كحيلان التميمي
25 / 05 / 2010, 08 : 11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ستكون مشاركتي هذا اليوم ادببية وخير ما استهل به هذه المشاركة قول الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.عن عكرمة عن بن عباس" رضي الله عنهما : أن رجلاً أو أعرابياً أتى النبي (صلى الله عليه وسلم), فتكلم بكلام بيّن, فقال النبي صلى الله عليه وسلم:{ إن من البيان سحرا وإن من الشعر حكمة}الألباني : صـحـيـح الجامع الحديث رقم 872
إلى الإخوة الأحبة عشاق الأدب والفكر ابعث رسالة محبة ووفاء إلى الذين يتذوقون
الأدب الرفيع فيحبونه حبهم لا نفسهم حيث يخالط قلوبهم المدنفه وأرواحهم المرهفة
إلى أعزائي الكرام أقدم هذه الحكم والمواعظ التي هي زبدة تجارب الحكماء من الشعراء
والأدباء ضارعاً إلى المولى عز وجل أن ينفع بها المكروبين ويسدد خطوات
السائرين على دروب هذه الحياة وفي الأثر {الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها التقطها}
فلقد رأيت أن اجمع ماستطعت أن اجمع مما قالت العرب في الحكمة والنصح وقد فاقت الخمسمائه وخمسون بيتاً من الشعر وقد يتخلل بعض القصائد أبيات من الفخر أو أن الشاعر يمهد للحكمة ببيت أو بيتين من الشعر من اجل السلاسة في الانتقال من موضوع إلى أخر لأضعها بين أيديكم الكريمة لتكون مرجعاً لمن أراد أي بيت من الحكمة أو النصح ممن يحبون هذا الأدب العربي الرائع والذي يفخر به الإنسان وأي ما فخر وأنني من هذا المقام اسأل الله العلي القدير أن يرحم المسلم منهم أما من مات منهم قبل أن يصله الإسلام فنحن لا نملك إلا أن نشكر هولاء العظماء الذين اثروا الأدب العربي بهذا الشعر الجميل فلهم أجمل تحية وأما الآخرة فقد أفضوا إلى ما قدموا فهم ألان عند ربٍ غفور إن شاء غفر لهم وان شاء عذبهم فهو سبحانه جل في عُلاه
{ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } صدق الله العظيم فسبحان الذي له الأمر من قبل ومن بعد واليه يرجعون. وقد أحجمت عن ذكر بعض النصائح الجاهلية والتي تتعارض مع عقيدتنا السمحة أو غيرت بعض الكلمات لتعديل المعنى ولو أدى ذلك إلى كسر الوزن في بيت الشعر وعلى سبيل المثال للحصر فزهير بن أبي سلمى قال في إحدى نصائحه
{ وَمَن لا يَذُد عَن حَوضِهِ بِسِـــــــــلاحِهِ = يُهَدَّم وَمَن لا يَظلِمِ الناسَ يظلم}
فهو يدعو إلى أن تبادر بظلم الناس قبل أن يظلموك وهذا مبدأ جاهلي ترفضه العقيدة ويتناقض مع قول الباري عز وجل في الحديث القدسي
{يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا}الحديث رواه مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه صحيح الالباني فعدلت على النصيحة كالتالي
{ وَمَن لا يَذُد عَن حَوضِهِ بِسِـــــــــلاحِهِ = يُهَدَّم وَمَن يظلم الناس يوماً سيظلم}
وأول ما استهل به هذه الموسوعة هو هذا الإمام العظيم والذي تربى في بيت النبوة الشريفة المطهرة حيث نهل ما نهل منها من البلاغة والشجاعة والورع والتقوى الشيء الكثير فكيف لا وهو من تتلمذ على يدي الصادق المصدوق والذي قال عن نفسه {اوتيت جوامع الكلم} عليه الصلاة والسلام.
الأمام علي بن أبي طالب( رضي الله عنه )
له ديوان من الشعر مؤلف من أربعمائة وخمسة وعشرون قصيدة وتحتوي على ألف وستمائة وثلاثة وسبعون بيت من الشعر جُلها في الحكم والنصائح ومدح النبي عليه الصلاة والسلام والإسلام والمسلمين والحظ على التقوى والعمل إلى الآخرة الباقية وعدم الركون إلى الدنيا الفانية ،
ومع أول قصائده وهي البائية والتي تزيد على الستين بيتاً
ذَهَبَ الشَبابُ فَما لَهُ مِـــــــن عَودَة ٍ= وَأَتى المَشيبُ فَأَينَ مِنهُ المَــهرَب
فَدَعِ الصِبا فَلَقَد عَداكَ زَمانُــــــــــهُ = وَاِزهَد فَعُمرُكَ مِنــــهُ وَلّى الأَطيَبُ
ضَيفٌ أَلَمَّ إِلَيكَ لَم تَحفَل بِـــــــــــــه = فَتَرى لَهُ أَسَفاً وَدَمعاً يَســـــــــكُبُ
دَع عَنكَ ما قَد فاتَ في زَمَنِ الصِبا = وَاُذكُر ذُنوبَكَ وَاِبكِها يا مُذنِـــــــبُ
وَاِخشَ مُناقَشَةَ الحِسابِ فَإِنَّـــــــــهُ = لا بُدَّ يُحصـــي ما جَنَيتَ وَيَكتــــُبُ
لَم يَنسَهُ المَلَكانِ حينَ نَســـــيتـــــَهُ = بَل أَثبَتاهُ وَأَنتَ لاهٍ تَلعَـــــــــــــــبُ
وَالرُوحُ فيكَ وَديـــعَةٌ أَودَعتُــــــــه = سَنَرُّدها بِالرَغمِ مِنكَ وَتُســـــــــلَبُ
وَغَرورُ دُنياكَ الَّتي تَســعى لـــــــَه = دارٌ حَقيقَتُها مَتاعٌ يَذهَـــــــــــــــبُ
وَاللَيلَ فَاِعلَم وَالنهارَ كِلاهُمـــــــــا = أَنفاسُنا فيها تُعَدُّ وَتُحســــــــــــــَبُ
وَجَميعُ مـــــا حَصَّلتَهُ وَجَمَعتــــــَهُ = حَقّاً يَقيناً بَعدَ مَوتِكَ يُنهَـــــــــــــبُ
تَبّاً لِدارٍ لا يَدومُ نَعيمُـــــــــــهــــــا = وَمَشيدُها عَمّــــــــا قَليلٍ يُخـــــرَبُ
فَاِسمَع هُديتَ نَصائِحاً أَولاكــَهــــا = بَرٌ لَبيبٌ عـــــــــــــــــــــاقِ لٌ مَتَأَدِّبُ
صَحِبَ الزَمانَ وَأَهلَهُ مُســــتَبصِراً = وَرَأى الأُمورَ بِما تَؤوبُ وَتَعقــــُبُ
أَهدى النَصيحَةَ فَاِتَّعِظ بِمَقالِــــــــهِ = فَـــــهُوَ التَقِيُّ اللـــــَوذَعيُّ الأَدرَبُ
لا تَأمَنِ الدَهرَ الصَروفَ فَإِنّــــــــَهُ = لا زالَ قِدماً لِلرِجـــــــــــــالِ يُهذِّبُ
وَكَذَلِكَ الأَيّامُ في غَدَواتِـــــــــــــها = مَرَّت يُذَلُّ لَها الأَعَزُّ الأَنَــــــــــجَبُ
فَعَلَيكَ تَقوى اللَــــــــهِ فَاِلزَمها تَفُز= إِنَّ التَقِيَّ هُــــــوَ البَهِيُّ الأَهيـــــَبُ
وَاِعمَل لِطاعَتِهِ تَنَل مِنهُ الرِضـــــا = إِنَّ المُطيعَ لِرَبِّــــــــــــــــه لَمُقَرَّبُ
فَاِقنَع فَفي بَعضِ القَناعَةِ راحـــــَةٌ = وَاليَأسُ مِمّا فاتَ فَـهوَ المَطلـــــَبُ
وَإِذا طَمِعتَ كُسيتَ ثَوبَ مَذَلَّــــــــةٍ = فَلَقَد كُسِــي ثَـوبَ المَذَلَةِ أَشـــعَبُ
وَتَوَقَّ مِن غَدرِ النِساءِ خِيانَــــــــةً = فَجَميعُهُنَ مَكائِدٌ لَكَ تُنصَــــــــــبُ
نَشَرَت ذاوئِبَها الَّتي تَزهو بِهــــــا = سوداً وَرَأسُكَ كَالنَعامَةِ أَشــــــيَبُ
وَاِستَنفَرَت لَما رَأَتكَ وَطَالَمـــــــــا = كانَت تَحِنُّ إِلى لُقاكَ وَتَرهَـــــــــبُ
وَكَذاكَ وَصــــــلُ الغانِياتِ فَإِنّـــــَهُ = آلٌ بِبَلقَعَةٍ وَبَرقٍ خُلَّــــــــــــــــــبُ
لا تَـــــــأَمَنِ الأُنثى حَياتَكَ إِنَّـهــــا = كَــــــــالأُفعُوانِ يُراعُ مِنهُ الأَنيَــبُ
