![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
قسم الاخبار تهتم بالاخبار الداخليه والدوليه والاقتصاد المحلي والاسهم |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#311 |
تميراوي عريق
![]() |
![]()
عنان يروي أسرار ثورة يناير وقصة بيان الجيش
صحيفة "الوطن" المصرية تنشر مذكرات رئيس أركان الجيش المصري السابق السبت 23 ذو القعدة 1434هـ - 28 سبتمبر 2013م ![]() القاهرة - سعيد السني فتح الفريق سامي عنان، الرئيس السابق لأركان حزب القوات المسلحة المصرية ونائب رئيس المجلس العسكري الحاكم بعد تنحي حسني مبارك، خزائن أسراره حول ثورة 25 يناير، متحدثاً عن المؤامرة التي تتعرض لها مصر، والتي أدركها في بواكير اندلاع هذه الثورة عندما شاهد على شاشة قناة تلفزيونية تنويهاً بخبر عاجل يقول: رئيس الأركان المصري يقطع زيارته للولايات المتحدة عائداً إلى مصر. واستوعب على الفور أن الأميركيين أنفسهم هم من سربوا الخبر، نقلا عن صحيفة "الوطن" المصرية، السبت. وتناول عنان أسرار زيارته للولايات المتحدة الأميركية، التي ثارت حولها الشائعات، وقيل وقتها إنها كانت للترتيب بين الجيش والولايات المتحدة بغرض التخلص من مبارك. وشرح عنان الملابسات وما وصفه بالحقيقة الثابتة الموثقة، وأكد أن الزيارة لم تكن لها علاقة بثورة 25 يناير، بل هي مقررة سنوياً لوفد برئاسته، كونه رئيس الأركان، لهدف يتعلق بالتنسيق والتعاون العسكري المصري – الأميركي، وتزامن توقيتها الأصلي مع إجراء الانتخابات البرلمانية في أكتوبر2010، ما دعاه إلى الطلب من المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع آنذاك، الإذن بتأجيل الزيارة تحسباً لما تحتاجه الانتخابات من تأمين يشارك فيه الجيش، وهو ما حدث بالفعل، وجرى التنسيق مع الجانب الأميركي ليكون الموعد الجديد هو 25 يناير 2011. وروى عنان قصة عودته وقطع رحلته للولايات المتحدة التي لم تكتمل. وقال: وصلت واشنطن ظهر يوم 25 يناير، وكان برنامج الزيارة يسير وفق ما هو مُعد، لكن تصاعد الأحداث أدى إلى إنهاء الزيارة قبل موعدها. ونوه عنان بالإحباط في واشنطن عند استماعه لخطاب مبارك الأول يوم 28 يناير، معتبراً أنه لم يكن مدروساً وأوحى بالضعف والتردد وغياب الحسم، وأنه شعر بأن الرئيس الأسبق يتعرض لضغوط حتى لا يتخذ قرارات قوية، وأن إدارة الرئاسة للأزمة اتسمت بالتخبط، ملقياً باللائمة على معاوني الرئيس ومستشاريه، فإما أنهم لا يملكون المعلومات الكافية، وهذه كارثة، وإما أنهم يملكونها ولا يحسنون تحليلها بشكل علمي ناضج، وهذه كارثة أفدح. بيان الجيش.. والانقلاب الناعم يصل عنان إلى صباح يوم الأول من فبراير، ويروي وقائعه التي هي نواة (الانقلاب الناعم) على مبارك لصالح الشعب، قائلاً إنه بعد الاتصالات اللازمة عقد اجتماعاً مهماً لقادة الجيش ونوابه وعدد من أعضاء المجلس العسكري من دون حضور المشير طنطاوي، وبالاتفاق معه كي يجنبه الحرج ، وألقى في الحضور خطاباً مرتجلاً استنفر فيه هممهم، واستدعى روح المقاتل لديهم، وجرى التشاور والقسم على المصحف بأن يكونوا على قلب رجل واحد ومع مطالب الشعب دون استخدام العنف. وتمت صياغة بيان لإصداره، وقام بعرض البيان على المشير فوافق عليه، وتم إرساله للإذاعة والتلفزيون، وكان البيان رسالة طمأنة للشعب والقوى السياسية، وهو البيان الذي قوبل بالفرح والتصفيق من الشباب، وأدرك منه الجميع أن القوات المسلحة تنحاز للشعب بلا تردد أو مساومة. وواصل عنان: في المساء حضرت والمشير طنطاوي اجتماعاً دعانا إليه الرئيس مبارك، وعمر سليمان الفريق أحمد شفيق، وزير الداخلية محمود وجدي، وآخرين. مبارك والدم وحماية الشرعية وسجل عنان شهادة مهمة أن مبارك لم يكن منزعجاً من البيان وبمجرد دخوله خاطب المشير قائلاً: انتو كده أعلنتوا موقفكم يا حسين؟ رد عنان على مبارك: ياريس إحنا أعلنا موقفنا عشان عارفين سيادتك ما بتحبش الدم. ورد مبارك على الفور: دم إيه يا سامي لا سمح الله، أنا مش باحب الدم، ولا عايز دم. ثم وجه مبارك كلامه للمشير وعنان مشدداً: "متنسوش ياجماعة أنكم مسؤولين عن حماية الشرعية". وأضاف عنان أن مبارك كان على ثقة بأن بيان الجيش ليس تحريضياً وأن دافعه وطني. الجيش والإخوان وموقعة الجمل وتطرق عنان لموقعة الجمل الشهيرة، التي اعتبرها نقطة تحول حاسمة في الصراع الذي امتد بين يومي 25 يناير و11 فبراير، مؤكداً أن المدبر والمنفذ لا بد أن يكون صاحب مصلحة في جملة النتائج التي ترتبت على الواقعة ملمحاً إلى (الإخوان) وإن لم يسمهم. ووصل عنان في مذكراته إلى قضية علاقة المجلس العسكري والإخوان، كاشفاً أن العسكري كان حريصاً على التوازن السياسي وخلق كيانات جديدة تثري الحياة السياسية بعد ثورة 25 يناير، وأنه شخصياً اجتمع مع مئات من شباب الحركات الثورية، وطالبهم بتكوين كيانات قوية قادرة على المنافسة، وتعهد لهم بتقديم كل دعم ممكن، لكنهم تحولوا إلى مجموعة من الجزر الصغيرة المتناثرة التي لا تملك تأثيراً أو نفوذاً في الشارع المصري. وقال إن الأحزاب بلا قواعد جماهيرية، ولا نفوذ في الشارع، وأغلبها تبدأ نخبوية، والزعماء فيها أكثر من الأعضاء، القيادات تنحصر بين مسؤولين متقاعدين ورجال أعمال يبحثون عن المصالح أو الشهرة، وتنعكس هذه النشأة بالضرورة على البرامج والمصداقية في الشارع الذي لا يلمس لهم وجوداً فعالاً، فينصرف عنهم ويتجه إلى الإخوان والسلفيين، ليس لأنهم الأكثر تعبيراً عن حاجاته، بل لأنهم يقتربون منه في ممارسات الحياة اليومية. وأردف قائلاً: لن نفهم الماضي القريب إلا على ضوء واقع ما بعد سقوط محمد مرسي، صانعو الفوضى هم هم، والوسائل والأدوات لم تتغير، ولمن ينسى أو يتناسى، أقول إن الهاربين من سجن وادي النطرون، بمساعدة حزب الله وحماس سيحاسبهم التاريخ، ولا بد أيضاً أن يحاسبهم الشعب |
![]()
مَنْ حَآول ان يَنْهَج نَهْجِي فَقَد قَلّل مِن شَأنه..
