الاعجاز القرآنى فى وصف السحاب الركامى

الاعجاز القرآنى فى وصف السحاب الركامى

تطورت الارصاد الجوية الى علم القرن التاسع عشر بينما يرجع تاريخ اعتبارها فرعاً من فروع المعرفة الى العصور الاولى لحضارات الانسان Frisinger يمكن تقسيم تاريخ الارصاد الجوية كما ذكر فريز نجر

الى ثلاث فترات أساسية على النحو الاتى

الفترة الاولى

(من سنة وفيها كانت أفكار 600ق.م - 1600م) وهى ماتسمى بفترة التخمين الفيلسوف الاغريقى السائدة فى ذلك الحين . أرسطو عن علم الارصاد هى

الفترة الثانية

(من سنة 1600م - 1800م) وهى الفترة التى يمكن تسميتها " فجر علم الارصاد الجوية" وأهم ما يميزها : هو بداية اختراع وتطور اجهزة الارصاد . وقد بدأت قياسات العناصر الجوية فى هذه الفترة أساسيات الارصاد الجوية الحديثة التىظهرت فى القرنين السابع عشر،والثامن عشر.

الفترة الثالثة

بدأت مع بداية القرن التاسع عشر ، وفيها أصبت الارصاد الجوية علماً من العلوم التطبيقية ومنذ ذلك الحين شاركت العلوم الاخرى كالرياضيات والفيزياء والكيمياء فى دراسة وفهم طبيعة الغلاف الجوى .

وهكذا ظهرت الارصاد الجوية وتطورت فى الحضارات الاولى العظيمة فى أفريقيا (قدماء المصريين ) وآسسيا (البابليون) وجنوب وسط أسيا (الهندوس والتتار) وشرق أسيا (هوانج هو ويانجتز) ولكن معظم معلوماتنا ترجع الى قدماء المصريين والبابلين .

ففى مصر (2500ق.م ) أخذت الارصاد الجوية الطابع الدينى فقد اعتقد قدماء المصريين ان الظواهر الجوية المختلفة تخضع للالهة .

بينما ربط البابليون (3000-300 ق. م) بين الظواهر الجوية وعلم الفلك بما عرف فى ذلك الحين بالارصاد الفلكية .

وبالرغم من أن اول رصد للظواهر الجوية كان بواسطة اليونان القدماء (600ق.م) إلا انه لا يوجد دليل يدل على انهم فهموا عملية تكوين السب حتى بعد ان ظهر مؤلف أرسطو (300ق.م) تحت عنوان (الارصاد الجوية) والذى كان يمثل كل ما عرف فى ذلك الحين عن الارصاد الجوية .

وفيه يصف الغلاف الجوى بأنه "المنطقة المشتركة للنار والهواء" وأن المس هى العامل الرئيسى والاول لتكون السحب لأن عمليتى التبخر والتكاثف هما نتيجة قرب أو بعد الشمس عن الارض وهذا يسبب تكون أو تبدد السحب .. وتعتمد نظريته على أنه لا يمكن ان تتكون السحب فى علو يزيد عن قمة اكثر الجبال ارتفاعاً ، لأن الهواء بعد قمة الجبل يتوى ناراً نتيجة حركة الشمس الجغرافية .

ولا تتكون السحب قريباً من سطح الارض بسبب الحرارة المنعكسة من الارض .

المفاهيم القديمة عن البرد والرعد والبرق

شاهد الناس منذ القدم ظواهر البرد والرعد والبرق وبالرغم من اختلاف ردود فعلهم ودوافعهم فى التعامل معها ، فأنهم أجمعوا على عبادتها وتقديم القرابين بين يديها ، إما فرقاً من هالة المشهد الذى تكون هذه الظواهر مسرحاً له ، وإما خوفاً مما تحمله أو تنذر به فحضارة الرافدين وسوريا وحضارة الصين والهند ، وكذا حضارة الاغريق ، كلها تشهد بذلك .

* ففى حضارة الرافدين والشرق الاوسط على العموم تبين كتب التاريخ وبعض الآثار المنقوشة على الحجر انهم كانوا يرمزون الى الرعد بشارات إما على صورة مخاريق برقية أو حزم من الصواعق تقذف بها الالهة .

* أما العصر الحثى (*) فى شمال سوريا فتميز بأن معبود الطقس كان الإله الرئيسى ومعبود الكل ، رعية وملوكاً .