تُغري بِطيبِ حَديثِها وَكَلامِـــهــــا = وَإِذا سَطَت فَهِيَ الثَقيلُ الأَشـــطَبُ
وَاَلقَ عَدُوَّكَ بِالتَحِيَةِ لا تَكـــــــــُن = مِنهُ زَمــــــــــــانَكَ خائِفاً تَتَرَقـــبُ
وَاِحذَرهُ يَوماً إِن أَتى لَكَ باسِــــما = فَاللّيثُ يَبدو نابُهُ إِذ يَغضَـــــــــــبُ
إِنَّ الحَقودَ وَإِن تَقادَمَ عَـــــــهــدُهُ = فَالحِقدُ باقٍ فـي الصُـــدورِ مُغَيَّــبُ
وَإِذا الصَــــــــــــــــديقَ رَأَيتَهُ مُتَعَلِّقـــاً = فَهوَ الـــــــــــــــــعَدُوّ ُ وَحَقُّهُ يُتَجَنـــَّبُ
لا خَيرَ فـــــي وُدِّ اِمرِئٍ مُتَمَلِّــــــــــــقٍ = حُلوِ اللِســــــــــــــــانِ وَقَلبُهُ يَتَلَّهَــبُ
يَلقاكَ يَحلِفُ أَنَّــــــــــــــــــــ هُ بِكَ واثِقٌ = وَإِذا تَوارى عَنكَ فَـــهوَ العَقـــــــــرَبُ
يُعطيكَ مِن طَرَفِ اللِســــــــــانِ حَلاوَة = وَيَروغُ مِنكَ كَــما يَروغُ الثَعــــــــــلَبُ
وَاِختَر قَرينَكَ وَاِصـطَفيهِ تَفاخُـــــــــراً = إِنَّ القَرينَ إِلى المُقارَنِ يُنســـــــــــــَبُ
إِنَّ الغَنِيَّ مِنَ الرِجـــــــالِ مُكــــــــــَرَّم ٌ= وَتَراهُ يُرجى ما لَدَيهِ وَيُرهَــــــــــــــبُ
وَيَبُشُّ بِالتَرحيبِ عِندَ قُدومِــــــــــــــهِ = وَيُقامُ عِندَ ســــــــــــــــــــَلام ِهِ وَيُقَرَّبُ
وَالفَقرُ شَينٌ لِلرِجـــــــــــالِ فَإِنَّـــــــــه = يُزري بِهِ الشَهمُ الأَديبُ الأَنســــــــــَبُ
وَاِخفِض جَناحَكَ لِلأَقارِبِ كِلِّهـــــــــــِم = بِتَذَلُّلٍ وَاِســـــــمَح لَهُم إِن أَذنَبــــــــــوا
وَدَعِ الكَذوبَ فَلا يَكُن لَكَ صاحِـــــــــباً = إِنَّ الكَذوبَ لَبِئسَ خِلاً يُصـــــــــــــحَبُ
وَذَرِ الَحـسودَ وَلَو صَــــــــــفا لَكَ مَرَّةً = أَبعِدهُ عَن رُؤياكَ لا يُســـــــــــــــتَجلَبُ
وَزِنِ الكَلامَ إِذا نَطَقتَ وَلا تَكُــــــــــــن = ثَرثارَةً في كُلِّ نادٍ تَخطُــــــــــــــــــــ بُ
وَاِحفَظ لِسانَكَ وَاِحتَرِز مِـــــــــن لَفظِهِ = فَالمَرءُ يَسلَمُ بِاللِــسانِ وَيُعطـــــــــــَبُ
وَالسِرَّ فَاِكتُمهُ وَلا تَنطِق بِــــــــــــــــهِ = فَهوَ الأَسيرُ لَدَيكَ إِذ لا يُنشــــــــــــــَبُ
وَاِحرِص عَلى حِفظِ القُلوبِ مِنَ الأَذى = فَرُجوعُها بَعدَ التَنافُرِ يَصــــــــــــــعُبُ
إِنَّ القُلوبَ إِذا تَنافَرَ وُدُّهــــــــــــــــــا = شِبهَ الزُجاجَةِ كَسرُها لا يُشـــــــــــعَبُ
وَكَذاكَ سِرُّ المَرءِ إِن لَـم يَطـــــــــــوِه = نَشَرَتهُ أَلسِنَةٌ تَزيدُ وَتَكــــــــــــــــــذِ بُ
لا تَحرِصَنَّ فَالحِرصُ لَيــــــــسَ بِزائِدٍ = في الرِزقِ بَل يَشقى الحَريصُ وَيَتعَبُ
وَيَظَلُّ مَلهوفاً يَرومُ تَحَيُّــــــــــــــــــ لاً = وَالرِزقُ لَيسَ بِحيلَةٍ يُســــــــــــــتَجلَبُ
كَم عاجِزٍ في النـــــــــاسِ يُؤتى رِزقَهُ = رَغداً وَيُحرَمُ كَيِّـــــــــــــــــسٌ وَيَخيَّبُ
أَدِّ الأَمــــــــــــــــانَة َ وَالخيانَةَ فَاِجتَنِب = وَاِعدِل وَلا تَظلِم يَطيبُ المَكســـــــــَبُ
وِإِذا بُليتَ بِنَكبَةٍ فَاِصبِر لَــــــــــــــــها = مَن ذا رَأَيتَ مُسلِّماً لا يُنكـــــــــــــــَبُ
وَإِذا أَصـــــــابَكَ في زَمانِكَ شـــــــِدَّةٌ = وَأَصابَكَ الخَطبُ الكَريهُ الأَصعَـــــــــبُ
فَاِدعُ لِرَبِّكَ إِنَّهُ أَدنى لِـــــــــــــــــــمَن = يَدعوهُ مِن حَبلِ الوَريـــــدِ وَأَقـــــــرَبُ
كُن ما اِستَطَعتَ عَنِ الأَنــــــامِ بِمَعزِلٍ = إِنَّ الكَثيرَ مِنَ الوَرى لا يُصحَــــــــــبُ
وَاَجعَل جَليسَكَ سَيِّداً تَحظــــــــــى بِهِ = حَبرٌ لَبيبٌ عـــــــــــــــــــــــا قِلٌ مُتَأَدِّبُ
وَاِحذَر مِن المَظلومِ سَــــــهماً صـائِباً = وَاِعلَم بِأَنَّ دُعاءَهُ لا يُحجَــــــــــــــــبُ
وَإِذا رَأَيتَ الرِزقَ ضــــــــــــاقَ بِبَلدَةٍ = وَخَشيتَ فيها أَن يَضيقَ المَكســـــَــبُ
فَاِرحَل فَأَرضُ اللَهِ واسِــــــعَةُ الفَضا = طُولاً وَعَرضاً شَرقُها وَالمَغــــــــــرِبُ
فَلَقَد نَصَحتُكَ إِن قَبِلتَ نَصيحَتــــــــي = فَالنُصحُ أَغلى ما يُباعُ وَيُوهَـــــــــــبُ
خُذها إِلَيكَ قَصيدَةً مَنظومَـــــــــــــــةً = جاءَت كَنَظمِ الدُرِ بَل هِـــيَ أَعجــــــَبُ
حِكَمٌ وَآدابٌ وَجُلُّ مَواعِـــــــــــــــــظٍ = أَمثالُها لِذَوي البَصـائِرِ تُكتــــــــَبُ
فَاِصغِ لِوَعظِ قَصيدَةٍ أَولاكَـــــــــأـها = طَودُ العُلومِ الشــــامِخاتِ الأَهيَــبُ
أَعني عَلِيّاً وَاِبنُ عَــــــــــمِّ مُحَمَّد ٍ= مَن نالَهُ الشَرَفُ الرَفيعُ الأَنســـَـــــبُ
يا رَبِّ صَلِّ عَلـــــــى النَبِيِّ وَآلِـهِ = عَدَدَ الخَلائِقِ حَصرُها لا يُحســــــــَبُ
****
تَرَدَّ رِداءَ الصــــــَبرِ عِندَ النَوائـِبِ = تَنَل مِن جَميلِ الصَبرِ حُسنَ العَواقِـــبِ
وَكُن صاحِباً لِلحِلمِ في كُلِّ مَشـــهَدٍ = فَما الحِلمُ إِلّا خَيرُ خِدنٍ وَصا حِـــــــبِ
وَكُن حافِظاً عَهدَ الصَديقِ وَراعِـياً = تَذُق مِن كَمالِ الحِفظِ صَفوَ المَشــارِبِ
وَكُن شاكِراً لِلّــــــــهِ في كُلِّ نِعمَـةٍ = يَثِبكَ عَلـــــى النُعمى جَزيلَ المَواهِــبِ
وَما المَرءُ إِلّا حَيثُ يَجعَلُ نَفســــَهُ = فَكـــُن طالِباً في الناسِ أَعلى المَراتِـبِ
وَكُن طالِباً لِلرِزقِ مـــِن بابِ حِلَّةٍ = يُضاعَف عَلَيكَ الرِزقُ مِن كُـــلِّ جانِـبِ
وَصُن مِنكَ مــاءَ الوَجهِ لا تَبذُلَنَّـهُ = وَلا تَســــــــألِ الأَرذالَ فَضلَ الرَغـائِـبِ
وَكُن مُوجِباً حَقَّ الصَديقِ إِذا أَتـى = إِلَيكَ بِبرٍ صـــــــــــــــادِقٍ مِنكَ واجِــبِ
وُكُن حافِظاً لِلوالِدَينِ وَناصــــــِراً = لِجارِكَ ذي التَقوى وَأَهــــــلِ التَقـــارُبِ
الإمام الشافعي (رضي الله عنه)
هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي أبو
عبد الله ولد في غزة من فلسطين عام 150 للهجرة وتوفي في مصر عام 204 للهجرة وهو احد الأمة الأربعة كان عالماً بالفقه والحديث والأدب وقال المبرد كان الشافعي من اشعر الناس وأدبهم واعرفهم بالفقه والقراآت وكان من احذق الناس في الرماية حتى انه كان يصيب العشرة من ألعشره فعليه رحمة الله ورضوانه وقد امتاز شعره بالحكمة والنصح.
