تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سنُـة الإنِآة


سُلاَفْ القَصِيدْ
02 / 05 / 2015, 53 : 01 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


خَلَقَ اللهُ الإنسان مجبولًا على بعض الصفات،
وأَمَرَه سبحانه بضدِّها،وذلك اختبارًا له وابتلاءً.

ومن هذه الصفات صفة "العَجَلَة"؛
فقد قال تعالى:{وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: 11]،
وقال: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: 37]؛
ومع ذلك فقد جاء الأمر الرباني واضحًا بعدم العجلة؛
فقد قال سبحانه: {سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} [الأنبياء: 37]،
وقال: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} [النحل: 1]،
وغير ذلك كثير في القرآن، وقد جاءت السُّنَّة النبوية داعمة
لصفة "الأناة"؛ أي التؤدة وعدم التعجُّل،
حتى يُصبح هذا سمْتًا عامًا للمسلم لا يُخالفه إلا في الاستثناءات؛
فقد روى الترمذي -وقال الألباني: حسن-
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ المُزَنِيِّ رضي الله عنه،
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«السَّمْتُ الحَسَنُ، وَالتُّؤَدَةُ، وَالِاقْتِصَادُ، جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ».

وأحبَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذه الصف
ة في أحد الصحابة فمدحه بها؛
فقد روى مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه،
قَالَ: ..
وَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ رضي الله عنه:
«إِنَّ فِيكَ لَخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ».

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب لنا الإناة في الدعاء،
فلا نستعجل الإجابة؛
فقد روى البخاري عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي».

بل وفي السعي إلى صلاة الجماعة مع أهميتها؛
فقد روى البخاري عن أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه،
قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
إِذْ سَمِعَ جَلَبَةَ رِجَالٍ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ:
«مَا شَأْنُكُمْ؟»
قَالُوا: اسْتَعْجَلْنَا إِلَى الصَّلاَةِ؟ قَالَ:
«فَلاَ تَفْعَلُوا إِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ،
فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا».

فليكن هذا هو سَمْتنا، ولتكن هذه هي طريقتنا.

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].

التميمي وبس
02 / 05 / 2015, 35 : 07 AM
جزاك الله خير وبارك الله فيك

غريب ديرة
02 / 05 / 2015, 55 : 09 PM
الله يوفقك ولا يحرمك الاجر يارب

كلاش تمير
03 / 05 / 2015, 30 : 08 AM
جزاك الله خير وبارك الله فيك

التميمي وبس
03 / 05 / 2015, 31 : 08 AM
جزاك الله خير ولا يحرمك الاجر

جروح الوفا*
05 / 05 / 2015, 03 : 09 AM
جزاك الله خير وبارك الله فيك