و أثبت تَميّزي ! ![]() |
![]() |
#312 |
تميراوي عريق
![]() |
![]()
احتجاج إماراتي على دعوة المرزوقي للإفراج عن مرسي
الإمارات استدعت سفيرها في تونس رداً على خطاب رئيس تونس في الأمم المتحدة السبت 23 ذو القعدة 1434هـ - 28 سبتمبر 2013م ![]() العربية.نت، فرانس برس استدعت الإمارات العربية المتحدة سفيرها في تونس، احتجاجاً على دعوة الرئيس التونسي، المنصف المرزوقي، إلى الإفراج عن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وفق ما نقلت وسائل الإعلام المحلية السبت. وانتقد، من جهته كاتب تونسي، تدخل الرئيس منصف المرزوقي في شأن خارجي، وقال الكاتب حافظ الغريبي إن "المرزوقي قد يقول أطناناً من الكلام الجميل، لكن يكفي أن يعلن موقفاً واحداً غير موفق لمحو كل ما بناه، فالعبرة ليست بالكلام، بل بالنتائج. المرزوقي يتشبه بهوغو شافيز، وهو يجهل أن تونس ليست فنزويلا، وأن المغرب العربي ليس جنوب أميركا، فلا بلادنا تنام على ثورة نفطية، ولا الأشقاء يفكرون بنفس منطق الجنوب أميركيين". وقال الغريبي أيضاً "تونس في حاجة إلى مزيد من دعم التعاون مع الإمارات العربية المتحدة، لأنها دعمت تونس، وأعربت منذ فجر الثورة عن استعداد لا مشروط لدعمها، ولأنها ظلمت عندما حشرت في ملفات فساد اتصالات تونس، وهي من مكّن بلادنا من أفضل صفقة في التاريخ". ومن جهتها، ذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية أن وزارة الخارجية في أبوظبي استدعت السفير في تونس سالم القطام "للتشاور حول المستجدات الإقليمية والعلاقات بين البلدين". لكن صحيفة "الخليج" الإماراتية قالت إن تصريحات المرزوقي "كانت تدخلاً فجاً وغير مدروس في شأن دولة ذات سيادة بحجم مصر، إضافة إلى أنها تشكيك في إرادة الشعب المصري، إلى جانب كونها دفاعاً مكشوفاً عن جماعة بحد ذاتها، لا حرصاً على الديمقراطية"، وذلك في إشارة إلى الهجوم الذي شنه الرئيس التونسي من على منبر الأمم المتحدة على السلطات المصرية المؤقتة، ودعوته إلى الإفراج عن مرسي الذي عزله الجيش المصري في الثالث من يوليو الفائت والملاحق حالياً أمام القضاء. وأضافت الصحيفة "على الساسة في تونس، وعلى رأسهم المرزوقي بكل تأكيد، الالتفات إلى ما تمر به بلادهم من تطورات وحراك جماهيري، بدل محاولة تصدير أزمتهم إلى الجيران |
![]()
مَنْ حَآول ان يَنْهَج نَهْجِي فَقَد قَلّل مِن شَأنه..
و أثبت تَميّزي ! ![]() |
![]() |
#313 |
تميراوي عريق
![]() |
![]()
ضريح عبد الناصر يتحول إلى قبلة الساسة والمواطنين
السيسي وحمدين صباحي أبرز الزائرين في ذكرى رحيله.. وسيدات يبكين على القبر السبت 23 ذو القعدة 1434هـ - 28 سبتمبر 2013م دبي - حسام عبدربه تحول ضريح الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر في ذكرى رحيله الـ43 إلى قبلة السياسيين والمواطنين المصريين، حيث زاره وزير الدفاع المصري، الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وحمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي المصري. وتوافد على الضريح العشرات، فيما شوهدت نساء يبكين على الضريح، ويقلن" السيسي من بعدك يا جمال". وتأتي ذكرى رحيل عبدالناصر والإقبال على زيارة ضريحه في ظل أزمة طاحنة ناشبة في البلاد منذ ثورة 25 يناير 2001 عنوانها البحث عن زعامة. وزار الفريق أول عبدالفتاح السيسي، السبت، ضريح جمال عبدالناصر في كوبري القبة، لمدة نصف ساعة، ووضع على قبره إكليلاً من الزهور، وكان في صحبته الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل، والمهندس عبدالحكيم جمال عبدالناصر، نجل الرئيس الراحل، وكمال أبوعيطة، وزير القوى العاملة. وشوهد السيسي يحتضن المهندس عبدالحكيم نجل جمال عبدالناصر ويقبله، بحسب وسائل إعلام مصرية. وتم فتح طريق الخليفة المأمون المفضي إلى الضريح في وسط القاهرة بعد مغادرة السيسي، كما سمحت قوات الشرطة العسكرية للمواطنين بدخول ضريح عبدالناصر لقراءة الفاتحة على روحه. وفيما توافد مواطنون على زيارة الضريج إحياء للذكرى، بكت نساء على الضريح، وهن يقلن "السيسي من بعدك يا ناصر". ويرشح مواطنون بقوة ترشيح السيسي لرئاسة الجمهورية، بعد دوره في الإطاحة بحكم الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي، في 3 يوليو الماضي. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملات ترشح السيسي للرئاسة باعتباره الزعيم القادم لمصر. ومن ناحية أخرى، نفت المؤسسة العسكرية المصرية حتى الآن أي بادرة لترشيح السيسي لانتخابات الرئاسة المصرية القادمة. ![]() وفي سياق الاحتفالية، كتب حمدين صباحي، مؤسس "التيار الشعبي"، السبت، في حسابه على "تويتر"، تعليقاً على ذكرى رحيل جمال عبدالناصر: "(أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).. لهذا عاش جمال عبدالناصر". ومن جانبه، قال حسام مؤنس، المتحدث باسم "التيار الشعبي" في حسابه على "تويتر": "رحل عبدالناصر الإنسان والزعيم وبقي مشروعه الوطني متجدداً ملهماً، مؤكداً أنه الحل الحقيقي لمصر وأمتها". وأضاف: "ستبقى خالداً يا ناصر في عقول وقلوب الناس". ويعتبر صباحي من رموز التيار الناصري في مصر. وخسر في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة المصرية، وحل ثالثاً بعد مرسي، وأحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس الأسبق، حسني مبارك. وتحتفل أسرة جمال عبدالناصر، السبت، بالذكرى الـ43 على رحيله، أمام ضريحه في كوبري القبة، بوضع أكاليل الزهور على قبره، وقراءة الفاتحة. كلمات دليلية السيسي, عبد الناصر |
![]()
مَنْ حَآول ان يَنْهَج نَهْجِي فَقَد قَلّل مِن شَأنه..
