الإهداءات
 


 
العودة   منتدى مدينة تمير > الملتقى العام > الساحه الدينية
 

الساحه الدينية تهتم بجميع الامور الدينيه من فتاوى واذكار واحاديث

آخر 10 مشاركات
|| جـمع الأدعــية والأذكـار والآحآديث الصحيحه || (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ●• خزآمىَ الصَحآرى « للشعْر والخَوآطرْ ! (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          آخبآر متجدده « من الصحف اليومــيه .. «●】 (الكاتـب : - )           »          اكتشافات طبيه وصحيه حسب نوع طعامك || متجدد.. (الكاتـب : - )           »          هنا كل ما يخص التعليم و مايستجد من تعاميم .. [ وزارة التعليم ] ( عام / ١٤٤٥ هــ ) (الكاتـب : - )           »          ( آلآحوال الجويه وتوقعآت الطقس من الصحف اليوميه ) .. (الكاتـب : - )           »          آعلآنات وظائف الصحف السعودية (الكاتـب : - )           »          ܓ ضعْ [ مقالك ] هنا عزيزي القارئ ܓ (الكاتـب : - )           »          ┓ كآريكآتيـرُ آليوُم" . . / ٳڛترآحة آلقسم ـآلإخبآريَ (الكاتـب : - )           »          [. هآآتوا لي { القرآن } لا ضآآق صدري . ] | متصفح ( متجدد ) من القران الكريم | (الكاتـب : - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11 / 08 / 2007, 11 : 08 PM   #1
تميراوي الماسي


الصورة الرمزية مرعب النفوس
مرعب النفوس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1924
 تاريخ التسجيل :  20 / 11 / 2005
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 13 / 06 / 2012 (52 : 10 PM)
 المشاركات : 16,291 [ + ]
 التقييم :  270721
افتراضي رسالة الى كل عضــو أنت وانتي............!!!!!!!!!!!!!



Free size








رسالة الى كل عضــو أنت وانتي


قال تعالى: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى  وقال :  وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون 
روى الترمذى عن أنس رضى الله عنه أن النبى  قال :  كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون  . وقال ذو النون: ( حقيقة التوبة أن تضيق الأرض عليك بما رحبت حتى لا يكون لك قرار وأن تضيق عليك نفسك فالتائب يعرف من بين أمثاله بذبوله ويستدل على حاله بنحوله ) .
o وورد عن رب العزة أنه قال : لا تقنطوا من رحمتى . هل رأيتم من انقطع إلى ذل ؟ هل رأيتم من احتمى من أجلى اعتل ؟ هل رأيتم من تنسم رياض قربى اختل ؟ هل رأيتم من رأى أعلام نصرى انغل ؟ هل رأيتم من وجد حلاوة ذكرى انسل؟ يا عبدى : لا تقنط من رحمتى فإنك إن كنت بالغدر موصوف فأنا بالجود معروف وإن كنت ذا خطايا فأنا ذو عطايا وإن كنت ذا جفاء فأنا ذو وفاء وإن كنت ذا إساءة فأنا ذو آناة وإن كنت ذا غفلة وسهوة فأنا ذو عفو ورحمة وإن كنت ذا خشية وإنابة فأنا ذو قبول وإجابة لا تقنط من رحمة من جاد بالمغفرة على الألوف من السحرة وجعلهم من البررة
o وعن أبى موسى الأشعرى عن النبى  قال :  إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها 
o وعن عمران بن الحصين رضى الله عنه أن : امرأة من جهينة أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهى حبلى من الزنا فقالت : يا رسول الله أصبت حداً فأقمه على فدعا صلى الله عليه وسلم وليها فقال : أحسن إليها فإذا وضعت فأتني بها ففعل فأمر النبى صلى الله عليه وسلم فشدت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال له عمر: تصلى عليها يا رسول الله وقد زنت ؟ فقال : لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أنها جادت بنفسها لله عز وجل ؟
o وفيما يروى عن رب العزة قال :  يا ابن آدم : إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى 
o وأخرج ابن عساكر عن أنس أن النبي  قال:  إذا تاب العبد أنسى الله الحفظة ذنوبه وأنسى ذلك جوارحه ومعالمه من الأرض حتى يلقى الله وليس عليه شاهد من الله بذنب
o فيا أخا الإسلام لا تؤجل التوبة فإنك لا تدرى ساعة موتك فالخير لك أن تلقى ربك وأنت على طاعة وكن من الذين :  إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون  ولا تترك نفسك للأماني الكاذبة التي تدعوك إلى فعل المحرمات وتوهم نفسك بمغفرة الله فقال صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذي أخرجه البخاري :  ليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر فى القلب وصدقه العمل وإن قوماً ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم وقالوا : نحسن الظن بالله تعالى وكذبوا لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل .


الاستغفار

قال تعالى :  وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وقال :
 ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفور رحيما  وقال على لسان نوح لقومه: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا 
o وروى أبو داود وابن ماجه عن ابن عباس رضى الله عنه قال : قال رسول الله  :  من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب 
o وعنه  قال:  والذى نفسه بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم 
o وروى ابن ماجه بإسناد جيد عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن رسول الله  قال :  طوبى لمن وجد فى صحيفته استغفارا كثيرا
ومن أهم صيغ الاستغفار:
1- ما رواه البخاري عن شداد بن أوس أن رسول الله  قال :  سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفرلى مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم 
2-  اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأن على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبي فاغفرلى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فمن قالها بالنهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسى فهو من أهل الجنة ومن قالها بالليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة 
o ولا تنس أخى الكريم أن رسولنا صلى الله عليه وسلم كان يستغفر الله ويتوب إليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة وهو الذى غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فما أحوجنا إلى الاستغفار .وحتى تجب شفاعته لك لا تنس أن تصلى عليه فلقد روى الامام أحمد عن رويفع بن ثابت الأنصارى رضى الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم :  من قال : اللهم صل على محمد وأنزله عندك المقعد المقرب يوم القيامة وجبت له شفاعتى 

o إن شئت بعد الضلالة تهتـــدى صل على الهادى البشير محمـــــــد
يا فوز من صلى عليه فإنــــــــه يحوى الأمانى بالنعيم السرمدى
يا قومنا صلوا عليه فتظفروا بالبشر والعيش الهنىء الأرغــد
ويخصكم رب الأنام بفضلــــــه بأفاضل الجنات يوم الموعــــــــد
الذكر
قال تعالى :  إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب  الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار  وقال :  فاذكرونى أذكركم واشكروا لى ولا تكفرون وقال : يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا 
o وروى الطبرانى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل :  أى الأعمال أفضل؟ فقال: أن تموت ولسانك رطب بذكر الله
o وذكر الله هو السبيل الوحيد لتوطيد العلاقة بين العبد وخالقه وهو الطريق إلى المغفرة والأجر العظيم
o روى البخارى ومسلم عن رب العزة فى الحديث القدسى :  أنا عند ظن عبدى بى وأنا معه إذا ذكرنى فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى وإن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منه وإن تقرب إلى شبراً تقربت إليه ذراعاً وإن تقرب إلى ذراعاً تقربت إليه باعاً وإن آتاني يمشى أتيته هرولة 
o وفسر ابن عباس قوله تعالى : والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما فقال: المراد : يذكرون الله فى أدبار الصلوات وغدواً وعشيا وكلما استيقظ من نومه وكلما غدا أو راح من منزله ذكر الله تعالى .
o والذكر يكون بالقلب وباللسان فإذا اقتصر على أحدهما كان بالقلب أفضل.
o روى البخارى عن أبى موسى رضى الله عنه أن النبى  قال:  مثل الذى يذكر ربه والذى لا يذكر ربه مثل الحى والميت.
o وروى الترمذى عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله  قال :  إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا : وما رياض الجنة ؟ قال : حلق الذكر.
أفضل الذكـــــــــــــــر:
o واعلم أخا الإسلام أن أفضل الذكر هو تلاوة القرآن الكريم فروى الترمذى عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : قال  من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول : ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف .
o وروى الترمذي عن أبى سعيد رضى الله عنه أن النبي  قال : يقول الرب تبارك وتعالى:  من شغله القرآن عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه .
o وأحب الذكر إلى الله بعد تلاوة القرآن فى الحديث الذي رواه مسلم عن سمرة بن جندب قال : قال  :  أحب الكلام إلى الله تعالى أربع لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر .
o وروى الطبرانى عن زيد بن أرقم رضى الله عنه قال : قال  :  من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة . قيل : وما إخلاصها ؟ قال : أن تحجزه عن محارم الله .
o وروى مسلم والترمذى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال :  لأن أقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلى مما طلعت عليه الشمس .
o وذكر ابن القيم فى كتابه " الوابل الصيب من الكلم الطيب" عدة فوائد كثيرة للذكر نذكر منها:
- الذكر يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره. – يزيل الهم والغم عن القلب
- يجلب الرزق - يكسو الذاكرة مهابة وحلاوة ونضرة
- يورث القرب من الله عز وجل - يحط الخطايا ويذهبها
- ينجى من عذاب الله - يشغل اللسان عن الغيبة والنميمة والفحش والباطل
- يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة - يسهل الصعب وييسر العسر ويخفف المساق
- يكسو الوجه نضرة فى الدنيا ونوراً في الآخرة
ونختم بقول الشاعر:
حمت الله ربى إذ هدانــــــي إلى الإسلام والدين الحنيف
فيذكره لساني كل وقت ويعرفه فـــــؤادي باللطيف

