الألم نعمة !
ماذا يحدث لو استجابت العناية الإلهية لتضرعاتنا وأزالت عنا إحساسنا بالألم ولكن بطريقة متطرفة بعض الشيء ؟؟
واعني بالتطرف أنها رفعت عنا الإحساس بأي ألم مهما حل بنا .
الجواب الأول الذي يتبادر إلى الذهن هو (( أنها النعمة الحقيقية )) ولكن بنظرة عن كثب إلى واقع الأمور تدل على أن تلك نقمة فظيعة وليست نعمة ... كيف ؟؟؟
يأتينا الإثبات على ما نقول من جانب فتاتين توأمين فرنسيتين في سن المراهقة ولدتا بتشوه خلقي وهو عدم الإحساس بأي ألم !! ماذا حل بهما ؟؟
طبعاً لم ينتبه أحد لوجود هذه العاهة لدى الفتاتين عند ولادتهما ولكن الأمر تكشف تدريجياً على الأهل عندما صارت الفتاتان تمرضان ولا تبكيان ... تقعان أرضاً ولا تصرخان ... تحترقان بالنار ولا تشعران ....
وعندما كشف الأطباء عليهما حذروا الأهل بقولهم أن البنتين معرضتان لشتى المخاطر التي تهدد حياتهما من أمراض قد تفتك بهما ولا بمكن تداركها أو علاجها بسبب عدم الشكوى منها والألم .
خلاصة ما سبق واضحة وبسيطة وهي أن الألم البدني على رغم معاناته الفظيعة نعمة وليس نقمة وهو مصمم ليكون جرس إنذار يحمينا من نفسنا ومن الأمراض التي تلم بنا وليرسم لنا قدراتنا الجسدية التي لا يحق لنا أن نتخطاها أي أنه يؤدي وظيفة لابد منها وإن كرهنا طريقة تأديته لوظيفته ..
الألم البدني لغة الجسم الوحيدة كما الألم النفسي لغة الروح فنحن لا نعي مثلاً أننا نحمل في جسمنا مصنعاً كاملاً لمعالجة الأطعمة وتحويلها إلى مواد غذائية إلا عندما نصاب بالمغص ... ولا ندرك أننا محمولون على أفضل وسيلة انتقال في العالم واقلها كلفه من حيث الصيانة إلا عندما يؤلمنا حذاء ضيق... بكلمات أخرى جسمنا صامت باستمرار إلى درجة أننا ننسى وجوده أحياناً ونبالغ بالإساءة إليه ... وحينئذ ويل لنا إن تكلم .
|
آخر 10 مشاركات
12 / 07 / 2004, 47 : 06 PM