و أثبت تَميّزي ! ![]() |
![]() |
#314 |
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
![]() |
![]()
الجيش الثاني يلقي القبض على 8 إرهابيين ويدمر 3 أنفاق في سيناء
![]() للواء أحمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني أكد مصدر عسكري مسؤول أن قوات الجيش الثاني الميداني تمكنت، اليوم، من القبض على 8 عناصر إرهابية في سيناء وتدمير 3 أنفاق. |
![]() اللهم صل وسلم على نبينا محمد♡
![]() |
![]() |
#315 |
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
![]() |
![]()
الإمارات تستدعي سفيرها في تونس احتجاجا على دعوة المرزوقي للإفراج عن مرسي
كت ![]() عبد الله بن زايد استدعت الإمارات العربية المتحدة، سفيرها في تونس احتجاجا على دعوة الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، إلى الإفراج عن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وفق ما نقلت وسائل الإعلام المحلية السبت. وذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية أن وزارة الخارجية في أبو ظبي استدعت السفير في تونس سالم القطام "للتشاور حول المستجدات الإقليمية والعلاقات بين البلدين". لكن صحيفة الخليج الاماراتية قالت من جهتها ان تصريحات المرزوقي "كانت تدخلاً فجاً وغير مدروس في شأن دولة ذات سيادة بحجم مصر، إضافة إلى أنها تشكيك في إرادة الشعب المصري، إلى جانب كونها دفاعا مكشوفا عن جماعة بحد ذاتها، لا حرصا على الديمقراطية"، في إشارة إلى الهجوم الذي شنه الرئيس التونسي من على منبر الأمم المتحدة على السلطات المصرية المؤقتة ودعوته إلى الإفراج عن مرسي الذي عزله الجيش المصري في الثالث من يوليو الماضي والملاحق حاليا أمام القضاء. وأضافت الصحيفة "على الساسة في تونس، وعلى رأسهم المرزوقي بكل تأكيد، الالتفات إلى ما تمور به بلادهم من تطورات وحراك جماهيري، بدل محاولة تصدير أزمتهم إلى الجيران". |
![]() اللهم صل وسلم على نبينا محمد♡
![]() |
![]() |
#316 |
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
![]() |
![]()
«مبارك» فى مذكراته : ضربوا طائراتى أمام عينى.. فأقسمت أن يشربوا من نفس الكأس
![]() مبارك لا يمكن المضىُّ قدماً نحو تفاصيل العمليات التى قام بها سلاح الجو المصرى فى حرب أكتوبر بقيادة محمد حسنى مبارك، دون الاطلاع على رؤية مبارك للحظة التى تعرّض فيها سلاح الجو هذا للتدمير الكامل فى هزيمة يونيو.. إن مبارك فى مذكراته «كلمة السر» التى تنشرها دار «نهضة مصر» وتنظم حفلاً لتوقيعها يوم ٢ أكتوبر القادم يروى، فى فصل خاص، ماذا حدث له وكيف تلقى هذا الخبر الصاعقة، وأين كان، وكيف تصرف، ثم يحلل أسبابه. إن المذكرات التى أملاها مبارك على المرحوم الإذاعى القدير محمد الشناوى، وحرر نسختها الأولى فى ١٩٧٨، ثم عثر عليها وحققها وحرر نسختها الجديدة وكتب مقدمتها فى ٢٠١٣ الكاتب السياسى عبدالله كمال، لا تذهب مباشرة إلى انتصار ٦ أكتوبر، وحقيقة الضربة الجوية التى قادها مبارك؛ دون أن تمر على عملية إعادة البناء التى تمت خلال ست سنوات.. بدءاً من اللحظة التالية لهزيمة ٥ يونيو. يقول مبارك فى مذكراته: «فى هذا اليوم، الأشد حزناً فى مراحل حياتى، وقعت أعظم هزائمى الوطنية والشخصية، فقدتُ سلاحى أمام عينى، وخسرت بلادى سلاحها الجوى ومُنيت بهزيمة عسكرية كبرى.. فى هذا اليوم أيضاً تحقق أهم مكاسبنا وواحد من أكبر انتصاراتنا على أنفسنا». يعود صاحب المذكرات إلى هذا اليوم، بينما يسجل مذكراته بعد تسع سنوات من حرب يونيو إلى ما حدث حقاً يوم الهزيمة: الوقت: الساعة السادسة من صباح الاثنين، الذى قُدّر له أن يحمل فيما بعد ولبضع سنوات، على امتداد الوطن العربى كله، صفة «يوم الاثنين الحزين». المكان: قاعدة بنى سويف الجوية. كانت حتى ذلك التاريخ، مقر لواء القاذفات الثقيلة المكونة من طائرات «ت ى 16». ![]() ![]() بعد ليلة من النوم المتقطع، هاجمنى خلالها أرق غريب، لم أدرك سببه على وجه التحديد. لقد أرجعت هذا الأرق إلى إحساس بتوتر الموقف العسكرى بيننا وبين العدو، وما قد يؤدى إليه من تتابعات محتملة. كنت أشك أننا حسبنا بدقة ما سوف يُؤمّن قواتنا المسلحة عموماً، وقواتنا الجوية بالذات إذا ما وقعت مفاجأة مؤسفة. لقد تحول هذا الشك فيما بعد إلى يقين، أيّدته الأحداث والوقائع. كنت منذ عودتى من بعثتى الدراسية إلى الاتحاد السوفيتى، أتولى قيادة لواء قاذفات ثقيلة، وهو منصب كان يجرّ علىّ الكثير من المتاعب التى تخلقها «الشللية»، التى كانت منتشرة بشكل مرَضى على مستوى القيادة قبل 5 يونيو 1967. كان سلاحى الوحيد فى مواجهة هذا الوباء (الشللية) هو الانهماك فى العمل إلى الحد الذى لا يسمح لى أنا شخصياً بالوقت الكافى للتفكير فى تصرفات الشلل المحدقة بى، أو محاولة الرد على «المكائد» التى تُحاك ضدى، طمعاً فى الموقع القيادى الذى أتولاه. إيجابياً، كان هذا الانهماك فى العمل من جانبى يؤدى بالضرورة إلى تحقيق نتائج عسكرية، لا يستطيع أشد الطامعين أن ينكر أثرها على الارتفاع بمستوى القدرة القتالية للواء الذى أتولى قيادته. أذكر، بينما أستعيد شريط الأحداث التى