وتذكر يا أخي بعض آداب الذكر ومنها:

- حضور القلب
- استقبال القبلة
- التذلل والخضوع والوقار
- نظافة الجسم والفم والثوب
- استحباب الوضوء




الشكر


قال تعالى :  ولئن شكرتم لأزيدنكم  وقال :  واشكروا لله ان كنتم إياه تعبدون  وقال : ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبداً شكورا 
ومن معانى الشكر:-
o الإقرار والاعتراف بما أنعم الله تعالى به عليك – وهو الثناء على المحسن بذكر إحسانــــه
o قال تعالى فى الحديث القدسى : ( عبدى: إذا لم تشكر من أجريت الخير على يديه فلم تشكرنى ) .
وفى الحديث الشريف : ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ) .
o واعلم أخى المسلم أن : الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح فشكر اليدين العطاء وشكر الأذنين الإصغاء وشكر العينين البكاء وشكر القلب الخوف والرجاء.
o وقال بعض العارفين: من أعطى الشكر لم يمنع المزيد لقوله تعالى :  ولئن شكرتم لأزيدنكم 
o وروى أن داود عليه السلام قال: ( إلهى : كيف أشكرك وشكرى لك نعمة من عندك؟ فأوحى الله إليه يا داود الآن شكرتنى ) .
o وقد اشتق الله تعالى للشكر اسما من أسمائه الحسنى فإنه سبحانه وتعالى " الشكور "
o وروى فى الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه فقيل له : تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فيقول: أفلا أكون عبدا شكورا .
o وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ( يا معاذ: إنى لأحبك فلا تنس أن تقول : اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ).
o وفى الأثر الإلهى يقول الله عز وجل : ( أهل ذكرى أهل مجالستى وأهل شكرى أهل زيادتى )
o وقيل :من كتم النعمة فقد كفرها ومن أظهرها ونشرها فقد شكرها .
o وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله  قال : ( أربع من أعطيهن فقد أعطى خير الدنيا والآخرة : قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وبدنا على البلاء صابرا وزوجة لا تبغيه خونا فى نفسها ولا فى ماله ).
o وقال الحسن البصرى : إن الله يمتع بالنعمة ما شاء فإذا لم يشكر عليها قلبها عذابا .
o وقال الشعبى الشكر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله .
o وروى أن موسى عليه السلام قال : يا رب : ما الشكر الذى ينبغى لك ؟ قال : لا يزال لسانك رطبا بذكرى.
o وفى السنن عنه صلى الله عليه وسلم قال : ( من قال حين يصبح : اللهم ما أصبح بى من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر إلا أدى شكر ذلك اليوم ومن قالها حين يمسى فقد أدى شكر ليلته ) .
o وقال أبو هريرة رضى الله عنه : من رأى صاحب بلاء فقال : الحمد لله الذى عافانى مما ابتلى به غيرى وفضلنى عليه وعلى جميع خلقه تفضيلا فقد أدى شكر تلك النعمة .
o وتعلم يا أخى المسلم أن تشكر الله فى السراء والضراء وقل كما يقول الشاعر:

فيا أيها الظالم فى فعله والظلم مردود علــــــــــــــى من ظلم
إلى متى انت وحتى متــــى تشكو المصيبات وتنسى النعم؟




الاستقامة والخوف من الله


قال تعالى :  إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون  وقال :  إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون  وأمر نبيه بالاستقامة فقال :  فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير  وقال :  وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا 
o سئل أبو بكر الصديق رضى الله عنه عن الاستقامة فقال : ألا تشرك بالله شيئا .
o وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهى ولا تروغ روغان الثعالب .
o وفسر عثمان بن عفان رضي الله عنه: ( الذين استقاموا ) بقوله : أخلصوا العمل لله .
o وقال الحسن : استقاموا على أمر الله فعملوا بطاعته واجتبوا معصيته.
o وفى صحيح مسلم : عن سفيان بن عبد الله رضى الله عنه قال : قلت يا رسول الله : قل لى فى الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك قال : ( قل آمنت بالله ثم استقم ) .




قال تعالى :  ولمن خاف مقام ربه جنتان  وقال :  الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله
o روى البخاري ومسام عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله  يقول : ( سبعة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله : الإمام العادل وشاب نشأ فى عبادة الله عز وجل ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا فى الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إن أخاف الله ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)
o وروى الحاكم عن أنس رضى الله عنه أن النبى  قال : ( من ذكر الله ففاضت عيناه من خشية الله حتى يصيب الأرض من دموعه لم يعذب يوم القيامة ) .
o وروى عثمان عن عفان عن عطاء الخراسانى عن العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله  قال : ( عينان لا تمسهما النار : عين بكت فى جوف الليل من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله ) .
o وروى الطبرانى عن ثوبان رضى الله عنه قال : قال رسول الله  : ( طوبى لمن ملك لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته ) .

o وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله  قال : ( كان رجل يسرف على نفسه فلم حضره الموت قال لبنيه : إذا أن مت فأحرقونى ثم اطحنونى ثم ذرونى فى الريح فواالله لئن قدر الله على ليعذبنى عذابا ما عذبه أحداً فلم مات فعل به ذلك فأمر الله الأرض فقال : اجمعى ما فيك ففعلت فإذا هو قائم فقال الله له : ما حملك على ما صنعت ؟ قال : خشيتك يا رب فغفر له .

o وروى ابن حبان فى صحيحه عن أبى هريرة فيما يروى عن ربه عز وجل أنه تعالى قال :  لا أجمع على عبدى خوفين وآمنين إذا خافنى فى الدنيا أمنته يوم القيامة وإذا أمننى فى الدنيا أخفته فى الآخرة  .

o وكان داود عليه السلام كثير البكاء وإذا عوتب لكثرة بكائه يقول : ( دعونى أبكى قبل خروج يوم البكاء وقبل أنحراق العظام واشتعال الحشا وقبل أن يؤمر بى ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) .

o وكان عمر بن الخطاب دائم البكاء لدرجة أنه كان يرى على وجهه خطين أسودين من كثرة انحدار دموعه وتشم من فمه رائحة كرائحة الكبد المشوى من شدة خوفه من الله تعالى .
فقد قرأ ذات مرة : ( إذا الشمس كورت ) فلم بلغ : ( وإذا الصحف نشرت ) خر مغشياً عليه. وسمع قارئاً يقرأ فى سورة الطور فلما بلغ: ( إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع ) استند إلى الحائط ساعة وذهب إلى بيته فمرض شهراً والناس لا يدرون عن سبب مرضه .
o فإذا كان هذا هو حال عمر جبار الجاهلية وجبار الإسلام الذى أعز الله به كلمة الأمة فما حالنا نحن ألم نتدبر قوله تعالى : ( ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ).
o وكان عبد الله بن عمرو بن العاص يقول : ( ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا فوا الله لو يعلم أحدكم لظل يصرخ حتى ينقطع صوته وصلى حتى ينكسر صلبه ).
o وقيل لسفيان الثورى وكان كثير البكاء : يا أبا عبد الله عليك بالرجاء فإن عفو الله أعظم من ذنوبك فقال : ليس على ذنوبى أبكى لو علمت أنى أموت على التوحيد لم أبال بمثل الجبال من الخطايا .
o ومع كل هذا الخوف والخشية من الله تذكر أخا الإسلام أن الله : ( غافر الذنب وقابل التوب) وأنه : ( لغفار لمن تاب وأمن وعمل صالحاً ثم اهتدى ) .
o وحسبك أن تقرأ : ( قيل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً) .
o ولا تيأسن فإن اليأس كفر وإن الله مولانا جميـــل
ولا تظنن بربــــك ظن سوء فإن الله أولى بالجميل

o وعليك أن تحسن ظنك بالله وترجو رحمته وإن شئت فلتقرأ ما قاله شاعرنا :

