«البوارح» تنحسر.. ولهيب الحرارة يتصاعد

تراجع سرعة الرياح السطحية على المنطقة الشرقية

«البوارح» تنحسر.. ولهيب الحرارة يتصاعد



حالة الطقس كما بدت في صورة القمر الصناعي ويتوقع انحسار الغبار اليوم


عبدالرحمن إدريـس ــ جدة

تتراجع سرعة الرياح السطحية على المنطقة الشرقية اليوم، مع انخفاض طفيف على درجات الحرارة اليوم وغدا، وتنحسر البوارح المثيرة للغبار نهاية الأسبوع بعد أيام متواصلة شهدت المنطقة خلالها موجات غبارية متفاوتة القوة.
وتشير توقعات المختصين في الطقس، إلى احتمال معاودتها مجددا في منتصف الأسبوع القادم بإذن الله تعالى، وذلك وفقا إلى طبيعة هذه الرياح في الهبوب بين وقت وآخر دون استقرار.
وتستمر الأجواء الصيفية على مناطق واسعة من المملكة، عدا المرتفعات الجبلية العالية التي تشهد أجواء تميل للاعتدال مع تشكل الغيوم الركامية الرعدية، وتكون الرياح خفيفة إلى معتدلة السرعة متقلبة الاتجاه، وقد تثير الغبار في الطرق السريعة بين المناطق وفي المناطق المكشوفة.
ويذكر أن أسباب شدة الحرارة على المملكة خلال فصل الصيف ترجع إلى صفاء الجو وطول ساعات سطوع الشمس وكبر زاوية سقوط الأشعة وجفاف التربة بسبب جفاف الهواء وانعدام الأمطار تقريبا، مما يؤدي إلى زيادة الحرارة في سطح الأرض بسرعة أثناء النهار، ومن ثم يتحرك الهواء فوق صفيح ساخن وترتفع درجة الحرارة.
وفي سياق متصل، يوضح الباحث المختص بالأرصاد الجوية والفلك، الدكتور خالد بن صالح الزعاق، أن هذه الأيام تمثل بدايات الحر الشديد، وقال: «إن الحرارة سوف تهدأ تدريجيا مع دخول موسم سهيل بعد ستين يوما باذن الله».
وتوقع أن تستمر درجة الحرارة بالارتفاع وذلك راجع إلى أن الأرض تنشط في شعشعة ما في جوفها من الحرارة، التي احتفظت بها طوال الفترة الماضية، وخاصة إذا سكنت حركة الريح الملطفة للجو.
كما يزداد عصف البوارح على فترات خلال الفترة القادمة، وهي رياح شمالية رتيبة ليس فيها عنصر المفاجأة، ورتابتها أنها تبدأ بعد طلوع الشمس، وتشتد في الظهيرة وتهدأ ليلاً ويترسب الغبار، ويصفو الجو في هدأة الليل بين وقت وآخر مع الفوارق بين المناطق التي تشهد نشاطها.
وحول ما يعرف بـ(الانقلاب الصيفي) كان رأي الدكتور الزعاق، في أن أطول يوم في السنة، يوافق وصول الشمس إلى أقصى حد لها جهة الشمال، فيستمر الحال عشرة أيام تقريباً ثم يبدأ الليل يأخذ حصته من النهار ببطء شديد.
وهو موسم حر الانصراف والذي يقال فيه (لا حر إلا بعد الانصراف)، أي لا يأتينا الحر الشديد اللاهب إلا بعد انصراف الشمس من جهة الشمال، وشدة الحر سوف تكون في نهاية شهر شوال وبداية شهر ذي القعدة، وسنلاحظ خلال هذه الأيام لجوء الزواحف والحشرات إلى الأماكن المظللة، هرباً من لسع أشعة الشمس العمودية أو شبه عمودية وسيختفي الظل وقت الزوال على جميع الأماكن الواقعة على مدار السرطان، الذي يمر على بعض البلدان الخليجية ومنها السعودية.
ويكون ذلك عند بلوغ الشمس أقصى ميل لها جهة الشمال، حيث انه اذا وصلت ميلها الكلي وهو 23.4 درجة شمالاً، يبلغ النهار طوله والليل قصره، وهذا إذا كان الموقع الجغرافي شمالياً، وإذا كان الموقع جنوبياً يبلغ الليل طوله والنهار قصره، وذلك في العروض الشمالية والعكس من ذلك في العروض الجنوبية، وفي المناطق القطبية أي من خط عرض 66.5 درجة إلى 90 درجة، فإن الليل والنهار يتراوحان من يوم إلى ستة شهور، على حسب درجات العرض شمالاً أو جنوباً.
علماً بأن هناك عاملين رئيسيين يتسببان في طول النهار والليل أو قصرهما بمشيئة الله، وهما ميل الشمس عن خط الاستواء والعرض الجغرافي، فالشمس عندما تكون على خط الاستواء، فإن الليل والنهار يتساويان في جميع أرجاء المعمورة، وكذلك فإن الموقع الجغرافي الذي يقع على خط عرض صفر، أي على خط الاستواء فإن الليل والنهار متساويان فيه طوال السنة تقريبا.
وكلما ابتعدنا عن خط الاستواء زاد الفرق في طول النهار أو الليل وفي قصرهما، فالشمس تشرق في أيام الاعتدال الربيعي والخريفي، من الشرق تماماً وتغيب في الغرب تماما، وبعد ذلك تبدأ بالانحراف شمالاً في رحلتها السنوية الصيفية، وجنوباً في رحلتها السنوية الشتوية، إلى أن تصل إلى أقصى انحراف لها عن الشرق أو الغرب في الانقلابين، وهذا من الناحية الحسابية، أما الواقع فهنالك فروقات بدقائق معدودة، فقد يحدث في بعض الأحيان أن يكون فاصلا زمنيا قصيرا. ويُعزى سبب ذلك إلى الارتفاع عن سطح البحر، وإلى انكسار أشعة الشمس وقت الشروق والغروب، التي يسبّبها الغلاف الغازي، ويكون لكل بلد توقيته الخاص، وفى الاعتدالين تشرق الشمس من نقطة الشرق تماماً وتغرب في منطقة الغرب تماماً، وتبدأ بالانحراف بعد ذلك، إلى ناحية الشمال حتى يوم الانقلاب الصيفي، وكلما ابتعدنا عن خط الاستواء زاد الفرق في طول النهار أو الليل وفي قصرهما.