موسم الحج: جهود لا تتوقف.. واستشراف لاستيعاب 7 ملايين حاج

11 / 10 / 2013, 52 : 05 PM

موسم الحج: جهود لا تتوقف.. واستشراف لاستيعاب 7 ملايين حاج

6 ذو الحجة 1434-2013-10-1104:42 PM

بروفايل "سبق" خاص: سعيد الشهراني، قائد كشفي بلغ الستين عاماً، إلا أن شغفه بواجبه وعشقه دفعه؛ ليجوب معسكرات الخدمة التي تقيمها "الجمعية الكشفية" في مكة المكرمة، والمشاعر المقدسة؛ لخدمة حجاج بيت الله الحرام، مؤكداً أنه لا عمر للكشاف، طالما هو على قيد الحياة، وكان قادراً على أن يوفي بالوعد الذي قطعه على نفسه ليبقى كشافاً.

"الشهراني" هو نموذج لكل أبناء هذا البلد الكريم، الذي شرفهم الله - عز وجل - بخدمة ضيوفه فهم يتسابقون كل في مضماره.

موسم الحج هذا العام انطلق بدلائل قوية على إصرار المملكة على أن تقدم كل عام أفضل ما تستطيع لخدمة ضيوف الرحمن، حيث كان أبرزها أمر خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله) أمس الخميس، بإصدار أمره الكريم بافتتاح المرحلة الأولى، والتي تشمل الدور الأرضي والدور الأول والأول ميزانين والثاني ميزانين من مبنى التوسعة، والساحات الخارجية الشمالية والجنوبية والغربية، لمشروع خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لتوسعة المسجد الحرام والعناصر المرتبطة بها، والتي تستوعب نحو 450.000 أربعمائة وخمسين ألف مصلٍّ.

الجهود مستمرة، فها هو وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف، يكشف عن تهيئة 95 ألفاً من رجال الأمن يعملون على تأمين سلامة الحجاج. كاشفاً أيضاً عن إنشاء قوة خاصة بالحج والعمرة قوامها 40 ألف رجل أمن. وأيضاً تشغيل بوابات إلكترونية في مداخل مكة المكرمة؛ لضبط حركة دخول الحجاج من المواطنين والمقيمين.

وأنهت وزارة الحج - مبكراً - جاهزيتها ضمن خطتها التشغيلية، حيث ستوفر نقلاً آمناً لأكثر من 1.324.000 حاج، ما بين مدن الحج والمشاعر المقدسة، من خلال تجهيز الحافلات المخصصة، وتحديثها بشكل مستمر لتحقيق الراحة والأمان. كما يتولى فرعها في جدة وفق خطته، استقبال ونقل ما يقارب 800.000 حاج من صالات الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز، ومبنى حجاج البحر، إلى مساكنهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

- حراك لا محدود:

هذا فيما كشفت وزارة الشؤون الإسلامية السعودية عن تكليف 1000 داعية ومترجم، للعمل في اللجان العلمية والشرعية في الحج، وخصصت لهم المراكز والكبائن، مع تكوين 13 لجنة فرعية تتولّى خدمة الحجيج.

أما وزارة التجارة والصناعة السعودية، فجهزت 2000 سيارة متجولة محملة بالمواد الغذائية، و141 برادة في المشاعر المقدسة.

من جهته، يقول الرئيس التنفيذي لشركة "المياه الوطنية" الدكتور، لؤي مسلم: إن هناك مشاريع مياه تنفذ بقيمة 2 مليار ريال؛ من أجل خدمة الحجاج من المياه، مؤكداً الاستعداد والجاهزية لتقديم أكثر من 10 ملايين متر مكعب من المياه للحجاج هذا الموسم.

من جهتها، كلفت وزارة الصحة أكثر 450 موظفاً من وزارة الصحة، ما بين أطباء وممرضين وأخصائيين في المشاعر، جرى استقطابهم للعمل في الحج لهذا العام.

قال وزير الصحة، الدكتور عبدالله الربيعة، خلال جولته أخيراً في المخيم الصحي في مدينة الحجاج: إن هناك تعليمات مشددة بمجرد الاشتباه في حال يجب عزلها فوراً، وإجراء الفحوص اللازمة، والتأكد من سلامة الحاج. وأوضح أن وزارة الصحة تقوم بإعطاء لقاحات، إذ تم حتى الآن إعطاء أكثر من 287 ألف حاج. وأكد "الربيعة" وجود خبراء من منظمة الصحة العالمية، ومركز مكافحة الأوبئة؛ للوقوف على الأوضاع فقط، إضافة إلى وجود خيام للتطهير والوقاية فقط.

هذا فيما كشفت وزارة البلدية والشؤون القروية السعودية، عن خطط لمنع تواجد الحجاج المخالفين تحت محطات القطار، بإنشاء أسوار بارتفاعات مناسبة. وأيضاً للحد من ظاهرة الافتراش في المناطق المحيطة بها. كما أعلنت عن استكمال مشروع تحويل مواقف السيارات المجاورة لمحطات القطار، وإعادة تخطيط مواقع المخيمات، وتجهيزها بممرات للمشاة، وكل الخدمات التي ستشمل جميع المواقع في المشاعر.

