المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجــلٌ أضــلّ نــاقــتـه


سُلاَفْ القَصِيدْ
06 / 09 / 2009, 37 : 06 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رجلٌ أضلّ ناقته

عن عبد الله بن مسعود رضي الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( للهُ أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن ، من رجل في أرض دَويّة مهلكة ، معه راحلته ، عليها طعامه وشرابه ، فنام فاستيقظ وقد ذهبت ، فطلبها حتى أدركه العطش ، ثم قال : أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه ، فأنام حتى أموت ، فوضع رأسه على ساعده ليموت ، فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه ، فاللهُ أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده ) رواه مسلم .



وجاء في رواية أخرى : ( فسعى شرفا فلم ير شيئا ثم سعى شرفا ثانيا فلم ير شيئا ثم سعى شرفا ثالثا فلم ير شيئا فأقبل حتى أتى مكانه الذي قال فيه )



وفي حديث النعمان بن بشير زيادة : ( ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح ) رواه مسلم .



غريب الحديث

أرض دويّة مهلكة : هي الأرض القفر والفلاة الخالية ، والتي يُخشى الموت فيها .

قال فيه : أي نام القيلولة .



تفاصيل القصة

مع كثرة الذنوب ، وتوالي الخطايا ، ومع الانسياق نحو الموبقات رغم تكرار الوعود وقطع العهود ، يتنامى سؤال كبير يدور في نفوس العصاة من بني آدم : " أبعد كلّ هذا يغفر الله لي ؟ ، وهل عساني أظفر بالعفو وقبول التوبة " .



وقبل أن تنقطع حبال الأمل من النفوس ، ويخيّم على أرجائها القنوط ، تأتي الإجابة على لسان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في مثلٍ مضروب ، يفتح للمذنبين أبواب الرجاء ، ويخرجهم من دائرة اليأس .



ويسرد النبي – صلى الله عليه وسلم – المثل الذي تدور أحداثه في صحراء مقفرة ، شديدة القيظ ، لا ماء فيها ولا كلأ ، وفي هذا المشهد يظهر رجلٌ تبدو على قسماته ملامح الإجهاد والتعب ، في سفرٍ طويل لا مؤنس له فيه سوى ما يسمعه من صدى خطواته ، وما يبصره من ظلّ ناقته ، والتي جعل عليها طعامه وشراب .



ولم تزُل الشمس عن كبد السماء حتى كان الإرهاق قد بلغ به أيما مبلغ ، فطاف ببصره يبحث عن شجرة تظلّه ، حتى وجد واحدة على قارعة الطريق ، فاتّجه نحوها وأناخ ناقته ثم استلقى تحتها ، وأغفى قليلاً ليستعيد نشاطه ويستردّ قواه ، إلى حين تنكسر حدّة الشمس وتخفّ حرارة الجوّ .



ولأنّ الرّجل لم يُحكم وثاق ناقته ، انسلّت عنه ومضت في سبيلها ، فلمّا استيقظ من نومه لم يجدها ، ففزع فزعاً شديداً ، وانطلق يجري بين الشعاب وفوق التلال دون جدوى .



ولما استيأس الرّجل وأيقن بالهلاك ، عاد إلى موضعه تحت الشجرة جائعاً عطشاً ، مرهق الجسد قانط النفس ، فنام في مكانه ينتظر الموت .



ولكن يا للعجب ، لقد أيقظه صوت ناقته ، فوجدها فوق رأسه ، ففارقه اليأس ، وحلّ بدلاً منه فرحٌ شديدٌ كاد يفقده صوابه ، إنّه فرح من عادت له الحياة بعد أن أيقن بالموت والهلاك ، حتى أنّه أخطأ من شدّة الفرح فأبدل الألفاظ : ( اللهم أنت عبدي وأنا ربك ) .



ثم يخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – من حوله أن فرح الله بتوبة عباده وإقبالهم عليهم أشدّ وأعظم من هذه الفرحة التي طغت على مشاعر الرّجل : ( فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده ) .



وقفات مع المثل

إن الغاية من المثل الذي ضربه النبي – صلى الله عليه وسلم – في هذا الحديث هي دعوة المؤمنين إلى المبادرة بالتوبة ، حتى يطهّروا أنفسهم من أرجاس المعاصي والذنوب ، كما قال الحقّ سبحانه وتعالى في محكم التنزيل : { وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } ( النور : 31 ) ، وقال تعالى : { أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم } ( المائدة : 74 ) .



وقد بيّن – صلى الله عليه وسلم – أن ربنا عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، وأن أبواب التوبة مفتوحة ، لا تُغلق إلى قرب قيام الساعة ، وما أكثر الآيات والأحاديث التي جاءت تبيّن ذلك وتفصّله .