يا رب إن عظمت ذنوبى كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظـم
إن كان لا يرجوك إلا محســـــــن فمن ذا يدعو ويرجو المجـرم ؟
أدعوك ربى كما أمرت تضرعا فلئن رددت يدي فمن ذا يرحم؟
ما لى إليك وسيلة إلا الرجــــــا وجميل عفوك ثم إني مسلــــم

الدعاء

o اعلم أخي المسلم أن الله تعالى أمرنا بالدعاء والتضرع إليه ووعدنا بالإجابة وتحقيق السؤال فقال تعالى :  وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان 
o وقال :  وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين 
o ولهذا كان الدعاء هو العبادة كما جاء في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الدعاء هو العبادة ثم قرأ :  إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين 
o وروى أبو يعلى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال : ( أربع خصال : واحدة منهن لي وواحدة لك وواحدة فيما بينى وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادى فأما التى لى : لا تشرك بى شيئاً وأما التى لك : فما عملت من خير جزيتك عليه وأما التى بينى وبينك :فمنك الدعاء وعلى الإجابة وأما التى بينك وبين عبادى: فارض لهم ما ترضى لنفسك )
o وروى الترمذى وابن ماجه عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء فى الرخاء )

o وروى عبد الرزاق عن الحسن رضى الله عنه: أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه : أين ربنا؟ فأنزل الله: وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان 
فضل الدعاء : - وحتى تعرف أخى المسلم فضل الدعاء إليك هذه الأحاديث الشريفة :-
1- روى البزار والطبرانى والحاكم عن عائشة رضى الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يغنى حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة )
2- وروى الترمذى عن سلمان الفارسى رضى الله عنه أن رسول الله  قال : ( لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد فى العمر إلا البر )
3- وروى الحاكم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال : رسول الله  : ( الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والأرض )
آداب الدعاء : -
1- تحرى الحلال : - أخرج الحافظ بن مردوية عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : تليت هذه الآية عند النبى  :  يا أيها الناس كلوا مما فى الأرض حلالا طيبا  فقام سعد بن أبى وقاص فقال : ( يا رسول الله : ادع الله أن يجعلنى مستجاب الدعوة فقال : يا سعد : أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة والذى نفس محمد بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام فى جوفه لا يتقبل منه أربعين يوما وأيما عبد نبت جسمه من السحت والربا فالنار أولى به ) .
2- استقبال القبلة إن أمكن : - خرج النبي  يستسقى فدعا واستسقى واستقبل القبلة .
3- ملاحظة الأوقات الفاضلة : - كيوم عرفة وشهر رمضان ويوم الجمعة والثلث الأخير من الليل ووقت السحر وأثناء السجود ونزول الغيث وبين الآذان والإقامة وعند التقاء الجيوش وعند الوجل ورقة القلب . روى الترمذي عن أبى أمامة قال : قيل يا رسول الله : أى الدعاء أسمع؟ قال : ( جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات ) . وروى مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى  قال : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد )
4- رفع اليدين حذو المنكبين : - روى عن مالك بن يسار عن النبى  قال : ( ان الله ربكم تبارك وتعالى حيى كريم يستحى من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفراً ) .
5- البدء بحمد الله وتمجيده والثناء عليه والصلاة على النبى  فقد روى أبو داود والنسائى والترمذى عن فضالة بن عبيد أن رسول الله  سمع رجل يدعو فى صلاته ولم يمجد الله تعالى ولم يصل على النبى  فقال : ( عجل هذا ) ثم دعاه فقال له : إذا صلى أحدكم ( أى دعا) فليبدأ بتمجيد ربه عز وجل والثناء عليه ثم يصلى على النبى  ثم يدعو بما شاء ).
6- حضور القلب وإظهار الفاقة والضراعة إلى الله جل شأنه وخفض الصوت بين المخافتة والجهر لقوله تعالى :  ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا  والمقصود بصلاتك : أى دعائك .
7- الدعاء بغير اثم أو قطيعة رحم : - روى أحمد عن أبى سعيد أن النبى  قال : ( ما من مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة ليس فيها اثم أو قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال : إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له فى الآخرة وإما أن يصرف عنه السوء مثلها قالوا : إذاً نكثر قال : الله أكثر )
8- عدم استبطاء الإجابة : - لما رواه مالك رضى الله عنه عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى  قال : ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول : دعوت فلم يستجب لى ) .
9- الدعاء مع الجزم بالإجابة : - روى أبو داود عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى  قال : ( لا يقولن أحدكم : اللهم اغفر لى إن شئت اللهم ارحمنى إن شئت ليعزم المسألة فإنه لا مكره له ).
10- تجنب الدعاء على النفس والأهل والمال : - عن جابر رضى الله عنه أن رسول الله  قال : ( لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على خدمكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعة نيل فيها عطاء يستجاب لك ).
11- اختيار جوامع الكلم :- مثل :  ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار 
12- البدء بالدعاء للنفس قبل الغير : - وقد أشار الله إلى ذلك بقوله :  ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان 
13- تكرار الدعاء ثلاثاً : - روى أبو داود عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله
 كان يعجبه أن يدعو ثلاثا ويستغفر ثلاثا .
o فيا أخا الإسلام : كن دائما وأبداً مع الله يكن معك وإياك أن تطلب قضاء حوائجك من غيره فلا تدع إلا هو ولا تفزع إلا إليه ولا تجعل واسطة بينك وبينه إلا التقرب إليه بصالح الأعمال .
o قال طاووس لعطاء : إياك أن تطلب حوائجك ممن يغلق بابه دونك وعليك بمن بابه مفتوح إلى يوم القيامة وقد أمرك أن تسأله ووعدك أن يجيبك .
o وقال الفضيل بن عياض : أحب الناس إلى الناس من استغنى عن الناس وأبغض الناس إلى الناس من احتاج إلى الناس وسألهم وأحب الناس إلى الله عز وجل من سأله واستغنى به عن غيره وأبغض الناس إلى الله تعالى من استغنى عنه وسأل غيره .
o وقال ابن السماك : فى طلب الرجل الحاجة من أخيه فتنته إن هو أعطاه حمد غير الذي أعطاه وإن منعه ذم غير الذى منعه لأنه فى الحقيقة لا معطى ولا مانع إلا الله.




المرقبة وحساب النفس


قال تعالى :  واعلموا أن الله يعلم ما فى أنفسكم فاحذروه
وقال :  وكان الله على كل شىء رقيبا 
وقال :  وهو معكم أينما كنتم 
وقال :  يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور 
o وفى حديث جبريل لما سأل النبى  عن الإحسان فقال : ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) . والمراقبة : دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه .
o قال ذو النون : - علامة المراقبة إيثار ما أنزل الله وتعظيم ما عظم الله وتصغير ما صغر الله .
o وقال إبراهيم الخواص : - المراقبة خلوص السر والعلانية لله عز وجل .
o وقال أبو حفص لأبى عثمان النيسابورى : - إذا جلست للناس فكن واعظا لقلبك ونفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله يراقب باطنك .
o ولتتدبر معنى المراقبة فى أسماء الله الحسنى : ( الرقيب – الحفيظ – العليم – السميع – البصير ) . فلا يفقدك حيث أمرك ولا يجدك حيث نهاك ولله در القائل :
تعصى الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمرى فى القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعتـــه إن المحب لمن يحب مطيــــــع
o وقال أبو العتاهية :
فيا من بات ينمو بالخطايا وعين الله ساهرة تــــــــــراه
أما تخشى من الديـــان طرداً بجرم دائما أبدا تـــــــــراه؟
أتعصى الله وهو يراك جهراً وتنسى فى غد يوماً تـــراه ؟
وتخلو بالمعاصــــى وهو دان إليك ولست تخشى من لقـــاه
o قال ابن عطاء : أفضل الطاعات مراقبة الحق فى جميع الأوقات .
o وقال بعض العارفين : من راقب الله فى خواطره عصم الله جوارحه.
o ومن أجمل ما روى فى المراقبة أن ابن عمر بن الخطاب كان فى سفر فرأى غلاماً يرعى غنماً فأعجب بحسن رعايته لها فأراد ابن عمر أن يختبر باطن هذا الغلام فقال له : تبيع لى من هذه الغنم واحدة ؟ فقال الغلام : إنها ليست لى فقال له : قل لصاحبها إن الذئب أكلها فقال الغلام : وأين الله ؟
o وإذا ذكرت المراقبة ذكر معها قصة بنت بائعة اللبن التى أمرتها أمها أن تمزج اللبن بالماء فقالت الابنة : إن عمر نهى عن مزج اللبن بالماء فقالت الأم : وأين عمر إنه لا يرانا فقالت الابنة : إن كان عمر لا يرانا فرب عمر يرانا ولما استمع عمر لهذا الحوار زوج هذه الابنة لابنه وذلك لمراقبتها لله .
o وإليك نظماً نختم به حديثنا:-
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل على رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعـــة ولا أن ما تخفى عليه يغيب
ألم تر أن اليوم أسرع ذاهــــب وأن غدا للناظرين قريب؟