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يَزينُهــا = تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَمـيلُ
وَلا تولِيَنَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّـــــــــــــــــل اً = نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليــــــــل
وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ = عَسى نَكَباتُ الدَهرِ عَنكَ تَــزولُ
وَلا خَيرَ فــــــــــــي وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَـوِّنٍ = إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميـلُ
جواد إذا اســــــــتغنيت عن اخذ ماله = وعند احتمال الفقر عليك بخيل
يعز غني النفس وان قل مــــــــــــاله = ويغنى كثير المــــال وهو ذليـل
وَما أَكثَرَ الإِخــــــــــــوانِ حينَ تَعُدُّهُم = وَلَكِنَّهُم في النائِباتِ قَليــــــــــلُ
*****
إِذا رُمتَ أَن تَحيا سَــليماً مِنَ الـــرَدى = وَدينُكَ مَوفورٌ وَعِرضُكَ صَــــيِّنُ
فَلا يَنطِقَن مِنكَ اللِســـتتـــانُ بِســـَوأَةٍ = فَكُلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلناسِ أَللــــــسُنُ
وَعَيناكَ إِن أَبـــــــــــدَت إِلَيكَ مَعائِــباً = فَدَعها وَقُل يا عَينُ لِلناسِ أَعيُــنُ
وَعاشِر بِمَعروفٍ وَسامِح مَنِ اِعتَدى = وَدافِع وَلَكِن بِالَّتي هِيَ أَحسَــــــنُ
*****
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَـةٌ = وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا
وَلَســــــتُ بِهَيّابٍ لِمَن لا يَهابُنـي = وَلَستُ أَرى لِلمَرءِ ما لا يَرى لِــيا
فَإِن تَدنُ مِنّي تَدنُ مِنكَ مَوَدَّتـــي = وَإِن تَنأَ عَنّي تَلقَني عَنكَ نائِيـــــــا
كِلانــــا غَنيٌّ عَن أَخيهِ حَياتَــــهُ = وَنَحنُ إِذا مِتنا أَشَــــــدُّ تَغانِيـــــــــا
****
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينـــــا = وَما لِزَمانِنا عَيبٌ ســـــِوانا
وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ = وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا
وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئـبٍ = وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيــانا
****
تَموتُ الأُسدُ في الغاباتِ جوعاً = وَلَحمُ الضَأنِ تَأكُلُهُ الكِـلابُ
وَعَبدٌ قَد يَنامُ عَلــــــــــى حَريرٍ = وَذو نَسَبٍ مَفارِشُهُ التُرابُ
***************
سَأَضرِبُ في طولِ البِلادِ وَعَرضِـها = أَنالُ مُرادي أَو أَموتُ غَريبـــــا
فَإِن تَلِفَت نَفسي فَلِلَّهِ دَرُّهـــــــــــــا = وَإِن سَلِمَت كانَ الرُجوعُ قَريــبا
****
يُخاطِبُني السَفيهُ بِكُلِّ قُبحٍ = فَأَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ مُجيبا
****
إِذا سَبَّني نَذلٌ تَزايَدتُ رِفعَــــــةً = وَما العَيبُ إِلّا أَن أَكونَ مُسـابِبُه
وَلَو لَم تَكُن نَفسي عَلَيَّ عَزيزَةً = لَمَكَنتُها مِن كُــــــلِّ نَذلٍ تُحـارِبُه
وَلَو أَنَّني أَسعى لِنَفعي وَجَدتَني = كَثيرَ التَواني لِلَّذي أَنا طـــــالِبُه
وَلَكِنَّني أَسعى لِأَنفَعَ صاحِبي = وَعارٌ عَلى الشَبعانِ إِن جاعَ صاحِبُه
****
دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشـــــــــاءُ = وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالـــــــي = فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقـــــــاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً = وَشيمَتُكَ السَــماحَةُ وَالوَفاءُ
وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا = وَسَــرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطـاءُ
تَسَتَّر بِالســــــَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ = يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَــــــــخاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطـــــــــُّ ذُلاٍ = فَإِنَّ شـــــــَماتَةَ الأَعدا بَـلاءُ
وَلا تَرجُ السَــماحَةَ مِن بَخيلٍ = فَما في النارِ لِلظَمآنِ مــــاءُ
وَرِزقُكَ لَيـــسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي = وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ
*****
إِذا نَطَقَ السَفيهُ فَلا تَجِبـهُ = فَخَيرٌ مِن إِجابَتِهِ السُكوتُ
فَإِن كَلَّمتَهُ فَرَّجتَ عَنـــــهُ = وَإِن خَلَّيتَهُ كَمَداً يَمـــــوتُ
***
إِذا رُمتَ المَكارِمَ مِن كَريــمٍ = فَيَمِّم مَــــن بَنى لِلَّهِ بَيتا
فَذاكَ اللَيثُ مَن يَحمي حِماهُ = وَيُكرِمُ ضَيفَهُ حَيّاً وَمَيـتا
***
وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الفَتــى = ذَرعاً وَعِندَ اللَهِ مِنها المَخرَجُ
ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها = فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفـــرَجُ
***
قالوا سَـــكَتَّ وَقَد خُوصِمتَ قُلتُ لَهُم = إِنَّ الجَوابَ لِبابِ الشــــــــَرِّ مِفتاحُ
وَالصَمتُ عَن جاهِلٍ أَو أَحمَقٍ شَرَفٌ = وَفيهِ أَيضاً لِصَونِ العِرضِ إِصلاحُ
أَما تَرى الأُسدَ تُخشى وَهِيَ صامِتَــةٌ = وَالكَلبُ يُخشـى لَعَمري وَهوَ نَبّـاحُ
***
ولَمّا أَتَيتُ الناسَ أَطلُبُ عِندَهُــــم = أَخا ثِقَةٍ عِندَ اِبتِلاءِ الشـــــــــــَدائِدِ
تَقَلَّبتُ في دَهري رَخاءً وَشِـــــدَّةً = وَنادَيتُ في الأَحياءِ هَل مِن مُساعِدِ
فَلَم أَرى فيما ساءَني غَيرَ شامِتٍ = وَلَم أَرَ فيما سَرَّني غَيرَ حاسِـــــــدِ
***
تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا = وَسافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاِكتِسابُ مَعيشــــــــــَةٍ = وَعِلمٌ وَآدابٌ وَصُحبَةُ مـــــــــاجِدِ
وَإِن قيلَ في الأَســـفارِ ذُلٌّ وَمِحنَةٌ = وَقَطعُ الفَيافي وَاِكتِسابُ الشَــدائِدِ
فَمَوتُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِـــــن حَياتِهِ = بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ وَحاســـــِدِ
***
إِنّي صَحِبتُ الناسَ ما لَهُم عَـــــــدَدُ = وَكُنتُ أَحسَبُ أَنَّي قَد مَلَأتُ يَــــــدي
لَمّا بَلَوتُ أَخِلاّئي وَجَــــــــــــــدتُهُـم ُ = كَالدَهرِ في الغَدرِ لَم يُبقوا عَلى أَحَدِ
إِن غِبتُ عَنهُم فَشَرُّ الناسِ يَشتُمُني = وَإِن مَرِضتُ فَخَيرُ الناسِ لَم يـــــَعُدِ
