قصة الإجرام في قندهار قطعوا اصبع محمد وارسلوه لوالده في رسالة فماذا قالوا فيها ؟

قصة الإجرام في قندهار..!!
ابتزاز الأهالي بطلب الفدية وإلا القتل وقوات الاحتلال لا تتحرك..!!
قطعوا اصبع محمد وارسلوه لوالده في رسالة فماذا قالوا فيها ؟



قندهار ( الوفاق ) عبدالله علي
أثارت عصابات الإجرام وخطف الأهالي الرعب بين أهالي مدينة قندهار الأفغانية الإستراتيجية، التي كانت تشكل عصب القوة لحركة طالبان، فقد انتشرت عصابات خطف الأطفال، وابتزاز الأهالي أما دفع الفدية أو القتل، ويتم ذلك تحت سمع وبصر قوات الاحتلال، وأهالي قندهار باتوا يترحمون على أيام طالبان والإجراءات الرادعة التي كانت تتخذها ضد هؤلاء المجرمين، " الوفاق" دخلت قندهار ونقلت هذه الصورة في هذا التحقيق.
كل ما تبقى من الطفل الصغير هو اصبع من اصابع يده اليسرى، وصورة باهتة ترسم كل مظهره الواهن الضغيف ويده اليسرى الملفوفة بالرباط المخضب بحمرة الدم ولكن غابت من تفاصيلها حيويته و نشاطه المفعم الذي كان يعرف به بين افراد عائلته.
الخاطفون قطعوا اصبع محمد طاهر – 12 عاما - ولفوه مع وريقة صغيرة ارسلوها لذويه يطلبون منهم دفع الفدية اذا كانوا يرغبون في الحصول على ما تبقى من ابنهم. والده استلم الرسالة المشؤومة التي تحمل اصبع ولده وصورته والورقة التي خاطبته بكل قسوة وخشونة قائلة: " انا ليسوا مسلمون ولا نعرف الله، ولهذا لا تطلبوا منا الرحمة او العطف؛ فقط ارسلوا مبلغ عشرة الاف دولار اذا اردتم استعادة بانكم."
رسالتهم تلك جاءت مقتضبة وتنم عن قسوة لا توجد الا في قلوب الارهابيين الحقيقيين الذين لا يطمئن لهم بال ولا تهدأ لهم نفوس الا بعد ان يرهبوا كل من حولهم.
عائلة الضحية تسولت وباعت كل ما لديها لتجمع هذا المبلغ الكبير الذي يفوق قدرات معظم سكان مدينة قندهار الافغانية الواقعة في الاجزاء الجنوبية من افغانستان. وجمعت العائلة المبلغ بشق الانفس ولكنها عندما وضعته بعد يومين من استلام الرسالة في فناء مدرسة مهجورة فإنها لم تستلم ابنها بل عثرت على جثته ممزقة وملقاة في مكان مجاور، وقد بدى على الجثة انه قُتل منذ مدة طويلة قد تسبق حتى ارسال الرسالة للعائلة المنكوبة.
وهذه الحادثة لم تأتي من فراغ بل هي واحدة من سلسلة من الجرائم التي ارعبت سكان مدينة قندهار واعادتهم الى سابق عهدهم من انعدام الامن والاستقرار والخوف على اولادهم وخصوصا ال1كور منهم.
فالعصابة ذاتها متهمة بتنفيذ جريمة مماثلة ضحيتها نقيب الله ذو الثلاث عشرة عاما الذي تم العثور على جثته ولم يتمكن افراد عائلته من التعرف عليه لان الحيوانات الضالة المنتشرة بالمنطقة قد شوهته ونهشت جثته واذهبت معالم وجهه واكلت ذراعه الايمن. ولم تتعرف عليه عائلته الا من الاصبع المفقود بيده اليسرى. وقد عثر على جثة نقيب الله بعد تسعة ايام من اختطافه وبعد ان حصلت العصابة على القدر نفسه من المال.
الحاجي بسم الله والد نقيب الله يقول ان الله وحده وكذلك قلبه الذي بين جوانحه هو الذي يعرف الشعور المقيت الذي اعتراه وامتلك عليه كل نفسه عندما تعرف على جثة ابنه. وهو لا يزال منذ عدة اسابيع يجلس في الغرفة ذاتها من منزله التي قادته اليها قدماه بعد مشاهدة الحال التي وصل اليها فلذة كبده وما فعله به المجرمون؛ وهو عاجز عن ان يقوم بفعل ما ينتقم من خلاله من الايادي التي عبثت بحياة ولده.
والولدان محمد طاهر ونقيب الله هما فقط اثنان من بين ستة من ضحايا العصابة ذاتها منذ مطلع عام 2005م. غياب هؤلاء الاطفال عن الحياة ادى الى اصابة المدينة بموجة من السخط والاحتقان الذي يغذيه كونها مدينة محافظة وانها كانت مدينة روحية هامة بافغانستان وكونها مهدا ومعقلا لحكومة طالبان السابقة بالاضافة الى انها كانت فوق ذلك منارة علمية قديمة في هذا البلد؛ ويؤكد ذلك المسؤولون في المفوضية الافغانية المستقلة لحقوق الانسان.