* أما الحضارة الصينية فتكونت لديها أسطورة أكثر تعقيداً إذ ظهر بها ما يسمى بمجلس وزراء أرباب العواصف الرعدية ومساعديهم من النبلاء فكان يرأس المجلس المكون من خمسة آلهة وإلهة - إله الرعد "لى تسو" كما يظنون ، أما الربة "تين ميو" إله البرق فكانت تتميز عن الاخرين بملها مرآتين لتوجيه الشرارات المحرقة ، بينما الرعد باعتباره صوتاً فكان من اختصاص النبيل الكونت "لى كونج" قارع الطبول ، وهكذا كانوا يتوهمون !!

* وأختصت الهند من بين التراث الاسطورى للشعوب بأن ظهر فيها مفهوم ما يسمى "بالضجرا" (الحجر باللغة السانسكريتية) أو الحجر الساقط من السماء . ففى العقد الاخير من الفترة المهيانية أطلق على بوذا اسم "فاجرا ستفا" أى : (الكائن الحامل للصواعق) تجسيداً للحقيقة المطلقة .

وهناك صورة أخرى لبوذا تحمل اسم " فاجر ادهارا " أى صاحب الرعد " ويجسدونه بتمثال معبود فى جلسة تأملية خاصة ، ماسكاً بحجر ( صاعقه ) بيده اليمنى امام صدوره ، وبجرس فى يده اليسرى على فخذه وهكذا تفشت الاوهام .

اما التفكير التأملى فى هذه الظواهر باعتبارها ظواهر طبيعيه فكان منشؤه عند الاغريق على الارجح ما بين القرنين العاشر والتاسع قبل الهجره حيث لمعت اسماء " أنا جزجوراس " و " امبيدو كليس " و" كليديموس " وغيرهم مناظرين فى هذه المسائل . واشتهر من بينهم " ارسطو " بتأليفه لكتاب جامع جمع فيه اقوال علماء زمانه ومن قبلهم ، وسماه " علم الارصاد " وهو المشهور بكتابه الثانى من بين مؤلفاته .

خلاصة المفاهيم القديمه

ويمكن لنا تلخيص المفاهيم والرموز التى كانت سائده فى حضارات البشر قبل البعثه المحمدية فيما يلى:-

الرعد


(- سوط ( حضارة الرافدين

(- احزمه صواعق ( حضارة الرافدين

(- قرع طبول (الصين

(- حجر ساقط ( الهند

(-ريح ( ارسطو : اليونان

(- ازيز النار المنطفئه ( امبيدوكليس واناجزا جوراس : اليونان

(- ضرب السحاب ( كليديموس : اليونان

(- جرس ( الهند

البرق


(- مخاريق ( حضارة الرافدين

(- مرايا محرقه ( الصين

(- التهاب الريح ( ارسطو : اليونان

-وميض نار ( : اليونان ).امبيدوكليس وأناجزا جوراس

(- تلآلؤ الماء ( كليديموس اليونان

الحقبه الاسلامية

يقول ابن خلدون : ( إن العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم ، لغلبه الامية والبداره عليهم ، وإذا ما استشرفوا الى معرفة شئ مما تتشوق اليه النفس البشريه ، فى اسباب المكونات ، وبدء الخليقه ، واسرار الوجود ، فإنهم يسألون عنه أهل الكتاب ، الى ان جاء الاسلام فبدؤا يحتاطون لما له تعلق بالاحكام الشرعيه فيتحرون فيه الصحه ولا يبالون بغيره ).

وانطلاقا من هذا الكلام قمنا باستخراج الاحاديث والاثار والاخبار التى لها تعلق بتفسير ظواهر البرق والرعد ، والبرد والصواعق ، وخرجنا احاديثها فتوفر لنا منها ما ينيف على 60 وجها وما يربو على 166 طريقا ، وتعقبناها بالبث فى اسانيدها ، سب القواعد العلمية ، وخرجنا بالنتائج التاليه :

1- لم عليه وسلم نحصل على حديث صي مرفوع الى رسول الله صلى الله فى هذا الشأن .

2- اكثر الاخبار الوارده فى تفسير هذه الظواهر وردت موقوفه على احصابها .

3- استطاع اصحاب الحديث بتتبعهم للرجال جرحاً وتعديلاً ، وبدراستهم لعلل الروايات ان يمحصوا كل ما نسب خطأ الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبفيت الاخبار المستفاده من التوراه والانجيل او اقوال الاقدمين موقوفه على اصحابها ممن دخلوا فى الاسلام .

