حلب تشهد «أعنف» المعارك بين القوات النظامية والمعارضين

09 / 08 / 2012, 58 : 04 AM

ردن يعلن وصول حجاب إلى عمان... وطهران تجري اليوم اجتماعاً تشاورياً بشأن سورية
حلب تشهد «أعنف» المعارك بين القوات النظامية والمعارضين

دمشق - أ ف ب

آثار الدمار في حي صلاح الدين بحلب

شهد حي صلاح الدين في مدينة حلب (شمال) أمس الأربعاء (8 أغسطس/ آب 2012) معارك وصفت بأنها «الأعنف» منذ ثلاثة أسابيع بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين تخللتها هجمات وهجمات مضادة بين الطرفين للسيطرة على الحي.
وبعد نحو 12 ساعة من المعارك تخللها إعلان وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إحكام القوات النظامية «سيطرتها الكاملة» على الحي، أفاد قائد ميداني في «الجيش السوري الحر» من صلاح الدين وكالة «فرانس برس» أن المقاتلين المعارضين استعادوا بعد أجزاء من الحي بعد هجوم مضاد.
وأوضح قائد كتيبة «نور الحق» في الجيش الحر، النقيب واصل أيوب في اتصال هاتفي من حي صلاح الدين أن الجيش الحر «استعاد ثلاثة شوارع من أصل خمسة سيطرت عليها القوات النظامية».
وأشار إلى أن الهجوم المضاد «أتى بعد وصول تعزيزات قوامها نحو 700 مقاتل من أحياء السكري وبستان القصر والشعار و(مساكن) هنانو» التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون شرق وجنوب مدينة حلب.
واضاف ان «الجيش الحر يقوم بعملية التفافية حول دوار صلاح الدين تمهيدا لتنظيفه» من الجيش النظامي.
وكان ضباط في الجيش الحر في منطقة حلب نفوا قبل ساعات منذ ذلك انسحاب قواتهم من حي صلاح الدين وسيطرة القوات الحكومية عليه، لكنهم اقروا بحصول اقتحام للحي بالدبابات التي انتشرت في بعض الشوارع.
في المقابل، أفاد مصدر أمني في دمشق وكالة «فرانس برس» أن الجيش «يتقدم في حي صلاح الدين ويسيطر على المحاور الأساسية»، متوقعاً ان «يستمر تنظيف جيوب المقاومة حتى صباح الخميس».
وأشار إلى أن الجيش السوري كان على ثلاثة أرباع الحي «الذي يسقط بسرعة».
وكشف أن «خطة الجيش النظامي تقضي بالسيطرة على حيي صلاح الدين وسيف الدولة غرب مدينة حلب، تمهيداً للهجوم على الأحياء الشرقية من المدينة» التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون.
وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «فرانس برس» إن «اشتباكات صلاح الدين اليوم أدت إلى مقتل تسعة من المقاتلين المعارضين وما بين 10 إلى 15 من القوات النظامية»، مشيراً إلى أن هذه «حصيلة أولية ويتوقع ارتفاع العدد بشكل كبير».
وذكرت مصادر امنية سورية، ان الجيش النظامي حشد نحو 20 الف جندي، مقابل ما بين ستة الى ثمانية آلاف من عناصر الجيش الحر، حيث يعتبر الطرفان معركة السيطرة على حلب بانها «حاسمة».
وبدأ الهجوم على صلاح الدين غداة إعلان الرئيس بشار الأسد الثلثاء تصميمه على المضي قدماً في الحل الأمني حتى «تطهير البلاد من الإرهابيين»، في حين حصل على دعم كامل من ايران التي موفدها سعيد جليلي بعد لقائه الاسد في دمشق ان بلاده لن تسمح «بكسر محور المقاومة» الذي تشكل سورية «ضلعاً أساسياً فيه».
وبعد دمشق، وصل جليلي إلى العراق حيث حذر ووزير الخارجية العراقي هوشيار خلال لقائهما في بغداد من أن النزاع المسلح في سورية بلغ «مرحلة مقلقة لدول المنطقة».
وبشأن 48 إيرانياً خطفوا في سورية السبت، أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أنهم «زوار» بينهم عسكريين «متقاعدين» من الجيش والحرس الثوري.
وطلب صالحي «تعاون» الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون للإفراج عن الرهائن الإيرانيين.
دوليا، وفي حين اكدت وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء أن فرنسا ستنظم اجتماعاً وزارياً في مجلس الأمن الدولي في 30 أغسطس «وخصوصاً لبحث الوضع الإنساني في سورية وفي الدول المجاورة»، كانت وكالة الأنباء الايرانية (ايرنا) تنقل عن وزير الخارجية الايراني أن 12 إلى 13 دولة ستشارك في «الاجتماع التشاوري» اليوم (الخميس) في طهران بشأن سورية.
ودعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى حل سياسي ووقف العنف في سورية.
وقال «إن الاجتماع الوزاري غداً (اليوم) وقمة منظمة التعاون الإسلامي في مكة (14 و15 أغسطس) فرصتان جيدتان لحل المشاكل في سورية من خلال حلول سياسية وليس مواجهات عسكرية».
وعلى صعيد متصل، أبلغ لبنان طهران رسمياً أنه لن يشارك في الاجتماع بشأن سورية؛ انسجاماً مع سياسة «النأي بالنفس» التي تتبعها الحكومة اللبنانية.
كما أكد الموفد السابق للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان عدم إرسال ممثل عنه الى اجتماع طهران.
وفي عمان، أكد الأردن رسمياً الأربعاء أن رئيس الوزراء السوري المنشق، رياض حجاب دخل الأراضي الأردنية فجر الأربعاء برفقة عدد من أفراد عائلته. وقال وزير الدولة الأردنية لشئون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة إن «لامعلومات لدينا حتى الآن إذا ما كان سيغادر (حجاب) الأردن إلى جهة أخرى، أو إذا ما كان سيطلب اللجوء».