اختفاء الاطفال اثار موجة من السخط بين سكان المدينة وجعل الكثيرين منهم يتذكرون الحياة السابقة تحت القوانين الصارمة التي اقرتها حركة طالبان التي حافظت لهم على حياة ابنائهم على اقل تقدير. فقد شهدت المدينة قبل عدة اسابيع تظاهر ما يقرب من 3000 من سكانها احتجاجا على اختطاف الاطفال وقتلهم بهذه الطريقة البشعة وتصدت لها السلطات وقتلت 3 من المتظاهرين واصابت 15 اخرين بجروج خلال المواجهات التي اتسمت بالعنف والهيجان.
والمتظاهرون لم يفتهم توجيه الاتهام الى قائد الشرطة بالمدينة بالتورط وبالتعاون مع رجال العصابة وطالبوا ادارة المدينة بفرض الامن واحترام القانون لحماية سكان المدينة .. وبالطبع حماية اطفالهم.
ومن المؤكد ان السلطات الافغانية قلقة من هذه المظاهرة . ولها كل الحق بان تقلق. فحركة طالبان وصلت الى السلطة بعد احداث مشابهة لعمليات خطف الاطفال التي تقع في هذه الايام. فقد تدخل حينها قائد حركة طالبان الهارب حاليا لايقاف قتال بين اثنين من قادة مجموعتين من الميليشيات المسلحة واللذان كانا يتناحران في الشوارع من اجل الفوز بامتلاك ولد صغير كان كل منهما يحاول الاعتداء عليه جنسيا واغتصابه!!
فمن اهم القصص والاساطير التي تحيط نظام طالبان بهالة كبيرة في اعين سكان مدينة قندهار هي ان مقاتلي الحركة قد تصدوا للمجموعتين المتناحرتين وتمكنوا من اطلاق سراح الصبي الذي دارات المواجهة المسلحة بسببه وبهذا فان سكان المدينة قد رحبوا ببمقاتلي طالبان وقبلوا بسيطرتهم على المدينة لما في ذلك من فرض للامن والاطمئنان بينهم. اما الان فان سكان المدينة قد اصبحوا قلقين مجددا على سلامة اطفالهم واخذوا يقارنون بين وضعهم حاليا وما كان عليه خلال فترة حكم طالبان.
ويقول مسؤولوا المفوضية الافغانية المستقلة لحقوق الانسان ان ثلاثة من الاطفال الذين اختطفوا قد تم الاعتداء عليهم جنسيا لدى وجودهم قيد الاختطاف وتم بعد ذلك قتلهم بصورة بشعة على الرغم من ان الخاطفين قد حصلوا على اموال الفدية المطلوبة. ويؤكد شمس الدين طارير مسؤول قسم الاطفال بالمفوضية على ان احداث الخطف هذه مؤهلة للازدياد وان الاهالي مضطرون لمكابدة المصاعب وجمع الاموال على أمل ان تكون حظوظهم افضل من غيرهم وان يستعيدوا اولادهم.
وتشير سجلات شمس الدين الى ان تسعة اطفال قد تم اختطافهم في عام 2004م بهذه الطريقة مما يشير الى ارتفاع في وتيرتها وذلك لان ستة اخرين قد تم اختطافهم منذ مطلع العام الحالي. ويعتقد المسؤول بان اطفالا اخرين تعرضوا للاختطاف وان اباؤهم التزموا الصمت بعد ان تمكنوا من اجمع المال في وقت مبكر وتسليمه للخاطفين واستعادة اولادهم من قيد الاختطاف.
واذاعة مدينة قندهار الرسمية تؤكد ان معظم الاعلانات التي تردها هي من آباء يحاولون استعادة ابنائهم المختطفين. ويقول مسؤول بالاذاعة بانهم يتلقون حوالي 5 او 6 اعلانات شهريا عن اطفال مفقودين ويعثر على 20 بالمائة منهم قبل ان يصل الخبر الى الاثير. اما الاخرون كما يقول اسماعيل طاهر مدير البرامج بالاذاعة فانهم يستخدمون كعمالة مجانية او للاعتداءات الجنسية المنتشرة بكثرة في هذه المنطقة او ان الاطفال يهربون ولا يستطيعون العودة الى ديارهم او يقتلون.
واذاعة قندهار تقف في مقدمة الباحثين عن هؤلاء الاطفال والتحقيق في مصيرهم وذلك لانعدام ثقة السكان باجهزة الشرطة والامن بالمدينة. فقد اعترف الجنرال محمد ايوب سالانج رئيس قوة الشرطة الجديد بالمدينة بان مسؤولي الشرطة السابقين متهمون بالفساد وان هناك احتمالات كبيرة بان يكونوا متورطين في عمليات اختطاف الاولاد. وقائد الشرطة هذا من عرقية الطاجيك وليس من عرقية البشتون السائدة في جنوب افغانستان . ويؤمل الاهالي بان يعمل على وقف عمليات الخطف ويقولون انه لا يهمهم ان كان من الطاجيك او من البشتون او من الحيوانات – على حد تعبيرهم – بل ما يهمهم هو سلامة اطفالهم.

مشكووووووووووووور

وعلومك كلها طيبه ومتابعتك شي متميز

بارك الله فيك


سلام

لاحول ولاقوة الابالله راحت ايام طالبان
--------------------