4- وقفنا على حديث واحد لابى هريره وكعب الابار موقوفا عليهما رضى الله عنهما ، ولم ينسباه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم " ان البرق هو : اصطفاق البرد " ( تفسير الدر المنثور : الرعد : 13 ) اى : اضطراب البرد ، وقد جاء فى لسان العرب ( الري تصفق الاشجار فتصفق . اى تضطرب ) وكما فى حديث ابى هريره رضى الله عنه " إذا اصطفق الافاق بالبياض " اى : اضطرب وانتشر الضوء واصطفاق المزاهر : إذا اجابت بعضها بعضا ، واصطفق القوم : تقاربوا ( النهايه فى غريب الدي ث3/38، ولسان العرب ).

وهذا المعنى اقرب ما يكون الى صري الاية :

( الم تر أن الله يزجى سابا ثم يؤلف بينه )- الرابطه بين البرق والربد - والى ما يعرفه العمل الحديث .

وسواء اكان الحديث من كلام كعب اخذه عن ابى هريره رضى الله عنه او العكس ، فهذا المعنى غير مسبوق مما يؤكد اصله الاسلامى لوروده فى الاية الكريمه .

السحاب الركامى فى علم الارصاد

أ- بداية التكوين :

( الم تر أن الله يزجى سحابا ) الساب الركامى يبدأ بأن تسوق الرياح قطعاً من السحب الصغيره الى مناطق تجميع (3) Converence- Zone يؤدى سوق قطع السحاب لزيادة كمية بخار الماء فى مسارها - وخاصة ول منطقة التجمع - وهذا السوق ضرورى لتطور السحب الركامية فى مناطق التجمع كما فى ( شكل 2 ) ففى هذا الشكل نرى ان المناطق B,C,D تمثل مناطق تجمع ويستدل على ذلك من حركة الرياح التى تبين فى الشكل بالاسهم ، ويظهر منها تجميع للهواء فى هذه المناطق ، بينما المنطقه (A) تمثل منطقة تفرق ، حيث نجد ان الهواء لا يتجهاليها .

ب- تطور السحب الركامية

التجمع


( ثم يؤلف بينه )

من المعلوم ان سرعة السحب تكون ابطأ من سرعة الرياح المسيره لها ، وكلما كبر حجم السحابه كانت سرعتها ابطأ ، وذلك بسبب تأثير قوى الاعاقه Drag-Force كذلك تقل سرعة الرياح عامه كلما اتجهنا الى مناطق التجمع كما فى ( شكل 2) وعلى ذلك يؤدى العاملان السابق ذكرهما الى ان قطع السحب تفترب من بعضها ، ثم تتلاحم ، وبالتالى نلاحظ تكاثف السحب كلما اقتربنا من مناطق التجميع (4) ( شكل 3)

وقد لخص " أنش Anthes" واخرون (5) العمليات السابقه فى ( شكل 4) حيث يظهر الشكل عمليات السوق والتجمع

الركم

ثم يجعله ركاما
إذا التمت سحابتان او اكثر فإن تيار الهواء الصاعد داخل السحابه يزداد بصفه عامه ، ويؤدى ذلك الى جلب مزيد من بخار الماء ، من اسفل قاعدة السحابه ، والذى بدورة يزيد من الطاقه الكامنه للتكثف والتى تعمل على زيادة سرعة التيار الهوائى الصاعد دافعاً بمكونات السحابه الى ارتفاعات اعلى ، وتكون هذه التيارات اقوى ما يمكن فى وسط السحابه ، وتقل على الاطراف مما يؤدى الى ركم هذه المكونات على جانبى السحابه ، فتظهر كالنافوره او البركان الثائر ، الذى تتراكم حممه على الجوانب

وقد اثبتت الشواهد (6،7) ان التحام السحب Cloud - merger يؤدى الى زيادة كبيره فى الركم وبالتالى الى زيادة سمك السحاب وأن تجمعاً من الدرجة الاولى First - order merger يؤدى الى عشرة أضعاف المطر المنتظر وتجميعاً من الدرجة الثانية Scond- order merger يؤدى إلى مائة ضعف من كمية الامطار المتوقعة بدون اى تجميع للسحب .

وإجمالاً فإن تجميع قطع السحب يؤدى الى زيادة ركمه وبالتالى الى زيادة سمكه التى تدل على قوة هذا السحاب من ناحية أمطاره ورعده وبرقه بل نجد أن السحاب الذى نحن بصدده يسمى سحاباً ركامياً لأن عملية الركم فى هذا النوع أساسية وتفرقة عن باقى أنواع السحاب .