***
إِذا لَم أَجِد خِلاً تَقِيّاً فَوِحدَتي = أَلَذُّ وَأَشهى مِن غَوِيٍّ أُعاشِرُه
وَأَجلِسُ وَحدي لِلعِبادَةِ آمِناً = أَقَرُّ لِعَيني مِن جَليسٍ أُحاذِرُه
***
الدَهرُ يَومانِ ذا أَمنٌ وَذا خَطَــرُ = وَالعَيشُ عَيشانِ ذا صَفوٌ وذا كَدَرُ
أَما تَرى البَحرَ تَعلو فَوقَهُ جِيَفٌ = وَتَســــــــتَقِرُّ بِأَقصى قاعِهِ الـدُرَرُ
وَفي السَـماءِ نُجومٌ لا عِدادَ لَها = وَلَيسَ يُكسَفُ إِلّا الشَمسُ وَالقَمَرُ
****
صَديقٌ لَيسَ يَنفَعُ يَومَ بُــؤسِ = قَريبٌ مِن عَدوٍّ في القِياسِ
وَما يَبقى الصَديقُ بِكلِّ عَصر ٍ = وَلا الإِخوانُ إِلّا لِلتَآســــــي
عَمَرتُ الدَهرَ مُلتَمِساً بِجُهدي = أَخا ثِقَةٍ فَأَلهاني اِلتِماســـي
تَنَكَّرَتِ البِلادُ وَمَـــــــن عَلَيها = كَأَنَّ أُناسَها لَيسوا بِناســـي
****
تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ = هَذا مَحالٌ في القِياسِ بَديعُ
لَو كــــانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ = إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ
في كُـــــــلِّ يَومٍ يَبتَديكَ بِنِعمَةٍ = مِنهُ وَأَنتَ لِشُكرِ ذاكَ مُضيعُ
****
إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلا تَكَلـــــــــُّفاً = فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّــــــــــــــفا
فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ = وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جــــــَفا
فَما كُــــــــلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ = وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَـــــــــفا
إِذا لَم يَكُـــــــن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً = فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّــــــــــــــفا
وَلا خَيرَ فــــــــي خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ = وَيَلقاهُ مِن بَعدِ المَوَدَّةِ بِالجَـــــــــــفا
وَيُنكِرُ عَيشـــــــــاً قَد تَقادَمَ عَهدُهُ = وَيُظهِرُ سِرّاً كانَ بِالأَمسِ قَد خـــــَفا
سَــــلامٌ عَلى الدُنيا إِذا لَم يَكُن بِها = صَديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِفا
***
إِذا المَرءُ أَفشى سِرَّهُ بِلِســــــــــــانِهِ = وَلامَ عَليهِ غَيرَهُ فَهُوَ أَحمَـــــــــقُ
إِذا ضاقَ صَدرُ المَرءِ عَن سِرِّ نَفسِهِ = فَصَدرُ الَّذي يُستَودَعُ السِرَّ أَضيَقُ
****
اِرحَل بِنَفسِكَ مِن أَرضٍ تُضامُ بِـها = وَلا تَكُن مِن فِراقِ الأَهلِ فــي حُرَقِ
فَالعَنبَرُ الخامُ رَوثٌ فـــــي مَواطِنِهِ = وَفي التَغَرُّبِ مَحمولٌ عَلــــى العُنُقِ
وَالكُحلُ نَوعٌ مِــــنَ الأَحجارِ تَنظُرُهُ = في أَرضِهِ وَهوَ مُرميٌّ عَلى الطُرُقِ
لَمّا تَغَرَّبَ حـــــــــازَ الفَضلَ أَجمَعَهُ = فَصارَ يُحمَلُ بَينَ الجَفنِ وَالحَـــدَقِ
***
لَم يَبقَ في الناسِ إِلّا المَكرُ وَالمَلَقُ = شَوكٌ إِذا لَمَسوا زَهرٌ إِذا رَمَـقوا
فَإِن دَعَتكَ ضَروراتٌ لِعِشــــــرَتِهِـم = فَكُن جَحيماً لَعَلَّ الشَوكَ يَحتَرِقُ
***************
تَعَلَّم فَلَيسَ المَرءُ يولَدُ عالِماً = وَلَيسَ أَخو عِلمٍ كَمَن هُوَ جـاهِلُ
وَإِنَّ كَبيرَ القَومِ لا عِلمَ عِنـدَهُ = صَغيرٌ إِذا اِلتَفَّت عَلَيهِ الجَحافِلُ
**
يا آلَ بَيتِ رَسولِ اللَهِ حُبَّــكُمُ = فَرضٌ مِنَ اللَهِ في القُرآنِ أَنزَلَهُ
يَكفيكُمُ مِن عَظيمِ الفَخرِ أَنَّكُمُ = مَن لَم يُصَلِّ عَلَيكُم لا صَلاةَ لَــــهُ
**
إِنَّ المُلوكَ بَلاءٌ حَيثُما حَلّـــــــوا = فَلا يَكُـــــــن لَكَ في أَبوابِهِم ظِـلُّ
ماذا تُؤَمِّلُ مِن قَومٍ إِذا غَضِـبـوا = جاروا عَلَيكَ وَإِن أَرضَيتَهُم مَلّوا
فَاِستَغنِ بِاللَهِ عَن أَبوابِهِم كَرَما = إِنَّ الوقوفَ عَلـــــى أَبوابِهِـم ذُلُّ
***
عُفّوا تَعُفُّ نِساؤُكُم في المَحرَمِ = وَتَجَنَّبوا ما لا يَليقُ بِمُــــــسلِمِ
إِنَّ الزِنا دَينٌ فَإِن أَقرَضـــــــتَهُ = كانَ الوَفا مِن أَهلِ بَيتِكَ فَاِعلَمِ
يا هاتِكاً حُرَمَ الرِجالِ وَقاطِـــعاً = سُبُلَ المَوَدَّةِ عِشتَ غَيرَ مُكَرَّمِ
لَو كُنتَ حُرّاً مِن سُـــلالَةِ ماجِد ٍ= ما كُنتَ هَتّاكاً لِحُرمَةِ مُســــلِمِ
مَن يَزنِ يُزنَ بِهِ وَلـــَو بِجِدارِهِ = إِن كُنتَ يا هَذا لَبيباً فَاِفهــــــَمِ
***
وَلَمّا قَسا قَلبي وَضاقَت مَذاهِبــــي = جَعَلتُ الرَجا مِنّي لِعَفوِكَ سُــــــلَّمــــــا
تَعاظَمَني ذَنبي فَلَمّــــــــــــــا قَرَنتُهُ = بِعَفوِكَ رَبّي كـــــانَ عَفوُكَ أَعظَمـــــا
فَما زِلتَ ذا عَفوٍ عَنِ الذَنبِ لَم تَزَل = تَجودُ وَتَعفو مِنَّةً وَتَكَرُّمـــــــــــــــ ــــا
فَلَولاكَ لَم يَصمُد لِإِبليـــــــسَ عابِدٌ = فَكَيفَ وَقَد أَغوى صَفِيَّكَ آدَمـــــــــــــا
فَلِلَّهِ دَرُّ العارِفِ النَدبِ إِنَّـــــــــــــهُ = تَفيضُ لِفَرطِ الوَجدِ أَجفانُهُ دَمـــــــــــا
يُقيمُ إِذا ما اللَيلُ مَدَّ ظَلامَــــــــــــهُ = عَلى نَفسِهِ مَن شــدَّةِ الخَوفِ مَأتَمــــا
فَصيحاً إِذا ما كانَ في ذِكرِ رَبِّـــــهِ = وَفي ما سِواهُ في الوَرى كانَ أَعجَما
وَيَذكُرُ أَيّاماً مَضَت مِن شَــــــــبابِهِ = وَما كانَ فيها بِالجَهالَةِ أَجرَمـــــــــــا
فَصارَ قَرينَ الهَمِّ طــــــــولَ نَهارِهِ = أَخا الشُهدِ وَالنَجوى إِذا اللَيلُ أَظلَمــا
يَقولُ حَبيبي أَنتَ سُــــؤلي وَبُغيَتي = كَفــــى بِكَ لِلراجينَ سُؤلاً وَمَغنَمـــــا
يَقولُ حَبيبي أَنتَ سُؤلي وَبُغيَتــــي = كَفى بِكَ لِلراجينَ سُــــؤلاً وَمَغنَمــــا
**
أجود بِمَوجودٍ وَلَو بِتُ طــــاوِياً = عَلى الجوعِ كَشحاً وَالحَشا يَتَأَلَّمُ
وَأُظهِرُ أَسبابَ الغِنى بَينَ رِفقَتي = لَيَخفاهُمُ حالــــــي وَإِنّي لَمُـعدَمُ
وَبَيني وَبَينَ اللَهِ أَشـــــكو فاقَتي = حَقيقاً فَإِنَّ اللَـــــهَ بِالحالِ أَعلَمُ
***
تَحَكَّموا فَاِستَطالوا فـــــــي تَحَكُّمِهِــــــــم = وَعَمّا قَليلٍ كَأَنَّ الأَمرَ لَم يَـــكُـنِ
وَلَو أَنصَفوا أنُصِفوا لَكِن بَغَوا فَبَغــــــــى = عَلَيهِمُ الدَهرُ بِالأَحزانِ وَالمِحَـنِ
109فَأَصبَحوا وَلِسانُ الحالِ يُنشِــــــدُهُم = هَذا بِذاكَ وَلا عَتبٌ عَلى الزَمَنِ
يتبع.....