عبرتها فى تلك الفترة المؤلمة، أننى أمضيت على سبيل المثال، ستة أشهر كاملة فى بدء تشكيل اللواء وإعداده، لا أغادر مقر قيادتى على الإطلاق، ولا أذهب إلى بيتى ولو لحظات عابرة.. وكنت أقضى ساعات النهار وجزءاً كبيراً من الليل فى عمل متواصل، لا أسمح خلاله لنفسى إلا بوقت محدود من النوم الخاطف، الذى يهيئ لى متابعة العمل من جديد. رغم هذا الجهد المتواصل فإننى كنت أفاجأ مع بالغ أسفى بأن الشلل التى تحاصرنى فى كل مكان أوجد فيه، كانت تنتهز أى فرصة يتصورون خلالها بأننى غفلت لحظة واحدة عن ألاعيبهم المعرقلة. فى مثل هذا المناخ المؤسف، كنت أتابع بقلق بالغ، أخبار التطور السريع فى الموقف العسكرى، وبجهد كبير كنت أسيطر على القلق الذى لو استسلمت له فإنه يؤدى بالمقاتل إلى أوخم العواقب، خصوصاً إذا كان يتولى موقعاً قيادياً له أهمية خاصة. وبمواصلة العمل، لا أعتقد أن أحداً قد فوجئ فى مقر قيادة اللواء، عندما رأونى أباشر مهمتى بمكتبى فى تلك الساعة المبكرة جداً من صباح الاثنين 5 يونيو عام 1967. ويتكلم مبارك عن طبيعة المهام التى كان يكلف بها نفسه فى هذا المناخ: كانت أمامى يومياً مهمة قد يعتبرها غيرى من الزملاء قادة الألوية الجوية، مهمة عادية، بل ودون مستوى اهتمام قائد اللواء شخصياً، وهى مصاحبة مجموعة من الطيارين فى طلعة تدريب عادية. فى منهجى كان الأمر مختلفاً تمام الاختلاف: إن القائد الذى لا يُعنَى بالتدريب المستمر، الذى يحفظ لرجاله مستوى دائم الارتفاع والتجديد من القدرة القتالية، ولا يُشرف بنفسه على هذه المسئولية، ويتولى متابعتها شخصياً، قائد مقصر فى أداء واجبه.. أو هو لا يعرف حدوده ومسئولياته القيادية. هكذا كنت فى غاية السعادة، وأنا أستقبل خمسة من طيارى القاعدة فى بنى سويف جاءوا يعلنون رغبتهم فى الطيران، لأنه مضى عليهم وقت طويل لم يطيروا. استجبت على الفوز لرغبة المقاتلين الخمسة، ووعدتهم بالاشتراك معهم، وتحددت بالفعل الساعة 9:5 (التاسعة وخمس دقائق) من صباح الاثنين 5 يونيو موعد الطلعة التدريبية المرتقبة. كان كل شىء يبدو هادئاً وعادياً فى هذا اليوم. ولم يلُح فى الأفق العسكرى على الأقل ما ينذر أو يشير مجرد إشارة إلى احتمال وقوع الكارثة أو ما هو قريب منها.. ولم يرد للقاعدة من القيادة الجوية فى القاهرة، أى توجيه بمهام غير عادية، لهذا مضت الأمور فى مجراها الطبيعى بالنسبة لنا. أقلعت الطائرة الأولى فى الموعد المحدد تماماً ودون تأخير أو تقديم ثانية واحدة. كان بعض الزملاء يعتقدون أن تلك الدقة نوع من «الحذلقة أو الحنبلية».. لم يكن الأمر كذلك. وهذه الدقة الزائدة فى احترام الجداول الزمنية للعمليات الجوية يعود إلى أن الحرب الحديثة، أثبتت، بتجاربها المتعددة، أن احترام الطيار المقاتل للجدول الزمنى المحدد لتفاصيل مهمته القتالية أمر لا فكاك منه، بل إن هذا الالتزام الحرفى هو الضمان الوحيد لنجاح المهمة التى عُهد للطيار بإتمامها.. وربما كان احترام الطيار المقاتل لهذا الجدول الزمنى، هو مفتاح النجاة، لا بالنسبة له وحده، بل بالنسبة لقواته الجوية بأسرها. لا أبالغ حين أقول إن تأخر الطيار دقيقة واحدة أو تقدمه عن الموعد المحدد له، قد يتسبب فى حدوث كارثة على المستوى الاستراتيجى للشعب الذى سلم للطيار أمانة الدفاع عن سمائه ضد العدو الجوى. فى الساعة 9:15 كنا نصعد بطائراتنا الخمس، فوق سحاب منخفض لم يتجاوز ارتفاعه ثلاثمائة متر.. بعد خمس دقائق اهتزت أجهزة اللاسلكى فى طائرتى، بخبر وقع علىّ كالصاعقة. تم إبلاغى بأن القاعدة الجوية التى أقلعت منها منذ لحظات قد هوجمت. فعلتها إسرائيل إذن. قاعدتى الجوية تُضرب وأنا معلق فى الجو، عاجز عن صنع أى شىء، وقاذفاتنا الثقيلة التى يعرف العدو جيداً قدرتها التدريبية الرهيبة، تُدمر الآن وهى جاثمة على الأرض لا حول لها. وأبشع من هذا.. تلك الصفوة من خيرة الرجال، الذين أجهدت نفسى، وأجهدوا أنفسهم معى فى تدريبهم تدريباً متواصلاً للارتفاع بمستوى قدراتهم القتالية، استعداداً للحظة اللقاء بالعدو.. وها هى اللحظة قد حلت.. ولكن فى غير وقتها المناسب، وفى الظروف التى اختارها العدو، ورتب لها.. تُرى ما مصير هؤلاء المقاتلين الشجعان، الذين فاجأتهم طائرات العدو، وهم على الأرض؟ كان هذا بعد وقوع أول ضربة جوية معادية بخمس وثلاثين دقيقة كاملة. تساءلت: كيف ولماذا أضاع مركز العمليات الرئيسى هذا الوقت الثمين، دون أن ينذر باقى المطارات التى لم تكن قد تعرضت للقصف، فى أولى موجات الضربة الإسرائيلية التى بدأت فى التاسعة إلا الربع؟ خمس وثلاثون دقيقة بالكمال والتمام، كانت كافية لإنقاذ جزء لا يستهان به من قواتنا الجوية، بل كانت كافية مع حسن القيادة وسلامة التخطيط والتوجيه لتغيير نتيجة الضربة الجوية القاصمة، وبالتالى تغيير سير المعارك كلها، سواء فى الجو أو على مسرح العمليات البرى. يأكلنى الغيظ والكمد، وأستغيث بجهاز اللاسلكى فى طائرتى، ولكن الجهاز لا ينطق. لا أحد يسمعنى. لا أحد يسعفنى حتى ولو بأطيب التمنيات. إن مركز العمليات صامت تماماً، وبرج المراقبة فى قاعدتى الجوية التى غادرتها مع رجالى الخمسة كان هو الوحيد الذى يرد علىّ محذراً من الهبوط بسبب تدمير الممرات معلناً عجزه عن إعطائى أية تعليمات بالاتجاه إلى مطار آخر يكون ما زال صالحاً للهبوط. مرت بنا لحظات من الصمت الكئيب، ونحن نطير بلا هدف.. إلى أين نذهب؟ وفى أى مطار يستقر بنا المطاف؟ لم نكن نعرف، ولم يكن أمامنا وقتها إلا أن نطير ونطير حتى يفرغ الوقود من طائراتنا فتقع كارثة أو معجزة.. وفجأة دبت الحياة فى جهاز اللاسلكى.. اتصال من مركز العمليات، وكان يطلب طلباً غريباً، بدا لى وقتها، وكأنه نوع من السخرية المرة، ونحن معلّقون فى الجو، بلا هدف نسعى إليه، وبلا مطار نثق فى بقاء ممراته سليمة وصالحة. كان مركز العمليات قد ظن أنه بدأ يستجمع شتات «قدرته» على السيطرة، أو لعله فقدها نهائياً، فإذا به يطلب منا تنفيذ الخطة «فهد». كدت ألعن محدثى. أى «فهد» هذا الذى يطلبون منى تنفيذه بعد أن ضُربت قاعدتى الجوية، وطائراتها على الأرض، وأنا معلق فى الجو مع زملائى؟! ولم أجد فى هذا الطلب الهازل ما يستحق عناء التفكير فى مجرد الرد عليه حتى بالرفض. كان غضبى ساعتها هائلاً من هذه القيادة التى تذكرتْ فجأة، ولكن بعد فوات الأوان، أن هناك خطة اسمها «فهد» وأن هذه الخطة يُمكن تنفيذها، ويُمكن عن طريقها أن نلقّن العدو درساً قاسياً.. ولكن متى.. وكيف؟ لقد ضاع الوقت. مجدداً، سيطرت على الغضب، وبتفكير فورى، حسمت أمرى.. هؤلاء الرجال الخمسة يجب الحفاظ على سلامتهم، والاحتفاظ بطائراتهم إن أمكن. إن الضربة التى دمرت قاعدتنا الجوية فى بنى سويف تعنى كذلك أن المطارات المتقدمة فى القاهرة والدلتا وسيناء قد دُمرت تماماً.. ولكن لا مجال لليأس، فلنسرع بالصعود إلى مصر العليا. وأغلب الظن أن مطار الأقصر لا يزال سليماً، فليكن هو محطة الوصول التى نلجأ إليها مؤقتاً لكى نتزود بالوقود والذخيرة اللازمة، ثم نعاود الطيران، أملاً فى الإسهام بجهد فى المعركة بهذه الطائرات الخمس. أصدرت أمرى بالاتجاه إلى الأقصر، لأفاجأ بعد هبوطنا بتعذّر إمدادنا بالوقود لعدم وجود المعدات اللازمة للتموين واستحالة إمدادنا بالذخيرة اللازمة، لأنه لا توجد بالمطار ذخيرة. وضاع الوقت فى محاولة استخدام وسائل بدائية لتزويد الطائرات بالوقود، وفى الاستعانة بمركز العمليات للبحث عن وسيلة لإمدادنا بالذخيرة اللازمة لاشتراكنا فى المعركة، إن كانت لا تزال هناك فرصة للاشتراك فيها. وبينما نحن فى هذا الوضع المزرى أقبلت الطائرات الإسرائيلية، وبدأت عملية قصف المطار. كان هناك عدد من الطائرات المدنية التابعة لشركة مصر للطيران وبعض طائرات النقل الثقيلة التابعة للقوات الجوية.. وقد بدأت الطائرات المعادية بتدمير طائراتنا الخمس القاذفة الثقيلة لكى تُفرّغ من قدرتها التدميرية، ثم تحولوا إلى باقى الطائرات ومنشآت المطار لقصفها. إن الحرب عمل مرير، مختلفة فى واقعها عما يمكن أن يقرأه عنها إنسان فى كتاب، أو يشاهدها فى فيلم سينمائى. لقد عشت الحرب فى تلك الساعة الكئيبة من صباح 5 يونيو الحزين بطريقة سلبية بشعة على نفسى كطيار مقاتل.. رأيت بعينى طائراتى الخمس، وهى سلاحى فى الحرب، تُدمر أمامى على الأرض وأنا عاجز عن استعمالها، عاجز عن حمايتها من الدمار.. كانت لحظة رهيبة لا تُنسى. وأحسست ساعتها أن فؤادى يتمزق تماماً، مثل الطائرات الخمس التى تمزقت أشلاء على أرض المطار.. إن الحزن الذى شملنى أنا ورجالى الخمسة لا يقدر على وصفه أو الإحساس به سوى طيار مقاتل فقد سلاحه مثلنا، دون أن يتمكن من استعماله. فى صباح 5 يونيو تلقيت إشارة على اللاسلكى من مركز العمليات يأمرنى بتنفيذ الخطة «فهد»بإرادة البقاء وحدها تحول الحزن الذى اجتاحنى إلى غضب لا حدود له.. ثم إلى قسم على الأخذ بالثأر. كان احتراق طائراتنا أمام أعيننا إهانة لا يغفرها إلا الجبان، ولا يمحوها الثأر.. لا بد أن نسقى إسرائيل من نفس الكأس، ولا بد لنا مهما طال المدى، أن نجرد طياريها من سلاحهم قبل أن يتمكنوا من استعماله.. ولا بد أن تذوق على أيدينا مرارة تدمير طائراتها وهى جاثمة على الأرض فى ضربة جوية قاصمة، لا تعرف الرحمة ولا تسمح للخصم بالإفلات من مصيره المحتوم. بينما تؤلمنى هذه الذكرى، قد يكون مدهشاً أن أقول إن تلك الضربة المدمرة قد سببت لنا نحن الطيارين المصريين عكس ما اعتقدت إسرائيل. تصور العدو أن هذه الضربة القاصمة ستؤدى إلى حالة من اليأس يعجز المقاتل المصرى عن احتمالها، وتؤدى به فى النهاية إلى الإقلاع نهائياً، أو مرحلياً، ولفترة طويلة، عن التفكير فى خوض مواجهة جوية مع هذا الشبح المخيف الذى تطلقه إسرائيل فى الجو على هيئة شياطين لا يعرف أحد من أين تأتى، ولكنه يتعذب من وقع ضرباتها الملتهبة القاصمة. هذا الحلم الإسرائيلى الكبير تحول إلى وهم أكبر تبدد فى نفس اللحظة التى تمت فيها الضربة المفاجئة للطيران المصرى فى جميع المطارات المصرية التى تلقت الضربة الجوية، كان جميع الطيارين الذين شاهدوا بأعينهم طائراتهم تحترق أمامهم وهى جاثمة على الأرض يرددون نفس القسم الذى تعاهدتُ عليه مع رجالى الخمسة فى مطار الأقصر: الثأر.. ولا شىء غير الثأر يمحو الإهانة التى تلقاها نسور مصر الذين حُرموا من أجنحتهم فى ذلك اليوم. لم يكن الذى