المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحكم والنصائح العربية


كحيلان التميمي
25 / 05 / 2010, 08 : 11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ستكون مشاركتي هذا اليوم ادببية وخير ما استهل به هذه المشاركة قول الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.عن عكرمة عن بن عباس" رضي الله عنهما : أن رجلاً أو أعرابياً أتى النبي (صلى الله عليه وسلم), فتكلم بكلام بيّن, فقال النبي صلى الله عليه وسلم:{ إن من البيان سحرا وإن من الشعر حكمة}الألباني : صـحـيـح الجامع الحديث رقم 872
إلى الإخوة الأحبة عشاق الأدب والفكر ابعث رسالة محبة ووفاء إلى الذين يتذوقون
الأدب الرفيع فيحبونه حبهم لا نفسهم حيث يخالط قلوبهم المدنفه وأرواحهم المرهفة
إلى أعزائي الكرام أقدم هذه الحكم والمواعظ التي هي زبدة تجارب الحكماء من الشعراء
والأدباء ضارعاً إلى المولى عز وجل أن ينفع بها المكروبين ويسدد خطوات
السائرين على دروب هذه الحياة وفي الأثر {الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها التقطها}
فلقد رأيت أن اجمع ماستطعت أن اجمع مما قالت العرب في الحكمة والنصح وقد فاقت الخمسمائه وخمسون بيتاً من الشعر وقد يتخلل بعض القصائد أبيات من الفخر أو أن الشاعر يمهد للحكمة ببيت أو بيتين من الشعر من اجل السلاسة في الانتقال من موضوع إلى أخر لأضعها بين أيديكم الكريمة لتكون مرجعاً لمن أراد أي بيت من الحكمة أو النصح ممن يحبون هذا الأدب العربي الرائع والذي يفخر به الإنسان وأي ما فخر وأنني من هذا المقام اسأل الله العلي القدير أن يرحم المسلم منهم أما من مات منهم قبل أن يصله الإسلام فنحن لا نملك إلا أن نشكر هولاء العظماء الذين اثروا الأدب العربي بهذا الشعر الجميل فلهم أجمل تحية وأما الآخرة فقد أفضوا إلى ما قدموا فهم ألان عند ربٍ غفور إن شاء غفر لهم وان شاء عذبهم فهو سبحانه جل في عُلاه
{ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } صدق الله العظيم فسبحان الذي له الأمر من قبل ومن بعد واليه يرجعون. وقد أحجمت عن ذكر بعض النصائح الجاهلية والتي تتعارض مع عقيدتنا السمحة أو غيرت بعض الكلمات لتعديل المعنى ولو أدى ذلك إلى كسر الوزن في بيت الشعر وعلى سبيل المثال للحصر فزهير بن أبي سلمى قال في إحدى نصائحه
{ وَمَن لا يَذُد عَن حَوضِهِ بِسِـــــــــلاحِهِ = يُهَدَّم وَمَن لا يَظلِمِ الناسَ يظلم}
فهو يدعو إلى أن تبادر بظلم الناس قبل أن يظلموك وهذا مبدأ جاهلي ترفضه العقيدة ويتناقض مع قول الباري عز وجل في الحديث القدسي
{يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا}الحديث رواه مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه صحيح الالباني فعدلت على النصيحة كالتالي
{ وَمَن لا يَذُد عَن حَوضِهِ بِسِـــــــــلاحِهِ = يُهَدَّم وَمَن يظلم الناس يوماً سيظلم}
وأول ما استهل به هذه الموسوعة هو هذا الإمام العظيم والذي تربى في بيت النبوة الشريفة المطهرة حيث نهل ما نهل منها من البلاغة والشجاعة والورع والتقوى الشيء الكثير فكيف لا وهو من تتلمذ على يدي الصادق المصدوق والذي قال عن نفسه {اوتيت جوامع الكلم} عليه الصلاة والسلام.

الأمام علي بن أبي طالب( رضي الله عنه )


له ديوان من الشعر مؤلف من أربعمائة وخمسة وعشرون قصيدة وتحتوي على ألف وستمائة وثلاثة وسبعون بيت من الشعر جُلها في الحكم والنصائح ومدح النبي عليه الصلاة والسلام والإسلام والمسلمين والحظ على التقوى والعمل إلى الآخرة الباقية وعدم الركون إلى الدنيا الفانية ،
ومع أول قصائده وهي البائية والتي تزيد على الستين بيتاً
ذَهَبَ الشَبابُ فَما لَهُ مِـــــــن عَودَة ٍ= وَأَتى المَشيبُ فَأَينَ مِنهُ المَــهرَب
فَدَعِ الصِبا فَلَقَد عَداكَ زَمانُــــــــــهُ = وَاِزهَد فَعُمرُكَ مِنــــهُ وَلّى الأَطيَبُ
ضَيفٌ أَلَمَّ إِلَيكَ لَم تَحفَل بِـــــــــــــه = فَتَرى لَهُ أَسَفاً وَدَمعاً يَســـــــــكُبُ
دَع عَنكَ ما قَد فاتَ في زَمَنِ الصِبا = وَاُذكُر ذُنوبَكَ وَاِبكِها يا مُذنِـــــــبُ
وَاِخشَ مُناقَشَةَ الحِسابِ فَإِنَّـــــــــهُ = لا بُدَّ يُحصـــي ما جَنَيتَ وَيَكتــــُبُ
لَم يَنسَهُ المَلَكانِ حينَ نَســـــيتـــــَهُ = بَل أَثبَتاهُ وَأَنتَ لاهٍ تَلعَـــــــــــــــبُ
وَالرُوحُ فيكَ وَديـــعَةٌ أَودَعتُــــــــه = سَنَرُّدها بِالرَغمِ مِنكَ وَتُســـــــــلَبُ
وَغَرورُ دُنياكَ الَّتي تَســعى لـــــــَه = دارٌ حَقيقَتُها مَتاعٌ يَذهَـــــــــــــــبُ
وَاللَيلَ فَاِعلَم وَالنهارَ كِلاهُمـــــــــا = أَنفاسُنا فيها تُعَدُّ وَتُحســــــــــــــَبُ
وَجَميعُ مـــــا حَصَّلتَهُ وَجَمَعتــــــَهُ = حَقّاً يَقيناً بَعدَ مَوتِكَ يُنهَـــــــــــــبُ
تَبّاً لِدارٍ لا يَدومُ نَعيمُـــــــــــهــــــا = وَمَشيدُها عَمّــــــــا قَليلٍ يُخـــــرَبُ
فَاِسمَع هُديتَ نَصائِحاً أَولاكــَهــــا = بَرٌ لَبيبٌ عـــــــــــــــــــــاقِ لٌ مَتَأَدِّبُ
صَحِبَ الزَمانَ وَأَهلَهُ مُســــتَبصِراً = وَرَأى الأُمورَ بِما تَؤوبُ وَتَعقــــُبُ
أَهدى النَصيحَةَ فَاِتَّعِظ بِمَقالِــــــــهِ = فَـــــهُوَ التَقِيُّ اللـــــَوذَعيُّ الأَدرَبُ
لا تَأمَنِ الدَهرَ الصَروفَ فَإِنّــــــــَهُ = لا زالَ قِدماً لِلرِجـــــــــــــالِ يُهذِّبُ
وَكَذَلِكَ الأَيّامُ في غَدَواتِـــــــــــــها = مَرَّت يُذَلُّ لَها الأَعَزُّ الأَنَــــــــــجَبُ
فَعَلَيكَ تَقوى اللَــــــــهِ فَاِلزَمها تَفُز= إِنَّ التَقِيَّ هُــــــوَ البَهِيُّ الأَهيـــــَبُ
وَاِعمَل لِطاعَتِهِ تَنَل مِنهُ الرِضـــــا = إِنَّ المُطيعَ لِرَبِّــــــــــــــــه لَمُقَرَّبُ
فَاِقنَع فَفي بَعضِ القَناعَةِ راحـــــَةٌ = وَاليَأسُ مِمّا فاتَ فَـهوَ المَطلـــــَبُ
وَإِذا طَمِعتَ كُسيتَ ثَوبَ مَذَلَّــــــــةٍ = فَلَقَد كُسِــي ثَـوبَ المَذَلَةِ أَشـــعَبُ
وَتَوَقَّ مِن غَدرِ النِساءِ خِيانَــــــــةً = فَجَميعُهُنَ مَكائِدٌ لَكَ تُنصَــــــــــبُ
نَشَرَت ذاوئِبَها الَّتي تَزهو بِهــــــا = سوداً وَرَأسُكَ كَالنَعامَةِ أَشــــــيَبُ
وَاِستَنفَرَت لَما رَأَتكَ وَطَالَمـــــــــا = كانَت تَحِنُّ إِلى لُقاكَ وَتَرهَـــــــــبُ
وَكَذاكَ وَصــــــلُ الغانِياتِ فَإِنّـــــَهُ = آلٌ بِبَلقَعَةٍ وَبَرقٍ خُلَّــــــــــــــــــبُ
لا تَـــــــأَمَنِ الأُنثى حَياتَكَ إِنَّـهــــا = كَــــــــالأُفعُوانِ يُراعُ مِنهُ الأَنيَــبُ
تُغري بِطيبِ حَديثِها وَكَلامِـــهــــا = وَإِذا سَطَت فَهِيَ الثَقيلُ الأَشـــطَبُ
وَاَلقَ عَدُوَّكَ بِالتَحِيَةِ لا تَكـــــــــُن = مِنهُ زَمــــــــــــانَكَ خائِفاً تَتَرَقـــبُ
وَاِحذَرهُ يَوماً إِن أَتى لَكَ باسِــــما = فَاللّيثُ يَبدو نابُهُ إِذ يَغضَـــــــــــبُ
إِنَّ الحَقودَ وَإِن تَقادَمَ عَـــــــهــدُهُ = فَالحِقدُ باقٍ فـي الصُـــدورِ مُغَيَّــبُ
وَإِذا الصَــــــــــــــــديقَ رَأَيتَهُ مُتَعَلِّقـــاً = فَهوَ الـــــــــــــــــعَدُوّ ُ وَحَقُّهُ يُتَجَنـــَّبُ
لا خَيرَ فـــــي وُدِّ اِمرِئٍ مُتَمَلِّــــــــــــقٍ = حُلوِ اللِســــــــــــــــانِ وَقَلبُهُ يَتَلَّهَــبُ
يَلقاكَ يَحلِفُ أَنَّــــــــــــــــــــ هُ بِكَ واثِقٌ = وَإِذا تَوارى عَنكَ فَـــهوَ العَقـــــــــرَبُ
يُعطيكَ مِن طَرَفِ اللِســــــــــانِ حَلاوَة = وَيَروغُ مِنكَ كَــما يَروغُ الثَعــــــــــلَبُ
وَاِختَر قَرينَكَ وَاِصـطَفيهِ تَفاخُـــــــــراً = إِنَّ القَرينَ إِلى المُقارَنِ يُنســـــــــــــَبُ
إِنَّ الغَنِيَّ مِنَ الرِجـــــــالِ مُكــــــــــَرَّم ٌ= وَتَراهُ يُرجى ما لَدَيهِ وَيُرهَــــــــــــــبُ
وَيَبُشُّ بِالتَرحيبِ عِندَ قُدومِــــــــــــــهِ = وَيُقامُ عِندَ ســــــــــــــــــــَلام ِهِ وَيُقَرَّبُ
وَالفَقرُ شَينٌ لِلرِجـــــــــــالِ فَإِنَّـــــــــه = يُزري بِهِ الشَهمُ الأَديبُ الأَنســــــــــَبُ
وَاِخفِض جَناحَكَ لِلأَقارِبِ كِلِّهـــــــــــِم = بِتَذَلُّلٍ وَاِســـــــمَح لَهُم إِن أَذنَبــــــــــوا
وَدَعِ الكَذوبَ فَلا يَكُن لَكَ صاحِـــــــــباً = إِنَّ الكَذوبَ لَبِئسَ خِلاً يُصـــــــــــــحَبُ
وَذَرِ الَحـسودَ وَلَو صَــــــــــفا لَكَ مَرَّةً = أَبعِدهُ عَن رُؤياكَ لا يُســـــــــــــــتَجلَبُ
وَزِنِ الكَلامَ إِذا نَطَقتَ وَلا تَكُــــــــــــن = ثَرثارَةً في كُلِّ نادٍ تَخطُــــــــــــــــــــ بُ
وَاِحفَظ لِسانَكَ وَاِحتَرِز مِـــــــــن لَفظِهِ = فَالمَرءُ يَسلَمُ بِاللِــسانِ وَيُعطـــــــــــَبُ
وَالسِرَّ فَاِكتُمهُ وَلا تَنطِق بِــــــــــــــــهِ = فَهوَ الأَسيرُ لَدَيكَ إِذ لا يُنشــــــــــــــَبُ
وَاِحرِص عَلى حِفظِ القُلوبِ مِنَ الأَذى = فَرُجوعُها بَعدَ التَنافُرِ يَصــــــــــــــعُبُ
إِنَّ القُلوبَ إِذا تَنافَرَ وُدُّهــــــــــــــــــا = شِبهَ الزُجاجَةِ كَسرُها لا يُشـــــــــــعَبُ
وَكَذاكَ سِرُّ المَرءِ إِن لَـم يَطـــــــــــوِه = نَشَرَتهُ أَلسِنَةٌ تَزيدُ وَتَكــــــــــــــــــذِ بُ
لا تَحرِصَنَّ فَالحِرصُ لَيــــــــسَ بِزائِدٍ = في الرِزقِ بَل يَشقى الحَريصُ وَيَتعَبُ
وَيَظَلُّ مَلهوفاً يَرومُ تَحَيُّــــــــــــــــــ لاً = وَالرِزقُ لَيسَ بِحيلَةٍ يُســــــــــــــتَجلَبُ
كَم عاجِزٍ في النـــــــــاسِ يُؤتى رِزقَهُ = رَغداً وَيُحرَمُ كَيِّـــــــــــــــــسٌ وَيَخيَّبُ
أَدِّ الأَمــــــــــــــــانَة َ وَالخيانَةَ فَاِجتَنِب = وَاِعدِل وَلا تَظلِم يَطيبُ المَكســـــــــَبُ
وِإِذا بُليتَ بِنَكبَةٍ فَاِصبِر لَــــــــــــــــها = مَن ذا رَأَيتَ مُسلِّماً لا يُنكـــــــــــــــَبُ
وَإِذا أَصـــــــابَكَ في زَمانِكَ شـــــــِدَّةٌ = وَأَصابَكَ الخَطبُ الكَريهُ الأَصعَـــــــــبُ
فَاِدعُ لِرَبِّكَ إِنَّهُ أَدنى لِـــــــــــــــــــمَن = يَدعوهُ مِن حَبلِ الوَريـــــدِ وَأَقـــــــرَبُ
كُن ما اِستَطَعتَ عَنِ الأَنــــــامِ بِمَعزِلٍ = إِنَّ الكَثيرَ مِنَ الوَرى لا يُصحَــــــــــبُ
وَاَجعَل جَليسَكَ سَيِّداً تَحظــــــــــى بِهِ = حَبرٌ لَبيبٌ عـــــــــــــــــــــــا قِلٌ مُتَأَدِّبُ
وَاِحذَر مِن المَظلومِ سَــــــهماً صـائِباً = وَاِعلَم بِأَنَّ دُعاءَهُ لا يُحجَــــــــــــــــبُ
وَإِذا رَأَيتَ الرِزقَ ضــــــــــــاقَ بِبَلدَةٍ = وَخَشيتَ فيها أَن يَضيقَ المَكســـــَــبُ
فَاِرحَل فَأَرضُ اللَهِ واسِــــــعَةُ الفَضا = طُولاً وَعَرضاً شَرقُها وَالمَغــــــــــرِبُ
فَلَقَد نَصَحتُكَ إِن قَبِلتَ نَصيحَتــــــــي = فَالنُصحُ أَغلى ما يُباعُ وَيُوهَـــــــــــبُ
خُذها إِلَيكَ قَصيدَةً مَنظومَـــــــــــــــةً = جاءَت كَنَظمِ الدُرِ بَل هِـــيَ أَعجــــــَبُ
حِكَمٌ وَآدابٌ وَجُلُّ مَواعِـــــــــــــــــظٍ = أَمثالُها لِذَوي البَصـائِرِ تُكتــــــــَبُ
فَاِصغِ لِوَعظِ قَصيدَةٍ أَولاكَـــــــــأـها = طَودُ العُلومِ الشــــامِخاتِ الأَهيَــبُ
أَعني عَلِيّاً وَاِبنُ عَــــــــــمِّ مُحَمَّد ٍ= مَن نالَهُ الشَرَفُ الرَفيعُ الأَنســـَـــــبُ
يا رَبِّ صَلِّ عَلـــــــى النَبِيِّ وَآلِـهِ = عَدَدَ الخَلائِقِ حَصرُها لا يُحســــــــَبُ
****
تَرَدَّ رِداءَ الصــــــَبرِ عِندَ النَوائـِبِ = تَنَل مِن جَميلِ الصَبرِ حُسنَ العَواقِـــبِ
وَكُن صاحِباً لِلحِلمِ في كُلِّ مَشـــهَدٍ = فَما الحِلمُ إِلّا خَيرُ خِدنٍ وَصا حِـــــــبِ
وَكُن حافِظاً عَهدَ الصَديقِ وَراعِـياً = تَذُق مِن كَمالِ الحِفظِ صَفوَ المَشــارِبِ
وَكُن شاكِراً لِلّــــــــهِ في كُلِّ نِعمَـةٍ = يَثِبكَ عَلـــــى النُعمى جَزيلَ المَواهِــبِ
وَما المَرءُ إِلّا حَيثُ يَجعَلُ نَفســــَهُ = فَكـــُن طالِباً في الناسِ أَعلى المَراتِـبِ
وَكُن طالِباً لِلرِزقِ مـــِن بابِ حِلَّةٍ = يُضاعَف عَلَيكَ الرِزقُ مِن كُـــلِّ جانِـبِ
وَصُن مِنكَ مــاءَ الوَجهِ لا تَبذُلَنَّـهُ = وَلا تَســــــــألِ الأَرذالَ فَضلَ الرَغـائِـبِ
وَكُن مُوجِباً حَقَّ الصَديقِ إِذا أَتـى = إِلَيكَ بِبرٍ صـــــــــــــــادِقٍ مِنكَ واجِــبِ
وُكُن حافِظاً لِلوالِدَينِ وَناصــــــِراً = لِجارِكَ ذي التَقوى وَأَهــــــلِ التَقـــارُبِ