التوكل

قال تعالى :  ومن يتوكل على الله فهو حسبه 
وقــــــــال :  وتوكل على الحى الذى لا يموت وسبح بحمده 
o إن المسلم يرى التوكل على الله فريضة إيمانية وعقيدة إسلامية وليس معنى التوكل أن نترك الأخذ بالأسباب ونرضى بما تجرى به الأقدار بل إحضار كل الأسباب المطلوبة لأى عمل فلا ثمرة لأى عمل بدون تقديم الأسباب فالتوكل عند المسلم إذاً عمل وأمل .  إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً 
o وكان من هدى النبى صلى الله عليه وسلم أنه ما كان يخوض أى معركة حتى يعد لها عدتها ويهىء لها أسبابها وظهر ذلك جلياً عندما أذن له الله بالهجرة فاختار الصديق للطريق وهو أبو بكر الصديق وأعد الزاد من الطعام والشراب والراحلة واصطحب عالما بمسالك الطريق وترك على فى فراشه تمويها للمشركين واستتر عن أعينهم فى غار ثور .
o روى الترمذى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ) وكان إذا خرج من بيته يقول : ( بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله )
o وفى حديث متفق عليه : ذكر أن سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ووصفهم النبى صلى الله عليه وسلم بأنهم هم الذين لا يسترقون ولا يكتون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون .
o وفى الصحيحين أن رسول الله  كان يقول : ( اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت . اللهم إنى أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلنى أنت الحى الذى لا يموت والجن والإنس يموتون ) .
o فلاحظ كل هذا أخا الإسلام وكن دائما مع الله يكن الله معك واعمل بما وصى به ابن عباس بالوصية التى جاء فيها : ( وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله )
o قال طاووس لعطاء : إياك أن تطلب حوائجك ممن يغلق بابه دونك وعليك بمن بابه مفتوح إلى يوم القيامة فقد أمرك أن تسأله ووعدك أن يجيبك .
o وقال الفضيل بن عياض : أحب الناس إلى الناس من استغنى عن الناس وأبغض الناس إلى الناس من احتاج إلى الناس وسألهم وأحب الناس إلى الله عز وجل من سأله واستغنى به عن غيره وأبغض الناس إلى الله تعالى من استغنى عنه وسأل غيره .
o يقول الإمام على كرم الله وجهه: ( من اعتمد على ماله قل ومن اعتمد على عقله ضل ومن اعتمد على جاهه ذل ومن اعتمد على الله لا قل ولا ضل ولا ذل )


الحب


قال تعالى:  قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله 
o وقال  فى الحديث الذي رواه البخارى ومسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )
o إن حب المسلم لأخيه المسلم من علامات الإيمان كما أوضح الحديث الشريف .
من علامات حب المسلم لأخيه المسلم:
1- أن تتوضع له وتخفض له جناحك: كان النبى صلى الله عليه وسلم يتواضع لكل مسلم ولا يتكبر أن يمشى مع الأرملة والمسكين ويقضى لهما الحوائج .
2- ألا يزيد هجرك له عن ثلاثة أيام مهما كان غضبك منه ففى الحديث الشريف: ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهم الذى يبدأ بالسلام ) . متفق عليه
3- وأن تصنع له المعروف قدر استطاعتك: فعن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبى  قال : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ) .
4- وأن تحترم الكبير وترحم الصغير : روى البخارى أن النبى  قال: ( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ولم يرحم صغيرنا )
5- وإذا لقيته تبدأه بالسلام : روى مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى  قال : ( والذى نفسى بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على عمل إذا عملتموه تحاببتم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : أفشوا السلام بينكم )
6- أن تنصره ظالما أو مظلوما : روى البخارى ومسلم عن أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله  قال : ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً فقال رجل : يا رسول الله : أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال : تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه ) .
7- أن تقدم له النصيحة : روى الإمام مسلم عن تميم الدارى ان النبى  قال : ( الدين النصيحة قلنا : لمن ؟ قال : لله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم ) .



o روى الإمام مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال  : ( إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادى فى السماء فيقول : إن الله يحب فلان فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول فى الأرض ..... )
o وفى الحديث القدسي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : سمعت رسول اللهً  يقول : قال الله تعالى : ( وجبت محبتي للمتحابين فى والمتزاورين فى والمتباذلين في ) وفى رواية للترمذى : ( إن من عباد الله أناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله قالوا يا رسول الله : تخبرنا من هم ؟ قال : هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فو الله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم قرأ :  إلا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون  رواه أبو داود .
o فكن يا أخي من هؤلاء المتحابين في الله ولله لا لمنفعة دنيوية أو لمال أو جاه أو سلطان حتى لا يضيع هذا الحب بضياع غرضك الذي كنت تصبو إليه وإن شئت فاستمع لوصية النبي  لأبى ذر حين قال له : ( يا أبا ذر: أى عرى الإيمان أوثق ؟ قال : الله ورسوله أعلم فقال صلى الله عليه وسلم : الموالاة فى الله والحب فى الله والبغض فى الله ) رواه البيهقى.
o ولا تصاحب أحد لحسن منظره أو لجمال هيئته أو لعلو منصبه ولكن عليك بمن يتق الله فيك قال تعالى :  إن أكرمكم عند الله أتقاكم  . وقال  : ( لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقى ) .
o واحذر مما حذرك منه الإمام الشافعى فى قوله :
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانـــــــا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانــــا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضاً عيانا
o واحذر من صداقة المنافق الذى يظهر لك عكس ما يبطن كما حذرك منه الشاعر بقوله:
وإذا الصديق لقيته متملقــــــــاً فهو العدو وحقه يتجنــــــــب
لا خير فى ود إمرىء متملــــــــــــق حلو اللسان وقلبـــــ ـه يتلهب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب
o وإذا كان النبى صلى الله عليه وسلم يوصيك بمصاحبة المؤمن فلأنه مؤتمن على النفس والعرض والمال بل سيكون عونا لك فى كل خير ويدفعك إلى حسن الخلق .
o قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : ( عليك بإخوان الصدق تعش فى أكنافهم فإنهم زينة فى الرخاء وعدة فى البلاء ).
o وقال بعض الأدباء : لا تصحب من الناس إلا من يكتم سرك ويستر عيبك فيكون معك فى النوائب ويؤثرك بالرغائب وينشر حسنتك ويطوى سيئتك فإن لم تجده فلا تصحب إلا نفسك .
o وقال الإمام على رضى الله عنه :
إن أخاك الحق من كان معك ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك شتت فيه شمله ليجمعك

o وقال بعض العلماء : لا تصحب إلا أحد رجلين : رجل تتعلم منه شيئاً فى أمر دينك فينفعك ورجل تعلمه شيئا فى أمر دينه فيتقبل منك والثالث فاهرب منه .
o فلاحظ كل هذا أخى المسلم وتذكر ما رواه أبو داود عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) وقوله : ( مثل الجليس الصالح كثل صاحب المسك إن لم يصبك منه شىء أصابك من ريحه ومثل الجليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يصيبك من سواده أصابك من دخانه )
o ولا تصاحب إلا الرجال الذين تحن قلوبهم إلى التقوى وترتاح لذكر الله .

o وختاماً إليك هذه النصائح:-
ولا تصحب أخا الجهــــــــل وإياك وإيـــــــــاه
فكم من جـــــــــاهل أردى حليما حين آخـــــاه
يقاس المرء بالمــــــــــرء إذا ما المرء ماشاه
وللشىء من الشـــــــــــــىء مقاييس وأشباه
وللقلب على القلب دليل حين يلقــــــــــــــاه