احترق يوم ٥ يونيو هو الجزء الأكبر من سلاحنا الجوى وحده، ولكن الذى احترق بالفعل، وكما أثبتت عمليات أكتوبر المجيدة، هو الأسلوب القديم فى قيادة الطيران المصرى، تخطيطاً وتنفيذاً على جميع المستويات التكتيكية والاستراتيجية. ![]() ![]() لقد نسفت قنابل الطائرات الإسرائيلية، التى تساقطت فوق مطاراتنا يوم 5 يونيو «الشللية»، والأخطاء الكبيرة، والتستر على تلك الأخطاء.. كما أنها حرقت الجهل بفنون القتال الحديث لكى تفسح الطريق، دون قصد منها طبعاً، لجيل جديد من الرجال يملك العلم والقدرة المرتفعة على التخطيط والتنفيذ على أعلى مستوى قتالى معاصر، ويملك قبل كل شىء الرغبة فى الانتقام. ورب ضارة نافعة. وصدق الله عز وجل حين قال فى كتابة العزيز «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم». فى مذكراته «كلمة السر» يعود مبارك إلى الأسباب التى دعته إلى كتابة يوميات سلاح الجو بين عامى ١٩٦٧ و١٩٧٣.. ويفسر لماذا قرر ذلك فى عام ١٩٧٨: أكتب هذه المذكرات انطلاقاً من شعورى بالمسئولية تجاه المواطن المصرى، والقوات الجوية، والقوات المسلحة المصرية كلها، واستجابة لمسئوليتى تجاه التاريخ والحقائق التى يجب أن يطلع عليها الجميع. وأشعر بفداحة تلك المسئولية منذ نبتت فكرة هذا الكتاب الذى يحكى ملحمة الطيران المصرى كاملة، بدءاً من ضربة الخامس من يونيو عام 1967، حتى ضربة «صدام» التى استعاد بها الطيار المصرى سمعته كمقاتل جرىء ومقتدر، فى الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر عام 1973. إن المرجع الأساسى لذلك الإحساس هو ذلك الرصيد الهائل من الإعلام الإسرائيلى، الذى امتزج فيه قدر محدود من الحقائق بقدر لا محدود من الأكاذيب والخيالات التى صيغت بذكاء شديد. وفى أغلب فصول مذكراته يبدو مبارك مهتماً للغاية بالتأثيرات النفسية والمعنوية لهزيمة ٥ يونيو كما لو أن الضربة الجوية التى جهز لها فى يوم ٦ أكتوبر كانت تستهدف تحقيق الانتصار المعنوى والنفسى قبل أن تحقق الانتصار العسكرى.. يقول: لقد نجح الإعلام الإسرائيلى فى تحويل ضربة إسرائيل للطيران المصرى صباح 5 يونيو 1967 من مجرد خطة عادية -إذا قيست بالمقاييس العسكرية المحايدة والموضوعية- فى إطار الظروف التى تمت خلالها الضربة على جانبى الصراع، إلى أسطورة خيالية تروى أمجاداً خرافية لواضع الخطة «مردخاى هود» وهيئة عملياته العسكرية. لقد عُرفت تلك الضربة فى الملفات السرية لوزارة الدفاع الإسرائيلية باسم «طوق الحمامة»، ويعود القدر الأكبر من النجاح الذى حققته إلى هذه الصدمة النفسية التى أصابت جماهير شعبنا المصرى، وأمتنا العربية كلها، وهى ترى «أكبر قوة جوية ضاربة فى الشرق الأوسط» -كما كانت القيادات العسكرية المصرية السابقة تُصرح دائماً- تتحطم وهى جاثمة على الأرض، فى ضربة سريعة لم تتجاوز منذ بدايتها فى الساعة 8:45 صباحاً إلى نهايتها نحو الساعة العاشرة، ساعتين فقط. عامل آخر ساعد على إشاعة الجو الأسطورى حول ضربة إسرائيل للطيران المصرى، وهو الأقاصيص والحكايات المبالغ فيها كثيراً، والتى رواها الجنود العائدون -على أقدامهم- عبر سيناء، تنفيذاً لقرار الانسحاب الذى أصدرته القيادة العسكرية للقوات البرية فى الوقت الذى فقدت فيه هذه القوات أى حماية جوية، فأصبحت خلال عمليات الانسحاب المتسرع غير المنظم مكشوفة تماماً للعدو الجوى، ومعرضة لطيرانه الذى أسكرته نشوة النصر المذهل -حتى بالنسبة لأكبر المتفائلين فى قيادة الطيران الإسرائيلى- فمضى الطيارون الإسرائيليون يعربدون فى سماء سيناء، ويعبثون بالقوات البرية المصرية العائدة، وهم فى مأمن من أى حساب أو عقاب رادع. ويُضاف إلى ذلك عامل أخير، لعله فى تقديرى أخطر هذه العوامل جميعاً، وهو تلك الأعداد الهائلة من أبناء مصر -سكان مدن القناة- الذين تحولوا مع تصاعد العمليات القتالية على جبهة السويس إلى مُهجّرين، موزعين فى معظم مدن مصر وقراها، وما حمله معهم هؤلاء الإخوة من قصص العدوان الإسرائيلى المتغطرس، والذى كان طيران إسرائيل يمثل رأس الحربة فى كل عملياته. إن رؤية المواطن المستقر فى داره وعمله، وسط أهله وأصحابه الذين عاش عمره بينهم، لأخ له فى الوطن، وقد أُرغم على ترك مسقط رأسه ومسرح حياته العملية والاجتماعية، ثم تحول رغماً عنه -وتحت وطأة عمليات عسكرية عدوانية- إلى مُهجّر يعيش فى معسكر أو مخيم، ويعيش على إعانة مهما تعاظم قدرها، فهى بالقياس إلى دخله الأصلى محدودة، ودون ما اعتاد أن ينفق على نفسه وذويه؛ هذه الصورة القاسية، حين يشاهدها المواطن المصرى -ويسمع بها أو يراها الإنسان العربى- بعد 5 يونيو 1967، كان لها فعل السحر الأسود فى نفسه، وربما بعثت إلى ذهنه ووجدانه على الفور، بصورة مماثلة طالما قرأ عنها أو سمع بها عام 1948، حين نجحت إسرائيل عشية إعلان قيامها كدولة، فى طرد الملايين من عرب فلسطين وأصحابها الشرعيين، وتحويلهم إلى لاجئين يعيشون فى المخيمات، على صدقات المجتمع الدولى. وقد تضافرت مع هذه العوامل فى تحقيق الهدف النهائى، الذى سعى الإعلام الإسرائيلى عقب 5 يونيو إلى تحقيقه فى نفسية الإنسان العربى، وهو التهويل لهذه العملية العسكرية التى لا