ارض ربك ولا تخف ،،

08 / 02 / 2015, 05 : 10 AM

ارض ربك ولا تخف

هناك حكمة تقول

اذا كنت مرضى ربك فلا يضرك كلام الناس عنك .. ولا تخاف من مستقبلك ..

ولا تحزن على ماضيك .. وسوف تنال الامن والامان في ظل ربك الكريم

بدون ان نعتمد على نفسك ولا على غيرك

ذالك ان راحة الضمير تكون بثلاثة امور

الاول ان لا تظلم نفسك بالذنوب والمعاصي

الثاني ان لا تظلم غيرك حتى الحيوان البهيم

الثالث ان تجتهد في ذكر ربك والتوكل عليه وارضائه

هذه الثلاث هي قاعدة الامن النفسي لدى المسلم الحق

واذا كان المثل العامي يقول (( لا تسرق ولا تخاف ))

فجيب ان نعدلها بقولنا (( لا تعص ولا تخاف ))

وأنت تلاحظ ان اكثر الهواجس المخيفه تأتيك من ثلاث جهات

الاول/ جهة المستقبل

فالمستقبل يثير القلق ..

ذالك انك تشاهد المقادير تجرى على الناس بالشرور والمصائب والاحزان

من مرض وفقد عزيز وفقر وقهر وظلم وتفرق اسر

وأنت جزء من هذا العالم البشري الذي كتب عليه الخوف والجوع والشقاء المتواصل

ومن خلال المقارنه يحدث عنك خوف ..

فالاحلام المزعجه تثير في نفسك الخوف .. ومقارنة حالك بأحوال المصابين تثير

في نفسك الخوف .. وطارق المخاوف والشرور يأتي في الليل او النهار

يا راقد الليل مسرورا بأوله .. ان الحوادث قد يطرقن اسحارا

ثانيا/ كلام الناس عنك يثير عندك الخوف والحزن

وكم من الناس عاش حياته وهو ضحية لايحأت الناس .. فيصدق كلامهم ويتأثر

بنظراتهم ويجاملهم ويسايرهم على حسب نفسه وصحته ووقته

فهو دائم الفكر فيما يروجه ذاته عند الاخرين .. يهتم بالمدح والذم والتهديد والوعيد

وكم من الافاضل والعلماء تكدرت حياتهم بسبب كلام الناس وأعتقادهم

فهذا امام المفسرين الطبري تشاع عنه مقالة السؤ حتى يدفن خفيه بالليل

وهذا ابن تيميه يسجن ويموت في سجنه ..

وقبل هذا واذك صاحب القريه في سورة ياسين الذي قتل بسبب نصحه

ثالثا /الماضي بتجاربه المؤلمه يثير في نفسك الحزن والقهر

فاذا كنت مظلوم او عشت مع مستغلين او فاتك محبوب او اصابك مكروه

هذه الشحنه من التجارب المؤلمه تولد في النفس شعور الحزن والقهر والكبت

وهي بمثابة البارود المتفجر الذي يهز اركان النفس عندما تصاب بأحداث الحياة

وقد قال احمد راجح ان المرض النفسي له جانبان

الاول جانب معد وممهد وهي احداث الحياة المحزمه التى تحتزن في اللاشعور
الثاني جانب مفجر ومظهر وهو الحدث القوى الذي احداث الاهتزاز وهو بمثابة القشه

التى قصمت ظهر البعير ..

الامر ياصديقي

ان من عرف نفسه لم يهتم بكلام الناس

ومن احسن فيما بينه وبين الله كفاه الله مؤنه الحياة وعاش في ضمان

الله وحفظه من الاقدار النازله التى تغير النعم وتجلب النقم

فكن لله كما يريد يكن لك الله فوق ما تريد .. واطع فيما يريد يلين الله لك الحديد

ارض ربك .. ولا تخف ...