@ مسيرة بطل @ ..بقلم عميد الكتاب محمد الدويش .

.
.
.
في مسابقة خروج المغلوب لا يكون الترشيح للأفضل أو للفريق الذي كان طريقه إلى النهائي صعباً وشاقاً وقوياً وإنما في الغالب للفريق الذي كان طريقه غريباً أو لمن نطلق عليه في الإعلام الرياضي مسيرة بطل وبالعامي نقول: هذا مشيته في المسابقة مشية بطل.
كان هذا الوصف وإلى أن قلب الاتفاق النتيجة بصورة دراماتيكية وبهدفين متتالين لا ينطبق إلا على الهلال فحتى لو فاز الأهلي بهدف حسين عبدالغني فإن الوصف لن ينطبق عليه فالهدف ليس غريباً كما هو هدف الهلال في الشباب (هدف الشباب في الشباب) لكن الوصف الآن ينطبق على الاتفاق فالعاصفة التي هزت الأهلي في الشوط الثاني كادت تنتهي إلى ما انتهت إليه العاصفة الشبابية التي هزت الهلال في الشوط الثاني أي ضغط دون تسجيل لولا أن صالح بشير خطف الصعب وترك السهل ومثله فعل الغاني تاجو ولا يفعل ذلك إلا فريق مسيرته مسيرة بطل لذلك فإن الحظوظ متساوية بين الهلال والاتفاق وهما عطفاً على ما قدماه يستحقان التأهل ويستحق أي منها اللقب.
نعم الاتفاق أخرج الاتحاد والأهلي وقدم الأفضل ولكن الهلال تجاوز ظروفاً صعبة أمام الشباب ولست أعني قط غياب التايب والقحطاني ولكن العبء النفسي الذي تحمله اللاعبون على إثر الضغط الإداري الإعلامي الجماهيري بعد العطاء غير الجيد في المباراة الأولى.
ولذلك فإن الهلال كما الاتفاق يستحق التقدير على ما قدمه في هذه المسابقة ومادام الترشيح والاستحقاق متساويين بين الفريقين فإن الأمل بمشاهدة مباراة نهائية ممتعه راقية تنتمي إلى كرة الفكر والمهارة وليس إلى كرة القوة والشطارة يبقى مشروعاً لجميع جمهور الكرة في السعودية بل لكل من يشاهد المباراة على امتداد الكرة الأرضية لأن تركيز الترشيح والاستحقاق على فريق دون الآخر يعني قيادة المباراة إلى جو آخر مشحون يؤثر على الأداء كما حدث في مباراة الشباب والهلال.

بين الشباب والأهلي

كاد السيناريو يتكرر بين الهلال والشباب وبين الأهلي والاتفاق فريق أراد بذكاء وهدوء خطف هدف التأهل والمحافظة عليه وربما تعزيزه بآخر من هجمة معاكسة وفريق ركض حتى النهاية دون جدوى لكن الفرق حدث في الوسط الدفاعي وقلب الدفاع من حيث القدرة على المحافظة على الفوز فلم يكن العمل الدفاعي في الوسط الأهلاوي كما هو لدى الهلال ولم يكن لدى الأهلي مدافع مثل تفاريس والفرق الآخر كان في صناعة الفرصة فالسيطرة الشبابية في الشوط الثاني كانت استهلاكية غير منتجة فلا فرص تذكر للشباب في حين توفر للاتفاق العديد من الفرص قبل تسجيل الهدفين بل وبعدهما.
ومن الواضح أن الناتج الفني ليس مقصوراً على حال اللاعبين وإن كان له اليد الطولى فالمستوى الكبير الذي قدمه صالح بشير في المباراة لعب دوراً كبيراً في تحويلها وهو مالم يظفر به الشباب نظراً لبعد ناصر الشمراني عن مستواه.
أقول إن هذا لايكفي فلاعب واحد يفترض ألا يصيب العمل الهجومي في مقتل وإنما العمل الجماعي في الاتفاق كان حاسماً إيضاً، فالتنظيم بين الوسط والهجوم وتبادل المراكز والأدوار كان ضعيفاً في الشباب بعكس الاتفاق.