ومن المعلوم ان عملية سوق السحاب قد تستغرق بضع ساعات تستغرق (عمليتا والركم أقل من ذلك (حوالى ساعة أو أقل

ومن المعلوم أيضاً (8) أن من السب الركامية ما يسمى بالركامى الساخن (ذو سمك صغير نسبياً) وأقل درجة حرارة داخل هذا السحاب أعلى من درجة التجمد .

وهو بذلك السمك الصغير نسبياً أقرب شبهاً بالتلال لا الجبال وحرارته لا تسمح بتكون البرد وهذا النوع تتكون الامطار فيه من قطرات الماء فقط ، وليس به رعد وبرق .

وهناك سحاب ركامى يصل الى ارتفاعات شاهقة ويشتمل على قطرات ماء فى القاعدة ، وخليط من ماء شديد البرودة وحبات برد فى الوسط ، أما القمة فتسودها بللورات الثلج وهذا السحاب هو الذى تكون زخاته من الماء أو البرد أو كليهما ويحدث به برق ورعد وهو السحاب الركامى المزنى الذى يكون فى شكل الجبال .

الظواهر الجوية المصاحبة

الهطول (زخات من المطر أو البرد أو كليهما) : تتحرك السحب الركامية الى ما شاء الله لها وعامل الركم والبناء مستمر طالما كانت تيارات الهواء الصاعدة قادرة على حمل مكونات السحاب من قطرات ماء ، أو حبات برد وعندما تصبح الرياح الرأسية غير قادرة على حمل هذه المكونات تتوقف عملية الركم وتبدأ مكونات السحاب فى الهبوط مباشرة الى أسفل كمطر من ماء أو برد أو كليهما وذلك حسب مكونات السحاب وتوزيع درجات الحرارة والرطوبة أسقل السحاب وتوزيع درجات الحرارة والرطوبة أسفل السحاب ويتكون البرد داخل السحاب بين درجتى حرارة : أقل من الصفر وحتى (-40ْم)

وفى هذه المنطقة تكون هناك قطرات من ماء شديد البرودة (أقل من الصفر المئوى) وذلك لعدم كفاية نويات التثلج وهذه القطرات غير مستقرة بمعنى انها تتجمد فور اصطدامها بأى جسم آخر .

وفى الة وجود تيار هوائى شديد صاعد داخل السحاب الركامى المزنى ونتيجة اختلاف سرعات القطرات شديدة البرد تدث تصادمات ينتج عنها تحول قطرات الماء شديده البروده الى ثلج ، يغطى حبات البرد ، فتكبر وتستمر فى الكبر حتى يثقل وزنها ولا يستطيع التيار الرأسى حملها فتهبط برداً وقد شوهدت حبات برد يصل حجمها الى حجم البرتقالة وهذا يعنى : أنه فى مثل هذه الحالات التى تكون فيها حبات البرد كبيرة فإن هذه السحب تحمل فى طياتها دماراً عاماً ، خاصة الزراعة .

ومن المعلوم كذلك ان نزول المطر من قاعدة السحاب يكون على شكل زخات خلال جزء من قاعدة السحاب فى بداية الهطول ثم زخات من معظم قاعدة السحاب فى نهاية الهطول ثم زخات من معظم قاعدة السحاب تيار هابط .

الرؤية العلمية الحديثة لتكون البرق بواسطة التفريغ الحاصل من اصطفاق البرد

أولاً : الظواهر المخبرية

أ- ظاهرة وركمان - رينولدذ

اكتشف (رينولدذ)و(وركمان) أن الماء أثناء تجمده مع محلول ملحى مائى يولد فرق جهد كهربائى خلال السطح الفاصل بين الثلج والسائل وينعدم بانتهاء التجمد واقترحا ان يكون هذا أساساً لتولد الشحن وبالتالى تولد البرق .

ب- ظاهرة ددينجر- جون

لاحظ (دينجر) و(جون) ان الثلج أثناء ذوبانه تتولد عنه شحنات كهربائية ومكن هذا (دريك) من اكتشاف انه إذا ما علقت بلورة ثلجية فى سلك وأرس عليها تيار غازى معلوم السرعة والحرارة والرطوبة لإذابتها فإن الغاز عند نهاية مروره على البلورة لا يحمل شحناً إلا إذا بدأت البلورة فى الذوبان وهناك دليل ميدانى قد اكتشفه (تشالمنز Chalmens) يؤكد ان التيار الكهربائى الجوى يناسب فى اتجاه معاكس بالنسبة للمطر والثلج أثناء سقوطهما .

