الصيد بالصقور في حفر الباطن

عرف العرب منذ العهود القديمة بولعهم وتعلقهم الشديد بصيد الطيور والحيوانات الصغيرة بالصقور وحسب ما هو مدون في التاريخ العربي القديم أن ابا العرب اسماعيل عليه السلام كان صيادا وهذا يعني أن العرب كانوا ****سون رياضة القنص والصيد في القرن الثامن عشر قبل الميلاد. وألفوا في ذلك مؤلفات عديدة ولا يمكن اعتبار الصيد البري حرفة كالحرف الأخرى بل هو هواية من الهوايات المحببة لدى محبي الفروسية والرحلات البرية ومتعة من سرائر النفس وقد برع العرب في تأديب وتدريب الصقر ومعاملته بشكل حسن واصبحت لهم وسائل خاصة في ذلك. وفي محافظة حفر الباطن تعد رياضة الصيد من اعرق الهوايات العربية التي تمارس ببراعة ودراية ويسعى أهالي محافظة حفر الباطن دائماً للمحافظة على هذه الرياضة كمظهر من مظاهر الأصالة العربية حيث يتم الاهتمام بالصقور والعناية بها وحفظها في اماكن مخصصة لمراقبة تصرفاتها وحركاتها وامزجتها ويقوم اشخاص معنيون بخدمتها وتدريبها واعدادها ويوفرون لها الطعام الجيد والعلاج اللازم لتصبح الصقور جاهزة للعمل عند حلول موسم الصيد.
وتعرف براري حفر الباطن بأنها من اشهر مواطن الصيد على وجه الخصوص فيقصدها السائحون من مختلف ارجاء المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لكونها ممرا لهجرة الطيور السنوية كالقمري والقطا والكدري والحباري.
وذكر الأستاذ عوض بن صالح السرور في كتابه (حفر الباطن عاصمة الربيع) أنه رغم حداثة سوق الصقور الذي لا يزيد عن عشرة أعوام إلا أنه اكتسب شهرة سريعة تعود للعاملين المتخصصين في هذه الهواية العربية الأصيلة بما يعرض به من أنواع متميزة من الصقور ومن كل ما يلزم من أدوات الصيد بالصقور وهي تقع على يمين القادم لحفر الباطن من الرياض.
وانواع الصقور كثيرة وعديدة رغم اختلاف انواعها وخصائصها الا انهم يعرفون اجودها وأحسنها ويسعون للحصول عليها من مواطنها كالباكستان وفارس و العراق. وكانت محافظة حفر الباطن تشهد توافد هواة القنص عليها لاصطياد الحبارى في مواسم الصيد المعروفة راجلين وراكبين يطاردون الحبارى في مخائبها ويطلقون صقورهم عليها ويلحقون بها لتخليص الفرائس من مخالبها القوية قبل أن تقضي عليها.. وكان أهالي محافظة حفر الباطن يقصدون امكنة تواجد الحبارى على ظهور مطيهم حاملين معهم امتعتهم وزادهم وشرابهم يمكثون هناك لأسابيع يتنقلون من موضع إلى آخر تبعا لوفرة الصيد ولربما امتدت رحلتهم لتصل الى اكثر من شهر او شهرين. اما الآن وقد اختلفت وسائل المواصلات المستخدمة في القنص فقد حلت السيارات محل المطايا واختلفت ايضا مواضع وبلدان القنص. وموسم الصيد يبدأ في اواخر شهر اغسطس من كل عام حين يبدأ نجم سهيل (طالع الطرفة) في الارتفاع ويأخذ الجو في البرودة تدريجياً عندها ويزداد الاهتمام بالصقور وتخرج من كنانها وتعد لرحلات الصيد وتدرب على المطاردة والانقضاض وصيد الحبارى. وبعد حوالي ستين يوماً من خروج سهيل يكون الجو مناسباً والحبارى في غاية وفرتها وعندها تنطلق مجموع