زفة انتخابية

أحاول أن أفهم هذا التفاؤل الذي ساد الوسط الرياضي ولا سيما الإعلامي منه جراء فوز مرشحي الأندية الصغيرة وأندية المناطق بالانتخابات لنصف عضوية الاتحادات الرياضية.
يقولون إن هذا الفوز سيلغي تمحور القرار الرياضي على أندية كبيرة وأنا اقول: إن هذا وهم أو حلم فالعارفون ببواطن الأمور يدركون أن عضوية الاتحادات لم تلعب يوماً دوراً مؤثراً في القرار بقدر ما هو التأثير الوجاهي والإعلامي ثم أن أندية كبيرة لا تزال موجودة في العضوية ولو اتفقت مع المتفائلين فإن هذه العضوية قد تقلل من التفاؤل إذ ربما تتغير الصورة النمطية للقرار الإداري لو أن كل الأندية الكبيرة خسرت.. أقول ربما وأن كنت لا أزال أعتقد أن ما يؤثر في القرار الرياضي ليس عضوية الاتحادات.. أما الاعتبار الآخر الذي يجعل التفاؤل وهما أو حلماً هو أن عضوية من يمثلون أندية صغيرة أو أندية مناطق الاتحادات الرياضية ليست جديدة، نعم لم تكن بهذا الحجم ولكنها كانت موجودة فماذا انتجت ؟ لاشيء.
إن ما تجاهله الكثيرون أن عضوية الاتحادات الرياضية لدينا تتحول إلى مجرد وجاهة اجتماعية وإعلامية للمشاركة في المناسبات المحلية والخارجية وهذا هو السبب في فقرنا الإداري الرياضي مقارنة بدول الجوار فالعضوية لديهم مسؤولية وطنية وعطاء رياضي وليست عضوية فخرية.
قريباً سترون بعض هؤلاء الذين تنافسوا على طرح برامج تطويرية قد تناسوا ما قالوا فأصبح كلام ليل يمحوه النهار.

في المرمى

* لماذا لا يعود الاتفاق وخليل الزياني في مجلس إدارته وصالح خليفة وزكي الصالح في جهازه الكروي؟ وهكذا إن اردت أن تعود فاعط القوس باريها وليس من يكسرها.

* يذكرني أحمد الفريدي ببداية يوسف الثنيان وحتى بعصبيته .. تلك العصبية التي كلفت الثنيان الكثير من سنوات عمره الرياضي.. انتبه أحمد فالعصبية تقتل الموهبة.

* فعل النصر الأولمبي أمام الأهلي الأولمبي كل شيء إلا التسجيل ومنع التسجيل.. وما كرة القدم سوى التسجيل ومنع التسجيل! ولكنه النصر سواء كان الأولمبي أو الأول لا يزال يركض بلا هداف أو أهداف.

* هكذا هم لا فرق بين شيخهم وطفلهم فالاتهام والشك والطعن بذمة الآخرين ديدنهم وسيظلون هكذا مهما تعددت أجيالهم وتغيرت عصورهم فقد توارثوا ذلك كابرا عن كابر.

* بداية عواد العتيبي كانت توحي بمولد لاعب وسط مفكر صاحب تمريرة ولكن من عاشر القوم صار منهم فظهر أمام الأهلي الأولمبي يسبق الكرة ويسابق رجليه.. خسارة يا عواد.

* لا يزال اللاعب السعودي مباراة فوق وعشر تحت لاسيما المهاجم والدليل صالح بشير وناصر الشمراني.. لماذا مستوى اللاعب السعودي مثل سوق الاسهم؟

* بحثنا عن أحمد المبارك فلم نجده.. لماذا اختفى هذا اللاعب الشامل.. مالذي أخفاه أو من الذي أخفاه؟ إنهم لا يبنون ولكنهم يهدمون.. خسارة يا نصر.

* غاب محمد الشلهوب فظهر أحمد الفريدي وهكذا كلما توارى نجم قدم الهلال نجماً آخر.. أنه الفكر الرياضي الذي يحسن الاختيار ويقدم المواهب جيلا بعد آخر.

تسلم على نقل عميد الكتاب

كلامه رووووووعه والله