الإمام الشافعي (رضي الله عنه)

هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي أبو
عبد الله ولد في غزة من فلسطين عام 150 للهجرة وتوفي في مصر عام 204 للهجرة وهو احد الأمة الأربعة كان عالماً بالفقه والحديث والأدب وقال المبرد كان الشافعي من اشعر الناس وأدبهم واعرفهم بالفقه والقراآت وكان من احذق الناس في الرماية حتى انه كان يصيب العشرة من ألعشره فعليه رحمة الله ورضوانه وقد امتاز شعره بالحكمة والنصح.
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يَزينُهــا = تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَمـيلُ
وَلا تولِيَنَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّـــــــــــــــــل اً = نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليــــــــل
وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ = عَسى نَكَباتُ الدَهرِ عَنكَ تَــزولُ
وَلا خَيرَ فــــــــــــي وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَـوِّنٍ = إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميـلُ
جواد إذا اســــــــتغنيت عن اخذ ماله = وعند احتمال الفقر عليك بخيل
يعز غني النفس وان قل مــــــــــــاله = ويغنى كثير المــــال وهو ذليـل
وَما أَكثَرَ الإِخــــــــــــوانِ حينَ تَعُدُّهُم = وَلَكِنَّهُم في النائِباتِ قَليــــــــــلُ
*****
إِذا رُمتَ أَن تَحيا سَــليماً مِنَ الـــرَدى = وَدينُكَ مَوفورٌ وَعِرضُكَ صَــــيِّنُ
فَلا يَنطِقَن مِنكَ اللِســـتتـــانُ بِســـَوأَةٍ = فَكُلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلناسِ أَللــــــسُنُ
وَعَيناكَ إِن أَبـــــــــــدَت إِلَيكَ مَعائِــباً = فَدَعها وَقُل يا عَينُ لِلناسِ أَعيُــنُ
وَعاشِر بِمَعروفٍ وَسامِح مَنِ اِعتَدى = وَدافِع وَلَكِن بِالَّتي هِيَ أَحسَــــــنُ
*****
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَـةٌ = وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا
وَلَســــــتُ بِهَيّابٍ لِمَن لا يَهابُنـي = وَلَستُ أَرى لِلمَرءِ ما لا يَرى لِــيا
فَإِن تَدنُ مِنّي تَدنُ مِنكَ مَوَدَّتـــي = وَإِن تَنأَ عَنّي تَلقَني عَنكَ نائِيـــــــا
كِلانــــا غَنيٌّ عَن أَخيهِ حَياتَــــهُ = وَنَحنُ إِذا مِتنا أَشَــــــدُّ تَغانِيـــــــــا
****
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينـــــا = وَما لِزَمانِنا عَيبٌ ســـــِوانا
وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ = وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا
وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئـبٍ = وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيــانا
****
تَموتُ الأُسدُ في الغاباتِ جوعاً = وَلَحمُ الضَأنِ تَأكُلُهُ الكِـلابُ
وَعَبدٌ قَد يَنامُ عَلــــــــــى حَريرٍ = وَذو نَسَبٍ مَفارِشُهُ التُرابُ
***************
سَأَضرِبُ في طولِ البِلادِ وَعَرضِـها = أَنالُ مُرادي أَو أَموتُ غَريبـــــا
فَإِن تَلِفَت نَفسي فَلِلَّهِ دَرُّهـــــــــــــا = وَإِن سَلِمَت كانَ الرُجوعُ قَريــبا
****
يُخاطِبُني السَفيهُ بِكُلِّ قُبحٍ = فَأَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ مُجيبا
****
إِذا سَبَّني نَذلٌ تَزايَدتُ رِفعَــــــةً = وَما العَيبُ إِلّا أَن أَكونَ مُسـابِبُه
وَلَو لَم تَكُن نَفسي عَلَيَّ عَزيزَةً = لَمَكَنتُها مِن كُــــــلِّ نَذلٍ تُحـارِبُه
وَلَو أَنَّني أَسعى لِنَفعي وَجَدتَني = كَثيرَ التَواني لِلَّذي أَنا طـــــالِبُه
وَلَكِنَّني أَسعى لِأَنفَعَ صاحِبي = وَعارٌ عَلى الشَبعانِ إِن جاعَ صاحِبُه
****
دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشـــــــــاءُ = وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالـــــــي = فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقـــــــاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً = وَشيمَتُكَ السَــماحَةُ وَالوَفاءُ
وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا = وَسَــرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطـاءُ
تَسَتَّر بِالســــــَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ = يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَــــــــخاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطـــــــــُّ ذُلاٍ = فَإِنَّ شـــــــَماتَةَ الأَعدا بَـلاءُ
وَلا تَرجُ السَــماحَةَ مِن بَخيلٍ = فَما في النارِ لِلظَمآنِ مــــاءُ
وَرِزقُكَ لَيـــسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي = وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ
*****
إِذا نَطَقَ السَفيهُ فَلا تَجِبـهُ = فَخَيرٌ مِن إِجابَتِهِ السُكوتُ
فَإِن كَلَّمتَهُ فَرَّجتَ عَنـــــهُ = وَإِن خَلَّيتَهُ كَمَداً يَمـــــوتُ
***
إِذا رُمتَ المَكارِمَ مِن كَريــمٍ = فَيَمِّم مَــــن بَنى لِلَّهِ بَيتا
فَذاكَ اللَيثُ مَن يَحمي حِماهُ = وَيُكرِمُ ضَيفَهُ حَيّاً وَمَيـتا
***
وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الفَتــى = ذَرعاً وَعِندَ اللَهِ مِنها المَخرَجُ
ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها = فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفـــرَجُ
***
قالوا سَـــكَتَّ وَقَد خُوصِمتَ قُلتُ لَهُم = إِنَّ الجَوابَ لِبابِ الشــــــــَرِّ مِفتاحُ
وَالصَمتُ عَن جاهِلٍ أَو أَحمَقٍ شَرَفٌ = وَفيهِ أَيضاً لِصَونِ العِرضِ إِصلاحُ
أَما تَرى الأُسدَ تُخشى وَهِيَ صامِتَــةٌ = وَالكَلبُ يُخشـى لَعَمري وَهوَ نَبّـاحُ
***
ولَمّا أَتَيتُ الناسَ أَطلُبُ عِندَهُــــم = أَخا ثِقَةٍ عِندَ اِبتِلاءِ الشـــــــــــَدائِدِ
تَقَلَّبتُ في دَهري رَخاءً وَشِـــــدَّةً = وَنادَيتُ في الأَحياءِ هَل مِن مُساعِدِ
فَلَم أَرى فيما ساءَني غَيرَ شامِتٍ = وَلَم أَرَ فيما سَرَّني غَيرَ حاسِـــــــدِ
***
تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا = وَسافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاِكتِسابُ مَعيشــــــــــَةٍ = وَعِلمٌ وَآدابٌ وَصُحبَةُ مـــــــــاجِدِ
وَإِن قيلَ في الأَســـفارِ ذُلٌّ وَمِحنَةٌ = وَقَطعُ الفَيافي وَاِكتِسابُ الشَــدائِدِ
فَمَوتُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِـــــن حَياتِهِ = بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ وَحاســـــِدِ
***
إِنّي صَحِبتُ الناسَ ما لَهُم عَـــــــدَدُ = وَكُنتُ أَحسَبُ أَنَّي قَد مَلَأتُ يَــــــدي
لَمّا بَلَوتُ أَخِلاّئي وَجَــــــــــــــدتُهُـم ُ = كَالدَهرِ في الغَدرِ لَم يُبقوا عَلى أَحَدِ
إِن غِبتُ عَنهُم فَشَرُّ الناسِ يَشتُمُني = وَإِن مَرِضتُ فَخَيرُ الناسِ لَم يـــــَعُدِ
***
إِذا لَم أَجِد خِلاً تَقِيّاً فَوِحدَتي = أَلَذُّ وَأَشهى مِن غَوِيٍّ أُعاشِرُه
وَأَجلِسُ وَحدي لِلعِبادَةِ آمِناً = أَقَرُّ لِعَيني مِن جَليسٍ أُحاذِرُه
***
الدَهرُ يَومانِ ذا أَمنٌ وَذا خَطَــرُ = وَالعَيشُ عَيشانِ ذا صَفوٌ وذا كَدَرُ
أَما تَرى البَحرَ تَعلو فَوقَهُ جِيَفٌ = وَتَســــــــتَقِرُّ بِأَقصى قاعِهِ الـدُرَرُ
وَفي السَـماءِ نُجومٌ لا عِدادَ لَها = وَلَيسَ يُكسَفُ إِلّا الشَمسُ وَالقَمَرُ
****
صَديقٌ لَيسَ يَنفَعُ يَومَ بُــؤسِ = قَريبٌ مِن عَدوٍّ في القِياسِ
وَما يَبقى الصَديقُ بِكلِّ عَصر ٍ = وَلا الإِخوانُ إِلّا لِلتَآســــــي
عَمَرتُ الدَهرَ مُلتَمِساً بِجُهدي = أَخا ثِقَةٍ فَأَلهاني اِلتِماســـي
تَنَكَّرَتِ البِلادُ وَمَـــــــن عَلَيها = كَأَنَّ أُناسَها لَيسوا بِناســـي
****
تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ = هَذا مَحالٌ في القِياسِ بَديعُ
لَو كــــانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ = إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ
في كُـــــــلِّ يَومٍ يَبتَديكَ بِنِعمَةٍ = مِنهُ وَأَنتَ لِشُكرِ ذاكَ مُضيعُ
****
إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلا تَكَلـــــــــُّفاً = فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّــــــــــــــفا
فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ = وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جــــــَفا
فَما كُــــــــلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ = وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَـــــــــفا
إِذا لَم يَكُـــــــن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً = فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّــــــــــــــفا
وَلا خَيرَ فــــــــي خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ = وَيَلقاهُ مِن بَعدِ المَوَدَّةِ بِالجَـــــــــــفا
وَيُنكِرُ عَيشـــــــــاً قَد تَقادَمَ عَهدُهُ = وَيُظهِرُ سِرّاً كانَ بِالأَمسِ قَد خـــــَفا
سَــــلامٌ عَلى الدُنيا إِذا لَم يَكُن بِها = صَديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِفا
***
إِذا المَرءُ أَفشى سِرَّهُ بِلِســــــــــــانِهِ = وَلامَ عَليهِ غَيرَهُ فَهُوَ أَحمَـــــــــقُ
إِذا ضاقَ صَدرُ المَرءِ عَن سِرِّ نَفسِهِ = فَصَدرُ الَّذي يُستَودَعُ السِرَّ أَضيَقُ
****
اِرحَل بِنَفسِكَ مِن أَرضٍ تُضامُ بِـها = وَلا تَكُن مِن فِراقِ الأَهلِ فــي حُرَقِ
فَالعَنبَرُ الخامُ رَوثٌ فـــــي مَواطِنِهِ = وَفي التَغَرُّبِ مَحمولٌ عَلــــى العُنُقِ
وَالكُحلُ نَوعٌ مِــــنَ الأَحجارِ تَنظُرُهُ = في أَرضِهِ وَهوَ مُرميٌّ عَلى الطُرُقِ
لَمّا تَغَرَّبَ حـــــــــازَ الفَضلَ أَجمَعَهُ = فَصارَ يُحمَلُ بَينَ الجَفنِ وَالحَـــدَقِ
***
لَم يَبقَ في الناسِ إِلّا المَكرُ وَالمَلَقُ = شَوكٌ إِذا لَمَسوا زَهرٌ إِذا رَمَـقوا
فَإِن دَعَتكَ ضَروراتٌ لِعِشــــــرَتِهِـم = فَكُن جَحيماً لَعَلَّ الشَوكَ يَحتَرِقُ
***************
تَعَلَّم فَلَيسَ المَرءُ يولَدُ عالِماً = وَلَيسَ أَخو عِلمٍ كَمَن هُوَ جـاهِلُ
وَإِنَّ كَبيرَ القَومِ لا عِلمَ عِنـدَهُ = صَغيرٌ إِذا اِلتَفَّت عَلَيهِ الجَحافِلُ
**
يا آلَ بَيتِ رَسولِ اللَهِ حُبَّــكُمُ = فَرضٌ مِنَ اللَهِ في القُرآنِ أَنزَلَهُ
يَكفيكُمُ مِن عَظيمِ الفَخرِ أَنَّكُمُ = مَن لَم يُصَلِّ عَلَيكُم لا صَلاةَ لَــــهُ
**
إِنَّ المُلوكَ بَلاءٌ حَيثُما حَلّـــــــوا = فَلا يَكُـــــــن لَكَ في أَبوابِهِم ظِـلُّ
ماذا تُؤَمِّلُ مِن قَومٍ إِذا غَضِـبـوا = جاروا عَلَيكَ وَإِن أَرضَيتَهُم مَلّوا
فَاِستَغنِ بِاللَهِ عَن أَبوابِهِم كَرَما = إِنَّ الوقوفَ عَلـــــى أَبوابِهِـم ذُلُّ
***
عُفّوا تَعُفُّ نِساؤُكُم في المَحرَمِ = وَتَجَنَّبوا ما لا يَليقُ بِمُــــــسلِمِ
إِنَّ الزِنا دَينٌ فَإِن أَقرَضـــــــتَهُ = كانَ الوَفا مِن أَهلِ بَيتِكَ فَاِعلَمِ
يا هاتِكاً حُرَمَ الرِجالِ وَقاطِـــعاً = سُبُلَ المَوَدَّةِ عِشتَ غَيرَ مُكَرَّمِ
لَو كُنتَ حُرّاً مِن سُـــلالَةِ ماجِد ٍ= ما كُنتَ هَتّاكاً لِحُرمَةِ مُســــلِمِ
مَن يَزنِ يُزنَ بِهِ وَلـــَو بِجِدارِهِ = إِن كُنتَ يا هَذا لَبيباً فَاِفهــــــَمِ
***
وَلَمّا قَسا قَلبي وَضاقَت مَذاهِبــــي = جَعَلتُ الرَجا مِنّي لِعَفوِكَ سُــــــلَّمــــــا
تَعاظَمَني ذَنبي فَلَمّــــــــــــــا قَرَنتُهُ = بِعَفوِكَ رَبّي كـــــانَ عَفوُكَ أَعظَمـــــا
فَما زِلتَ ذا عَفوٍ عَنِ الذَنبِ لَم تَزَل = تَجودُ وَتَعفو مِنَّةً وَتَكَرُّمـــــــــــــــ ــــا
فَلَولاكَ لَم يَصمُد لِإِبليـــــــسَ عابِدٌ = فَكَيفَ وَقَد أَغوى صَفِيَّكَ آدَمـــــــــــــا
فَلِلَّهِ دَرُّ العارِفِ النَدبِ إِنَّـــــــــــــهُ = تَفيضُ لِفَرطِ الوَجدِ أَجفانُهُ دَمـــــــــــا
يُقيمُ إِذا ما اللَيلُ مَدَّ ظَلامَــــــــــــهُ = عَلى نَفسِهِ مَن شــدَّةِ الخَوفِ مَأتَمــــا
فَصيحاً إِذا ما كانَ في ذِكرِ رَبِّـــــهِ = وَفي ما سِواهُ في الوَرى كانَ أَعجَما
وَيَذكُرُ أَيّاماً مَضَت مِن شَــــــــبابِهِ = وَما كانَ فيها بِالجَهالَةِ أَجرَمـــــــــــا
فَصارَ قَرينَ الهَمِّ طــــــــولَ نَهارِهِ = أَخا الشُهدِ وَالنَجوى إِذا اللَيلُ أَظلَمــا
يَقولُ حَبيبي أَنتَ سُــــؤلي وَبُغيَتي = كَفــــى بِكَ لِلراجينَ سُؤلاً وَمَغنَمـــــا
يَقولُ حَبيبي أَنتَ سُؤلي وَبُغيَتــــي = كَفى بِكَ لِلراجينَ سُــــؤلاً وَمَغنَمــــا
**
أجود بِمَوجودٍ وَلَو بِتُ طــــاوِياً = عَلى الجوعِ كَشحاً وَالحَشا يَتَأَلَّمُ
وَأُظهِرُ أَسبابَ الغِنى بَينَ رِفقَتي = لَيَخفاهُمُ حالــــــي وَإِنّي لَمُـعدَمُ
وَبَيني وَبَينَ اللَهِ أَشـــــكو فاقَتي = حَقيقاً فَإِنَّ اللَـــــهَ بِالحالِ أَعلَمُ
***
تَحَكَّموا فَاِستَطالوا فـــــــي تَحَكُّمِهِــــــــم = وَعَمّا قَليلٍ كَأَنَّ الأَمرَ لَم يَـــكُـنِ
وَلَو أَنصَفوا أنُصِفوا لَكِن بَغَوا فَبَغــــــــى = عَلَيهِمُ الدَهرُ بِالأَحزانِ وَالمِحَـنِ
109فَأَصبَحوا وَلِسانُ الحالِ يُنشِــــــدُهُم = هَذا بِذاكَ وَلا عَتبٌ عَلى الزَمَنِ
يتبع.....

كحيلان التميمي
25 / 05 / 2010, 10 : 11 AM
أبو الطــيب{ألمتنبي

}وهو احمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي أبو الطيب ولد في الكوفة عام 303 للهجرة ,وتوفي في العراق مقتولاً عام354 للهجرة على يد فاتك بن أبي جهل الاسدي وهو خال ضبة بن يزيد الاسدي والذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المشهورة ويقول الأدباء,إنها إحدى سقطات المتنبي وقد امتاز شعره بالجزالة فهو شاعر لايشق له غبار وقد غلب على شعره المدح والفخر والهجاء والحكمة حتى قال عنه (أبو العلاء المعري), بأنه حكيم زمانه ,وقد تنقل بين العراق والشام ومصر يمدح الولاة ,وكان متكسباً في شعره ويطمح بتولي مناصب لدى الحكام إلا انه لم يصل إلى غاياته فيعود لهجائهم كما فعل مع كافور الاخشيدي ,حيث قال
أَبا المِسكِ هَل في الكَأسِ فَضلٌ أَنالُهُ = فَإِنّي أُغَنّي مُنذُ حينٍ وَتَشــــرَبُ
وَهَبتَ عَلى مِقدارِ كَــــــــــفّى زَمانِنا = وَنَفسـي عَلى مِقدارِ كَفَّيكَ تَطلُبُ
إِذا لَــــــــــم تَنُط بي ضَيعَةً أَو وِلايَةً = فَجودُكَ يَكسوني وَشُغلُكَ يَسلُبُ