ات القناصة لممارسة هوايتهم وروح المنافسة تحدوهم الى المزيد من الجهد لاصطياد أكبر عدد ممكن من الحبارى. ومن المعروف عن غالبية هواة الصيد فيما سبق انهم لا يحبذون استخدام البنادق في صيد الحبارى بل يتركون تلك المهمة للصقر وحده. وللصقور اسماء شائعة في محافظة حفر الباطن كبقية مناطق المملكة العربية السعودية مثل فلاح وعزام وعماس وراكان ونواف ومنصور واسماء اخرى تدور في مجمل معانيها حول صفات القوة والجرأة والشجاعة والفأل الحسن. وطائر الحبارى هو اشبه ما يكون بالدجاج الأهلي غير أنه اطول عنقاً ويمكنه الطيران لمسافات بعيدة وهو لذيذ الطعم ولحمه يميل الى الاحمرار. وفي الأعوام الأخيرة بدأت اعداد الحبارى بالتناقص في المملكة العربية السعودية ولذلك حظيت الحبارى باهتمام خاص من قبل القائمين على الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها. ومن أبرز الأدوات واللوازم المستخدمة في الصيد البري في محافظة حفر الباطن كبقية محافظات ومناطق المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الوكر وهو عبارة عن وتد من الحديد مكسو من منتصفه بالخشب المزخرف وقمته دائرية الشكل محشوة من الداخل بقطعة من (النمد) المصنوع من القطن المضغو
ط ومكسو من الخارج بالمخمل أو الجلد ويبلغ ارتفاعه حول القدمين وهو مجثم الصقر يربطه اليه مدربه للراحة والنوم. (المنقلة) وهي عبارة عن قطعة من السجاد اسطوانية دائرية الشكل مفتوحة من الجانبين ويستطيع الصقار ادخال يده فيها من الرسغ الى المرفق وتصنع المنقلة خصيصاً لحمل الصقر على اليد وهي تحمي الصقار من مخالب الصقر الحادة. (البرقع) وهو عبارة عن غطاء يضعه الصقار على رأس الصقر بأكمله وبه فتحة صغيرة يخرج منها منقاره ويصنع من الجلد اللين وقد يتخذ اشكالاً وألواناً مختلفة. (السباق) وهو خيط سميك يبلغ وله من عشرين الى خمسة وعشرين سنتمترا ويتكون من قطعتين متساويتين في الطول ويكون في احد طرفيها جلد يربط برجل الصقر والطرف الآخر يربط بالمرسل الذي يكون مربوطاً بالوكر.
(المرسل) وهو عبارة عن خيط سميك وقوي يبلغ طوله من ثمانين الى مائة سنتمتر ويتكون من ثلاثة اجزاء يربط الجزء الأول مع الجزءين الأخيرين او ما يسمى (التبلاغة) ويفصل بينهما مشبك من الحديد يسمى (مدور) يساعد الصقر على التحرك في كل الاتجاهات ويربط ساق الصقر بالتبلاغة الاولى وتربط التبلاغة الثانية بالوكر ومهمة السباق هي الحفاظ على الصقر ومنعه من الهروب. اما اهم لوازم الصيد البري والتي لا تزال تستخدم في القنص في محافظة حفر الباطن حتى الآن فهي (النقل) وهو عبارة عن كومة صغيرة من الريش مخاطة بالشبك تربط في احدى رجلي طائر عديم الفائدة كالباز مثلا ثم يلقى في الجو امام مرأى الصقور البرية وهو معصوب العينين فيلحق به الصقر البري متوهماً بأنه كومة الريش التي بين مخالبه فريسة فينقض عليها بسرعة فتعلق مخالبه بالشبك ثم يسقطان معاً وهكذا يقع في يد الصياد. (المخلاة) وهو كيس من القماش الخشن يعلقها الصقار على كتفه فيها الحمام الحي وكل الادوات المستخدمة في تدريب الصقور كالسكين والخيوط والتلاويح وهي مجموعة من اجنحة الحباري الميتة مربوطة ببعضها البعض بشكل يوهم الصقر بأنها طائر حي ويستخدم التلويح في تدريب الصقور المبتدئة على عدم الخوف من الطي