تخرج فى التحليل العلمى عن منهج من الفكر العسكرى الألمانى والإنجليزى -مع بعض الإضافات اليسيرة التى تتفق مع طبيعة وتكوين العقلية العدوانية المسيطرة على قادة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية- وحصيلة كل هذا أن تحول الطيران الإسرائيلى إلى خرافة وتحول الطيار الإسرائيلى إلى شبح، تنسج مخابرات العدو حوله الأساطير، وتشيعها عبر أجهزة الإعلام العالمى. وإذا كنا -نحن العرب بوجه عام والمصريين بوجه خاص- نعيب على الإسرائيليين، عسكريين وساسة، تلك المستويات الرهيبة من الغرور والغطرسة التى لا تطاق، والتى استولت عليهم فكراً وسلوكاً، عقب انتصارهم المفاجئ والمذهل، الذى حققوه بأبخس الأثمان، فإننا لا نرضى لأنفسنا -نحن المصريين بالذات- أن يؤخذ علينا ما عبناه على خصمنا، فنستسلم لنشوة النصر الذى حققته قواتنا المسلحة -بجميع أفرعها- يوم 6 أكتوبر، بحيث قضت فى ست ساعات على أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يُقهر، فإذا به، بشهادة العدو قبل الصديق، وبعد ست ساعات فقط يترنح من هول الضربات التى كالها له المقاتل المصرى جواً وبراً وبحراً. ومع يقظتنا الكاملة لهذا المنزلق العاطفى الخطر، الذى يمكن أن يجرنا إليه الإحساس القوى بالنصر الساحق الذى زلزل كيان العسكرية الإسرائيلية.. فإننا -مع كل التواضع الذى تمليه الثقة الكاملة بالنفس، والإيمان الراسخ بالقدرة القتالية الهائلة للجندى المصرى- لا يسعنا إلا أن نشير إلى حقيقة مهمة، وهى أن إسرائيل تؤمن إيماناً راسخاً، بأن عدوها الأول، وخصمها الأخطر شأناً، والأثقل وزناً، هو مصر، وشعبها الأمين.. ذلك الشعب الذى ظل ثابتاً على أرضه كالطود الراسخ يحمى حضارته التى زرعها فى وادى النيل، وحماها ضد موجات الغزو الأجنبى، التى تكسرت على شاطئ صلابة المصريين طوال عصور التاريخ القديم والوسيط والحديث. فى مذكراته المهمة تلك يؤصل مبارك، نائب الرئيس الأسبق وقت كتابتها، للأسباب التى يعتقد أنها أدت إلى تعامل إسرائيل مع مصر باعتبارها الخصم الأخطر.. يقول: السبب الأول عسكرى بحت، تمثل فى تكثيف الضربة الموجهة إلى جيش مصر وطيرانها، بحيث أدى هذا التكثيف فى حجم الضربة والعناصر التى استُخدمت فيها -حيث ألقت إسرائيل بكل ثقلها العسكرى تقريباً جواً وبراً على الجبهة المصرية- إلى إحداث شلل مفاجئ فى القيادة المصرية. إن هذا أدى، مع عنصر المفاجأة، إلى ما أدى إليه من هزيمة ساحقة، وغير طبيعية فى نفس الوقت، خرجت بها مصر مهزومة من معركة لم تقم فى الواقع. وكانت النتيجة الحتمية، بعد أن خلا مسرح العمليات من الوجود المصرى الذى تحسب له إسرائيل ألف حساب، أن تفرغت العسكرية الإسرائيلية لباقى أطراف الصراع، على الجبهتين السورية والأردنية، وهى واثقة تماماً من تحقيق النصر، بعد أن فرغت من خصمها الألدّ، وعدوها الأخطر: مصر وجيشها. المنطق الثانى أخذ شكل الحرب النفسية المسعورة، التى شنّها الإعلام الإسرائيلى بلا هوادة أو رحمة، واستهدف بها تحطيم معنويات الإنسان المصرى -باعتباره الركيزة الأولى فى الصراع العربى- الإسرائيلى، فإذا نجح هذا الإعلام فى زعزعة هذا الإنسان المصرى، وخلخلة بنائه النفسى الصلب، فإنه يفقد ثقته بنفسه وثقته بقواته المسلحة، وبقدرة هذه القوات على شن هجوم مضاد، لتحرير أرضه المحتلة، وبالتالى ينهزم نفسياً حتى النخاع، بعد هزيمة عسكرية لا مجال للتشكيك فيها، ومن ثم سينطوى على نفسه، ثم تتجه حركته -إذا قُدر له أن يتحرك- فى اتجاهين مدمرين، أولهما: فقدان الثقة فى قيادته السياسية التى انتهت به إلى هزيمة ساحقة، وما يتبع فقدان الثقة من تمزق وانفجارات تؤدى فى النهاية إلى انهيار الجبهة الداخلية التى أذهلت كل الخبراء والمحللين العالميين بصلابتها الأسطورية عام 1967 وما تلاها من سنوات الصمود. إن الخطر الأكثر تدميراً هو موقف الإنسان المصرى فى قضية الصراع العربى- الإسرائيلى كان يكمن فى احتمال عاشت إسرائيل، ولعلها لا تزال تحلم به، بأن تؤدى الخسائر التى مُنى بها الشعب المصرى كنتيجة حتمية لضربة 5 يونيو، إلى وقوفه موقف المتشكك المرتاب فى القضية كلها، وأن ينتهى به هذا الموقف المتردد إلى رفض كامل فى النهاية، يعقبه انعزال مصر عن القضية برمتها. وتلك أعذب أمنيات الفكر الإسرائيلى؛ أن تنجح فى الوقيعة بين الإنسان المصرى وبين أمته العربية جمعاء، وقيعة تنتهى إلى انعزال مصر وخروجها من حلبة الصراع نهائياً، لكى يخلو الجو لإسرائيل، تعربد فيه كما تشاء، وتصنع بالمنطقة ما تريد، وتعيد رسم خريطة المشرق العربى على هواها. لعل هذا يفسر لنا ضراوة الإعلام الإسرائيلى فى هجومه المخطط المدروس بإحكام ودقة بالغين، على عقل الإنسان المصرى وعاطفته معاً، هجوماً استخدمت فيه كل وسائل الإعلام الحديث، وجندت له كل أساليب الحرب النفسية الحديثة. عشرات الكتب والمؤلفات التى تتحدث عن «حرب الأيام الستة» قدمت لها وزارات الدفاع والخارجية والإعلام الإسرائيلى كل الإمكانيات والتسهيلات الوثائقية والمادية، وعشرات الأفلام (التسجيلية والروائية) التى تم إنتاجها ببذخ خرافى، وبحرفية سينمائية بالغة الدقة والذكاء، تصور كلها بطولات جيش الدفاع الإسرائيلى، وتتغنى بأمجاد «طيران إسرائيل»؛ ذراعها الطويلة ذات المخالب الجهنمية القادرة على سحق أى هدف فى أعمق أعماق الوطن العربى، وخاصة فى ربوع خصمها اللدود الخطير؛ مصر. مئات -ولا نبالغ إذا قلنا آلاف- المقالات والأبحاث العلمية والندوات التى تنشرها أو تذيعها وتعرضها وسائل الإعلام يتغنى كتّابها ومذيعوها «المحايدون» -كما يسمون أنفسهم- بأمجاد العسكرية الإسرائيلية، من ناحية، ويسخرون بهزال العرب وضعفهم وتخلفهم من ناحية أخرى. أى «فهد» هذا الذى يطلبون منى تنفيذه بعد أن ضُربت قاعدتى وطائراتها وأنا معلق فى الجو؟