جـ- الظاهرة الديناميكية الحرارية للثلج

إذا تلامست قطعتان من الثلج تختلفان فى درجة الحرارة فإن قوة دافعة كهربائية تتولد بالتأثير الحرارى وقد اكتشف (لاتهام وست Latham- Stow)) بأن الشحن يمكن أن ينتقل من بلورة الى أخرى بالتصادم وكذا إذا انزلقت قطعة ثلجية على أخرى مختلفة عنها فى الحرارة .

وأن وجود فقاقيع هوائية منحبسة فى الثلج يؤثر فى إشارة الشحن سلباً وايجاباً .

د- التكهرب الناشئ عن تصادم أو تكسر بللورات الثلج أو تصادم الماء الشديد البرودة مع البرد

اكتشف (بيرس وكنييهPierce-Cunie) أن تسليط تيار هوائى على قطعة ثلج تتطاير منه - أثناء تأكله - قطع وشظايا تحمل شحنات سالبة ، بينما يحمل الهواء شحنات موجبة ، لاحظ (لاتهام وماسون Latham-Mason)) بأن هناك تولداً للشن أثناء تصادم وتجمد قطرات الماء الشديدة البرودة مع سطح ثلجى وأثناء تكون " الضريب" وهو (البرد - الجليد - الثلج - الصقيع - (كمافى معاجم اللغة

مما سبق يتبين ان الثلج او البرد يولد شحنات كهربائية أثناء تحوله من حال الى حال أما بالتصادم او الملامسة او الانكسار أى كلما طرأ عليه طارئ غير من شكله ، أو حجمه ، أو حرارته او حالته .

ثانياُ الشواهد الميدانية

وجد (Kiehbid) وآخرون بأن مصدر الشحنات السالبة للتفريغات المتتالية من السحاب الى الارض يوجد على ارتفاعات ممحصورة ما بين سطحين متاخمين درجة حرارتهما

(-15ْو25ْ) وتتطابق مع منطقة أمطار أو ثلوج بين هذين المستويين ومن هنا يظهر انه رغم اختلاف انواع السحب الركامية جغرافيا أو فصلياً فإن حيز الحرارة الذى توجد بداخله مراكز الشحن السالبة ثابت لا يختلف .

ويقرر (لاتهام Latham) أن هذه المشاهدة متفقة تماماً مع الظواهر المخبرية وبالتالى فإن باستطاعة البرد ان يولد مجالاً كهربائياً انهيارياً فى الفترة الزمنية المطلوبة مع أمطاراً معتدلة إذا وصل تركيز بلورات الثلج فى منطقة الشحن الى 10 بلورات فى اللتر الواحد .

وبما ان مركز الشحن يقع فى اليز المحصور ما بين (-15ْو 25ْ) فأنه من الواضح ان عدد نويات التجمد الطبيعية غير كاف لتوليد البلورات الثلجية بالتركيز المطلوب ، ولا شك ان هناك عاملاً ثانوياً وإن لم نقف عليه بعد لازدياد عدد البلورات .

الخلاصة :

وهكذا فإن الظواهر المخبرية والمشاهدات الميدانية قد أقامت الدليل على أن البرد قد يكون سبباً فى تولد البرق وهذا ما قرره القرآن الكريم قبل 1400عام .

الطرح القرآنى لعملية تكون السحاب الركامى

فيما سبق تم إيضاح نشأة وتطور السحاب الركامى وكذا الظواهر الجوية المصاحبة لذلك .

والان نرجع الى النص القرآنى فى وصف السحاب الركامى ومن المهم قبل ذلك ان نتعرف على معانى الالفاظ القرآنية لفهم النص كما جاء فى معاجم اللغة وكتب التافسير :

(ألم تر أن الله يزجى سحاباً)

اء فى معجم مقاييس اللغة مادة (زجى) والريح تزجى السحاب : تسوقه سوقاً رفيقاً وبمثله قال ابن منظور فى لسان العرب وقال الجوهرى (زجيت الشئ تزجية إذا دفعته برفق)

وهذا ما فهمه المفسرون من الاية .

فقد قال ابن كثير : يذكر تعالى انه يسوق السحاب بقدرته اول ما ينشئها وهى ضعيفة وهو الازجاء : سوق الشئ برفق وسهولة ) ، وقال أبو حيان : (ومعنى يزجى يسوق قليلاً ويستعمل فى سوق الثقيل برفق ) وقال الشوكانى الازجاء : السوق قليلاً المعنى انه يسوق السحاب سوقاً رفيقاً) وهذا الذى ذكره المفسرون هو نفسه الذى قرره علماء الارصاد فى الخطوة الاولى من تكوين السحاب الركامى كما بينا سابقاً تحت عنوان : كيف يبدأ كون السحاب الركامى .

