماطلعت بنتيجة ...
حتى حقون المستشفى نشدتهم من جايكم هاليومين . مالقينا جواب ..

على العموم تشكر على هذه الرائعة السادسة .. والتي تلامس واقعنا الحالي ..