ور الأكبر منها حجماً أثناء اصطحابها في رحلات الصيد. (الكوخة) وهي عبارة عن حفرة مغطاة بالأعشاب وغصون الاشجار يختبئ بدخلها الصياد ويربط الفريسة بخيط طويل يمسك به الصياد داخل الكوخة وعند انقضاض الصقر على الفريسة يسحبه بهدوء الى محاذاة الكوخة ويمسك به الصياد وهو مشغول بفريسته. (الجزة) وهي عبارة عن عمودين من الحديد مثبت بما قطة من الشبك تستخدم في صيد الاسماك وعند مهاجمة الطائر للفريسة تسقط عليه الشباك وهكذا يتم اصطياده بسهولة. ومن لوازم الصيد المهمة والتي شاع استخدامها بكثرة (الفخ) وهو يتكون من حقة وطارة ومزوار ومد وخرزة وتصنع الحقة والطارة من اغصان الشجر الصلب اما المزوار والمد من الخشب العادي ويستخدم الفخ في صيد الطيور البرية الصغيرة. ومن انواع الصقور التي تمر بمنطقة الخليج العربي ومنها محافظة حفر الباطن الصقر الحر وهو كما ذكر كولن ريتشاردسون مهاجر شتوي نادر يفد الى المنطقة من اكتوبر وحتى ابريل وتم اصطياد الكثير منه لاستخدامه في القنص والتي هي رياضة عربية أصيلةوتشير معظم تقارير مشاهدتها الى انها طيور هاربة تعاني من ندبات وجروح في الساق وهو صقر سريع وشجاع يمتلك القوة والعدوانية في الصيد حيث يطارد الحبارى والأرانب
البرية وحتى الثدييات كبيرة الحجم ويرتاد المناطق شبه الصحراوية والسهوب الحصوية والمناطق المكشوفة ذات الاشجار المتناثرة ويتكاثر في اوروبا الشرقية من جنوب روسيا وحتى الشرق الاقصى وتقيم اعداد كبيرة منه في شمال وغرب ايران. وحظي الصقر بالاحترام والتقدير لدى العرب واتخذت منه عدد من الدول العربية شعاراً لها يظهر على اوراقها الرسمية وعملاتها الورقية.
ثروة تحلق في الجو!!
اوضح احد المتعاملين في الصقور بمحافظة حفر الباطن أنه تم اصطياد عدد من الصقور في الموسم الحالي من أنواع مختلفة وتتفاوت اسعار بيعه ما بين 35000ريال الى 300000ريال ومن أكثر الأنواع التي يزداد الطلب عليها هو الصقر من نوع (الحر) وتشهد محافظة حفر الباطن في وقت القنص توافد اعداد كبيرة من هواة الصيد من مناطق المملكة العربية السعودية المختلفة ومن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وهم مجهزون بالعدة والعتاد لممارسة هوايتهم المحببة وانتظارا للظفر بأحد الصقور المهاجرة والتي تعود عليهم بالمكاسب المالية عند عرضها في سوق الصقور بحفر الباطن او غيرها من الأسواق. ومن قصص الصيد تمكن احد الأهالي من اصطياد صقر وبيعه ب 85000ريال سعودي بعد مطاردة استمرت 9ساعات متواصلة قطع خلالها 240كلم في الصحراء.

موضوع مفيد ومتكامل ....
الف شكرررررر

كيف عرفت اني احب الصقور والمقتاص

تسلم على هذا الموضوع الجميل

وتحياتي لك


المعاصر
حائل

شكراً ياأخوان على التفاعل والمشاركه

وبمشيئه الله نتطلع معكم في رحله قنص


وتقبلوا التحيه

تحياتي لك يااتيكا

المقال جدا رايع


والله قلت واوفيت ولا خليت شي

والصيد بالصقور متعه بس وين حنا واثمان الطيور


الف شكر لك

سلام

ما شاء الله عليك يالتيكا ليت المشرفين مثلك وبحماسك تحياتي لك
اخوك
hamad