السعوديون أمام جبهتين.. مشتريات رمضان.. ولوازم الدراسة

السعوديون أمام جبهتين.. مشتريات رمضان.. ولوازم الدراسة

حرب شعواء بين المكتبات والأسواق أبطالها «عملاء سريون»


حرب شعواء بدأت بين المكتبات والأسواق التجارية ابطالها عملاء سريون ينقلون أخبار التخفيضات والعروض، التي يعمل عليها المنافسون استعدادا لموسمي رمضان والدراسة.
قرابة العشرين يوما تفصل بين السعوديين ومعركة ضحاياها ملايين الريالات التي ستستنزف جيوب ارباب الأسر، وذلك على مشتريات رمضان واللوازم المدرسية، اذ يعد هذا العام الأول من نوعه، حيث يتصادف دخول رمضان وبداية الدوام المدرسي، وهذا ما يحتم على ذوي الدخل المحدود مراعاة وترتيب أمورهم، رغم انه لا مفر من الاستسلام للأمرين، وأن كانت «ضربتين في الرأس توجع».

المحلات التجارية، كذلك المكتبات تحضرت بتجهيزات سرية، والمضحك انها استعانت بحسب مسؤول في احدى المكتبات بعملاء سريين ينقلون ما يستعد به المنافسون من تجهيزات وتخفيضات متقمصين شخصيات غير حقيقية للعودة الى المنافس بالخبر اليقين.

يقول مدير فرع مكتبة جرير بجدة نايف الوابلي، انه امر منتشر في هذه الآونة، حيث يقوم دور هذا المتخفي بالسؤال عن امور تخص المحل من تخفيضات وعروض متلبسا بثوب الصحافة او الاعلام بشكل عام.

ارباب الاسر، خاصة ذوي الدخل المحدود يعيشون حالة من الاكتئاب، فما ان بدأت تلوح لهم المتنزهات والملاهي والفنادق والمنتجعات بالوداع مع ما رافقها من خسائر فادحة حتى فتحت السوبرماركتات والمكتبات احضانها لهم، وهو ما يعلق عليه عائض القرني، وهو رب أسرة تعيش في مدينة جدة بقوله «كارثة هذا العام أظنها فريدة من نوعها، فالصيف بمصاريفه للاحتفالات والزواج والنزهة ويتبعه الدراسة ورمضان بكلفتهما، ويأتي بعدها مباشرة العيد، كلها ستتسبب في مشكلة، خاصة ذوي الدخل المحدود».

و«لأن مصائب قوم عند قوم فوائد»، فإن المكتبات والأسواق بدأت بالتحضيرات، حيث يقول مدير فرع مكتبة جرير «ان فروع مكتبتنا اتمت الاستعدادات للموسم المقبل، متسلحين بأدوات التخفيض والعروض على سلعنا، مشيرا الى انه كثيرا ما يلقى اللوم على نشاطنا متهميننا بارتفاع الأسعار على عكس المواد الغذائية التي تشهد عصر الارتفاع، موضحا ان هذا الموسم مختلف عن بقية المواسم المنصرمة، خصوصا بدخول شهر رمضان وبداية العام الدراسي الجديد. وقال: سنكون متعاونين ومراعين لهذا الأمر.

وفي الجانب الآخر بدأت شاحنات المواد الغذائية الرمضانية تحط رحالها امام السوبرماركتات والأسواق، تأهبا لحرب ضروس يعلق عليها عبد العزيز صعيدي مسؤول في فرع سوبرماركت بندة بقوله «ان محلات المواد الغذائية تسعى في مثل هذا الوقت الى كسب اكبر عدد من المستهلكين، وذلك بنشر عروضها وتخفيضاتها سواء في الاعلام المقروء او المسموع، مشيرا الى ان فرعه سوف يراعي مدى اهمية توقيت هذا الامر وذلك بدخول شهر رمضان وبداية العام الدراسي.

ويعلق هنا الدكتور أنمار مطاوع أستاذ الأعلام بجامعة الملك عبد العزيز بجدة في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: ان دخول هذين الأمرين على المملكة يعد الأول من نوعه والذي يؤدي الى الاستنزاف بأكثر من اول، مطالبا بمراعاة هذه الظروف، وذلك بصرف راتب شهر اضافي لجميع موظفي وموظفات الدولة ممن هم دون المرتبة الخامسة، وبالتذكير انه قد تم في السابق تقديم مكرمة من الملك عبد الله بن عبد العزيز بصرف راتب اضافي في العام المنصرم لمن هم من ذوي الدخل المحدود، والذي يرى انه الحل الذي سيكون بمثابة الانقاذ من معضلة هذين الأمرين.

الى ذلك يرى الدكتور حبيب الله محمد تركستاني استاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز في حديثه لـ«الشرق الأوسط» ان من الحلول التي من الممكن ان تجاوز محنة هذين الموسمين هي معالجة قضية الاسعار، التي ارتفعت بشكل غير مبرر وأصبحت كالموضة اذا ارتفع شيء منها ارتفع الباقي، مؤكدا ان لها التأثير المباشر على الحياة الاجتماعية.

وأضاف الدكتور التركستاني، ان من الحلول لذلك تنشيط مؤسسات المجتمع المدني ووضع قنوات لصوت المستهلك يستطيع من خلاله أن يعبر عن رؤيته ومطالبه وقراراته لكي تحفظ حقوقه، وان يكون كذلك المستهلك رشيدا في استهلاكه لكي لا يطمع أصحاب المحلات التجارية في رفع الاسعار والأهم أن يتحول المجتمع من مجتمع مستهلك إلى مجتمع منتج.

الجدير بالذكر ان المدارس بدأت يوم امس بعودة المدرسين في حين يبدأ الطلاب العودة الى مقاعد الدراسة الاسبوع بعد المقبل، في الوقت الذي يوافق بداية رمضان في هذا العام الخميس 13 سبتمبر (ايلول) 2007 بحسب عضو في هيئة كبار العلماء في السعودية، قال «إن الخميس 13 سبتمبر (أيلول) 2007 سيكون أول أيام شهر رمضان المبارك، موضحاً أن الأربعاء سيكون آخر يوم من أيام شهر شعبان إكمالاً للثلاثين.

وذكر الدكتور عبد الله بن سلمان المنيع بأنه استند في التحديد الى تحليل علمي فلكي، قد يصعب إدراكه لغير المختصين، وقال ان هلال شهر رمضان سيولد الساعة الثالثة وأربعاً وأربعين دقيقة بعد ظهر يوم الثلاثاء الموافق 29 شعبان، ويغرب الهلال الساعة السادسة وأربعاً وعشرين دقيقة، وتغرب الشمس بعده الساعة السادسة وتسعاً وعشرين دقيقة بتوقيت مكة المكرمة، حيث تمكث الشمس بعد غروب الهلال قبلها 5 دقائق ثم تغرب. وأوضح الدكتور المنيع في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، ضرورة توضيح هذه الأمور للعامة، لأنها تؤدي إلى الالتباس والشك في تحديد ولادة الأهلة، لا سيما أن المسألة تتعلق بفرائض دينية وعبادات، كصيام رمضان وعيد الفطر ويوم عرفة وعيد الأضحى، مشيراً إلى أن الأخذ بالحساب الفلكي يكون في حال النفي دون حال الإثبات، حيث إن الإثبات في حال إمكان الرؤية يحصل بالرؤية الشرعية لا بالحساب الفلكي.

اي والله انك صادق ، الله يكون في عونهم ويسهل امورنا والجميع
تسلم يمينك على النقل الرائع بارك الله فيك