إلا أن كافور أصم أُذنيه عن هذه الرغبة لدى المتنبي فدفع الثمن غالياً حيث تركه المتنبي وهجاه بأقذع الأوصاف حيث قال,
أُريكَ الرِضا لَو أَخفَتِ النَفسُ خافِيا = وَما أَنا عَن نَفسي وَلا عَنكَ راضِيــــا
أَمَيناً وَإِخلافاً وَغَدراً وَخِسَّـــــــــــةً = وَجُبناً أَشَخصاً لُحتَ لي أَم مَخازِيـــــا
تَظُنُّ اِبتِســــــــاماتي رَجاءً وَغِبطَةً = وَما أَنا إِلّا ضاحِكٌ مِــــــــن رَجائِيــــا
وَتُعجِبُني رِجلاكَ فــــــي النَعلِ إِنَّني = رَأَيتُكَ ذا نَعلٍ إِذا كُنتَ حـــــــــــافِيـــا
وَإِنَّكَ لا تَدري أَلَونُكَ أَســـــــــــــوَدٌ = مِنَ الجَهلِ أَم قَد صارَ أَبيَضَ صافِيــا
وَيُذكِرُني تَخيِيطُ كَعبِكَ شَــــــــــــقَّهُ = وَمَشــيَكَ في ثَوبٍ مِنَ الزَيتِ عارِيــا
وَلَولا فُضولُ الناسِ جِئتُكَ مادِحــــاً = بِما كُنتُ في سِـــــــرّي بِهِ لَكَ هاجِيـا
فَأَصبَحتَ مَسروراً بِما أَنا مُنشِــــــدٌ = وَإِن كانَ بِالإِنشـــــــادِ هَجوُكَ غالِيـا
فَإِن كُنتَ لا خَيراً أَفَدتَ فَإِنَّنــــــــــي = أَفَدتُ بِلَحظي مِشــــــفَرَيكَ الملا هـيا
وَمِثلُكَ يُؤتى مِـــــــــــــن بِلادٍ بَعيدَةٍ = لِيُضحِكَ رَبّاتِ الحِـــــــــدادِ البَواكِيـــا
وقد هجاه بأكثر من ذلك ولكن المجال لا يتسع لذكر المزيد والى الحكم
على قدر أهل ألعزم تأتي أللعزائـم = وتـأتي على قـدر ألكرام ألمكــــارمُ
وتعظم في عين ألصغير صغارهــا = وتصغر في عين ألعظيم ألعظــــائمُ
يؤذي القليــل مــن اللئـام بطبعـــه = مــن لا يقل كما يقــــل ويلــــــــؤمُ
ألهـــم يختـــرم الجسيــــم نحافـــةً = ويشيــب ناصية الصبي فيهــــــرمُ
ذو العقـــل يشقــى بالنعيـم بعقلـــه = وأخوا الجهالة في لشقاوة ينعــــمُ
لا يخدعنــــــك مــن عـدو دمعــــه = وارحــم شبابك من عــدوٍ ترحــــمُ
لا يسلم الشرف الرفيع مــن ألأذى = حتــى يراق على جوانبــه الـــــدمُ
ومن البليـــة عذل مـن لايرعـــوي = عـن غـيه وخطـاب من لايفهــــــمُ
وتــراه أصغــر مــا تـــراه ناطقـــاً = ويكـــون اكذب مايكـــون ويقســـمُ
والــذل يظهـــر فــي الذليـل مــودةً = وأود منـــه لمـن يـود ألأرقــــــــمُ
ومـــن العــداوة مــاينالـــك نفعهــا = ومــن ألصداقـة مايضـر ويؤلــــمُ
***
وأحــــر قلبــاه ممـن قلـبــه شبــــــم = ومـن بجسمي وحالي عنده سقـــــمُ
ياأعدل ألنــــاس إلا في معاملتــــــي = فيك ألخصام وأنت ألخصم والحكـــمُ
أُعيــــذها نظــرات منك صادقــــــــة ٌ= أن تحسب ألشحم فيمن شحمـه ورمُ
وما أنتفـــاع أخي ألدنيا بناظـــــــرةٍ = إذا استوت عنده ألأنوار والظلـــــــمُ
أنا ألذي نظر ألأعمى إلى أدبــــــــي = وأسمعت كلماتي من به صمــــــــــمُ
أنام ملء جفوني عن شوا ردهــــــا = ويسهر ألخلق جراها ويختصـــــــــمُ
أذا نظــرت نيوب ألليــث بـــــــارزةً = فلا تظنن أنى ألليث يبتســــــــــــــــمُ
فالخيــل واللـيل والبيداءُ تعرفنـــــي = والسيف والرمح والقرطاس والقـلمُ
يا من يعـــز علينــــا أن نفارقهـــــم = وجدننا كل شيء بعـــدكم عـــــــــدمُ
أكان سَـركـم مـاقـال حـاســدنـــــــــا = فمــا لجرحٍ أذا أرضاكــُمُ ألـــــــــــــمُ
كم تطلبون لنا عيــباً فيعجزكـــــــــم = ويكــــره أللــه ماتــأتون والكـــــــرمُ
ماأبعد ألعيب والنقصان من شرفــي = أنــا ألثريا وذاك ألشيب وألــــــــهرمُ
**
كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيـــــا = وَحَسبُ المَنايا أَن يَكُنَّ أَمانِيــــــــا
تَمَنَّيتَها لَمّا تَمَنَّيتَ أَن تَـــــــــــــــــرى = صَديقاً فَأَعيا أَو عَدُوّاً مُداجِيـــــــا
إِذا كُنتَ تَرضى أَن تَعيـــــــــــشَ بِذِلَّةٍ = فَلا تَستَعِدَّنَّ الحُسامَ اليَمانِــــــــــيا
وَلا تَستَطيلَنَّ الرِماحَ لِــــــــــــــــغارَةٍ = وَلا تَستَجيدَنَّ العِتاقَ المَذاكِيــــــــا
فَما يَنفَعُ الأُسدَ الحَياءُ مِنَ الطَــــــوى = وَلا تُتَّقى حَتّى تَكونَ ضَوارِيـــــــا
إِذا الجودُ لَم يُرزَق خَلاصاً مـِنَ الأَذى = فَلا الحَمدُ مَكسوباً وَلا المالُ باقِـيا
وَلِلنَفسِ أَخلاقٌ تَدُلُّ عَلى الفَتــــــــــى = أَكانَ سَخاءً ما أَتى أَم تَساخِـــــــيا
أَقِلَّ اِشتِياقاً أَيُّها القَلبُ رُبَّمـــــــــــــــا = رَأَيتُكَ تُصفي الوُدَّ مَن لَيسَ صافيا
خُلِقتُ أَلوفاً لَو رَحَلتُ إِلى الصِــــــــبا = لَفارَقتُ شَيبي موجَعَ القَلبِ باكِــيا
**
غَيري بِأَكثَرِ هَذا الناسِ يَنخَــــــدِعُ= إِن قاتَلوا جَبُنوا أَو حَدَّثوا شَجُعوا
أَهلُ الحَفيظَةِ إِلّا أَن تُجَرِّبُهُــــــــــم = وَفي التَجارِبِ بَعدَ الغَيِّ ما يَــزَعُ
أَأَطرَحُ المَجدَ عَن كِتفي وَأَطلُبُـــــهُ = وَأَترُكُ الغَيثَ في غِمدي وَأَنتَجِـعُ
وَما الحَياةُ وَنَفسي بَعدَ ما عَلِمَــت = أَنَّ الحَياةَ كَما لا تَشتَهي طَبَـــــعُ
لَيسَ الجَمالُ لِوَجهٍ صَحَّ مارِنــــــُهُ = أَنفُ العَزيزِ بِقَطعِ العِزِّ يُجـــــتَدَعُ
لا تَحسَبوا مَن أَسَرتُم كانَ ذا رَمَقٍ = فَلَيسَ يَأكُلُ إِلّا المَيِّتَ الضَبـــــــُعُ
إِنَّ السِلاحَ جَميعُ الناسِ تَحمـــــِلُهُ = وَلَيسَ كُلُّ ذَواتِ المِخلَبِ السَبُـــعُ
***
إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتـــــــــــــــــَه ُ = وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَــرَّدا
وَمَن يَجعَلِ الضِرغامَ بازاً لِصَــــــــــيدِهِ = تَصَيَّدَهُ الضِرغامُ فيما تَصَيّــَدا
وَوَضعُ النَدى في مَوضِعِ السَيفِ بِالعُلا = مُضِرٌّ كَوَضعِ السَيفِ في مَوضِعِ النَدى
أَجِزني إِذا أُنشِدتَ شِعراً فَإِنَّمـــــــــــــــا = بِشِعري أَتاكَ المادِحونَ مُرَدَّدا
أَزِل حَسَدَ الحُسّادِ عَنّي بِكَبتِهِــــــــــــــم = فَأَنتَ الَّذي صَيَّرتَهُم لِيَ حُسَّدا
***
مِنَ الحِلمِ أَن تَستَعمِلَ الجَهلَ دونَهُ = إِذا اِتَّسَعَت في الحِلمِ طُرقُ المَظالِـــمِ
وَأَن تَرِدَ الماءَ الَّذي شَطــــــرُهُ دَمٌ = فَتُسقى إِذا لَم يُسقَ مَن لَم يُزاحِــــــمِ
وَمَن عَرَفَ الأَيّامَ مَعرِفَتـــــــي بِها = وَبِالناسِ رَوّى رُمحَهُ غَيرَ راحِــــــمِ
فَلَيسَ بِمَرحومٍ إِذا ظَفِروا بِـــــــــهِ = وَلا في الرَدى الجاري عَلَيهِم بِآثِــــمِ
***