(ثم يؤلف بينه)
يبين علماء اللغة أن التأليف : هو الجمع مع الترتيب والملائمة قال الاصفهانى فى غريب القرآ، والإلف اجتماع مع التئام... والمؤلف ما جمع من أجزاء مختلفة ورتب ترتيباً قدم فيه ما حقه أن يقدم وأخر فيه ما حقه ان يؤخر)

وقال ابن فارس فى المقاييس الهمزة واللام والفاء أصل واحد يدل على انضمام الشئ الى الشئ والاشياء الكثيرة أيضاً ) ومن المفسرين قال القرطبى أى يجمعه عند انتشائه ليقوى ويتصل ويكثف) وقال الزمخشرى ومعنى تأليف الواحد أنه يكون قزعاً فيضم بعضه الى بعض وجاز "بينه" وهو واحد لأن المعنى بين أجزائه )

وقال ابن الجوزى أى يضم بعضه الى بعض فيجعل القطع المتفرقة قطعة واحدة والسحاب لفظه لفظ واحد ومعناه الجمع). وقال الطبرى وتأليف الله السحاب : جمعه بين متفرقها)

وهذا اللفظ الذى استعمل فى كتاب الله للدلالة على المرحلة الثانية فى نظام تكوين السحاب الركامى يندرج تحته هذا المعنى العلمى الذى شاهده علماء الارصاد .

ففى هذه المرحلةتتألف السحب المتعددة لتكون سحاباً واحداً وبلغ التأليف بين السحب أن أصبحت كياناً واحداً .

ويحدث كذلك تأليف بين أجزاء السحاب الواحد . كما أشار الى ذلك الزمخشرى أخذاً من معنى اللفظ القرآنى .

ولكى تتم هذه الخطوة : وهى الانتقال من مرحلة الازجاء لقطع السحب الى مرحلة التأليف يحتاج الامر الى وقت ولذلك نرى أن الحرف الذى استعمل فى القرآن للدلالة على هذه العملية هو حرف العطف "ثم" الذى يدل على الترتيب مع التراخى فى الزمن (ثم يؤلف بينه)

ثم يجعله ركاماً) الركم فى اللغة : يأتى بمعنى إلقاء الشئ بعضه) فوق) بعض كما قال ابن فارس وقال ابن فارس وقال ابن منظور الركم : جمعك شيئا فوق شئ حتى تجعله ركاماً مركوماً كركام الرمل والسحاب ونحو ذلك من الشئ المرتكم بعضه على بعض) وقال الاصفهانى والركام ما يلقى بعضه على بعض ) وقال الجوهرى ركم الشئ يركمه إذا جمعه وألأقى جمعه وألقى بعضه على بعض)

ومن المفسرين قال الطبرى يعنى متراكماً بعضه على بعض) وقال بن كثير أى يركب بعضه بعضاً ) وبمثلهما قال القرطبى ، والزمخشرى وأبو السعود وابن الجوزى والشوكانى والبيضاوى والخازن والنسفى .

وهذه المرلة الثالثة من مراحل تكوين السحاب الركامى المذكور فى الاية الكريمة تقابل ما ذكرناه آنفاً تحت عنوان : ركم السحاب الذى يكون بالنمو الرأسى لنفس السحابة ، هو العامل الرئيسى فى هذه المرحلة ، وأن الانتقال اليه من المرحلة السابقة يحتاج كذلك الى زمن لذلك كان استعمال حرف العطف الدال على الترتيب مع التراخى فى الزمن وهو حرف العطف (ثم).

(فترى الودق يخرج من خلاله)
الودق : هو المطر عند جمهور المفسرين كما قال الشوكانى والقرطبى .

خلاله : فى هذا اللفظ قراءة أخرى ، قال ابن جوزى وقرأ ابن مسعود وابن عباس وأبو العالية ومجاهد والضحاك من خلله) .

وبين المفسرون معنى "من خلاله" فقالوا : من فتوقه ومخارجه وقال بهذا التفسير الزمخشرى وأبو حيان والشوكانى والبيضاوى وأبو السعود والنسفي .

وقال القرطبى وخلال جمع خلل مثل : جبال وجبل وهى فرجه ومخارج القطر منه)

وقال ابن كثير يخرج من خلاله : أى من خلله كما هى قراءة الثانية .