الإخوة الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ستكون مشاركتي هذا اليوم ادببية وخير ما استهل به هذه المشاركة قول الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.عن عكرمة عن بن عباس" رضي الله عنهما : أن رجلاً أو أعرابياً أتى النبي (صلى الله عليه وسلم), فتكلم بكلام بيّن, فقال النبي صلى الله عليه وسلم:{ إن من البيان سحرا وإن من الشعر حكمة}الألباني : صـحـيـح الجامع الحديث رقم 872
إلى الإخوة الأحبة عشاق الأدب والفكر ابعث رسالة محبة ووفاء إلى الذين يتذوقون
الأدب الرفيع فيحبونه حبهم لا نفسهم حيث يخالط قلوبهم المدنفه وأرواحهم المرهفة
إلى أعزائي الكرام أقدم هذه الحكم والمواعظ التي هي زبدة تجارب الحكماء من الشعراء
والأدباء ضارعاً إلى المولى عز وجل أن ينفع بها المكروبين ويسدد خطوات
السائرين على دروب هذه الحياة وفي الأثر {الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها التقطها}
فلقد رأيت أن اجمع ماستطعت أن اجمع مما قالت العرب في الحكمة والنصح وقد فاقت الخمسمائه وخمسون بيتاً من الشعر وقد يتخلل بعض القصائد أبيات من الفخر أو أن الشاعر يمهد للحكمة ببيت أو بيتين من الشعر من اجل السلاسة في الانتقال من موضوع إلى أخر لأضعها بين أيديكم الكريمة لتكون مرجعاً لمن أراد أي بيت من الحكمة أو النصح ممن يحبون هذا الأدب العربي الرائع والذي يفخر به الإنسان وأي ما فخر وأنني من هذا المقام اسأل الله العلي القدير أن يرحم المسلم منهم أما من مات منهم قبل أن يصله الإسلام فنحن لا نملك إلا أن نشكر هولاء العظماء الذين اثروا الأدب العربي بهذا الشعر الجميل فلهم أجمل تحية وأما الآخرة فقد أفضوا إلى ما قدموا فهم ألان عند ربٍ غفور إن شاء غفر لهم وان شاء عذبهم فهو سبحانه جل في عُلاه
{ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } صدق الله العظيم فسبحان الذي له الأمر من قبل ومن بعد واليه يرجعون. وقد أحجمت عن ذكر بعض النصائح الجاهلية والتي تتعارض مع عقيدتنا السمحة أو غيرت بعض الكلمات لتعديل المعنى ولو أدى ذلك إلى كسر الوزن في بيت الشعر وعلى سبيل المثال للحصر فزهير بن أبي سلمى قال في إحدى نصائحه
{ وَمَن لا يَذُد عَن حَوضِهِ بِسِـــــــــلاحِهِ = يُهَدَّم وَمَن لا يَظلِمِ الناسَ يظلم}
فهو يدعو إلى أن تبادر بظلم الناس قبل أن يظلموك وهذا مبدأ جاهلي ترفضه العقيدة ويتناقض مع قول الباري عز وجل في الحديث القدسي
{يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا}الحديث رواه مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه صحيح الالباني فعدلت على النصيحة كالتالي
{ وَمَن لا يَذُد عَن حَوضِهِ بِسِـــــــــلاحِهِ = يُهَدَّم وَمَن يظلم الناس يوماً سيظلم}
وأول ما استهل به هذه الموسوعة هو هذا الإمام العظيم والذي تربى في بيت النبوة الشريفة المطهرة حيث نهل ما نهل منها من البلاغة والشجاعة والورع والتقوى الشيء الكثير فكيف لا وهو من تتلمذ على يدي الصادق المصدوق والذي قال عن نفسه {اوتيت جوامع الكلم} عليه الصلاة والسلام.
الأمام علي بن أبي طالب( رضي الله عنه )
له ديوان من الشعر مؤلف من أربعمائة وخمسة وعشرون قصيدة وتحتوي على ألف وستمائة وثلاثة وسبعون بيت من الشعر جُلها في الحكم والنصائح ومدح النبي عليه الصلاة والسلام والإسلام والمسلمين والحظ على التقوى والعمل إلى الآخرة الباقية وعدم الركون إلى الدنيا الفانية ،
ومع أول قصائده وهي البائية والتي تزيد على الستين بيتاً
ذَهَبَ الشَبابُ فَما لَهُ مِـــــــن عَودَة ٍ= وَأَتى المَشيبُ فَأَينَ مِنهُ المَــهرَب
فَدَعِ الصِبا فَلَقَد عَداكَ زَمانُــــــــــهُ = وَاِزهَد فَعُمرُكَ مِنــــهُ وَلّى الأَطيَبُ
ضَيفٌ أَلَمَّ إِلَيكَ لَم تَحفَل بِـــــــــــــه = فَتَرى لَهُ أَسَفاً وَدَمعاً يَســـــــــكُبُ
دَع عَنكَ ما قَد فاتَ في زَمَنِ الصِبا = وَاُذكُر ذُنوبَكَ وَاِبكِها يا مُذنِـــــــبُ
وَاِخشَ مُناقَشَةَ الحِسابِ فَإِنَّـــــــــهُ = لا بُدَّ يُحصـــي ما جَنَيتَ وَيَكتــــُبُ
لَم يَنسَهُ المَلَكانِ حينَ نَســـــيتـــــَهُ = بَل أَثبَتاهُ وَأَنتَ لاهٍ تَلعَـــــــــــــــبُ
وَالرُوحُ فيكَ وَديـــعَةٌ أَودَعتُــــــــه = سَنَرُّدها بِالرَغمِ مِنكَ وَتُســـــــــلَبُ
وَغَرورُ دُنياكَ الَّتي تَســعى لـــــــَه = دارٌ حَقيقَتُها مَتاعٌ يَذهَـــــــــــــــبُ
وَاللَيلَ فَاِعلَم وَالنهارَ كِلاهُمـــــــــا = أَنفاسُنا فيها تُعَدُّ وَتُحســــــــــــــَبُ
وَجَميعُ مـــــا حَصَّلتَهُ وَجَمَعتــــــَهُ = حَقّاً يَقيناً بَعدَ مَوتِكَ يُنهَـــــــــــــبُ
تَبّاً لِدارٍ لا يَدومُ نَعيمُـــــــــــهــــــا = وَمَشيدُها عَمّــــــــا قَليلٍ يُخـــــرَبُ
فَاِسمَع هُديتَ نَصائِحاً أَولاكــَهــــا = بَرٌ لَبيبٌ عـــــــــــــــــــــاقِ لٌ مَتَأَدِّبُ
صَحِبَ الزَمانَ وَأَهلَهُ مُســــتَبصِراً = وَرَأى الأُمورَ بِما تَؤوبُ وَتَعقــــُبُ
أَهدى النَصيحَةَ فَاِتَّعِظ بِمَقالِــــــــهِ = فَـــــهُوَ التَقِيُّ اللـــــَوذَعيُّ الأَدرَبُ
لا تَأمَنِ الدَهرَ الصَروفَ فَإِنّــــــــَهُ = لا زالَ قِدماً لِلرِجـــــــــــــالِ يُهذِّبُ
وَكَذَلِكَ الأَيّامُ في غَدَواتِـــــــــــــها = مَرَّت يُذَلُّ لَها الأَعَزُّ الأَنَــــــــــجَبُ
فَعَلَيكَ تَقوى اللَــــــــهِ فَاِلزَمها تَفُز= إِنَّ التَقِيَّ هُــــــوَ البَهِيُّ الأَهيـــــَبُ
وَاِعمَل لِطاعَتِهِ تَنَل مِنهُ الرِضـــــا = إِنَّ المُطيعَ لِرَبِّــــــــــــــــه لَمُقَرَّبُ
فَاِقنَع فَفي بَعضِ القَناعَةِ راحـــــَةٌ = وَاليَأسُ مِمّا فاتَ فَـهوَ المَطلـــــَبُ
وَإِذا طَمِعتَ كُسيتَ ثَوبَ مَذَلَّــــــــةٍ = فَلَقَد كُسِــي ثَـوبَ المَذَلَةِ أَشـــعَبُ
وَتَوَقَّ مِن غَدرِ النِساءِ خِيانَــــــــةً = فَجَميعُهُنَ مَكائِدٌ لَكَ تُنصَــــــــــبُ
نَشَرَت ذاوئِبَها الَّتي تَزهو بِهــــــا = سوداً وَرَأسُكَ كَالنَعامَةِ أَشــــــيَبُ
وَاِستَنفَرَت لَما رَأَتكَ وَطَالَمـــــــــا = كانَت تَحِنُّ إِلى لُقاكَ وَتَرهَـــــــــبُ
وَكَذاكَ وَصــــــلُ الغانِياتِ فَإِنّـــــَهُ = آلٌ بِبَلقَعَةٍ وَبَرقٍ خُلَّــــــــــــــــــبُ
لا تَـــــــأَمَنِ الأُنثى حَياتَكَ إِنَّـهــــا = كَــــــــالأُفعُوانِ يُراعُ مِنهُ الأَنيَــبُ