إِذا ساءَ فِعلُ المَرءِ ساءَت ظُنونُــــــهُ = وَصَدَّقَ ما يَعتادُهُ مِن تَوَهُّـــــــــمِ
وَعادى مُحِبّيهِ بِقَولِ عُــــــــــداتــــــِهِ = وَأَصبَحَ في لَيلٍ مِنَ الشَكِّ مُظلِــمِ
أُصادِقُ نَفسَ المَرءِ مِن قَبلِ جِسمِـــهِ = وَأَعرِفُها في فِعلِهِ وَالتَكَلـــــــــــُّمِ
وَأَحلُــــــــــــمُ عَن خِلّي وَأَعلَمُ أَنَّـــــهُ = مَتى أَجزِهِ حِلماً عَلى الجَهلِ يَندَمِ
وَإِن بَذَلَ الإِنسانُ لي جودَ عابــــــِسٍ = جَزَيتُ بِجودِ التارِكِ المُتَبَسّـــــــِمِ
وَما كُلُّ هاوٍ لِلجَميلِ بِفاعِــــــــــــــــلٍ = وَلا كُلُّ فَعّالٍ لَــــــــــــــهُ بِمُتَمّــــِمِ
فَأَحسَنُ وَجهٍ في الوَرى وَجهُ مُحسِنٍ = وَأَيمَنُ كَفٍّ فيهِمُ كَــــــفُّ مُنعِــــمِ
لِمَن تَطلُبُ الدُنيا إِذا لَم تُرِد بِـــــــــها = سُرورَ مُحِبٍّ أَو إِساءَةَ مُــــــجرِمِ
***
الكلُ يدعي طرق الشجاعة والندى = ولكن طبع النفس لنفسٍِِ قائدُ
أذا قضت ألا يام مابين أهلهـــــــــا = مصائب قومٍ عند قومٍ فوائــدُ
**********
الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعــانِ = هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثانـي
فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ مِـــرَّةٍ = بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكــــانِ
وَلَرُبَّما طَعَنَ الفَتى أَقرانــــــَهُ = بِالرَأيِ قَبلَ تَطاعُنِ الأَقــرانِ
لَولا العُقولُ لَكانَ أَدنى ضَيغَمٍ= أَدنى إِلى شَرَفٍ مِنَ الإِنسـانِ
***
لَكِ يا مَنازِلُ في القُلوبِ مَــــنازِلُ = أَقفَرتِ أَنتِ وَهُنَّ مِنكِ أَواهِـــــلُ
تَخلو الدِيارُ مِــنَ الظِباءِ وَعِنـــدَهُ = مِن كُلِّ تابِعَةٍ خَيالٌ خـــــــــــاذِلُ
الرامِياتُ لَنا وَهُــــــــــنَّ نَوافـــِرٌ = وَالخاتِلاتُ لَنا وَهُنَّ غَوافِـــــــــلُ
كافَأنَنا عَن شِــــبهِهِنَّ مِنَ المَها = فَلَهُنَّ في غَيرِ التُرابِ حَبــائــــــِلُ
مِن طاعِني ثُغَرِ الرِجـالِ جَــــآذِرٌ = وَمِنَ الرِماحِ دَمالِجٌ وَخَلاخِــــــلُ
جَمَحَ الزَمانُ فَما لَذيذٌ خــالـــِصٌ = مِمّا يَشوبُ وَلا سُرورٌ كامِـــــــلُ
ما نالَ أَهلُ الجاهِلِيَّةِ كُلُّــــــــــهُم = شِعري وَلا سَمِعَت بِسِحرِيَ بابِلُ
وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِــــن ناقِــــصٍ = فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِــــــلُ
مَن لي بِفَهمِ أُهَيلِ عَصرٍ يَدَّعـــي = أَن يَحسُبَ الهِندِيَّ فيهِم باقِـــــلُ
***
وَإِنّي لَنَجمٌ تَهتَدي بِيَ صُحبَتــــي = إِذا حالَ مِن دونِ النُجومِ سَحابُ
وَلِلسِرِّ مِنّي مَوضِعٌ لا يَنالُــــــــهُ = نَديمٌ وَلا يُفضي إِلَيهِ شــــــــَرابُ
أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنى سَرجُ سابِحٍ = وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتــــابُ
أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنى سَرجُ سابِحٍ = وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ
وَلِلســـــــــِرِّ مِنّي مَوضِعٌ لا يَنالُهُ = نَديمٌ وَلا يُفضي إِلَيهِ شَـــــرابُ
أُقِلُّ سَلامي حُبَّ ما خَفَّ عَنكُـــــمُ = وَأَسكُتُ كَيما لا يَكونَ جَـــــوابُ
وَفي النَفسِ حاجاتٌ وَفيكَ فَطانَـــةٌ = سُكوتي بَيانٌ عِندَها وَخِطـــــابُ
وَما أَنا بِالباغي عَلى الحُبِّ رِشوَةً = ضَعيفٌ هَوىً يُبغى عَلَيهِ ثــَوابُ
وَما شِئتُ إِلّا أَن أَدُلَّ عَواذِلـــــــي = عَلى أَنَّ رَأيِي في هَواكَ صَوابُ
إِذا نِلتُ مِنكَ الوُدَّ فَالمالُ هَيّـــــــِنٌ = وَكُلُّ الَّذي فَوقَ التُرابِ تُــــرابُ
وَما كُنتُ لَولا أَنتَ إِلّا مُهاجــــــِراً = لَهُ كُلَّ يَومٍ بَلدَةٌ وَصِحـــــــــــابُ
الشاعرزهير بن أبي سلمى
زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني، من مُضَر.
حكيم الشعراء في الجاهلية وفي أئمة الأدب من يفضّله على شعراء العرب كافة.
قال ابن الأعرابي: كان لزهير من الشعر ما لم يكن لغيره: كان أبوه شاعراً، وخاله شاعراً، وأخته سلمى شاعرة، وابناه كعب وبجير شاعرين، وأخته الخنساء شاعرة.
ولد في بلاد مُزَينة بنواحي المدينة وكان يقيم في الحاجر (من ديار نجد)، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام.
فَلا تَكتُمُنَّ اللَهَ ما في نُفوسِـــــــــــــكُم = لِيَخفى وَمَهما يُكتَمِ اللَهُ يَعلَـــــــــــمِ
يُؤَخَّر فَيوضَع في كِتابٍ فَيُدَّخَـــــــــــــر = لِيَومِ الحِسابِ أَو يُعَجَّل فَيُنقــــــــــَمِ
وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتــــــــــــُمُ = وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّـــــــمِ
مَتى تَبعَثوها تَبعَثوها ذَميمَــــــــــــــــةً = وَتَضرَ إِذا ضَرَّيتُموها فَتَضـــــــــرَمِ
فَتَعرُكُّمُ عَركَ الرَحى بِثِفالِهــــــــــــــــ ـا = وَتَلقَح كِشافاً ثُمَّ تَحمِل فَتُتئـــــــــــِمِ
فَتُنتَج لَكُم غِلمانَ أَشأَمَ كُلُّهُـــــــــــــــــم = كَأَحمَرِ عادٍ ثُمَّ تُرضِع فَتَفطِــــــــــمِ
فَتُغلِل لَكُم ما لا تُغِلُّ لِأَهلِهـــــــــــــــــ ــا = قُرىً بِالعِراقِ مـــــــِن قَفيزٍ وَدِرهَمِ
سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِــــــــــش = ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَســـــــــــأَمِ
رَأَيتُ المَنايا خَبطَ عَشــــواءَ مَن تُصِب = تُمِتهُ وَمَن تُخطِئ يُعَمَّر فَيَهــــــــرَمِ
وَأَعلَمُ عِلمَ اليَومِ وَالأَمـــــــــــــسِ قَبلَهُ = وَلَكِنَّني عَن عِلمِ ما فــــي غَدٍ عَمي
وَمَن لا يُصانِع فــــــــــــي أُمورٍ كَثيرَةٍ = يُضَرَّس بِأَنيابٍ وَيوطَأ بِمَنســـــــــِمِ
وَمَن يَكُ ذا فَضلٍ فَيَبخَل بِفَضلـــــــــــِهِ = عَلى قَومِهِ يُستَغنَ عَنهُ وَيُذمَــــــــمِ
وَمَن يَجعَلِ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ = يَفِرهُ وَمَن لا يَتَّقِ الشَتمَ يُشـــــــــتَمِ
وَمَن لا يَذُد عَن حَوضِهِ بِسِـــــــــلاحِهِ = يُهَدَّم وَمَن يَظلِمِ الناسَ يوماً سيُظلَمِ
وَمَن هابَ أَسبابَ المَنِيَّةِ يَلقَهــــــــــــا = وَلَو رامَ أَسبابَ السَماءِ بِسُــــــــــلَّمِ
وَمَن يَعصِ أَطرافَ الزُجاجِ فَإِنَّـــــــــهُ = يُطيعُ العَوالي رُكِّبَت كُــــــــــلَّ لَهذَمِ
وَمَن يوفِ لا يُذمَم وَمَـــــن يُفضِ قَلبُهُ = إِلى مُطمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمجَـــــــــــــمِ
وَمَن يَغتَرِب يَحســــــــِب عَدُوّاً صَديقَهُ = وَمَن لا يُكَرِّم نَفســــــــــــَهُ لا يُكَرَّمِ
وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مـــــــــِن خَليقَةٍ = وَإِن خالَها تَخفى عَـلى الناسِ تُعلَمِ
وَمَن لا يَزَل يَستَحمِلُ الناسَ نَفـــــــسَهُ = وَلا يُغنِها يَوماً مِنَ الدَهرِ يُســــــأَمِ
***
أظل الرُماةُ قُعوداً في مَراصـــِدِهِم = لِلصَيدِ كُـــــــــلَّ صَـباحٍ عِندَهُم عيد
مِثلَ الذِئابِ إِذا ما أَوجَـسوا قَنَصاً = كانَت لَهُم سَـــــــــكتَةٌ مُصغٍ ومبلود
وَقد أَغتَدي لِلصّــــَيدِ غَدوَةَ أَصيَد = أُعاجِلُ فيها الوَحش وَالوَحشُ هُجَّد
وَعَنَّت ظِباءٌ حينَ تَحتيَ مُطلَقُ ال = يَدَينِ بِهِ أَيدي الوُحــــــــــوشُ تَقيد
***
ِذا ما غَدَونا نَبتَغي الصَــــــــيدَ مَرَّةً = مَتــــــــــــــــى نَرَهُ فَإِنَّنا لا نُخاتِلُه
وَقُلتُ لَهُ سَــــــــــدِّد وَأَبصِر طَريقَهُ = وَما هُوَ فيهِ عَن وَصاتِيَ شـــاغِلُه
وَقُلتُ تَعَلَّم أَنَّ لِلصــــَيدِ غِـــــــــرَّةً = وَإِلّا تُضَيِّعها فَإِنَّكَ قــاتِلُـــــــــــــــه
فَتَبَّعَ آثارَ الشـــــــِـــــــــــياه ِ وَليدُنا = كَشُؤبوبِ غَيثٍ يَحفِشُ الأُكمَ وابِلُه

***
{لبيد بن ربيعه العامري}أحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية. من أهل عالية نجد. أدرك الإسلام، ووفد على النبي (صلى الله عليه وسلم(.يعد من الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم. وترك الشعر فلم يقل في الإسلام إلا بيتاً واحداً. وسكن الكوفة وعاش عمراً طويلاً. وهو أحد أصحاب المعلقات

لَعَمرُكَ ما تَدري الضَوارِبُ بِالحَصى = وَلا زاجِراتُ الطَيرِ ما اللَهُ صانِعُ
ســــــــَلوهُنَّ إِن كَذَّبتُموني مَتى الفَتى = يَذوقُ المَنايا أَو مَتى الغَيثُ واقِعُ
وَما المَرءُ إِلّا كَالشـــــــــِهابِ وَضَوئِه ِ= يَحورُ رَماداً بَعدَ إِذ هُوَ ســــاطِعُ
فَـــــــــــــلا جَزِعٌ إِن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا = وَكُلُّ فَتىً يَوماً بِهِ الدَهرُ فاجِــــعُ
فَلا أَنا يَأتيني طَريفٌ بِفَرحَــــــــــــــة ٍ= وَلا أَنا مِمّا أَحدَثَ الدَهــرُ جازِعُ
أَتَجزَعُ مِمّا أَحــــــــــدَثَ الدَهرُ بِالفَتى = وَأَيُّ كَـــــريمٍ لَم تُصِبهُ القَوارِعُ
تُبَكّي عَلى إِثرِ الشـــــَبابِ الَّذي مَضى = أَلا إِنَّ أَخدانَ الشـــَبابِ الرَعارِعُ
وَما الناسُ إِلّا كَالدِيارِ وَأَهـــــــــــــلُها = بِها يَومَ حَلّوهــــــا وَغَدواً بَلاقِعُ
وَما المالُ وَالأَهلــــــــــــونَ إِلّا وَديعَةٌ = وَلا بُدَّ يَوماً أَن تُرَدَّ الوَدائِـــــــعُ

**
الطغرائي
الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد أبو إسماعيل مؤيد الدين الأصبهاني الطغرائي.
شاعر ، من الوزراء الكتاب، كان ينعت بالأستاذ، ولد بأصبهان، اتصل بالسلطان مسعود بن محمد السلجوقي (صاحب الموصل) فولاه وزارته.