وإذا كانت المثل الذي بين أيدينا يعطينا لمحةً عن الرحمة الإلهيّة ، فهو يوقفنا كذلك على صفة من صفاته سبحانه ، وهي المذكورة في قوله عليه الصلاة والسلام : ( فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن ) ، وذلك إثباتُ أن الله تعالى يفرح فرحاً يليق بجلاله وكماله ، ولا يشبه فرح المخلوقين .



كما يشير الحديث إلى أنّ الله سبحانه وتعالى لا يحاسب العبد على الألفاظ والأقوال التي تصدر منه دون قصد ، فالرّجل قال من شدّة الفرح : ( اللهم أنت عبدي وأنا ربك ) فظاهر العبارة كفرٌ ، لكنّ العبرة بما وقر في قلبه وما أراده في نفسه .
,
,

- مُـتـغـطـرسَـهه ™
06 / 09 / 2009, 28 : 07 AM
سبحــــــان الله
مشكوووره عالابدااااع الراااائع وبرعتك حياتووو....

ريسوو
06 / 09 / 2009, 33 : 07 AM
تشكرااات خيتوو على الموضوع والطرح الهادف لك خالص ودي وتقديري واحترامي

دحوم الخالديه
06 / 09 / 2009, 11 : 08 AM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

تحدوك ياقلبي
06 / 09 / 2009, 28 : 10 AM
جزاك الله خيراا

البري2006
06 / 09 / 2009, 12 : 02 PM
جزاك الله خير

سُلاَفْ القَصِيدْ
06 / 09 / 2009, 23 : 04 PM
سبحــــــان الله
مشكوووره عالابدااااع الراااائع وبرعتك حياتووو....

العفو اختي
اسعدني حضورك الرائع
ولك ودي

سُلاَفْ القَصِيدْ
06 / 09 / 2009, 25 : 04 PM
تشكرااات خيتوو على الموضوع والطرح الهادف لك خالص ودي وتقديري واحترامي
حياك ابو خالد11
ومشكور على تواجدك
ودي وتقديري

سُلاَفْ القَصِيدْ
06 / 09 / 2009, 25 : 04 PM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

تسلم دحوم
والله يعطيك العافيه
احترامي

سُلاَفْ القَصِيدْ
06 / 09 / 2009, 27 : 04 PM
جزاك الله خيراا

ويــــــــــاك
ومشكور اهلاوي على تواجدك
واللهم اجعلنا من التوابين والمستغفرين
ودي واحترامي

سُلاَفْ القَصِيدْ
06 / 09 / 2009, 28 : 04 PM
جزاك الله خير

جزيت الفردوس الاعلى على تواجدك
ودي وتقديري

سويد السويدي
13 / 09 / 2009, 19 : 12 PM
جزاك الله خير

نسيم
13 / 09 / 2009, 01 : 08 PM
جزاك الله خير ورحم الله والديك

البدرانـ 2009ـي
14 / 09 / 2009, 29 : 04 AM
الله يجزاك بالخير على هالموضوع المميز

لك كل الشكر

أبوكدش
14 / 09 / 2009, 23 : 05 AM
جزاك الله الف الف خيرر

سُلاَفْ القَصِيدْ
14 / 09 / 2009, 49 : 06 AM
جزاك الله خير
ولك بالمثل
والف شكر على حضورك الرائع
ولك خالص تحياتي

سُلاَفْ القَصِيدْ
14 / 09 / 2009, 49 : 06 AM
جزاك الله خير ورحم الله والديك
جزيت الجنه على حضورك
ودعواتك الصادقه
ودي وتقديري

سُلاَفْ القَصِيدْ
14 / 09 / 2009, 50 : 06 AM
جزاك الله الف الف خيرر

ويــــــــــاك
ومشكور على تواجدك الطيب
ودمت بخير

سُلاَفْ القَصِيدْ
14 / 09 / 2009, 53 : 06 AM
الله يجزاك بالخير على هالموضوع المميز


لك كل الشكر


حياك اخوي
شاكرة تواجدك الرائع
ولك تحيه مليئه باجمل باقات الورود
لك ودي و احترامي

» اِلـَوَفْآءْ بـِنْـتْ
14 / 09 / 2009, 53 : 06 AM
جزاك ِ الله خيراً
وآنار قلبك ِ
كوني بخير

سُلاَفْ القَصِيدْ
14 / 09 / 2009, 07 : 07 AM
جزاك ِ الله خيراً
وآنار قلبك ِ
كوني بخير
ويــــــــــــاكـ
ومشكوره على حضورك
ولك ارق بآقآت ورودي وآروعهآ