تُغري بِطيبِ حَديثِها وَكَلامِـــهــــا = وَإِذا سَطَت فَهِيَ الثَقيلُ الأَشـــطَبُ
وَاَلقَ عَدُوَّكَ بِالتَحِيَةِ لا تَكـــــــــُن = مِنهُ زَمــــــــــــانَكَ خائِفاً تَتَرَقـــبُ
وَاِحذَرهُ يَوماً إِن أَتى لَكَ باسِــــما = فَاللّيثُ يَبدو نابُهُ إِذ يَغضَـــــــــــبُ
إِنَّ الحَقودَ وَإِن تَقادَمَ عَـــــــهــدُهُ = فَالحِقدُ باقٍ فـي الصُـــدورِ مُغَيَّــبُ
وَإِذا الصَــــــــــــــــديقَ رَأَيتَهُ مُتَعَلِّقـــاً = فَهوَ الـــــــــــــــــعَدُوّ ُ وَحَقُّهُ يُتَجَنـــَّبُ
لا خَيرَ فـــــي وُدِّ اِمرِئٍ مُتَمَلِّــــــــــــقٍ = حُلوِ اللِســــــــــــــــانِ وَقَلبُهُ يَتَلَّهَــبُ
يَلقاكَ يَحلِفُ أَنَّــــــــــــــــــــ هُ بِكَ واثِقٌ = وَإِذا تَوارى عَنكَ فَـــهوَ العَقـــــــــرَبُ
يُعطيكَ مِن طَرَفِ اللِســــــــــانِ حَلاوَة = وَيَروغُ مِنكَ كَــما يَروغُ الثَعــــــــــلَبُ
وَاِختَر قَرينَكَ وَاِصـطَفيهِ تَفاخُـــــــــراً = إِنَّ القَرينَ إِلى المُقارَنِ يُنســـــــــــــَبُ
إِنَّ الغَنِيَّ مِنَ الرِجـــــــالِ مُكــــــــــَرَّم ٌ= وَتَراهُ يُرجى ما لَدَيهِ وَيُرهَــــــــــــــبُ
وَيَبُشُّ بِالتَرحيبِ عِندَ قُدومِــــــــــــــهِ = وَيُقامُ عِندَ ســــــــــــــــــــَلام ِهِ وَيُقَرَّبُ
وَالفَقرُ شَينٌ لِلرِجـــــــــــالِ فَإِنَّـــــــــه = يُزري بِهِ الشَهمُ الأَديبُ الأَنســــــــــَبُ
وَاِخفِض جَناحَكَ لِلأَقارِبِ كِلِّهـــــــــــِم = بِتَذَلُّلٍ وَاِســـــــمَح لَهُم إِن أَذنَبــــــــــوا
وَدَعِ الكَذوبَ فَلا يَكُن لَكَ صاحِـــــــــباً = إِنَّ الكَذوبَ لَبِئسَ خِلاً يُصـــــــــــــحَبُ
وَذَرِ الَحـسودَ وَلَو صَــــــــــفا لَكَ مَرَّةً = أَبعِدهُ عَن رُؤياكَ لا يُســـــــــــــــتَجلَبُ
وَزِنِ الكَلامَ إِذا نَطَقتَ وَلا تَكُــــــــــــن = ثَرثارَةً في كُلِّ نادٍ تَخطُــــــــــــــــــــ بُ
وَاِحفَظ لِسانَكَ وَاِحتَرِز مِـــــــــن لَفظِهِ = فَالمَرءُ يَسلَمُ بِاللِــسانِ وَيُعطـــــــــــَبُ
وَالسِرَّ فَاِكتُمهُ وَلا تَنطِق بِــــــــــــــــهِ = فَهوَ الأَسيرُ لَدَيكَ إِذ لا يُنشــــــــــــــَبُ
وَاِحرِص عَلى حِفظِ القُلوبِ مِنَ الأَذى = فَرُجوعُها بَعدَ التَنافُرِ يَصــــــــــــــعُبُ
إِنَّ القُلوبَ إِذا تَنافَرَ وُدُّهــــــــــــــــــا = شِبهَ الزُجاجَةِ كَسرُها لا يُشـــــــــــعَبُ
وَكَذاكَ سِرُّ المَرءِ إِن لَـم يَطـــــــــــوِه = نَشَرَتهُ أَلسِنَةٌ تَزيدُ وَتَكــــــــــــــــــذِ بُ
لا تَحرِصَنَّ فَالحِرصُ لَيــــــــسَ بِزائِدٍ = في الرِزقِ بَل يَشقى الحَريصُ وَيَتعَبُ
وَيَظَلُّ مَلهوفاً يَرومُ تَحَيُّــــــــــــــــــ لاً = وَالرِزقُ لَيسَ بِحيلَةٍ يُســــــــــــــتَجلَبُ
كَم عاجِزٍ في النـــــــــاسِ يُؤتى رِزقَهُ = رَغداً وَيُحرَمُ كَيِّـــــــــــــــــسٌ وَيَخيَّبُ
أَدِّ الأَمــــــــــــــــانَة َ وَالخيانَةَ فَاِجتَنِب = وَاِعدِل وَلا تَظلِم يَطيبُ المَكســـــــــَبُ
وِإِذا بُليتَ بِنَكبَةٍ فَاِصبِر لَــــــــــــــــها = مَن ذا رَأَيتَ مُسلِّماً لا يُنكـــــــــــــــَبُ
وَإِذا أَصـــــــابَكَ في زَمانِكَ شـــــــِدَّةٌ = وَأَصابَكَ الخَطبُ الكَريهُ الأَصعَـــــــــبُ
فَاِدعُ لِرَبِّكَ إِنَّهُ أَدنى لِـــــــــــــــــــمَن = يَدعوهُ مِن حَبلِ الوَريـــــدِ وَأَقـــــــرَبُ
كُن ما اِستَطَعتَ عَنِ الأَنــــــامِ بِمَعزِلٍ = إِنَّ الكَثيرَ مِنَ الوَرى لا يُصحَــــــــــبُ
وَاَجعَل جَليسَكَ سَيِّداً تَحظــــــــــى بِهِ = حَبرٌ لَبيبٌ عـــــــــــــــــــــــا قِلٌ مُتَأَدِّبُ
وَاِحذَر مِن المَظلومِ سَــــــهماً صـائِباً = وَاِعلَم بِأَنَّ دُعاءَهُ لا يُحجَــــــــــــــــبُ
وَإِذا رَأَيتَ الرِزقَ ضــــــــــــاقَ بِبَلدَةٍ = وَخَشيتَ فيها أَن يَضيقَ المَكســـــَــبُ
فَاِرحَل فَأَرضُ اللَهِ واسِــــــعَةُ الفَضا = طُولاً وَعَرضاً شَرقُها وَالمَغــــــــــرِبُ
فَلَقَد نَصَحتُكَ إِن قَبِلتَ نَصيحَتــــــــي = فَالنُصحُ أَغلى ما يُباعُ وَيُوهَـــــــــــبُ
خُذها إِلَيكَ قَصيدَةً مَنظومَـــــــــــــــةً = جاءَت كَنَظمِ الدُرِ بَل هِـــيَ أَعجــــــَبُ
حِكَمٌ وَآدابٌ وَجُلُّ مَواعِـــــــــــــــــظٍ = أَمثالُها لِذَوي البَصـائِرِ تُكتــــــــَبُ
فَاِصغِ لِوَعظِ قَصيدَةٍ أَولاكَـــــــــأـها = طَودُ العُلومِ الشــــامِخاتِ الأَهيَــبُ
أَعني عَلِيّاً وَاِبنُ عَــــــــــمِّ مُحَمَّد ٍ= مَن نالَهُ الشَرَفُ الرَفيعُ الأَنســـَـــــبُ
يا رَبِّ صَلِّ عَلـــــــى النَبِيِّ وَآلِـهِ = عَدَدَ الخَلائِقِ حَصرُها لا يُحســــــــَبُ
****
تَرَدَّ رِداءَ الصــــــَبرِ عِندَ النَوائـِبِ = تَنَل مِن جَميلِ الصَبرِ حُسنَ العَواقِـــبِ
وَكُن صاحِباً لِلحِلمِ في كُلِّ مَشـــهَدٍ = فَما الحِلمُ إِلّا خَيرُ خِدنٍ وَصا حِـــــــبِ
وَكُن حافِظاً عَهدَ الصَديقِ وَراعِـياً = تَذُق مِن كَمالِ الحِفظِ صَفوَ المَشــارِبِ
وَكُن شاكِراً لِلّــــــــهِ في كُلِّ نِعمَـةٍ = يَثِبكَ عَلـــــى النُعمى جَزيلَ المَواهِــبِ
وَما المَرءُ إِلّا حَيثُ يَجعَلُ نَفســــَهُ = فَكـــُن طالِباً في الناسِ أَعلى المَراتِـبِ
وَكُن طالِباً لِلرِزقِ مـــِن بابِ حِلَّةٍ = يُضاعَف عَلَيكَ الرِزقُ مِن كُـــلِّ جانِـبِ
وَصُن مِنكَ مــاءَ الوَجهِ لا تَبذُلَنَّـهُ = وَلا تَســــــــألِ الأَرذالَ فَضلَ الرَغـائِـبِ
وَكُن مُوجِباً حَقَّ الصَديقِ إِذا أَتـى = إِلَيكَ بِبرٍ صـــــــــــــــادِقٍ مِنكَ واجِــبِ
وُكُن حافِظاً لِلوالِدَينِ وَناصــــــِراً = لِجارِكَ ذي التَقوى وَأَهــــــلِ التَقـــارُبِ
الإمام الشافعي (رضي الله عنه)
هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي أبو
عبد الله ولد في غزة من فلسطين عام 150 للهجرة وتوفي في مصر عام 204 للهجرة وهو احد الأمة الأربعة كان عالماً بالفقه والحديث والأدب وقال المبرد كان الشافعي من اشعر الناس وأدبهم واعرفهم بالفقه والقراآت وكان من احذق الناس في الرماية حتى انه كان يصيب العشرة من ألعشره فعليه رحمة الله ورضوانه وقد امتاز شعره بالحكمة والنصح.