أصالةُ الرأي صانتْنِي عن الخَطَلِ = وحِليةُ الفضلِ زانتني لدَى العَطَـــــــــــــــلِ
مجدي أخيراً ومجدِي أوّلاً شَــرَعٌ = والشمسُ رأْدَ الضُحَى كالشمسِ في الطَفَلِ
فيمَ الإقامُة بالزوراءِ لا سَكَنـــــي = بها ولا ناقتي فيها ولا جَملـــــــــــــــــــــ ي
نَاءٍ عن الأهلِ صِفْرُ الكفِّ منفـردٌ = كالسيفِ عُرِّيَ متناهُ من الخَـــــــــــــــــــلل ِ
فلا صديقَ إليه مشتكَى حزَنِـــــي = ولا أنيسَ إليه منتَهى جذلــــــــــــــــــــــ ـي
طالَ اغترابيَ حتى حنَّ راحلتـــي = ورحُلها وقرَى العَسَّالةِ الذُّبـــــــــــــــــــ ــلِ
أُريدُ بسطةَ كَفٍ أستعينُ بهــــــــا = على قضاءِ حُقوقٍ للعُلَى قِبَلــــــــــــــــــــ ي
والدهرُ يعكِسُ آمالِي ويُقْنعُنـــــي = من الغنيمةِ بعد الكَدِّ بالقَفَــــــــــــــــــ ــــــلِ
وذِي شِطاطٍ كصدرِ الرُّمْحِ معتقـلٍ = لمثلهِ غيرَ هيَّابٍ ولا وَكِـــــــــــــــــــــ ـــــلِ
حلوُ الفُكاهِةِ مُرُّ الجِدِّ قد مُزِجـــتْ = بقسوةِ البأسِ فيه رِقَّةُ الغَـــــــــــــــــــــ زَلِ
طردتُ سرحَ الكرى عن وِرْدِ مُقْلتِــــه = والليلُ أغرَى سوامَ النومِ بالمُقَـــــــلِ
والركبُ مِيلٌ على الأكوارِ من طــَـرِبٍ = صاحٍ وآخرَ من خمر الهوى ثَمِــــــلِ
فقلتُ أدعوكَ للجُلَّى لتنصُرَنِــــــــــــي = وأنت تخذِلُني في الحادثِ الجَلــــــــَلِ
تنام عيني وعينُ النجمِ ساهــــــــــرةٌ = وتستحيلُ وصِبغُ الليلِ لم يَحـــــــــــُلِ
فهل تُعِيُن على غَيٍّ هممتُ بــــــــــــهِ = والغيُّ يزجُرُ أحياناً عن الفَشَــــــــــلِ
اني أُريدُ طروقَ الحَيِّ من إضَـــــــــمٍ = وقد رَماهُ رُماةٌ من بني ثُعَـــــــــــــــلِ
يحمونَ بالبِيض والسُّمْرِ اللدانِ بهـــمْ = سودَ الغدائرِ حُمْرَ الحَلْي والحُلـــــــَلِ
فسِرْ بنا في ذِمامِ الليلِ مُهتديــــــــــــاً = بنفحةِ الطِيب تَهدِينَا إِلى الحِلــــــــــَلِ
فالحبُّ حيثُ العِدَى والأُسدُ رابضَـــــةٌ = نِصالُها بمياه الغَنْجِ والكَحَـــــــــــــــلِ
قد زادَ طيبَ أحاديثِ الكرامِ بهــــــــــا = ما بالكرائمِ من جُبنٍ ومن بُخُــــــــــلِ
حبُّ السلامةِ يُثْني همَّ صاحِبــــــــــــه = عن المعالي ويُغرِي المرءَ بالكَســــلِ
فإن جنحتَ إليه فاتَّخِذْ نَفَقـــــــــــــــــاً = في الأرضِ أو سلَّماً في الجوِّ فاعتزلِ
ودَعْ غمارَ العُلى للمقديمن علــــــــى = ركوبِها واقتنِعْ منهن بالبَلَــــــــــــــــلِ
رضَى الذليلِ بخفضِ العيشِ يخفضُــه = والعِزُّ عندَ رسيمِ الأينُقِ الذُلُـــــــــــــلِ
إن العُلَى حدَّثتِني وهي صادقـــــــــــةٌ = في ما تُحدِّثُ أنَّ العزَّ في النُقـــــــــــَلِ
لو أنَّ في شرفِ المأوى بلوغَ مُنَــــىً = لم تبرحِ الشمسُ يوماً دارةَ الحَمَـــــلِ
أهبتُ بالحظِ لو ناديتُ مستمِعـــــــــــاً = والحظُّ عنِّيَ بالجُهَّالِ في شُــــــــــــغُلِ
أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقُبُهــــــــــــــــا = ما أضيقَ العيشَ لولا فســـــحةُ الأمَلِ
لم أرتضِ العيشَ والأيامُ مقبلــــــــــةٌ = فكيف أرضَى وقد ولَّتْ علـــــــى عَجَلِ
غالى بنفسيَ عِرفاني بقيمتِهــــــــــــا = فصُنْتُها عن رخيصِ القَدْرِ مبــــــــتَذَلِ
ما كنتُ أُوثِرُ أن يمتدَّ بي زمنـــــــــي = حتى أرى دولةَ الأوغادِ والســــــــــّفَلِ
تقدَّمتني أناسٌ كان شَوطُهـــــــــــــــُمُ = وراءَ خطويَ إذ أمشي على مَهــــــــَلِ
هذا جَزاءُ امرئٍ أقرانُه درَجُـــــــــــوا = من قَبْلهِ فتمنَّى فُســـــــــــــــحةَ الأجلِ
وإنْ عَلانِيَ مَنْ دُونِي فلا عَجَـــــــــبٌ = لي أُسوةٌ بانحطاطِ الشــمس عن زُحَلِ
فاصبرْ لها غيرَ محتالٍ ولا ضَجـــــــِرٍ = في حادثِ الدهرِ ما يُغني عــــن الحِيَلِ
أعدى عدوِّكَ أدنى من وَثِقْتَ بـــــــــه = فحاذرِ الناسَ واصحبهمْ علــــــى دَخَلِ
وإنّما رجلُ الدُّنيا وواحِدُهـــــــــــــــــ ا = من لا يعوِّلُ في الدُّنيا علــــــــــى رَجُلِ
وحسنُ ظَنِّكَ بالأيام مَعْجَــــــــــــــــزَة ٌ = فظُنَّ شَرّاً وكنْ منها علــــــــــــى وَجَلِ
غاضَ الوفاءُ وفاضَ الغدرُ وانفرجتْ = مســــــــــافةُ الخُلْفِ بين القولِ والعَمَلِ
وشانَ صدقَك عند الناس كِذبُهــــــــمُ = وهل يُطابَقُ معوَجٌّ بمعتــــــــــــــــــــَ دِلِ
إن كان ينجعُ شيءٌ في ثباتِهـــــــــــم = على العُهودِ فسبَقُ الســــــــــيفِ للعَذَلِ
ابو الاسود الدوئلي
ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الدؤلي الكناني.
تابعي، واضع علم النحو، كان معدوداً من الفقهاء والأعيان والأمراء والشعراء والفرسان والحاضري الجواب.
حَسَدوا الفَتى إِذ لَم يَنالوا سـَعيــــــهُ = فَالقَومُ أَعداءٌ لَـــــهُ وَخُصومُ
كَضَرائِرِ الحَسـناءِ قُلنَ لِوَجهِهـــــــا = حَســـــــــــداً وَبَغياً إِنَّهُ لَدَميمُ
وَالوَجهُ يُشـرُقُ في الظَلامِ كَأَنَّـــــــهُ = بَدرٌ مُنيرٌ وَالنِســـــــاءُ نُجومُ
وَتَرى اللَبيبَ مُحسّـَداً لَم يَجتـــــــَرِم = شَتمَ الرِجالِ وَعَرضُهُ مَشتومُ
وَكَذاكَ مَـن عَظُمَت عَليهِ نِعمَــــــــةٌ = حُســــّادُه سَيفٌ عَليهِ صَـرومُ
وَإِذا جَريتَ مَع السـَفيهِ كَما جَـــرى = فَكِلاكُما فــــــي جَريهِ مَذمـومُ
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَـــــــــــهُ = عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتُ عَظــــــيمُ
ابدأ بِنَفســـــِكَ وَانَها عَن غِيِّهــــــا = فَإِذا انتَهَت عَنهُ فَأَنتَ حَــــكيمُ
فَهُناكَ يُقبَل مـا وَعَظتَ وَيُقــــــتَدى = بِالعــــــِلمِ مِنكَ وَيَنفَعُ التَعليـمُ
وَيلُ الخَلِيِّ مِنَ الشَـــــجِيِّ فَإِنّــــــَهُ = نَصِبُ الفُؤادِ بِشَــجوِهِ مَغمـومُ
وَتَرى الخَلــيَّ قَريرَ عَينٍ لاهيــــــاً = وَعَلى الشَـــجيِّ كَآبَةٌ وَهُمــومُ
وَتَقولُ مالَك لا تَقــــول مَقالَتــــــي = وَلِســـانُ ذا طَلق وَذا مَكظــومُ
لا تَكلَمَن عِرضَ ابنِ عَمِّــكَ ظالِمـا = فَإِذا فَعَلتَ فَعِرضُكَ المَكـــــلومُ
وَحَريمُهُ أَيضاً حَريمُكَ فاحمِــــــــه = كي لا يُباعُ لَدَيكَ مِنهُ حَريـــــمُ
وَإِذا اِقتَصَصتَ مِن ابنِ عَمِّكَ كَلمَةً = فَكُلومُـهُ لَكَ إِن عَقِلتَ كُلـــــومُ