وهذا الذى أشارت اليه الاية الكريمة هو ما قرره العلماء الارصاد من مراحل لنزول المطر فى السحاب الركامى .

فهذه المرحلة تعقب المرحلة السابقة وهى مرحلة الركم وبعد أن يضفع الرفع فى السحاب أو ينعدم وهو الذى كان يسبب الركم ينزل على الفور المطر وبضعف عملية الرفع الى اعلى او انعدامها تتكون مناطق ضعيفة فى السحاب لا تقوى على حمل قطرات المطر الى اعلى بسبب ثقلها فتخرج من مناطق الخلل او او الضعف فى جسم السحابة .

(وينزل من السماء من جبال فيها من برد)
قال أبو السعود وينزل من السماء) من الغمام فإن كل ما علاك سماء (من جبال فيها) أى : من قطع عظام تشبه الجبال فى العظم العظم ، كائنة فيها (من برد) مفعول ينزل على (من) تبعيضية والاوليان لابتداء الغاية على الثانية بدل اشتمال من الاولى بإعادة الجار أى ينزل مبتدئاً من السماء من جبال فيها بعض برد وقال من السماء من جبال فيها بعض برد ، وقال الشوكانى بمثل ما قال أبو السعود وقال البيضاوى بمثل ما قال ابو السعود أيضاً ، إلا انه اعتبر (من) الثالثة بيانية فقال : ( من برد بيان للجبال والمفعول محذوف أى ينزل مبتدئاً من السماء من جبال فيها من برداً )

وقال ابن الجوزى وينزل من السماء) مفعل الانزال محذوف تقديره : وينزل من السماء من جبال فيها من برد برداً ، فاستغنى عن ذكر المفعول للدلالة عليه و"من" الاولى لابتداء الغاية لان ابتداء الانزال من السماء والثانية للتبعيض لأن الذى ينزله الله بعض تلك الجبال والثالثة لتبيين الجنس لأن جنس تلك الجبال جنس البرد ) .

وهذا الذى فهمه هؤلاء المفسرون الذين نقلنا أقوالهم فى بيان تفسير الاية هو ما كشف عنه العلم فلابد ان يكون السحاب فى شكل جبلى يسمح بتكوين الثلج فى المناطق العليا منه ويسمح بتكوين الماء الشديد البرودة الذى سيتحول الى مزرعة للبرد عندما يشاء الله فى المنطقة الوسطى من السحابة وان البرد يتكون عندما تمكث نواة ثلجية لفترة زمنية كافية وتحتوى على ماء شديد البرودة (ماء درجة حرارته تحت الصفر حتى درجة -40ْم) وتحت هذه الظروف المواتية فإن البرد ينمو بتعدد اصطدامه مع قطرات الماء الشديد البرودة والتى تتجمد بمجرد ملامسته فلابد ان يكون فى تلك السحابة شئ من برد (فيها من برد) ويكون المعنى والله اعلم وينزل من السماء برداً من جبال فيها شئ من برد والجبال هى : السحب الركامية التى تشبه الجبال وفيها شئ من برد وهى : تلك البذور الاولى للبرد .

(فيصيب به من يشاء ويصرفه عن ما يشاء )
هذه الفقرة من الاية الكريمة تقرر ان نزول البرد مكاناً وزماناً مرهون بمشيئة الله سبحانه وتعالى ومع معرفتنا بأن الامر متعلق بمشيئة الله التى لا نعلمها إلا ان الله قد جعل لكل شئ قدراً فوقت نزول المطر بيده ونزول البرد بيده سبحانه ولكن ذلك كله يجرى وفق سنن محكمة.

(يكاد سناً برقه يذهب بالابصار)
يبين الله تعالى ان للبرد برقاً شديد اللمعان فالضمير فى برقه يرجع الى أقرب مذكور وهو البرد وسنا البرق : شدة بريقه وضوئه يذهب بالابصار أى خطفه أياها من شدة الاضاءة فنسب البرق الى البرد فى كتاب الله .

وقد بينا فيما سبق ان البرد يقوم بتوزيع الشحنات الكهربائية فى جسم السحابة أثناء صعوده وهبوطه ثم يقوم بالتوصيل بين الشنات الكهربائية المختلفة فيحدث تفريغاً هائلاً .

وهكذا فإنك إذا تأملت فى الاية ستراها ترتب مراحل تكوين السحاب الركامى خطوة مشيرة الى التدرج الزمنى .
وتتجلى أوجه الاعجاز المتعددة فى هذه الآية الكريمة إذا طرحنا بين أيدينا هذه التساؤلات :

- من أخبر محمداً بأن أول خطوة فى تكوين السحاب الركامى تكون بدفع الهواء للسحاب قليلا ؟ {يزجى سحابا}!!