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يَزينُهــا = تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَمـيلُ
وَلا تولِيَنَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّـــــــــــــــــل اً = نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليــــــــل
وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ = عَسى نَكَباتُ الدَهرِ عَنكَ تَــزولُ
وَلا خَيرَ فــــــــــــي وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَـوِّنٍ = إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميـلُ
جواد إذا اســــــــتغنيت عن اخذ ماله = وعند احتمال الفقر عليك بخيل
يعز غني النفس وان قل مــــــــــــاله = ويغنى كثير المــــال وهو ذليـل
وَما أَكثَرَ الإِخــــــــــــوانِ حينَ تَعُدُّهُم = وَلَكِنَّهُم في النائِباتِ قَليــــــــــلُ
*****
إِذا رُمتَ أَن تَحيا سَــليماً مِنَ الـــرَدى = وَدينُكَ مَوفورٌ وَعِرضُكَ صَــــيِّنُ
فَلا يَنطِقَن مِنكَ اللِســـتتـــانُ بِســـَوأَةٍ = فَكُلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلناسِ أَللــــــسُنُ
وَعَيناكَ إِن أَبـــــــــــدَت إِلَيكَ مَعائِــباً = فَدَعها وَقُل يا عَينُ لِلناسِ أَعيُــنُ
وَعاشِر بِمَعروفٍ وَسامِح مَنِ اِعتَدى = وَدافِع وَلَكِن بِالَّتي هِيَ أَحسَــــــنُ
*****
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَـةٌ = وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا
وَلَســــــتُ بِهَيّابٍ لِمَن لا يَهابُنـي = وَلَستُ أَرى لِلمَرءِ ما لا يَرى لِــيا
فَإِن تَدنُ مِنّي تَدنُ مِنكَ مَوَدَّتـــي = وَإِن تَنأَ عَنّي تَلقَني عَنكَ نائِيـــــــا
كِلانــــا غَنيٌّ عَن أَخيهِ حَياتَــــهُ = وَنَحنُ إِذا مِتنا أَشَــــــدُّ تَغانِيـــــــــا
****
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينـــــا = وَما لِزَمانِنا عَيبٌ ســـــِوانا
وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ = وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا
وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئـبٍ = وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيــانا
****
تَموتُ الأُسدُ في الغاباتِ جوعاً = وَلَحمُ الضَأنِ تَأكُلُهُ الكِـلابُ
وَعَبدٌ قَد يَنامُ عَلــــــــــى حَريرٍ = وَذو نَسَبٍ مَفارِشُهُ التُرابُ
***************
سَأَضرِبُ في طولِ البِلادِ وَعَرضِـها = أَنالُ مُرادي أَو أَموتُ غَريبـــــا
فَإِن تَلِفَت نَفسي فَلِلَّهِ دَرُّهـــــــــــــا = وَإِن سَلِمَت كانَ الرُجوعُ قَريــبا
****
يُخاطِبُني السَفيهُ بِكُلِّ قُبحٍ = فَأَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ مُجيبا
****
إِذا سَبَّني نَذلٌ تَزايَدتُ رِفعَــــــةً = وَما العَيبُ إِلّا أَن أَكونَ مُسـابِبُه
وَلَو لَم تَكُن نَفسي عَلَيَّ عَزيزَةً = لَمَكَنتُها مِن كُــــــلِّ نَذلٍ تُحـارِبُه
وَلَو أَنَّني أَسعى لِنَفعي وَجَدتَني = كَثيرَ التَواني لِلَّذي أَنا طـــــالِبُه
وَلَكِنَّني أَسعى لِأَنفَعَ صاحِبي = وَعارٌ عَلى الشَبعانِ إِن جاعَ صاحِبُه
****
دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشـــــــــاءُ = وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالـــــــي = فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقـــــــاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً = وَشيمَتُكَ السَــماحَةُ وَالوَفاءُ
وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا = وَسَــرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطـاءُ
تَسَتَّر بِالســــــَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ = يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَــــــــخاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطـــــــــُّ ذُلاٍ = فَإِنَّ شـــــــَماتَةَ الأَعدا بَـلاءُ
وَلا تَرجُ السَــماحَةَ مِن بَخيلٍ = فَما في النارِ لِلظَمآنِ مــــاءُ
وَرِزقُكَ لَيـــسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي = وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ
*****
إِذا نَطَقَ السَفيهُ فَلا تَجِبـهُ = فَخَيرٌ مِن إِجابَتِهِ السُكوتُ
فَإِن كَلَّمتَهُ فَرَّجتَ عَنـــــهُ = وَإِن خَلَّيتَهُ كَمَداً يَمـــــوتُ
***
إِذا رُمتَ المَكارِمَ مِن كَريــمٍ = فَيَمِّم مَــــن بَنى لِلَّهِ بَيتا
فَذاكَ اللَيثُ مَن يَحمي حِماهُ = وَيُكرِمُ ضَيفَهُ حَيّاً وَمَيـتا
***
وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الفَتــى = ذَرعاً وَعِندَ اللَهِ مِنها المَخرَجُ
ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها = فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفـــرَجُ
***
قالوا سَـــكَتَّ وَقَد خُوصِمتَ قُلتُ لَهُم = إِنَّ الجَوابَ لِبابِ الشــــــــَرِّ مِفتاحُ
وَالصَمتُ عَن جاهِلٍ أَو أَحمَقٍ شَرَفٌ = وَفيهِ أَيضاً لِصَونِ العِرضِ إِصلاحُ
أَما تَرى الأُسدَ تُخشى وَهِيَ صامِتَــةٌ = وَالكَلبُ يُخشـى لَعَمري وَهوَ نَبّـاحُ
***
ولَمّا أَتَيتُ الناسَ أَطلُبُ عِندَهُــــم = أَخا ثِقَةٍ عِندَ اِبتِلاءِ الشـــــــــــَدائِدِ
تَقَلَّبتُ في دَهري رَخاءً وَشِـــــدَّةً = وَنادَيتُ في الأَحياءِ هَل مِن مُساعِدِ
فَلَم أَرى فيما ساءَني غَيرَ شامِتٍ = وَلَم أَرَ فيما سَرَّني غَيرَ حاسِـــــــدِ
***
تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا = وَسافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاِكتِسابُ مَعيشــــــــــَةٍ = وَعِلمٌ وَآدابٌ وَصُحبَةُ مـــــــــاجِدِ
وَإِن قيلَ في الأَســـفارِ ذُلٌّ وَمِحنَةٌ = وَقَطعُ الفَيافي وَاِكتِسابُ الشَــدائِدِ
فَمَوتُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِـــــن حَياتِهِ = بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ وَحاســـــِدِ
***
إِنّي صَحِبتُ الناسَ ما لَهُم عَـــــــدَدُ = وَكُنتُ أَحسَبُ أَنَّي قَد مَلَأتُ يَــــــدي
لَمّا بَلَوتُ أَخِلاّئي وَجَــــــــــــــدتُهُـم ُ = كَالدَهرِ في الغَدرِ لَم يُبقوا عَلى أَحَدِ
إِن غِبتُ عَنهُم فَشَرُّ الناسِ يَشتُمُني = وَإِن مَرِضتُ فَخَيرُ الناسِ لَم يـــــَعُدِ