وَإِذا طَلَبتَ إِلــــــــــــى كَريمٍ حاجَةً = فَلِقاؤُهُ يَكفيكَ وَالتَــــــــــــسليمُ
فَإِذا رَآكَ مُسَـــــــــــــلِّماً ذَكَرَ الـَّذي = كَلَّمتَهُ فَكأَنَّهُ مَلـــــــــــــــــزومُ
وَرأى عَواقِبَ حَمدِ ذاكَ وَذَمِّــــــــه = لِلمَـرءِ تَبقى وَالعِظامُ رَميـــــمُ
فارجُ الكَــــريمَ وَإِن رَأَيتَ جَفـــاءَهُ = فالعَتبُ مِنهُ والكِرامِ كَــريـــــمُ
إِن كُنتَ مُضطَرّاً وَإِلا فاِتَّـــــــــــــخِذ = نَفَقاً كَأَنَّكَ خائِفٌ مَـــــــــهزومُ
وَاِترُكهُ واحذَر أَن تَمُرَّ بِبابِــــــــــــهِ = دَهراً وَعِرضُكَ إِن فَعَلتَ سَليمُ
وَإِذا طَلَبتَ إِلــــــــــــى لَئيمٍ حاجَــــةً = فَأَلِحَّ فــــي رِفقٍ وَأَنتَ مُديـــمُ
وَاِســـــــــــــكُن قِبالَةَ بَيتِهِ وَفِنائِــــهِ = بِأَشَـــدِّ ما لَزِمَ الغَريمَ غَريــــمُ
وَعَجِبتُ للدُنيا وَرَغبَةِ أَهلــــــــــــها = وَالرِزقُ فيما بَينَهُم مَقســـــومُ
وَالأَحمَقُ المَرزوقُ أَعجَبُ مـَن أَرى = مِن أَهلِها وَالعاقِلُ المــــَحرومُ
ثُمَّ اِنقَضى عَجَبي لِعلمــــــــــــيَ أَنَّهُ = رِزقٌ مُوافٍ وَقتُهُ مَعلـــــــــومُ
يتبع .....

كحيلان التميمي
25 / 05 / 2010, 11 : 11 AM
ميخائيل خير الله ويردي
أديب وشاعر سوري ولد ونشأ في دمشق درس المحاسبة، وعمل في بعض محاكم دمشق، درس الموسيقى وأتقن فن التصوير الشمسي وتعلم الإنكليزية والفرنسية، بدأ العمل بالتجارة سنة 1930 مع أخيه سمعان، ساهم بتأسيس النادي الأدبي والنادي الموسيقي السوري ( 1922 - 1932 )
إِذا خانَني خِـــــــلٌ قَديمٌ وَعقَّنــــي = ذَكَرتُ لَهُ فَضلاً وَأَتبَعتُهُ حِـــــــلمي
وَإِن زَيَّنَ الشَّـيطانُ لي أَن أَكـــيدَهُ = وَفَوَّقتُ يَوماً في مَقاتِلِهِ سَـــــهمي
تَعَرَّضَ طَيفُ الــــوُدِّ بَيني وَبَينــَهُ = فَوَلَّدَ في نَفسي الجُنوحَ إِلى السّـِلمِ
وَكَلَّلَني بِالعَطفِ كَــالوَردِ بِالنَّـــدى = فَكَسَّرتُ سَـهمي وَانثَنَيتُ وَلَـم أَرمِ
أَو أَن تَكونَ لِسَهمِ دَهرِكَ مُعرِضـاً = هَدَفاً فَأَغراضُ الكِبـــــارِ كِــــــــبارُ
كَم في الشَبابِ الغَضِّ مِنكَ كُهولَـةً = وَعَلَيهِ مِن دونِ المَشيبِ وَقـــــــار
إسماعيل صبري باشا.
من شعراء الطبقة الأولى في العصر الحديث، امتاز بجمال مقطوعاته وعذوبة أسلوبه، وهو من شيوخ الإدارة والقضاء في الديار المصرية، تعلم بالقاهرة،
إِذا خانَني خـــــلٌّ قديمٌ وَعَقَّنــــــي = وَفَوَّقتُ يوماً في مَقاتِلِهِ سَـــــهمي
تَعرَّضَ طيفُ الوُدِّ بيني وَبَينَــــــهُ = فَكسَّرتَ سَهمي فاِنثَنَيتُ وَلم أَرمي


أبو العَتاهِيَة
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.
شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد..
بَكيتُ عَلى الشَبابِ بِدَمعِ عَينـي = فَلَم يُغنِ البُكاءُ وَلا النَحيــــــبُ
فَيا أَسَفا أَسِفتُ عَلى شَـــــــبابٍِ = نَعاهُ الشَيبُ وَالرَأسُ الخَضـيبُ
فَيا لَيتَ الشــــــَبابَ يَعودُ يَومــاً = فَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ المَشـــــــيبُ


الامير شكيب أرسلان
شكيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.
من سلالة التنوخيين ملوك الحيرة، عالم بالأدب والسياسة،مؤرخ من أكابر الكتاب، ينعت بأمير البيان.
يَذوقُ عَذابَ بَدءِ الأَمرِ لَــــكِن = عَواقِبُهُ لِمَورِدِهِ عَــــــــــذابُ
تَقابَلَتِ الأُمورُ فَكُلُّ مــــــــــــُرّ=ِ يُعاقِبهُ اللَذيذُ المُســــــــتَطابُ
وَكُلُّ صُعوبَةٍ فَلَها سُــــــــهولُ = وَكُلُّ سُــــــــهولَةٍ فَلَها عِقابُ
أَما لَو لَم يَكُن طَـــــــرَفاً نَقيضُ= لَما قيلَ الخِطابُ لَــــهُ جَوابُ
وَأَفضَلُ ذي شُــــروعٍ مَن تَراهُ = يُقارِنُ غِبَّ مَبدَأَهُ الصـــَوابُ
وَمَن طَلَبَ الصَــوابُ وَلَم يَقابِل = وُجوهَ الأَمرِ أَعجَزَهُ الطِلابُ
وَمَن عَدِمَ الصَوابَ وَقَد نَحـــاهُ = بِأَحســـــَنِ ما يَجِدُّ فَلا يُعابُ
وَمَن خاضَ العُبابَ بِقَصدِ رِبحٍ = فَإِنَّ الـــــــــدُرَّ ماضَمَّ العُبابُ
وَمَن حَسِبَ الحَياةَ مَدى طَويلاً = يَكذِبُ ظَنَّهُ الأَجَــــــلُ القُرابُ
إِذا وَلّى شَـــــــبابَ المَرءِ يَوماً = فَلَيسَ يُعيدُ صَبوَتَهُ الخُضابُ
أَلا لَيتَ الشـــــــَبابَ يَعودُ يَوماً = تَقولُ وَإِنَّما ذَهَبَ الشَـــــبابُ
فَلا يَشغَلُ فُؤادَكَ في شَــــــبابٍ =عَنِ العَمَلِ السَماعِ أَو الشَرابُ
وَلا يَقعُدكَ عَــــن عَمَلِ فَراغٍ = وَلَو لَم يَعقِبِ العَمَلَ اِكتِســـــابُ
فَإِنَّ السَـيفَ طَبعُ الهِندِ يَصدا = إِذا ما طالَ يَخبَأُهُ الجــــــــــرابُ
وَإِنَّ المَرءَ أَن يَلزَمَ سُـــكوناً = تَوَلّى هَيكَلَ الجَسَدَ الخَــــــرابُ
سَيَعلَمُ كُلَّ مَن عَرَفَ المَعالي = بِأَنَّ الشُغلَ لِلعَليا نِصــــــــــابُ
وَمَن فـــــي طَوقِهِ أَمرٌ فَعَيبٌ = لَدى إِجرائِهِ فيهِ اِرتِيــــــــــابُ
وَمَن أَضحى لِأَمرٍ غَيرَ كُتـفؤٍ = فَأَليَقُ ما يَليقُ بِهِ اِجتِنــــــــابُ
أَلَم تَرَ ما أَصابَ السُـحبَ لِما = تَبارى كَفُّ يوسُفَ وَالسَحــابُ
وَلَم تَرَ ما أَصابَ الشُهبَ لِما = تَراءى وَجهُ يوسُفَ وَالشِهابُ
فَلا عَجَبُ إِذا مــــــا نالَ فَوقاً = فَفَضلُ اللَهِ ذاكَ وَلا حِســـــابُ
فَلَيسَ لِبَدرٍ شَــــــهَرَتهُ مَغيبٌ = وَلَيسَ لِشَمسٍ بَهجَتُهُ ضَبــابُ
فَدُم لِلغَوثِ غَيثاً مُســـــــتَمِرّاً = وَبَدراً لَيسَ يُدرِكُهُ غِيــــــــابُ

مالك بن فهم الأزدي
مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان، بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن نصر بن مالك بن الأزد.
أُعَلِّمُه الرمايَة كُــــــلَّ يَومٍ = فَلَمّا اشتدَّ ساعِدهُ رَمــاني
وَكَم علمتُه نظـــمَ القوامي = فَلما قالَ قافيةً هـــــجـاني
أَعلَّمه الفُتُوَّة كـــــــل وَقتٍ = فَلَمّا طَرَّ شــــارِبُه جَفانـي
فَلا ظَفَرتِ يَداهُ حينَ يَرمي = وَشُلَّت منه حامِلةُ البَنــان
عنترة بن شداد العبسي
عَنتَرَة بن شَدّاد? - 22 ق. هـ / ? - 601 م
عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي.
أشهر فرسان العرب في الجاهلية ومن شعراء الطبقة الأولى. من أهل نجد. أمه حبشية اسمها زبيبة، سرى إليه السواد منها. وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفساً، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة.