العفو


قال تعالى:  خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين 
وقال :  فمن عفا وأصلح فأجره على الله
وقال :  ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك 
o وليكن خير شاهد على رحمة الإسلام وتسامحه مع العدو قبل الصديق يوم أن فتح النبى صلى الله عليه مكة حين دخلها فى عشرة آلاف من جند الله بعد أن حطم الأصنام وأهل مكة الذين آذوه وأصحابه وعذبوهم وطردوهم يرتعدون من شدة الخوف أن ينتقم الرسول صلى الله عليه وسلم منهم فنظر إليهم وقال : ( ما تظنون أنى فاعل بكم ؟ قالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم فقال : اذهبوا فأنتم الطلقاء ). فكانت النتيجة أن دخل أكثرهم فى دين الله أفواجاً .
o وروى البخارى ومسلم عن جابر رضى الله عنه : أن رجلاً قام على رأس النبى صلى الله عليه وسلم فى إحدى الحروب مع الكفار وأشهر الرجل سيفه وقال للنبى : من يمنعك منى ؟ فقال : الله فسقط السيف من يده فأخذه الرسول صلى الله وسلم وقال : ( من يمنعك منى ؟) فقال الرجل : كن خير آخذ فقال له النبى : قل : أشهد ألا إله إلا الله وأنى رسول الله فقال الرجل : لا لا غير أنى لا أقاتلك ولا أكون معك ولا أكون مع قوم يقاتلونك فخلى سبيله فجاء أصحابه فقال : جئتكم من عند خير الناس .
o وروى الأصبهانى عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة نادى مناد : أين أهل الفضل ؟ فيقوم أناس وهم يسير ينطلقون سراعاً إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقولون لهم : إنا نراكم سراعاً إلى الجنة فيقولون : نحن أهل الفضل فتقول الملائكة : ما كان فضلكم ؟ فيقولون: كنا إذا ظلمنا صبرنا وإذا أسىء إلينا غفرنا وإذا جهل علينا حلمنا فيقال لهم : ( ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين ) .
o وعن عائشة رضى الله عنها قالت : " ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصراً من مظلمة ظلمها قط ما لم تنتهك من محارم الله فإذا انتهك من محارم الله شىء كان أشدهم فى ذلك غضباً وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً " .
خــذ العفو عن جاهل قد بغى عليك تفز بالمقام الأمين
وبالعرف فأمر وكن محسناً وواصل وأعرض عن الجاهلين
o وروى البخارى ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب ) .

o وعن معاذ بن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله سبحانه وتعالى على رءوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما يشاء ).
o ومن وصايا معاوية لابنه : يا بنى : من عفا ساد ومن حلم عظم ومن تجاوز استمال عليه القلوب .
o وشتم رجل الشعبى الفقيه فقال له : إن كنت صادقاً يغفر الله لى وإن كنت كاذباً يغفر الله لك .
o وروى أن عمر بن الخطاب لما تولى الخلافة صعد المنبر وحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إنى داع فأمنوا : ( اللهم إنى غليظ القلب فلينى لأهل طاعتك بموافقة الحق ابتغاء وجهك والدار الآخرة وارزقني الغلظة والشدة على أعدائك وأهل الدعارة والنفاق من غير ظلم منى لهم ولا اعتداء عليهم اللهم ارزقنى خفض الجناح ولين الجانب للمؤمنين ) .


الحياء

الحياء من أخلاق المسلم والحياء من الإيمان الذى هو عقيدة المسلم وقوام حياته يقول النبى صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخارى ومسلم : ( الإيمان بضع و سبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها : لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) .
وقال : ( الحياء والإيمان قرناء جميعاً فإذا رفع أحدهما رفع الآخر وقال : ( الحياء لا يأتى إلا بخير .
o ونقيض الحياء البذاء والبذاء فحش فى القول والفعل وجفاء فى الكلام والمسلم ليس كذلك
o روى الإمام أحمد أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( الحياء من الإيمان والإيمان فى الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء فى النار ) .
o والحياء لا يمنع المسلم من أن يقول حقا أو يطلب علماً أو يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر فهذه أم سليم الأنصارية تقول : يا رسول الله : إن الله لا يستحى من الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت ؟ فيقول لها ولم يمنعه الحياء : نعم إذا رأت الماء .
o ولم يمنع الحياء المرأة التى ردت عمر بن الخطاب وهو يخطب على المنبر وكان يتحدث عن عدم المغالاة فى المهور فقالت له : أيعطينا الله وتمنعنا يا عمر ؟ ألم يقل الله تعالى :  وأتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً  ولم يمنع الحياء عمر أن يعتذر قائلاً : كل الناس أفقه منك يا عمر .
o وعليك أخى المسلم أن تتمثل قول ابن مسعود رضى الله عنه حين قال :" استحيوا من الله حق الحياء فاحفظوا الرأس وما وعى والبطن وما حوى واذكروا الموت والبلى ".
o وأخرج البخارى عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال : " كان النبى صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء فى خدرها " وفى الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قال : ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة : إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) .
o وعن أنس رضى الله عنه قال : كان أبو موسى الأشعرى إذا نام لبس ثياباً عند النوم مخافة أن تنكشف عورته .
o ومن كلام الحكماء : أحيوا الحياء بمجالسة من يستحى منه وعمارة القلب بالهيبة والحياء فإذا ذهبا من القلب لم يبق فيه خير .
o وفى الأثر الإلهى يقول الله عز وجل :  ابن آدم : إنك ما استحييت منى أنسيت الناس عيوبك وأنسيت بقاع الأرض ذنوبك ومحوت من أم الكتاب زلاتك وإلا ناقشتك الحساب يوم القيامة  .
o وفى أثر آخر :  أوحى الله عز وجل إلى عيسى عليه السلام : عظ نفسك فإن اتعظت وإلا فاستحيى منى أن تعظ الناس 
o وقال الفضيل ابن عياض : خمس من علامات الشقاء : القسوة فى القلب وجمود العين والرغبة فى الدنيا وطول الأمل .
o وقال يحيى بن معاذ من استحى من الله مطيعا استحى الله منه وهو مذنب .


التواضع

المسلم يتواضع فى غير ذلة أو مهانة ولا ينبغى له الكبر فقد رفع الله المتواضعين ووضع المتكبرين قال تعالى : واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين 
وقال :  تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً فى الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين 
o وقال صلى الله عليه وسلم ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزاً وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ) رواه مسلم .
o وروى النسائى والترمذى أن اللنبى صلى الله عليه وسلم قال : ( يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر فى صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن فى جهنم يقال له " بولس " تعلوه نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال ).
o وروى مسلم عنه صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم : شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر )
o وروى عنه أيضا قال : ( بينما رجل فى حلة تعجبه نفسه مرجل رأسه يختال فى مشيته إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فى الأرض إلى يوم القيامة ) متفق عليه.
o ومن أمثلة تواضعه صلى الله عليه وسلم : -
o أنه كان يحلب شاته ويخصف نعله ويرقع ثوبه ويشترى من السوق ويأكل مع خادمه ويصافح الفقير ويسلم على الصغير والكبير .
o وأخرج الطبرانى عن جرير رضى الله عنه" أن رجلاً أتى النبى صلى الله عليه وسلم فاستقبلته رعدة فقال له النبى صلى الله عليه وسلم : هون عليك فأنا لست بملك إنما أنا ابن إمرأة من قريش كانت تأكل القديد ".


o ومن أمثلة تواضع عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : -
o أنه أتاه ضيف وكان عمر يكتب فكاد السراج يطفأ فقال الضيف : أقوم إلى المصباح فأصلحه ؟ فقال عمر : ليس من كرم الرجل أن يستخدم ضيفه فقال الضيف : إذاً أنبه الغلام فقال عمر : إنها أول نومة نامها فلا تنبهه وذهب عمر وملأ المصباح زيتاً ولما قال الضيف : قمت أنت بنفسك يا أمير المؤمنين !! أجاب قائلاً : ذهبت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر ما نقص منى شىء وخير الناس من كان عند الله متواضعاً .
o وفى الحديث القدسى عن رب العزة قال :  الكبرياء ردائى والعظمة إزارى فمن نازعنى واحدا منهما قذفته فى النار 
o وروى مسلن عن ابن مسعود رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة فقال : إن الله جميل يحب الجمال الكبر : بطر الحق وغمط الناس )
بطر الحق : رد الحق . غمط الناس : احتقارهم
o ولله در الإمام على كرم الله وجهه حين قال :
حسن ثيابك ما استطعت فإنها زين الرجال بها تعز وتكـرم
ودع التخشن فى الثياب تواضعاً فالله يعلم ما تكن وتكتـــم
فرثيث ثوبك لا يزيدك رفعــــة عند الإله وأنت عبد مجــــــــرم
وجديد ثوبك لا يضـــــرك بعد أن تخشى الإله وتتقى ما يحـــــرم
o والتزم يا أخى المسلم بهذا النهى الرباني :  ولا تصعر خدك للناس ولا تمش فى الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد فى مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير


إن منشأ الرحمة صفاء النفس وطهارة الروح والمسلم الحق لا تفارق الرحمة قلبه فهو يتعلق بها ويوصى غيره بالتمسك بها قال تعالى :  وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين  وقال :  لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم  وقال صلى الله عليه وسلم : ( من لا يرحم لا يرحم ) وقال : ( لا تنزع الرحمة إلا من شقى ) .
o وروى البخارى عن أبى قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إنى لأدخل فى الصلاة فأريد إطالتها فأسمع بكاء الصبى فأتجوز مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه )
o ودخل أحد الولاة على عمر بن الخطاب رضى الله عنه وهو يقبل أولاده فقال له : إن لى عشرة من الأولاد ما قبلت واحداً منهم فكان جواب عمر : وما جريرتنا نحن إن كان الله عز وجل نزع الرحمة من قلبك إنما يرحم الله من عباده الرحماء ثم شطب اسمه من قائمة الولاة وهو يقول : ( من لم يرحم أولاده فكيف يرحم الرعية )
o وأوصنا النبى صلى الله عليه وسلم بالرحمة باليتيم فروى البخارى وأبو داود والترمذى انه قال : ( أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما )
o وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قبل الحسن رضى الله عنه فقال له الاقرع بن حابس : إن لى عشرة ما قبلت واحدا منهم فقال له النبى صلى الله عليه وسلم : ( لا يرحم الله من لا يرحم الناس )
o وأخرج البخارى فى الادب عن أبى هريرة رضى الله عنه : ( أتى النبى صلى الله عليه وسلم رجل ومعه صبى فجعل يضمه إليه فقال له النبى : أترحمه ؟ قال : نعم قال : فالله أرحم به منك وهو أرحم الرحمين )
o وجاءت إمرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها ابناها فسألته فأعطاها ثلاث تمرات لكل واحد منهما تمرة فأكلاها ثم نظر إلى أمهما فشقت التمرة الثالثة وأعطت كل واحد منهما نصفها فقال النبى صلى الله عليه وسلم : " قد رحمها الله برحمتها ابنيها"


الايثار


قال تعالى :  ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون 
o من أخلاق المسلم التى اكتسبها من تعاليم دينه ومحاسن إسلامه الإيثار على النفس وحب الغير فقد يجوع ليشبع غيره ويعطش ليروى سواه وقد يبذل روحه من حياة الآخرين .
o روى الشيخان : أن ضيفا نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يجد عند أهله شيئاً يقدمه للضيف فدخل عليه رجل من الأنصار وذهب بالضيف إلى أهله ثم وضع بين يديه الطعام وأمر امرأته بإطفاء السراج وجعل يمد يده إلى الطعام كأنه يأكل ولا يأكل حتى أكل الضيف إيثاراً له على نفسه وأهله فلما أصبح قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد عجب الله من صنيعيكما بضيفكما الليلة ونزل فيه قوله تعالى :  ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون 
o وحكى عن بشر بن الحارث أنه مرض مرض الوفاة فآتاه سائل يشكو الحاجة فنزع بشر قميصه الذى كان عليه فأعطاه إياه واستعار قميصاً مات فيه .
o وقال عبد بن المبارك : سخاء النفس عما فى أيدى الناس أفضل من سخاء النفس بالبذل وإيثار رضا الله تعالى مقدم على إيثار الغير .
o فلنتجه جميعاً إلى الله بقولنا :
فليتك تحلو والحياة مريــرة وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذى بينى وبينك عامر وبينى وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذى فوق التراب تراب ً




o اعلم أخى المسلم أن صنائع المعروف تقى مصارع السوء وأن صدقة السر تطفىء غضب الرب ) وأن : ( السخى قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة بعيد عن النار والبخيل بعيد من الله بعيد من الناس بعيد من الجنة قريب من النار ولجاهل سخى أحب إلى الله من عالم بخيل )
o ومن الكرم أن تبتسم فى وجه أخيك المسلم فتبسمك فى وجهه صدقة وأن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وترشد الضال ..... إلى غير ذلك
o وكن من الذين :  ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية  واحذر أن تكون من الذين يبطلون صدقاتهم بالمن والأذى  كالذى ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر 
o واحذر أن تكون من الذين : يمنعون الماعون  مهما كانت الأسباب ما دام الله سبحانه وتعالى قد تفضل عليك وأعطاك واعتبر هذا بمثابة شكرك لله على نعمه واعمل بقوله صلى الله عليه وسلم : ( من كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته ) وقوله : ( من مشى فى حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنين ) رواه الطبرانى
o وكن من الذين :  يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة  فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم : ( اتقوا الشح فإنه أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دمائهم واستحلوا محارمهم )
o وروى البخارى ومسلم عن عدى بن حاتم رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( اتقوا النار ولو بشق تمرة )
o وروى البخارى ومسلم عن أبى موسى رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( على كل مسلم صدقة قال : أرأيت إن لم يجد ؟ قال : يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قال : أرأيت إن لم يستطع ؟ قال : يعين ذا الحاجة الملهوف قال : أرأيت إن لم يستطع ؟ قال : يأمر بالمعروف أو الخير قال : أرأيت إن لم يفعل ؟ قال : يمسك عن الشر فإنها صدقة )
o وروى البخارى ومسلم فى الحديث أن الله تعالى قال :  أنفق يا ابن آدم ينفق عليك 
o وروى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله بعفو إلا عزاً وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل )
o ومن الكرم الجم أن نجد عثمان بن عفان رضى الله عنه فى عزوة " تبوك " يجهز جيش المسلمين بمقدار النصف حيث تصدق بعشرة آلاف دينار وثلاثمائة بعير وخمسين فرساً
o وروى مسلم والترمذى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يا ابن آدم : إنك إن تبذل الفضل خير لك وإن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى )
o وعن عبد الله بن عمرو بن العاص فى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم والنسائى أن رجلا سأل النبى صلى الله عليه وسلم قال : أى الإسلام خير ؟ قال : أن تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف )
o وروى مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله عز وجل يقول يوم القيامة :  يا ابن آدم : استطعمتك فلم تطعمنى فيقول : يا رب : كيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ فيقول : أما علمت أنه استطعمك عبدى فلان فلم تطعمه ؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندى ؟ )
o وروى أبو داود عن الحسن قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا أراد الله بقوم خيراً ولى أمرهم الحكماء وجعل المال عند السمحاء وإذا أراد الله بقوم شراً ولى أمورهم السفهاء وجعل المال عند البخلاء .
وصل الكرام وإن رموك بجفـــــــوة فالصفح عنهم والتجـــاوز أصوب
واحذر مصاحبة اللئيم فإنـــــــــــــه يعدى كما يعدى الصحيح الأجرب