***
إِذا لَم أَجِد خِلاً تَقِيّاً فَوِحدَتي = أَلَذُّ وَأَشهى مِن غَوِيٍّ أُعاشِرُه
وَأَجلِسُ وَحدي لِلعِبادَةِ آمِناً = أَقَرُّ لِعَيني مِن جَليسٍ أُحاذِرُه
***
الدَهرُ يَومانِ ذا أَمنٌ وَذا خَطَــرُ = وَالعَيشُ عَيشانِ ذا صَفوٌ وذا كَدَرُ
أَما تَرى البَحرَ تَعلو فَوقَهُ جِيَفٌ = وَتَســــــــتَقِرُّ بِأَقصى قاعِهِ الـدُرَرُ
وَفي السَـماءِ نُجومٌ لا عِدادَ لَها = وَلَيسَ يُكسَفُ إِلّا الشَمسُ وَالقَمَرُ
****
صَديقٌ لَيسَ يَنفَعُ يَومَ بُــؤسِ = قَريبٌ مِن عَدوٍّ في القِياسِ
وَما يَبقى الصَديقُ بِكلِّ عَصر ٍ = وَلا الإِخوانُ إِلّا لِلتَآســــــي
عَمَرتُ الدَهرَ مُلتَمِساً بِجُهدي = أَخا ثِقَةٍ فَأَلهاني اِلتِماســـي
تَنَكَّرَتِ البِلادُ وَمَـــــــن عَلَيها = كَأَنَّ أُناسَها لَيسوا بِناســـي
****
تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ = هَذا مَحالٌ في القِياسِ بَديعُ
لَو كــــانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ = إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ
في كُـــــــلِّ يَومٍ يَبتَديكَ بِنِعمَةٍ = مِنهُ وَأَنتَ لِشُكرِ ذاكَ مُضيعُ
****
إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلا تَكَلـــــــــُّفاً = فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّــــــــــــــفا
فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ = وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جــــــَفا
فَما كُــــــــلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ = وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَـــــــــفا
إِذا لَم يَكُـــــــن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً = فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّــــــــــــــفا
وَلا خَيرَ فــــــــي خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ = وَيَلقاهُ مِن بَعدِ المَوَدَّةِ بِالجَـــــــــــفا
وَيُنكِرُ عَيشـــــــــاً قَد تَقادَمَ عَهدُهُ = وَيُظهِرُ سِرّاً كانَ بِالأَمسِ قَد خـــــَفا
سَــــلامٌ عَلى الدُنيا إِذا لَم يَكُن بِها = صَديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِفا
***
إِذا المَرءُ أَفشى سِرَّهُ بِلِســــــــــــانِهِ = وَلامَ عَليهِ غَيرَهُ فَهُوَ أَحمَـــــــــقُ
إِذا ضاقَ صَدرُ المَرءِ عَن سِرِّ نَفسِهِ = فَصَدرُ الَّذي يُستَودَعُ السِرَّ أَضيَقُ
****
اِرحَل بِنَفسِكَ مِن أَرضٍ تُضامُ بِـها = وَلا تَكُن مِن فِراقِ الأَهلِ فــي حُرَقِ
فَالعَنبَرُ الخامُ رَوثٌ فـــــي مَواطِنِهِ = وَفي التَغَرُّبِ مَحمولٌ عَلــــى العُنُقِ
وَالكُحلُ نَوعٌ مِــــنَ الأَحجارِ تَنظُرُهُ = في أَرضِهِ وَهوَ مُرميٌّ عَلى الطُرُقِ
لَمّا تَغَرَّبَ حـــــــــازَ الفَضلَ أَجمَعَهُ = فَصارَ يُحمَلُ بَينَ الجَفنِ وَالحَـــدَقِ
***
لَم يَبقَ في الناسِ إِلّا المَكرُ وَالمَلَقُ = شَوكٌ إِذا لَمَسوا زَهرٌ إِذا رَمَـقوا
فَإِن دَعَتكَ ضَروراتٌ لِعِشــــــرَتِهِـم = فَكُن جَحيماً لَعَلَّ الشَوكَ يَحتَرِقُ
***************
تَعَلَّم فَلَيسَ المَرءُ يولَدُ عالِماً = وَلَيسَ أَخو عِلمٍ كَمَن هُوَ جـاهِلُ
وَإِنَّ كَبيرَ القَومِ لا عِلمَ عِنـدَهُ = صَغيرٌ إِذا اِلتَفَّت عَلَيهِ الجَحافِلُ
**
يا آلَ بَيتِ رَسولِ اللَهِ حُبَّــكُمُ = فَرضٌ مِنَ اللَهِ في القُرآنِ أَنزَلَهُ
يَكفيكُمُ مِن عَظيمِ الفَخرِ أَنَّكُمُ = مَن لَم يُصَلِّ عَلَيكُم لا صَلاةَ لَــــهُ
**
إِنَّ المُلوكَ بَلاءٌ حَيثُما حَلّـــــــوا = فَلا يَكُـــــــن لَكَ في أَبوابِهِم ظِـلُّ
ماذا تُؤَمِّلُ مِن قَومٍ إِذا غَضِـبـوا = جاروا عَلَيكَ وَإِن أَرضَيتَهُم مَلّوا
فَاِستَغنِ بِاللَهِ عَن أَبوابِهِم كَرَما = إِنَّ الوقوفَ عَلـــــى أَبوابِهِـم ذُلُّ
***
عُفّوا تَعُفُّ نِساؤُكُم في المَحرَمِ = وَتَجَنَّبوا ما لا يَليقُ بِمُــــــسلِمِ
إِنَّ الزِنا دَينٌ فَإِن أَقرَضـــــــتَهُ = كانَ الوَفا مِن أَهلِ بَيتِكَ فَاِعلَمِ
يا هاتِكاً حُرَمَ الرِجالِ وَقاطِـــعاً = سُبُلَ المَوَدَّةِ عِشتَ غَيرَ مُكَرَّمِ
لَو كُنتَ حُرّاً مِن سُـــلالَةِ ماجِد ٍ= ما كُنتَ هَتّاكاً لِحُرمَةِ مُســــلِمِ
مَن يَزنِ يُزنَ بِهِ وَلـــَو بِجِدارِهِ = إِن كُنتَ يا هَذا لَبيباً فَاِفهــــــَمِ
***
وَلَمّا قَسا قَلبي وَضاقَت مَذاهِبــــي = جَعَلتُ الرَجا مِنّي لِعَفوِكَ سُــــــلَّمــــــا
تَعاظَمَني ذَنبي فَلَمّــــــــــــــا قَرَنتُهُ = بِعَفوِكَ رَبّي كـــــانَ عَفوُكَ أَعظَمـــــا
فَما زِلتَ ذا عَفوٍ عَنِ الذَنبِ لَم تَزَل = تَجودُ وَتَعفو مِنَّةً وَتَكَرُّمـــــــــــــــ ــــا
فَلَولاكَ لَم يَصمُد لِإِبليـــــــسَ عابِدٌ = فَكَيفَ وَقَد أَغوى صَفِيَّكَ آدَمـــــــــــــا
فَلِلَّهِ دَرُّ العارِفِ النَدبِ إِنَّـــــــــــــهُ = تَفيضُ لِفَرطِ الوَجدِ أَجفانُهُ دَمـــــــــــا
يُقيمُ إِذا ما اللَيلُ مَدَّ ظَلامَــــــــــــهُ = عَلى نَفسِهِ مَن شــدَّةِ الخَوفِ مَأتَمــــا
فَصيحاً إِذا ما كانَ في ذِكرِ رَبِّـــــهِ = وَفي ما سِواهُ في الوَرى كانَ أَعجَما
وَيَذكُرُ أَيّاماً مَضَت مِن شَــــــــبابِهِ = وَما كانَ فيها بِالجَهالَةِ أَجرَمـــــــــــا
فَصارَ قَرينَ الهَمِّ طــــــــولَ نَهارِهِ = أَخا الشُهدِ وَالنَجوى إِذا اللَيلُ أَظلَمــا
يَقولُ حَبيبي أَنتَ سُــــؤلي وَبُغيَتي = كَفــــى بِكَ لِلراجينَ سُؤلاً وَمَغنَمـــــا
يَقولُ حَبيبي أَنتَ سُؤلي وَبُغيَتــــي = كَفى بِكَ لِلراجينَ سُــــؤلاً وَمَغنَمــــا
**
أجود بِمَوجودٍ وَلَو بِتُ طــــاوِياً = عَلى الجوعِ كَشحاً وَالحَشا يَتَأَلَّمُ
وَأُظهِرُ أَسبابَ الغِنى بَينَ رِفقَتي = لَيَخفاهُمُ حالــــــي وَإِنّي لَمُـعدَمُ
وَبَيني وَبَينَ اللَهِ أَشـــــكو فاقَتي = حَقيقاً فَإِنَّ اللَـــــهَ بِالحالِ أَعلَمُ
***
تَحَكَّموا فَاِستَطالوا فـــــــي تَحَكُّمِهِــــــــم = وَعَمّا قَليلٍ كَأَنَّ الأَمرَ لَم يَـــكُـنِ
وَلَو أَنصَفوا أنُصِفوا لَكِن بَغَوا فَبَغــــــــى = عَلَيهِمُ الدَهرُ بِالأَحزانِ وَالمِحَـنِ
109فَأَصبَحوا وَلِسانُ الحالِ يُنشِــــــدُهُم = هَذا بِذاكَ وَلا عَتبٌ عَلى الزَمَنِ
يتبع.....