لِغَيرِ العُلا مِنّي القِلــــى وَالتَجَنُّبِ= وَلَولا العُلا ما كُنتُ في العَيشِ أَرغَبُ
مَلَكتُ بِسَيفي فُرصَةً ما اِستَفادَها= مِنَ الدَهرِ مَفتولُ الذِراعَينِ أَغلـــــَبُ
لَئِن تَكُ كَفّــــــي ما تُطاوِعُ باعَه ا= فَلي فــــــــي وَراءِ الكـَفِّ قَلبٌ مُذَرَّبُ
وَلِلحِلمِ أَوقاتٌ وَلِلجَهلِ مِثلُــــــها = وَلَكِنَّ أَوقاتي إِلى الحِـــلمِ أَقــــــــــرَبُ
أَصولُ عَلى أَبناءِ جِنسي وَأَرتَقي = وَيُعجِمُ فيَّ القائِلونَ وَأُعــــــــــــــرِبُ
يَرونَ اِحتِمالـــــــي عِفَّةً فَيَريبُهُم = تَوَفُّرُ حِلمي أَنَّني لَســــــــــتُ أَغضَبُ
تَجافَيتُ عَـــــــن طَبعِ اللِئامِ لِأَنَّني = أَرى البُخلَ يُشـــــــنا وَالمَكارِمَ تُطلَبُ
وَأَعلَمُ أَنَّ الجودَ في الناسِ شيمَةٌ = تَقومُ بِها الأَحرارُ وَالطَبعُ يَغلــــــــِبُ
************************
نِبِّئتُ عَمرواً غَيرَ شاكِرِ نِعمَتـي = وَالكُفرُ مَخبَثَةٌ لَنَفسِ المُنعِــــــــــم
حَكِّم سُيوفَكَ في رِقابِ العُذّـــــَلِ = وَإِذا نَزَلتَ بِدارِ ذُلٍّ فَاِرحَــــــــــــل
ِوَإِذا بُليتَ بِظالِمٍ كُــــن ظالِمــــاً = وَإِذا لَقيتَ ذَوي الجَهالَةِ فَاِجهَـــلي
وَإِذا الجَبانُ نَهاكَ يَومَ كَريهَـــةٍ = خَوفاً عَلَيكَ مِنَ اِزدِحامِ الجَحــــفـَلِ
فَاِعصِ مَقالَتَهُ وَلا تَحفِل بِـهـــا = وَاِقدِم إِذا حَقَّ اللِقا فـــــــــي الأَوَّل
وَاِختَر لِنَفسِكَ مَنزِلاً تَعلو بِــــهِ = أَو مُت كَريماً تَحتَ ظُلِّ القَســــطَلِ
فَالمَوتُ لا يُنجيكَ مِـــن آفاتِـــهِ = حِصنٌ وَلَو شَـــــــــيَّدتَهُ بِالجَنـــدَلِ
مَوتُ الفَتى فـــي عِزَّةٍ خَيرٌ لـَهُ = مِن أَن يَبيتَ أَسيرَ طَرفٍ أَكحـــــَلِ
إِن كُنتَ في عَدَدِ العَبيدِ فَهِمَّتي = فَوقَ الثُرَيّا وَالسِــماكِ الأَعـــــــزَلِ
وَبِذابِلي وَمُهَنَّدي نِلتُ الـــــعُلا = لا بِالقَرابَةِ وَالعَديدِ الأَجــــــــــــزَلِ
لا تَسقِني ماءَ الحَياةِ بِذِلَّــــــــةٍ = بَل فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنــــظَلِ
لا يَحمِلُ الحِقدَ مَن تَعلو بِهِ الرُتَـــبُ = وَلا يَنالُ العُلا مَن طَبعُهُ الغَضَبُ
إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِســـُـــها = عِندَ التَقَلُّبِ فــي أَنيابِها العَطَــبُ
******************************
ابو العلاء المعري
أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
غَيْرُ مُجْدٍ في مِلّتي واعْتِقـــــــادي = نَوْحُ باكٍ ولا تَرَنّمُ شــــــــــــادِ
وشَبِيهٌ صَوْتُ النّعيّ إذا قِــــــــــي = سَ بِصَوْتِ البَشيرِ في كلّ نــادِ
أَبَكَتْ تِلْكُمُ الحَمَامَةُ أمْ غَــــــــــــنْ = نَت عَلى فَرْعِ غُصْنِها المَيّــــادِ
صَاحِ هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الـــــــرُّحْ = بَ فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عــــادِ
خَفّفِ الوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ الــــــــ = أرْضِ إلاّ مِنْ هَذِهِ الأجْســــــــادِ
وقَبيحٌ بنَا وإنْ قَدُمَ العـــــــــــــــَهْ = دُ هَوَانُ الآبَاءِ والأجــــــــــــْدادِ
سِرْ إنِ اسْطَعتَ في الهَوَاءِ رُوَيداً = لا اخْتِيالاً عَلى رُفَاتِ العِبــــــادِ
رُبّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْداً مــــــــراراً = ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُمِ الأضـــــــْدادِ
وَدَفِينٍ عَلى بَقايا دَفِـــــــــــــــــينٍ = في طَويلِ الأزْمانِ وَالآبــــــــاءِ
فاسْألِ الفَرْقَدَينِ عَمّنْ أحَســـــــــّا = مِنْ قَبيلٍ وآنسا من بـــــــــــلادِ
تَعَبُ كُلّها الحَياةُ فَمـــــــــــــــا أعْ = جَبُ إلاّ مِنْ راغبٍ في ازْديــــادِ
إنّ حُزْناً في ساعةِ المَوْتِ أضْعَــا = فُ سُرُورٍ في ساعَةِ الميـــــلادِ
خُلِقَ النّاسُ للبَقَاءِ فضَلّــــــــــــتْ = أُمّةٌ يَحْسَبُونَهُمْ للنّفـــــــــــــــادِ
إنّما يُنْقَلُونَ مِنْ دارِ أعْمــــــــــــا = لٍ إلى دارِ شِقْوَةٍ أو رَشَـــــــــادِ
ضَجْعَةُ المَوْتِ رَقْدَةٌ يُستريحُ الــ = جِسْمُ فيها والعَيشُ مِثلُ السّهادِ
****
وإنْ كان في لُبسِ الفتى شرَفٌ لـه = فما السّـــــيفُ إلاّ غِمْدُه والحمائل
ولما رأيتُ الجهلَ في الناسِ فاشياً = تجاهلْتُ حتى ظُنَّ أنّيَ جــــــــاهل
فوا عَجَبا كــم يدّعي الفضْل ناقصٌ = ووا أسَفا كم يُظْهِرُ النّقصَ فاضل
فلو بانَ عَضْدي ما تأسّــفَ مَنْكِبي = ولو ماتَ زَنْدي ما بَكَتْه الأنامــــل
وكيف تَنامُ الطيرُ فــــــــي وُكُناتِها = وقد نُصِبَتْ للفَرْقَدَيْنِ الحَبائـــــــل
يُنافسُ يوْمي فيّ أمســــــي تَشرّفا ً= وتَحسدُ أسْحاري علــــيّ الأصائل
إذا وَصَفَ الطائيَّ بالبُخْلِ مــــــادِرٌ = وعَيّرَ قُسّـــــــــــــاًً بالفَهاهةِ باقِل
وقال السُّهى للشــــمس أنْتِ خَفِيّةٌ = وقال الدّجى يا صُبْحُ لونُكَ حــــائل
وطاوَلَتِ الأرضُ السّماءَ سَـــفاهَةً = وفاخَرَتِ الشُّهْبُ الحَصَى والجَنـادل
فيا مـــــــوْتُ زُرْ إنّ الحياةَ ذَميمَةٌ = ويا نَفْـــــسُ جِدّي إنّ دهرَكِ هازِل
تَوَقّى البُدورٌ النقصَ وهْــــيَ أهِلَّةٌ = ويُدْرِكُها النّقْصانُ وهْيَ كـــــــوامل
طرفة بن العبد البكري
طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد، أبو عمرو، البكري الوائلي.
شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، كان هجاءاً غير فاحش القول، تفيض الحكمة على لسانه في أكثر شعره، ولد في بادية البحرين وتنقل في بقاع نجد.

وَظُلمُ ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً =عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ
سَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما كُنتَ جـاهِلاً = وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَـــــــــن لَم تُــزَوِّدِ
وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تَبِع لَـــهُ = بَتاتاً وَلَم تَضرِب لَـــهُ وَقتَ مَوعِـــدِ

ابو القاسم الشابي1324 - 1353 هـ
أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الشابي.
شاعر تونسي في شعره نفحات أندلسية، ولد في قرية الشابية من ضواحي توزر عاصمة الواحات التونسية في الجنوب.
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحـياةَ = فلا بُدَّ أنْ يَســـــْتَجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجـــــــــــلي = ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَـــــــــسِرْ
ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ = تَبَخَّرَ فـــــأأي جَوِّها واندَثــَرْ
فويلٌ لمَنْ لم تَشـــُقْهُ الحيـاةُ = مـــن صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصــرْ
ودَمْدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجاجِ = وفوقَ الجبالِ وتحتَ الشَّجرْ
إِذا مَا طَمحْتُ إلــــــى غايةٍ = رَكِبتُ المنى ونَسـيتُ الحـَذرْ
ولم أتجنَّبْ وُعورَ الشِّــعابِ = ولا كُبَّةَ اللَّهَبِ المُســـــتَعِــرْ
ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبـالِ = يَعِــشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَـرْ
فَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشّـَبـابِ = وضجَّت بصدري رياحٌ أُخَـرْ
إِذا طَمَحَتْ للـحَياةِ النُّفــوسُ = فلا بُدَّ أنْ يســــتجيبَ القَــدَرْ

الشاعر ابو العيناء
محمد بن القاسم بن خلاد بن ياسر الهاشمي ولاءً.
أديب فصيح من ظرفاء العالم، ومن أسرع الناس جواباً اشتهر بنوادره ولطائفه، وكان ذكياً جداً، حسن الشعر، ملح الكتابة، خبيث اللسان في سب الناس والتعريض بهم.

أَلَمْ تَعْلمي يا عَمْرَكِ اللــــــــهُ أَنَّنــي = كَريمٌ عَلى حِينِ الكِـــــــرامُ قَليلُ
وَإِنِّيَ لا أَخْـــــــــــزى إِذا قيلَ مُقْتــِرٌ = جَوادٌ وَأَخْزى أَنْ يُقــــــالَ بَخيلُ
وإِلاَّ يَكُــــــــنْ عَظْمي طويلاً فَإِنَّنــي = لَهُ بِالخِصالِ الصَّالِحاتِ وَصــولُ
إِذَا كُنْتُ في القَوْمِ الطِّوالِ فَضَلْتُهـــُمْ = بِطَوْلي لَهُمْ حَتَّى يُقالَ طَــــويــلُ
ولا خَيْرَ في حُسْنِ الجُسُومِ وَطولِها = إِذا لَمْ يَزِنْ طُولَ الجُسُومِ عُقــولُ
وَكائن رأَيْنا من جُسُــــــومٍ طَويلـــةٍ = تَموتُ إِذَا لَمْ تُحْيِهِنَّ أُصُــــــــولُ
ولم أَرَ كَالْمَعْروفِ أَمَّا مَـــــــــذَاقُتـهُ = فَحُلْــــــــــوٌ وَأَمَّا وَجْهُهُ فَجَمِيــلُ
الشاعرالسموأل
السمو أل بن غريض بن عادياء الأزدي.
شاعر جاهلي حكيم من سكان خيبر في شمالي المدينة، كان يتنقل بينها وبين حصن له سماه الأبلق. أشهر شعره لاميته وهي من أجود الشعر، وفي علماء الأدب من ينسبها لعبدالملك بن عبدالرحيم الحارثي.هو الذي أجار امرؤ القيس الشاعر من الفرس.
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِـنَ اللُؤمِ عِرضُهُ = فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَـــــــــميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها = فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنــــــــــــــــــ ــــــا = فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِـــــــرامَ قَليـلُ
وَما قَلَّ مَـــــــــــــن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا = شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُـــهولُ
وَمـــــــــــــــــا ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا = عَزيزٌ وَجـــارُ الأَكثَرينَ ذَليــلُ
الشاعر الشنفرى
عمرو بن مالك الأزدي، من قحطان.
شاعر جاهلي، يماني، من فحول الطبقة الثانية وكان من فتاك العرب وعدائيهم، وهو أحد الخلعاء الذين تبرأت منهم عشائرهم.قتلهُ بنو سلامان، وقيست قفزاته ليلة مقتلهِ فكان الواحدة منها قريباً من عشرين خطوة، وفي الأمثال (أعدى من الشنفري). وهو صاحب لامية العرب، شرحها الزمخشري في أعجب العجب المطبوع مع شرح آخر منسوب إلى المبرَّد ويظن أنه لأحد تلاميذ ثعلب.وللمستشرق الإنكليزي ردهوس المتوفي سنة 1892م رسالة بالانكليزية ترجم فيها قصيدة الشنفري وعلق عليها شرحاً وجيزاً .