الصبر

قال تعالى :  إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب  وقال :  واصبر وما صبرك إلا بالله وقال : يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا 
o فمن محاسن أخلاق المسلم الصبر واحتمال الأذى فالصبر معناه : حبس النفس على ما تكره واحتمال المكروه بنوع من الرضا والتسليم والصبر ينال بالمجاهدة وبذكر ما ورد فيه من أمر من الله تعالى وما وعدنا به عليه من أجر قال تعالى :  وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة 
o وقال صلى الله عليه وسلم : ( ..... ومن يصبر يصبره الله وما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر ) رواه البخاري * وروى مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن : إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له )
o وفى الحديث القدسى الذى رواه البخارى قال الله عز وجل : إذا ابتليت عبدى بحبيبتيه " أى : عينيه " فصبر عوضته منها الجنة  وروى الترمذى وابن ماجة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( ما يزال البلاء بالمؤمن فى نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ) .
o وروى البخارى أن خباب بن الأرت رضى الله عنه قال : ( شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد برده فى ظل الكعبة فقلنا : ألا تنتصر لنا ؟ ألا تدعو لنا ؟ فقال : قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له فى الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دين الله) .
o وعلى ضوء هذه الصور الناطقة والامثلة الحية من الصبر والتحمل يعيش المسلم صابراً لا يشكو ولا يسخط ولا يجزع ولا يدفع السيئة بالسيئة فقال تعالى :  ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور 
o وروى عن ابن عباس رضى الله عنهما فى الحديث الذى رواه الطبرانى قال صلى الله عليه وسلم : ( المصيبة تبيض وجه صاحبها يوم تسود الوجوه ) وروى الترمذى عن أبى موسى الأشعرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته : قبضتم ولد عبدى قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول : ماذا قال عبدى ؟ فيقولون حمدك واسترجع فيقول الله تعالى : ابنوا لعبدى بيتا فى الجنة وسموه بيت الحمد )
o قال شيخ الإسلام ابن تيمية : بالصبر واليقين تنال الإمامة فى الدين ثم تلا قوله تعالى :  وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون 
o وسئل الجنيد عن الصبر فقال : تجرع المرارة من غير تعبس .
o وقال ذو النون المصرى : الصبر : التباعد من المخالفات والسكون عند تجرع غصص البلية وإظهار الغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة .
o وقيل : الصبر مثل اسمه مر مذاقه لكن عواقبه أحلى من العسل . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : أمرنا الله تعالى فى كتابه بالصبر الجميل والصفح الجميل والهجر الجميل فقال : الصبر الجميل : هو الذى لا شكوى فيه ولا معه. والصفح الجميل : هو الذى لا عتاب معه . والهجر الجميل : هو الذى لا أذى معه .
o وقد رأى بعضهم يشكو لآخر ضيق رزقه وحاجته فقال : يا هذا أتشكو من يرحمك لمن لا يرحمك ؟ ثم أنشد قائلاً :
وإذا عرتك بلية فاصبر لهــــا صبر الكريم فإنه بك أعلــــــم
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذى لا يرحم

o وأجمع عقلاء الأمة أن النعيم لا يدك بالنعيم وأنه على قدر التعب وتحمل الشدائد تكون الراحة.
على قدر أهل العزم تأتى العزائم وتأتى على قدر الكرام المكارم
ويكبر فى عين الصغير صغيرها وتصغر في عين العظيم العظائم
o قال الإمام على كرم الله وجهه : " إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا قطع الرأس بار الجسد ثم قال : لا إيمان لمن لا صبر له "
o وقال الحسن: الصبر كنز من كنوز الخير لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده
o وذكر الإمام ابن القيم فى كتابه " مدارج السالكين " جملة من منازل الصبر وفوائده نورد منها :
 أن الفلاح معلق بالصبر قال تعالى :  يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون 
 أن الصبر يضاعف أجر الصابرين :  إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب
 بالصبر تنال الإمامة فى الدين :  وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون 
 بالصبر تتحقق معية الله تعالى :  إن الله مع الصابرين
 الصابرون يجمعون ثلاثة أمور ليست لغيرهم وهى : صلاة الله عليهم ورحمته لهم وهدايته إياهم:  وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون 
 فى الصبر العون والعدة :  واستعينوا بالصبر والصلاة 
 بالصبر والتقوى يتحقق النصر : بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين 
 الصبر وقاية من كيد العدو :  وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا 
 الصابرون ينالون تسليم الملائكة فى الجنة :  والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار 
 الحكم العام بالخسران لمن لم يكن من أهل الحق والصبر :  والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتوصوا بالحق وتوصوا بالصبر
 أهل الصبر والمرحمة هم أهل الميمنة :  ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أولئك أصحاب الميمنة 








الاخلاص فى العمل




قال تعالى :  وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين 
وقال :  إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين 
وقال :  قل الله اعبد مخلصا له دينى فاعبدوا ما شئتم من دونه 

o قال الفضيل بن عياض : إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صوابا لم يقبل وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصا صواباً والخالص : أن يكون لله والصواب : أن يكون على السنة . مصدقا لقول الله تعالى :  فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا 
o وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عن الرجل يقاتل رياء ويقاتل شجاعة ويقاتل حمية أى ذلك فى سبيل الله ؟ فقال : من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو فى سبيل الله )
o وفى الصحيح : ( إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم )
o وقيل : الإخلاص : استواء أعمال العبد فى الظاهر والباطن والرياء : أن يكون ظاهره خيراً من باطنه .
o وقيل : الإخلاص : نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق .
o ومن كلام الفضيل بن عياض : ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منهما
o وقال بعضهم : الإخلاص : ألا تطلب على عملك شاهداً غير الله ولا مجازياً سواه.


الصدق


قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين 
o إن المسلم الصادق لا ينظر إلى الصدق على أنه خلق فاضل فحسب بل لأنه من متممات الإيمان ومكملات الإسلام فقد منح الله صفة الرجولة للصادقين فقال :
 من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
o وفى الحديث الشريف الذى رواه مسلم : ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار وما يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذاباً )
o ولما مدح الله نبيه إسماعيل قال : واذكر فى الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا 
o وروى الإمام أحمد وابن حبان عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اضمنوا لى ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة : اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا إئتمنتم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم )
o وقال فى الحديث الذى رواه البيهقى وأبو داود والترمذى : ( وأنا زعيم ببيت فى وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً )
o وروى الإمام مالك أن النبى صلى الله عليه وسلم سئل : ( أيكون المسلم جباناً ؟ قال نعم قيل : أيكون بخيلاً ؟ قال: نعم قيل : أفيكون كذاباً قال : لا )


o ومن العواقب المذمومة للكذب : أنه يجعل صاحبه يوم القيامة قد نزع البهاء والنور من وجهه قال تعالى :  ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة
o كذلك يكون الكذاب فى زمرة المنافقين الذين يحشرون فى الدرك الأسفل من النار روى الأمام مسلم عن عبد بن عمرو بن العاص أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا إئتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر )
o وعد النبى صلى الله عليه وسلم كذب الأفعال نوعاً من الكذب الذى لم يبحه الإسلام فقد روى أبو داود والبيهقى عن مولى عبد الله بن عامر رضى الله عنه قال : دعتنى أمى يوماً ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد فى بيتنا فقالت : ها تعال أعطيك فقال لها رسول الله : ماذا أردت أن تعطيه ؟ قالت : أردت أن أعطيه تمراً فقال لها صلى الله عليه وسلم : أما إنك لو لم تعطه شيئاً كتبت عليك كذبة )
o وروى عن الأمام البخارى رضى الله عنه أنه خرج يطلب الحديث من رجل هربت فرسه وهو يشير إليها برداء ليوهمها أن به شعيراً فقال له البخارى : أكان معك شعير ؟ فقال الرجل : لا فقال البخارى : لا آخذ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن يكذب على البهائم .
o قال الجنيد : الصدق أن تصدق فى موطن لا ينجيك منه إلا الكذب .
o وقيل: لا يشم رائحة الصدق عبد داهن نفسه أو غيره .
o وقيل :الصدق كلمة الحق عند من تخافه وترجوه وقيل الصدق موافقة السر النطق .


