"الجهني": انتهت موجات الحر تمامًا وبدأ الاعتدال والأمطار

توقع انخفاضًا مبكّرًا لدرجات الحرارة دون 20 شمال المملكة

"الجهني": انتهت موجات الحر تمامًا وبدأ الاعتدال والأمطار

A A A

• 25مشاركة

هادي العصيمي - مكة المكرمة
0
0
2,128




توقع الخبير الجوي والباحث في الظواهر المناخية عضو لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة، زياد الجهني، أنه مع اقتراب نهاية الصيف فلكيًا لهذا العام 2016 والذي تبقى له ثلاثة أيام تقريبًا، ستنخفض درجات الحرارة خصوصًا ليلاً لتصل دون العشرين درجة في شمال البلاد وتعتدل نهارًا ولا تتجاوز الثلاثين درجة، وتسجل المنخفضات الممطرة تقدمًا كبيرًا نحو شمال إفريقيا عابرة حوض البحر المتوسط لتصل إلى الجزيرة معلنة بداية موسم الأمطار والخيرات بمشيئة الله.

وأضاف "الجهني" يعد الصيف الحالي 2016 (لاهبًا) بمعنى الكلمة فعند متابعة النماذج العالمية وتقرير منظمة المناخ عن حالة الصيف سنجد درجات حرارة قياسية شملت مناطق عديدة حول العالم وتسببت بكوارث طبيعية حيث يعد صيف عامنا الحالي 2016 الأشد حرارة منذ بداية السجلات المناخية (أكثر من 100 عام).

وتابع: ونشرت وكالة ناسا العالمية عدة مقالات تتحدث عن شدة حرارة هذا العام وخطورتها على القطب الشمالي وذوبان الجليد حيث سجل هذا العام رقمًا قياسيًا لذوبان الجليد في القطب، وعند النظر لدرجات الحرارة القياسية ومعدلاتها العالية عالميًا من المتوقع أن يكون لها أثر كبير في توزيع التيارات المائية الدافئة والباردة والتي تتحكم بشكل مباشر في كمية الرطوبة والأمطار.

وأردف: لذلك عند متابعة النماذج سنجد ضعفًا كبيرًا في ظاهرة لانينيا 2016 عند مقارنتها بسنوات لانينيا ماضية حيث من المتوقع أن الارتفاع الكبير في درجات الحرارة قد يعيق نمو هذه الظاهرة بشكل كبير، على الرغم من أننا بدأنا نستقبل بعضًا من آثارها فعليًا كحرارة الصيف اللاهبة ونشاط المونسون وغزارة الأمطار واستمرارها على الجزء الجنوبي الغربي من الجزيرة العربية.

وأبان "الجهني" أن ظاهرة الاعتدال الخريفي وتساوي الليل والنهار توافق يوم 23 سبتمبر وهي الانطلاقة الفعلية لفصل الخريف، ومن بعد هذا التاريخ يُصبح طول الليل أكبر من طول النهار في القسم الشمالي من الكرة الأرضية ويستمر فرق الزمان تصاعديًا حتى يصبح الليل أطول ما يكون بداية الشتاء في ديسمبر، ويُعد الخريف فترة انتقالية تتغيّر فيها الأجواء ويزداد اضطرابها على عديد من الدول في القسم الشمالي من الكرة الأرضيّة فنجدها تشتد على أوروبا بداية الخريف ثم تنتقل تدريجيًا نحو المنطقة العربية، حيثُ يزداد تعمُق وتوغل الهواء البارد من الشمال نحو الجنوب مما يولّد حالات عدم استقرار جوي يبدأ على إثرها موسم الأمطار ويترافق معها انخفاض واضح في درجات الحرارة من مستوياتها العالية فوق الأربعين نحو مستويات أكثر اعتدالاً حول العشرين.

واختتم "الجهني" فصل الخريف في مناطقنا العربية هو فصل انصراف الحرارة والانتقال للبرودة وتعود فيه الخيرات والأمطار على جزيرتنا العربية، تبدأ الخيرات من شمال المملكة وشمال غربها ثم تتعمق شيئًا فشيئًا حتى تصل للمناطق الداخلية وعند البحث والإمعان في المعطيات المتوقعة للفترة القادمة نجدها مبشرة بفضل الله خصوصًا في ظل تأخر نشاط (لانينيا قوية) واستمرارها (لانينيا خفيفة) على مستوى الهادي وحيادية مؤشرات الأطلسي والهندي وكذلك القطب الشمالي، الأمر الذي يدعو للتفاؤل خلال موسمنا المطري المنتظر والذي يفصلنا عنه أيام معدودة (أقّل من شهر)، لذلك بمشيئة الله، ستكون لنا متابعة ونشرة خاصة لتوقعات الأمطار ودرجات الحرارة للخريف والشتاء خلال الأيام القريبة القادمة.