وَفي الأَرضِ مَنأى لِلكَريمِ عَـــــــــنِ الأَذى = وَفيها لِمَن خافَ القِلــــى مُتَعَزَّلُ
لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمــــرئٍ = سَرى راغِباً أَو راهِباً وَهوَ يَعقـِلُ
وَإِن مُدَّتِ الأَيدي إِلى الزادِ لَم أَكــــــــــــنُ = بِأَعجَلِهِم إِذ أَجشَــعُ القَومِ أَعجَــلُ
وَأَســــــــتَفُّ تُربَ الأَرضِ كَيلا يَرى لَــــهُ = عَلَــــيَّ مِنَ الطَولِ اِمُرؤ مُتَطَـــوَّلُ
وَاَطوي عَلى الخُمصِ الحَوايا كَما اِنطَوَت = خُيوطَةُ مـــــارِيٍّ تُغارُ وَتُفتـــــــَلُ
ابو فراس الحمداني
الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبو فراس.
شاعر أمير، فارس، ابن عم سيف الدولة. له وقائع كثيرة، قاتل بها بين يدي سيف الدولة، وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه، وقلده منبج وحران وأعمالها، فكان يسكن بمنبج ويتنقل في بلاد الشام.
أَراكَ عَصِيَّ الدَمعِ شيمَتُكَ الصَبـــرُ = أَما لِلهَوى نَهيٌ عَلَيكَ وَلا أَمـــــــرُ
بَلى أَنا مُشتاقٌ وَعِندِيَ لَـــــوعَـــةٌ = وَلَكِنَّ مِثلي لايُذاعُ لَهُ سِـــــــــــــــرُّ
وَلَكِن إِذا حُمَّ القَضاءُ عَلـى اِمــرِئٍ = فَلَيـــــــــسَ لَهُ بَرٌّ يَقيهِ وَلا بَحـــــرُ
وَقالَ أُصَيحابي الفِرارُ أَوِ الــــرَدى = فَقُلتُ هُما أَمرانِ أَحلاهُما مُـــــــــرُّ
هُوَ المَوتُ فَاِختَر ماعَلا لَكَ ذِكــرُهُ = فَلَم يَمُتِ الإِنســـانُ ماحَيِيَ الذِكــــرُ
وَهَل يَتَجافى عَنِّيَ المَوتُ سـاعَــةً = إِذا ماتَجافى عَنِّيَ الأَســرُ وَالضَـــرُّ
وَلا خَيرَ في دَفعِ الرَدى بِمَذَلَّـــــــةٍ = كَما رَدَّها يَوماً بِســـَوءَتِهِ عَمــــروُ
يَمُنّونَ أَن خَلّوا ثِيابي وَإِنَّمــــــــا = عَلَــــــــيَّ ثِيابٌ مِن دِمائِهِمُ حُمـــــرُ
سَيَذكُرُني قَومي إِذا جَدَّ جِدُّهُــــــم = وَفــــي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ الــــبَدرُ
وَإِن مُتُّ فَالإِنســـــــانُ لابُدَّ مَيِّــتٌ = وَإِن طالَتِ الأَيّامُ وَاِنفَســـَحَ العُـــمرُ
وَنَحنُ أُناسٌ لا تَوَسّتـــــُطَ عِندَنــا = لَنا الصــَدرُ دونَ العالَمينَ أَوِ القَبــرُ
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُـــنا = وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
أَعَزُّ بَني الدُنيا وَأَعلى ذَوي العُـلا = وَأَكرَمُ مَـــن فَوقَ التُرابِ وَلا فَخـــرُ

الحكم و والنصائح في الشعر النبطي الشعبي
الشاعر محمد الشلاحي
رجلاً لقصر بالفعل مســــموح = بحيث ماله بالقديمه أشـــــدادي
ورجلاً لقصر بالفعال مفضوح = وكلن يقول النار أتورث رمـادي
الشاعر محمد مريبد العازمي
يازيد خذ شطراً حفظته وهو لـــــي = الرجل ماهو بشــــــــــــي من دون ربعه
لصار ماهو صخرةً من جبل طــــي = خله لو زين مـــــــــــــــــع الناس طبــعه
لابد يوماً ايحاسب على شـــــــــــي = وجوعه دنياه من عقب شــــــــــــــــبــعه
احدهم أيقاوم جسمه الفصد والكـي = واحداً ردي لو يزبع الصبر زبعـــــــــــــه
والطيب نهراً لو دفن صاحبه حـي = ما تجحد أضفافه مع الوكــــــت نبعـــــــه
طال الكلام وعلة الوكت هـي هـي = ومن راح مقفي اجعلها أقفاي ضبعـــــــــه
الشاعرخلف المشعان العنزي
يكثرهــــم لقلت لك عرفت أوجيه = ويقلهم لقلت قدر ومــــــــــــــعزه
رجلاً تعزه بعد ما تلتقي فيــــــــه = ورجلاً قبل لا تلتقي بـــــــه تعـزه
ورجلاً ترزه بالمجالـــــس مباديه = ورجلاً أفلوسه بالمجالــس تــغزه
ورجلاً يموت ولا يجبون طاريـــه = ورجلاً يجي طاريه في كـــل حزه
ورجلاً ضعيف ويســــتفزه معاديه = ورجلاً كلام أعداه ما يســــــتفزه
ورجلاً يهزه بعض موقف ويشقيه = ورجلاً ماهو بيات موقف يـهــزه
ورجلاً تلزه يعتر فلك بخافيـــــــــه = ورجلاً علــــى خافيه محداً يلــزه
ورجلاً يوزونه ويزعل بنـــي خيه = ورجلاً يزعل مـــن يحاول يـــوزه
ورجلا تكزه لازم انك اتوصيــــــه = ورجلاً بليما توصيه كــــــــــــــزه
من لا فرش ألمرجله ما تغطـــــيه = ومــن لا يخز الناس محداً يخــزه
احد شعراء شاعر المليون لا يحظرني اسمه
الطيب كــــــايد والعرب بينها فرق = والعرف واسع والتجارب شهــاده
وكان صبرك غيمةً شـــــــقها برق = والصبر في بعض المواقف بـلاده
ياصاحبي ترى وكتك يسرقك سرق = لكن مـــــن التقوى أتزود ازدياده
ذكراك فيما تعمله ظـــــــاهر ودرق = والعمر الأخر لا لفضت الشــهاده
العود أللزرق ينحرق بالجمر حـرق = ويعنيك ريحه لو أيعود رمــــــاده
الشاعر سلطان الرواد
يا مشرفن رأس الجبل وتشوف خلق الله إصغار=
إن كنت ما تدري من تحت يشــــوفونك صغير
انزل وزور المقبره نادي علــــــــــــى كل الكبار =
واسمع إل صمت المقبره يفلان ما عندي كبير
يامشــــــــــــــرفن رأس الجبل وقر تلقالك وقار =
والي يحقر يحقرونه لونـــــــــــــــه ابن الأمير
الشاعر: فيصل اليامي
الحــــــــــلم راعي الحـــــــــــــلم = يعلمك شيء من درســــــــــــه
والتربيه ما تجي مــــــــــن فـيلم = والنابغه يوصلك همســـــــــــه
والشعر واقع في عالم حـــــــــلم = واليوم هذا نتاج أمســـــــــــــه
والآدمي لو جنح لســــــــــــــــلم = أطوله العالم الشرســــــــــــــه
والكون مظلم بدون العــــــــــــلم = والعلم بالله هو شمســـــــــــه
والظلم أنواع وأقســـــــــــى ظلم = الإنسان لما ظلم نفســـــــــــــه
الشاعر: محمد عوض سرور المطيري
الشـــــــــــيء ماهو بكبره وصغره = عليك بالهمه وســــــــــــدد وقارب
كم من صغيرٍ شاف في العين عبره = يفوق شــــــــيخاً بالدهر له تجارب
وفيل أبرهه ما فاد طـــــوله وجبره = والفار مع صغره هدم ســـــد مأرب
والآدمي لو طال بالوكت شــــــــبره = بيض المشارق حول سود المغارب
فـــــــــي ضفتين النهر مهده وقبره = والعمر غبه والليالــــــــــي قوارب
متفرقه
احذر مصاحبة اللئيم فأنه يُعــدِ = كما يُعدِ السليمُ الأجــــــــــــــــــرب
ملئ السنابل تنحني بتواضـــــعٍ = والفارغات رؤوسهن شوامــــــــخ
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً = يرمى بحجرٍ فيعطي أطيب الثمـــــر
يجود علينا ألخيرينا بمالــــــهم = ونحــــــن بمال الخيرين نجــــــــود
رافق رفيقاً لو أبدربه خـسارات = لا ترافق رفيقاً بالمذايق خـــــــلاك
لايخسارة زرعت الطيب بعفـون = والنذل ما يسوى التعب والخساره
إن كنت لا تدري فتلك مـــــصيبة = وان كنت تدري فالمصيبة أعظـــــم
ليـــــــس الجمال بأثوابٍ تزيننا=أنما الجمال جمال الخلق والأدبي
لعمرك ماضاقت بلاد بأهلهــــــا=ولكـــن أخلاق الرجـــال تضيـق
لعمرك ماللمرء في المرء حيلةٌ=أذا بات صدر المرء تغلي مراجلــه
لعمرك ماأعطى الرجال حقوقهم=كإعطائهم بيــض السـيوف حُقوقها
لعمــرك ما الدنيــا بدار إقامــــة=أذا زالت عن عين البصير غطاؤها
لعمرك ما عز أمراءٌ ذل قومــــه=ولا جــاد مــن أعطى عطية راهــب
لعمـرك ما شيء من العيــش كله=أقر لعيني مـــن صديــقٍ موافـــــــق
لعمــرك ما الدنيا بدار إقامــــــةٍ =ولا الحـي في حــال السلامــة أمــــنُ
لعمرك ما يدري امرؤٌ كيف يتقي=أذا هو لم يجعــل لـه من اللــــه واقيـا
لعمرك ما أهويت كــــف لريبــة=ولا قادتنــي نحــو فاحشـــة رجــــــلِ
******
وهكذا انتهت هذه الموسعة من الحكم والنصائح أرجو الله عز وجل
أن تنال رضاكم .

Foooor
25 / 05 / 2010, 42 : 11 AM
الله يعطيكـ العافية كحيلان التميمي
على الحكم والنصائح

سُلاَفْ القَصِيدْ
26 / 05 / 2010, 31 : 03 AM
موضوع كبير وجمع طيب
تسلم يمينك أخوي كحيلآن التميمي على الموضوع المميز والموسوعة الطيبة
اشكرك عليه و لاتحرمنا من جديدك القادم

كحيلان التميمي
27 / 05 / 2010, 38 : 07 PM
الله يعطيكـ العافية كحيلان التميمي
على الحكم والنصائح

الله يعافيك
ومنور الموضوع

كحيلان التميمي
27 / 05 / 2010, 41 : 07 PM
موضوع كبير وجمع طيب

تسلم يمينك أخوي كحيلآن التميمي على الموضوع المميز والموسوعة الطيبة

اشكرك عليه و لاتحرمنا من جديدك القادم


شكرا اختي الراقيه علي الاطراء
ومنوره الموضوع
ودي واحترامي

المدرس
29 / 05 / 2010, 22 : 07 AM
اختيار جميل ورائع تستحق الوقوف عندها وتمعنها
الف شكر

كحيلان التميمي
01 / 06 / 2010, 38 : 11 AM
اختيار جميل ورائع تستحق الوقوف عندها وتمعنها


الف شكر


الشكر موصل للجميع
ومنور الموضوع
احترامي