الامانة


قال تعالى : إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها  وقال: والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون وقال:  يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون 
o فاعلم أخا الإسلام: أن كل عضو من أعضاء جسمك أمانة فلا تعرضها لسخط الله وغضبه فجوارحك هذه سوف تشهد عليك بما فعلت يوم لا ينفع الندم .
قال تعالى :  يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم 
 فأمانة اللسان : ألا تستعمله فى كذب أو غيبة أو نميمة أو غير ذلك .
 وأمانة الأذن : ألا تستمع بها إلى ما حرم الله تعالى .
 وأمانة اليد : ألا تمدها إلى ما ليس لك فيه حق أو تؤذى بها الناس .
 وأمانة العين : ألا تنظر بها لمحارم المسلمين وعوراتهم .
 وأمانة الفرج : ألا تضع شهوتك إلا فيما أحل له .
قال تعالى فى وصف المؤمنين :  والذين هم لفروجهم حافظون  وقال :  والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون 
o وهناك أيضا الأمانة مع الناس : برد ودائعهم وترك التطفيف فى الكيل والميزان
o وأمانة الأمراء : العدل بين الرعية .
o وأمانة العلماء : حمل الناس على طاعة ربهم ونهيهم عن سوء الخلق .
o وأمانة المرأة مع زوجها: أن ترعى ماله وعياله وعرضه ولا تخرج من بيتها دون إذنه ...... إلى غير ذلك مما لا يتسع له المقام .
o وعن الامانة فى حق مولاك عز وجل : أن تراقبه فى السر والعلن وتبلغ دينه .
o وأمانة الوطن : الذود عنه والعمل من أجل نهضته .
o " فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " وقال صلى الله عليه وسلم : ( أد الأمانة لمن إئتمنك ولا تخن من خانك ).
o ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم خير مثل فى الأمانة حين ترك علياً رضى الله عنه ينام فى فراشه يوم الهجرة ليؤدى الودائع والأمانات لأهلها .
o واحذر أخا الإسلام من تكون : من الذين يأكلون أموال اليتامى فنهى الله عن ذلك بقوله :  ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتى هى أحسن حتى يبلغ اشده 
o واعلم أن شهادة الزور خيانة لأمانة الكلمة : فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم : ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ ثلاثاً : الإشراك بالله وعقوق الوالدين ألا وشهادة الزور وقول الزور وكان متكئاً فجلس فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت )
o واحذر أن تطلق جوارحك فى غير الغاية التى خلقت من أجلها . روى الإمام مسلم ان النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( العينان زناهما النظر والأذنان زناهما الإستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه ).
o ومن الأمانه حفظك سر أخيك المسلم وستر عورته . روى الإمام مسلم من حديث أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( من ستر مسلماً ستره الله تعالى فى الدنيا والآخرة )
o واحذر التجسس والغيبة فإن فيهما هتك لعرض المسلم . قال تعالى :  ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه 
o وقال صلى الله عليه وسلم المغتاب والمستمع شريكان فى الإثم )
o وأنأ بنفسك عن الحرام فى المطعم والمشرب والملبس واعلم ان : " ايما عبد نبت جسمه من حرام فالنار أولى به "
o فحتى تكون مستجاب الدعوة أطب مطعمك فإذا كسبت مالاً عن طريق الرشوة أو الاتجار فى المخدرات أو المسكرات بالبيع أو الشراء أو الاستيراد والتصدير فذلك خيانة للأمانة ونشر للرزيلة والفساد فى بلاد المسلمين . ففى الحديث الشريف الذى رواه أحمد وأبو داود والترمذى قال : ( لعن النبي صلى الله عليه وسلم فى الخمر عشرة : عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها وأكل ثمنها والمشترى لها والمشتراة له )
o ومن الخيانة أكل أموال الناس بالباطل عن طريق الربا . قال تعالى  يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربا فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله 
o ومن الخيانة أيضا احتكار السلع وأقوات المسلمين . أخرج الإمام أحمد أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( من احتكر الطعام أربعين ليلة فقد برىء الله منه )وفى النهاية ندعو الله البراءة من الذنوب فقد ان الاوان ان نتوب توبة لا عصيان بعدها وان نعبد الله حق العبادة





Free size


 
 توقيع : مرعب النفوس

Free size


رد مع اقتباس
قديم 12 / 08 / 2007, 17 : 02 PM   #2
مشرف المنتدى الاسلامي


الصورة الرمزية المبدع المتميز
المبدع المتميز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2064
 تاريخ التسجيل :  10 / 02 / 2006
 العمر : 34
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 11 / 10 / 2007 (09 : 07 PM)
 المشاركات : 272 [ + ]
 التقييم :  10
افتراضي



بارك الله فيك وكثر من امثالك
تسلم يمينك ولايحرمنا من جديدك


 
 توقيع : المبدع المتميز

اللهم إني أسألك الهدى والتقى
أخوكم المبدع المتميز
مـــــــــــــشرف الســـــــــاحة الإســــــــــــــــــــــــــــــــــــلامية


رد مع اقتباس
قديم 12 / 08 / 2007, 40 : 03 PM   #3
المشرف العام
مؤسس منتديات تمير
Free size


الصورة الرمزية النادر
النادر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 164
 تاريخ التسجيل :  22 / 12 / 2003
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 04 / 06 / 2024 (43 : 02 PM)
 المشاركات : 12,506 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 MMS ~
MMS ~
مزاجي:
افتراضي



اخوي المميز مرعب النفوس بارك الله فيك وفي عملك موضوع قيم جدا جعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامه شاكر ومقدر لك وننتظر جديدك
اخوك النادر


 
 توقيع : النادر


Free size


رد مع اقتباس
قديم 15 / 08 / 2007, 45 : 02 AM   #4
تميراوي الماسي


الصورة الرمزية مرعب النفوس
مرعب النفوس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1924
 تاريخ التسجيل :  20 / 11 / 2005
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 13 / 06 / 2012 (52 : 10 PM)
 المشاركات : 16,291 [ + ]
 التقييم :  270721
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المبدع المتميز
   بارك الله فيك وكثر من امثالك
تسلم يمينك ولايحرمنا من جديدك






Free size



Free size


و


Free size



يـــا الـمبــدع المتــمـــــــــيز




وفقك الله لما يحب ويرضى ولما فيه الخير والصلاح على هذه الزيارة المبارك بارك الله فيكوفي عمرك وأمدك الله بالصحة والعافية وتقبل الله منك الدعاء الصالح واسأل الله أن يجعل هذه الزيارة في ميزان أعمالك






Free size


 
 توقيع : مرعب النفوس

Free size


رد مع اقتباس
قديم 15 / 08 / 2007, 46 : 02 AM   #5
تميراوي الماسي


الصورة الرمزية مرعب النفوس
مرعب النفوس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1924
 تاريخ التسجيل :  20 / 11 / 2005
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 13 / 06 / 2012 (52 : 10 PM)
 المشاركات : 16,291 [ + ]
 التقييم :  270721
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النادر
   اخوي المميز مرعب النفوس بارك الله فيك وفي عملك موضوع قيم جدا جعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامه شاكر ومقدر لك وننتظر جديدك
اخوك النادر






Free size



Free size


و


Free size



يـــا الـمبــدع المتــمـــــــــيز




وفقك الله لما يحب ويرضى ولما فيه الخير والصلاح على هذه الزيارة المبارك بارك الله فيك وفي عمرك وأمدك الله بالصحة والعافية أسأل الله أن يتبل منك الدعاء الصالح ويجعل لك النصيب الأكبر منه كما اسأل الله أن يجعل هذه الزيارة في ميزان أعمالك






Free size


 
 توقيع : مرعب النفوس

Free size


رد مع اقتباس
قديم 17 / 08 / 2007, 04 : 01 AM   #6
تميراوي فعال


الصورة الرمزية الدنيا عجايب
الدنيا عجايب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3195
 تاريخ التسجيل :  24 / 06 / 2007
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 08 / 12 / 2015 (59 : 08 AM)
 المشاركات : 575 [ + ]
 التقييم :  2485092
افتراضي



اشكر لك طرحك للموضوع فلقد قرات اكثر من النصف وتعبت من القراءه ولكن اشكر لك مجهودك على هذاء العمل
ووفقك الله وجعله الله في موااااازين حسناتك ؟


 

رد مع اقتباس
قديم 17 / 08 / 2007, 03 : 04 AM   #7
تميراوي الماسي


الصورة الرمزية مرعب النفوس
مرعب النفوس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1924
 تاريخ التسجيل :  20 / 11 / 2005
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 13 / 06 / 2012 (52 : 10 PM)
 المشاركات : 16,291 [ + ]
 التقييم :  270721
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدنيا عجايب
   اشكر لك طرحك للموضوع فلقد قرات اكثر من النصف وتعبت من القراءه ولكن اشكر لك مجهودك على هذاء العمل
ووفقك الله وجعله الله في موااااازين حسناتك ؟

Free size

Free size

و

Free size

يـــا الــــدنـــيــا عــجايــب

وفقك الله لما يحب ويرضى ولما فيه الخير والصلاح على هذه الزيارة المباركة بارك الله فيك وعليك وأمدك الله بطولة العمر والصحة التي تعينك على عبادة الله على الوجهه الذي يرضيه.
بحق وكلمة صدق أنا سعيد بتواجدك يالغالي في مصفحي ومحظوظ بتركك بصمة حضور لك أطال الله في بقائك واسعدك الله في الدارين,
فلا تحرمني من تواجدك بستمرار حرمك الله عن النار.
واسأل الله أن يجعل هذه الزيارة في ميزان أعمالك

Free size


 
 توقيع : مرعب النفوس

Free size


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 48 : 05 PM.


تصميم وتطوير سفن ستارز لخدمات الاستضافة والتصميم