سحـايـب الجــــود

تأملْ إنك يوماً تتوبْ ! وتشكو الذنوبَ .. وأنتَ الذنوبْ! ...
وفي كل يوم تبوءُ بذنب ,, وعيباً يضافُ لباقي العيوب ..

تأملْ إنكَ تحيا طويلاً ,, و شمسكَ مالت وحان الغروب ..
أتخفي السنينَ مع الأربعين ،،، فكيف ستُخفي إشتعالُ المشيب ..

أتهجرُ دربَ الهدى والصلاحِ ,, وترحلُ في مُهلكاتِ الدروب ؟!
تؤجلُ توبَتكَ دوماً ! ولستَ ,, تؤجلُ يوماً لقاءَ الذنوبْ !

قال الإمام الشَّافعي رحمه الله :
قَالُوا سَكَتَّ وَقَدْ خُوصِمْتَ قُلْتُ لَهُمْ *** إِنَّ الْجَوَابَ لِبَابِ الشَّرِّ مِفْتَاحُ
فَالصَّمْتُ عَنْ جَاهِلٍ أَوْ أَحْمَقٍ شَرَفٌ *** أَيْضًا وَفِيهِ لِصَوْنِ الْعِرْضِ إِصْلاحُ
أَمَا تَرَى الأُسْدَ تُخْشَى وَهِيَ صَامِتَةٌ *** وَالْكَلْبُ يَخْسَى لَعَمْرِي وَهُوَ نَبَّاحُ

شرع الله تعالى العقوبات لمصلحة الناس في الدنيا ، والآخرة ؛ ففي الدنيا ردعٌ ، وزجر، وفي الآخرة تكفير للسيئات ، ورفع للدرجات .
وقد أمر الله جلّ الله بتطبيق الحدود لصلاح العباد ، والبلاد .
ومِنْ نعم الله تعالى على هذه الدولة المباركة تطبيقها للحدود ، امتثالاً لأمر الله سبحانه ، وكثيرا مانسمع عن بيانٍ لوزارة الداخلية يخبر عن تنفيذ حكم القتل إما قصاصاً ، أو حـداً ، أو تعزيـــراً ، فما الفرق بين القتل قصاصاً ، أو حــداً ، أو تعزيـراً ؟؟
لعلي أبين الفرق باختصار شديد ،بياناً يوضح للقار ئ المفضال الفرق بجلاء دون ملل ، فأقول مستعيناً بالله المولى :
أولاً / الحدود المقدرة في شرع الله سبعة هي : حد السرقة ، والزنا ، والقذف ، وشرب المسكر، والبغي ، والردة ، والحرابة .
وَمَنْ ارتكب أحد هذه المحرمات وثبت عليه شرعاً فإنه يقام عليه الحد ، ولايسقط بحال ، حتى لو تنازل المجني عليه .
فمن ارتكب من الحدود السابقة ماعقوبته القتل كالردة والحرابة فإنه يقتل حـداً ..
ثانياً / القتل قصاصاً : هو إعدام القاتل الذي قتل غيره متعمداً دون وجه حق .
ثالثاً / القتل تعزيراً : التعزيرُ عقوبة لم يحدد الشارع مقدارها ؛ بل جعل التقدير لنظر القاضي ، فأقل التعزير التوبيخ ، وأعلاه القتل .
فقد يرتكب المجرم جريمةً ليس فيها حدٌ شرعيٌى ، ويرى القاضي قتل الجاني تعزيراً لحفظ المجتمع ، كأن يكون ذا سوابق عديدة ، ويكون فعله شنيعاً ، ونحو ذلك .
وختاماً : أرجو أن أكون قد كتبتُ شيئاً يفيد إخواني القراء ،،
ودمتم في رعاية الله ..

( وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا

سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى
بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31) )
كثيراً مانقرأ هذه الآية الجليلة ، ونقف ذاهلين من إعجازها ، وبلاغتها ، فقد ذكر الله تعالى اسم ( لـو ) ولم يذكر خبرها ، وهذا من البلاغة .
ولعلي أن أذكر تفسيرها من كلام الحافظ ابن كثير - رحمه الله - حتى يتبين لنا معناها .
قال - رحمه الله - : " أي: لو كان في الكتب الماضية كتاب تسير به الجبال عن أماكنها، أو تقطع به الأرض وتنشق أو تكلم به الموتى في قبورها، لكان هذا القرآن هو المتصف بذلك دون غيره، أو بطريق الأولى أن يكون كذلك؛ لما فيه من الإعجاز الذي لا يستطيع الإنس والجن عن آخرهم إذا اجتمعوا أن يأتوا بمثله، ولا بسورة من مثله، ومع هذا فهؤلاء المشركون كافرون به "

قال ابن القيم - رحمه الله -في الفوائد :
" وزوال الجبال عن أماكنها
أيسر من زوال هذه الأربعة - أي الكبر ، والحسد ، والغضب ، والشهوة - عمن بلى بها ولا سيما إذا صارت هيئات راسخه وملكات وصفات ثابتة فإنه لا يستقيم له معها عمل البتة ولا تزكو نفسه مع قيامها بها وكلما اجتهد في العمل أفسدته عليه هذه الأربعة وكل الآفات متولدة منها وإذا استحكمت في القلب أرته الباطل في صورة الحق والحق في صورة الباطل والمعروف في صورة المنكر والمنكر في صورة المعروف وقربت منه الدنيا وبعدت منه الآخرة وإذا تأملت كفر الأمم رأيته ناشئا منها وعليها يقع العذاب وتكون خفته وشدته بحسب خفتها وشدتها فمن فتحها على نفسه فتح عليه أبواب الشرور كلها عاجلا وآجلا ومن أغلقها على نفسه أغلق عنه أبوب الشرورفاتها تمنع الانقياد والإخلاص والتوبة والإنابة وقبول الحق ونصيحة المسلمين والتواضع لله ولخلقه "

قال ابن القيم - رحمه الله - في أعلام الموقعين :
" وأيّ دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يترك وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان شيطان أخرس كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين وخيارهم المتحزن المتلمظ ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذل وجد واجتهد واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون وهو موت القلوب فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل " .

ينقسم دم الإنسـان من حيث الطهارة وعدمها إلى أقسامٍ ثلاثـة :
الأول : دم الحيض ، وهذا نجسٌ باتفاق الصحابة رضي الله عنهم ؛ إلا اليسيرَ ، فقد روى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح :
حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير قال إن كان بعض أمهات المؤمنين لتقرص الدم عن ثوبها بريقها.
القسم الثاني : دم العِرْق الكثير ، وهذا نجسٌ باتفاق الصحابة رضوان الله عليهم ، وماروي عنهم في ذلك كثير ، ومنه ماروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " إِذَا كَانَ الدَّمُ فَاحِشًا فَعَلَيْهِ الْإِعَادَةُ وَإِنْ كَانَ قَلِيلًا فَلَا إِعَادَةَ عَلَيْهِ " أخرجه ابن المنذر في الأوسط .
القسم الثالث : الدَّمُ اليسير ، وهذا طاهر ، وعليه آثار الصحابة رضي الله عنهم ، فمن ذلك :
مارواه ابن أبي شيبة قال :حدثنا عبد الوهاب عن التيمي عن بكر قال : رأيت ابن عمر عصر بثرة في وجهه فخرج شئ من دم فحكه بين إصبعيه ثم صلى ولم يتوضأ."
ومنه مارواه عبدالرزاق عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَأَدْخَلَ أُصْبُعَهُ فِي أَنْفِهِ فَخَرَجَ فِيهَا دَمٌ فَفَتَّهُ بِأُصْبُعِهِ ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ "

مدونه مملوؤه بالفوائد والمعارف واللطائف
شكرا لك يالدامياء على جهدك في اخراج هذه المدونه بهذا الجمال

الله يعافيك اخوي الدمياء على هذه المدونه
التي مهما قلت بحقها فلن تكفيها كلماتي من الشكر والثناء
ففيها اجد راحتي وما ابحث عنه فهي مريحه للبال وللفكر
فشكرا من القلب وجزاك الله خير الجزاء

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جار القمر    مدونه مملوؤه بالفوائد والمعارف واللطائف شكرا لك يالدامياء على جهدك في اخراج هذه المدونه بهذا الجمال

الأجمل هو متابعتك الدائمة ، وطرح آرائك ، وتوجيهاتك ، واقتراحاتك ..
غفر الله لنا ولك ، ورزقنا وإياك العلم النافع ، والعمل الصالح ..