: ‌ ‌‌‌‌‌ ‌ ‌ ‌ ‌ ‌‌‌‌‌ ‌ ‌ ‌‌ ‌ ‌ ‌ ‌ ‌ ‌ ‌ ‌‌ ‌ ‌‌‌‌‌ 」 وعَادت ْ¬» تـقَولْ 「

، سلامُ الله على الحيطانِ العتيقة على المنازلَ القديمة على أزقة الحنينْ على مقاعد الطرقاتِ سلامُ الله على أنقياء الزمنَ الجميل على الرفاقَ على الجيرانَ والجاراتِ على التفاصيلَ المهجورة .. على الحكاياتِ المبتورة ..على الطيبينِ والطيباتِ ..!

، غادرتِ الحيَ القديمَ هذا المساءَ : امرأة مسنة شهدتِ طرقاتِ الحيّ تفاصييلِ شبابها .. وخبأت بينِ الزواياَ سنواتِ عمرها ..! وأفراحِها ، وأحزانِها ، وأحاديثِها مع جاراتها ..! لــ هذا لنْ تنسى الطرقاتُ ولا الجدرانَ ! طيبة تُدعى ( ..... ) ! رحمكِ الله

، في كل بيت هناك إمرأة مسنة / ثابتة في الأرض كـ سدرة عريقة الجذور..! فـ اذا ما سقطت السدرة يوماً / تفرقت وضاعت الطيور ) رحلت المرأة التي أحبتني كـ عينيها وأكثر ! والتي لم يسعفني خجلي ان أخبرها اني أحبها كـ عيني وأكثر! المرأة التي كانت لي شجرة أمان حين كنت طفلة ضعيفة الجناح والريش! المرأة التي آن هطلت الأمطار سارعت لتغطية رأسي وأوصتني بتجنب اللعب تحت الماء ! المرأة التي ان هاجمتني الحمى /سهرت ليلها تتلو آيات الله على رأسي ! المرأة التي علمتني ان لااله إلا الله و أن اركان الاسلام خمسه / وفروض الصلاة خمسة! المرأة التي رافقتني في وضوء الفجر/ كي لايسرقني النوم من فرضي ! المراة التي مازالت رائحة حقيبة سفرها وهي عائدة من بيت الله الحرام تملآ أنفي ! المرأة التي كان للدرهم من يديها فرحة طفولة لا توازيها فرحة المراة التي كانت رائحة بخور ملابسها تعادل لدي رائحة وطن !

، في خزانة ملابسي صندوق صغير , احتفظ فيه ببقايا من مراحل مختلفة من عمري , كلما تفقدت محتوياته شممت رائحة الطرقات القديمة والحي القديم وثوب جدتي ! ، أكثر ماكان يرعبني في طفولتي .. هو فقدان جدتي ! وحين توفيت كنت في عمر ادرك به حقيقة الحياة والموت.. فـ كان الرعب أقل .. والمصاب اصغر !!

، ‏أعيدوا الزمنَ إلى الوراء لـ سنوات ! ‏كي أودّع جدتي وهي على فراش الموت .. ‏وداعاً يليق بـ امرأة منحت طفولتي من الفرح ‏والأمان الكثير ..! ‏

، آه أيها الزمنْ ! ليتَ نافذة الَمآضيَ تنفتحُ لي قليلاً .. لـ آحتسي كوبَ ذلكَ الَشاهيّ السَاخنُ الذي مازآل طعمه باقياً فيّ رَيقيَ ! أشَتقتِ اليكِ يـ َكسيرآت الخبزُ اللذيذة , أشتقتِ اليكِ يآأمي , وأشتَقتِ إلى لمسة يَديَكِ آلحآنية , وإلى كلْ ما يـ ذكرنيَ بـ رائحُتكِ , آمآ كآن ( محمود درويش ) يحُن لِـ ذلك كله !

، أحنُ إلى جدتيّ هذا المساء كثيراً ..! وكمَ تمنيتِ لو كانِ هناكَ محطاتِ خاصة نودعُ عليها الموتى ! نُصافحُهمَ ، نقبلهمَ ، نوصيهمَ بأنفسهم خيراً ، ثمَ نلوحُ لهم مُودعينَ ! ترى؟ أيحنُ إلينا الموتى تحتَ التراب .. كما نحنُ لهم فوقَ التراب ؟ ، نمرُ الطرقاتِ القديمة ، فُـ تولُمنا تصدُعاتِ جُدرانها ! فـ شروخَ الزمانَ ليستَ في الجدران فقط .. إنها في قلوبنا نحنٌ أيضاً ! نحنُ الذينَ تحولتَ أعماقنا إلى محطات وداع وأرهق تلويحُ الوداع كفوفناَ ، في داخل كل أنثى طفلة ! طفلة تحنُ إلى الجد والجدة والبيت القديم والحي العتيق والرفيق الصغير ! وعروسة كانت يوماً لعبتها المفضلة !

، ‏ويعودُ العيدُ لـ يجددهم بنا ! وكأنه يسكبُ على أطيافهم الماءَ .. فـ تتضحُ ملامحهُم في داخلنا أكثر وكأننا ما ودعناهُم يوماً ولا بكتْ خلف قوافلهم قلوبُناََ ،

،


تعلمّ أن تُغادر كل مكان لا يستحقّك ..!