على الخط الأمني، كشف قائد القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام، اللواء يحيى الزهراني، عن وجود 1167 كاميرا للمراقبة التلفزيونية، لجميع أرجاء وأروقة وساحات المسجد الحرام. وأيضاً عن تشغيل كاميرات رقمية متطورة، تستخدم لأول مرة في حج هذا العام، مداها قد يصل لمسافة 60 كيلومتراً.

- إمكانات متقدمة:

من جهته، أكد قائد قوة الدفاع المدني في المسجد الحرام، العقيد عواد الصبحي، على مشاركة 850 من الضباط والأفراد في مهمة الحج هذا العام، واستخدام معدات تقنية تستخدم لأول مرة.

هذا في حين أعلنت الرئاسة العامة لرعاية الشباب، عن تواجد ممثلين من الأندية الرياضية وقطاعات أخرى تتبعها، ستنتشر في مشعر منى لخدمة الحجيج، ويبلغ عداد هؤلاء الممثلين 1500، ما بين قائد وجوال وكشاف.

أما هيئة الهلال الأحمر السعودي، فدشنت مشاركتها في خدمة الحجاج لهذا العام بأكثر من 3000 شخص، و 7 طائرات، و1300 فني إسعاف، و351 سائقاً رسمياً ومؤقتاً، و447 آلية نقل، و331 طبيباً، و26 أخصائياً، و 284 مساعداً صحياً.

على خط مواز، أعلنت وزارة الداخلية أنها ستشارك بـ18 طائرة أمنية خلال أعمال موسم الحج هذا العام، لكل المهام بمشاركة 400 مشارك ما بين ضباط وضباط صف وجنود.

من جهتها، جهزت وزارة العدل السعودية 21 دائرة قضائية في منطقة المشاعر المقدسة، ومنطقة الحرم المكي الشريف؛ للنظر في القضايا المستعجلة، إضافة إلى 12 كاتباً للعدل؛ للإشراف على إجراءات التوكيل في الهدي والأضاحي.

أما وزارة النقل، فكشفت عن 11 مليار ريال كلفة الطرق التي جهزتها لنقل الحجاج براً، خلال الموسم الحالي، من خلال تنفيذ 223 مشروعاً جديداً من الطرق الرئيسة والثانوية والفرعية يبلغ مجموع أطوالها 4 آلاف كم.

- جوانب إنسانية متدفقة:

على الجانب الإنساني، تقوم المملكة بدور متنام - سنوياً - في هذا المجال. فوفقاً لعادته السنوية (حفظه الله) أمر خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز باستضافة 1400 مسلم ومسلمة، ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين، إضافة إلى 1000 فلسطيني من ذوي الشهداء والأسرى. وتقول إحصائية وزارة الشؤون الإسلامية: إن إجمالي الحجاج المستضافين منذ بدء تنفيذ هذا البرنامج، وحتى موسم حج هذا العام، بلغ 21 ألف حاج وحاجة من مختلف دول العالم.

أما قطار المشاعر، فقد خصصت وزارة الشؤون البلدية والقروية السعودية، أكثر من 1600 شاب وفتاة، في جميع محطات القطار بالمشاعر، سيعملون على تنظيم تفويج الحجاج عبر قطارات المشاعر. وأوضحت أنها أعدت آلية جديدة لتشغيل مشروع قطار المشاعر في حج هذا العام؛ تهدف إلى تفويج الحجاج إلى محطات القطار في منى ومزدلفة وعرفات في دائرة مغلقة يصعب اختراقها، بما يضمن عدم وجود أي من الحجاج المخالفين، أو غير حاملي التذاكر بمحطات القطار، أو تجاوز الأعداد المسموح بها.

- استشراف نحو 7 مليون حاج:

هذا ليس كل شيء، ففي جعبة القيادة الرشيدة ما هو أكثر جمالاً. ففي جهودها التي لا تتوقف لاستشراف مستقبل تسهيلات أكثر لضيوف الرحمن، يؤكد عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة في جامعة أم القرى، الدكتور عبدالعزيز رشاد سروجي، تقديم 68 دراسة وبرنامجاً للقطاعات الحكومية المشرفة على الحج لهذا العام، ترفع مستوى خدمة الحجيج، من بينها دراسات تساعد على تسهيل إجراءات دخول كثير من الحجاج، عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة (غرب السعودية).

هذا، فيما يؤكد "وزير الحج" وجود خطة لرفع الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة إلى 7 ملايين حاج، تعمل على إعدادها هيئة تطوير مكة المكرمة، برئاسة رئيس لجنة الحج المركزية، الأمير خالد الفيصل. هذا واقع جميل، واستشراف أجمل، يستحق أن يقابل بما يليق به من تقدير.