وهذا أمر لم يعرفه العلماء إلا بعد دراسة حركة الهواء عند كل طور من أطوار نمو السحاب

- ومن بين له ان الخطوة الثانية هى التأليف بين قطع السحب {ثم يؤلف بينه} ومن أخبره بهذا الترتيب؟

- ومن بين له أن ذلك يستغرق فترة زمنية حتى يعبر عنه بلفظ {ثم}.

- ومن اخبره محمداً أن عامل الركم للسحاب الواحد هو العامل المؤثر بعد عملية التأليف ؟

- ومن أخبره أن هذا الركم يكون لنفس السحاب ، وأن ذلك الانتقال من حالة التأليف يستغرق بعض الوقت {ثم يجعله ركاماً}؟

هذه المسائل لا يعرفها إلا من درس أجزاء السحاب ورصد حركة تيارات الهواء بداخله فهل كان يملك الرسول الاجهزة والبالونات والطائرات !!

- وكذلك من الذى أخبره محمدا بأن عملية الركم (الناتجة عن عملية الرفع) اذا توقفت اعقبها نزول المطر مباشرة ؟ وهو أمر لا يعرف إلا بدراسة ما يجرى داخل السحاب من تيارات وقطرات مائية وهذا لا يقدر عليه إلا من امتلك الاجهزة والقياسات التى يحقق بها ذلك ، فهل كان لمحمدe مثل هذه القدرة وتلك الاجهزة؟

- ومن الذى أخبر محمداً أن فى السحاب مناطق خلل وهى التى ينزل منها المطر؟ وهذا امر لا يعرفه إلا من أحاط علما بدقائق تركيب السحاب المسخر بين السماء والآرض ، ويحركه الهواء داخل السحاب.

- ومن اخبر محمداً بان الشكل الجبلى وصف للسحاب الذى ينزل منه البرد؟ فهل احصى الرسول كل انواع السحاب حتى تبين له هذا الوصف الذى لابد منه لتكوين البرد؟

- ومن أنباه عن نويات البرد التى لابد منها فى السحاب الركامى لكى يتكون البرد {وينزل من السماء من جبال فيها من برد}أن هذا السر لا يعرفه إلا من تمكن من مراقبة مراحل تكوين البرد داخل السحاب

- ومن الذى أنباه بأن البرد برقاً وان البرد هو السبب فى حصوله ؟ وانه يكون أشد أنواع البرق ضوءا ؟ إن ذلك لا يعرفه إلا من درس الشحنات الكهربائية داخل السحاب واختلاف توزيعها ودور البرد فى ذلك.

ولشدة خفاء هذا الامر فقد نسب المفسرون البرق الى السحاب - وان كان السحاب يشتمل على البرد فى كلام المفسرين - ولم نجد من نسب هذا البرق الى البرد، مع انه المعنى الظاهر لقوله تعالى {وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عم ما يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالابصار}.

من أخبره محمداً بكل هذه الاسرار منذ اربعة عشر قرنا ؟ وهو النبى الامى فى الامة الامية التى لم يكن يتوفر لديها شئ من الوسائل العلمية الحديثة .

لا أحد إلا الله الذى نزل القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيراً.

منقول للفائده


سلام

هادي

جزيت خيراً

وبارك الله فيك

وجعلها الله في ميزان حسناتك

ولكني مع ذلك ارى ان الموضوع موقعة الساحة الاسلامية

تسلم اخوي ولد عنبر

وتواجدك معنا شي كبير لنا

واذا مشرف الساحة يرى ان مكانها في ما قلت ما عندي مانع

سلام

اخي هادي

لقد اعجبني اسلوبك في الموضوع

وقد اسهمت فيه بشكل ممتاز

لك مني كل شكر وتقدير

ما أروعك ياهادي وما أروع مواضيعك

ماشاء الله عليك موضوع رائع جداً وسرد حلو

تمنياتي لك بالتوفيق يالغالي

ومزيداً من التقدم


وتقبل التحيه

سبحااااان الله

الله له في الكووون عجائب

جزاك الله خير

المعاصر
حائل

ايش هالمواضيع يا هادي .

موضوع قوي و متعوب عليه ، تسلم على هذه الدرر ;)

تسلم اخوي مثير

وتواجدك معنا شي كبير لنا

سلام