ثم.. أخيراً وليس آخراً؛ هذا السيل الرهيب من الأقاصيص المصنوعة -داخل مكاتب المخابرات الإسرائيلية- عن بطولات رهيبة، وقدرات أسطورية لجيش «الدفاع» الإسرائيلى وطيرانه الرهيب. ولعل هذا اللون الأخير من ألوان الحرب النفسية التى شنّها العدو ضدنا، عقب 5 يونيو، كان أخبث وسائلها على الإطلاق، لأنه كان يسعى إلى تحقيق هدفين واضحين منذ البداية: غرس الفزع فى نفس الإنسان المصرى -مدنياً كان أو عسكرياً- من هذه المقولة الخرافية «الذى لا يُهزم أبداً»، ثم قتل الثقة والاحترام اللذين يكنّهما المواطن المصرى لجيشه، عن طريق سيل متلاحق من النكت المرّة التى تسخر من المقاتل المصرى ومن قدرته على الصمود فى الميدان وعجزه عن مواجهة المقاتل الإسرائيلى، سواء تمت هذه المواجهة على الأرض أو فى السماء. من الحقائق المسلم بها -فى الفكر العسكرى قديمه وحديثه- أن العدو الذى ينجح، عن طريق الحرب النفسية، فى نشر الفزع فى صفوف المدنيين على الجهة المعادية، ثم تصعيد هذا الفزع إلى احتقار للجيش الوطنى والسخرية منه وعدم الثقة به؛ يضمن فى النهاية النصر الكامل والساحق لقواته عند أول مواجهة له مع الخصم الذى نجح فى تدمير معنويات شعبه. هذه الحقيقة التى جرت الآن مجرى البديهيات فى الفكر العسكرى، كانت نقطة البداية -كما سيتضح فى تلك المذكرات- عندما تحركت العسكرية المصرية بقيادتها الجديدة -بعد 5 يونيو مباشرة- لتحقيق الصمود النفسى أولاً للمقاتل والإنسان المصرى، قبل أى خطوة على الطريق الشاق الطويل الذى انتهى إلى معارك السادس من أكتوبر المجيدة. ورغم ما حققه جيش مصر البطل -بكل أنواعه وأسلحته- من بطولات فى السادس من أكتوبر تُعتبر، كما قال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، «معجزة عسكرية بأى مقياس من مقاييس الفكر العسكرى» فإن ضراوة الحرب النفسية التى شنها علينا العدو عقب 5 يونيو وقبل 6 أكتوبر كانت مثار اهتمام كل مصرى، سواء فى أعلى مستوى من مستويات القيادة السياسية والعسكرية، أو لدى المواطن المصرى العادى. وفى كتابه هذا، يصر مبارك على ألا يعتبر ما حدث فى يوم ٥ يونيو «معجزه» أو ضربة «أسطورية» كما حاولت إسرائيل أن تصورها.. يقول: كنا كعسكريين نعرف جيداً على الطبيعة -ودون تأثر بعوامل التحامل أو التحيز الوطنى ضد عدونا أو لصالح قواتنا المسلحة- أن ما حدث فى 5 يونيو، ليس معجزة مطلقاً، ولا هو خارقة من الخوارق التى تستحيل مجاراتها أو اللحاق بها. وكانت القيادة العسكرية المصرية، التى تولت مسئولية وشرف الإعداد للسادس من أكتوبر، تعرف بحكم دراساتها العليا، وتمكنها من فنون الفكر العسكرى -سواء فى معاهد الغرب أو الشرق- أن ما حدث فى معارك 5 يونيو، مجرد استغلال جيد لظروف معينة وُجدت على جانبى جبهة الصراع، وهو أمر لا يشكل عبقرية عسكرية، ولا يستأهل كل ما نُسج حوله من أساطير وخرافات، بلغ من شيوعها أن الإسرائيليين أنفسهم وهم الذين صنعوها لكى يرعبوا بها العرب ويخدّروهم عن واقعهم، وقعوا فى نفس المصيدة، والتقطوا بغباء غريب عليهم فعلاً، نفس الطعم الذى أجهدوا خبراءهم فى صنعه واختلاقه لكى تلتقطه شعوب الأمة العربية، وفى مقدمتها شعب مصر. ولقد وصل بهم خداع النفس -القائم على الغرور والغطرسة والاستسلام دون وعى لنشوة النصر غير الطبيعى بينما قادة إسرائيل يعرفون بينهم وبين أنفسهم أن نصرهم فى 5 يونيو كان غير طبيعى فى مجمله- أقول: وصل بهم خداع النفس إلى الحد الذى دفع بأحد قادتهم العسكريين الكبار (رئيس الأركان ديفيد أليعازر) إلى أن يصرح قبيل 6 أكتوبر، للصحافة العالمية، بأن «البحر الأحمر قد أصبح -بفضل الطيران الإسرائيلى ذراع إسرائيل الطويلة القوية- بحيرة إسرائيلية.. وعلى العرب جميعاً أن يوطنوا أنفسهم على هذا كأمر واقع يتصرفون على ضوئه». لو أننا وزنّا هذا التصريح لقائد عسكرى كبير -مفروض فيه أنه يحترم نفسه ويحترم كلامه- بموازين الفكر العسكرى السليم وقواعده العلمية لوجدنا أنفسنا أمام احتمالين لا ثالث لهما: الأول: أن يكون «أليعازر»، حين ألقى بهذا التصريح، قد استوثق تماماً من وصوله بقواته -بجميع أسلحتها- إلى المستوى الذى يستحيل معه أن تلحق بها أية هزيمة عسكرية، سواء من حيث مستوى الإعداد والتدريب، أو من حيث مستوى التسليح كماً وكيفاً.. كما أن عليه فى نفس الوقت أن يستوثق -عن طريق استخباراته العسكرية- من أن قوة خصمه لم تتصاعد بأى حال إلى المستوى الذى يُشكل لجيشه تهديداً أو شبه تهديد عند حدوث أى اشتباك. وإذا صح للقائد العسكرى -الذى يحترم نفسه، ويحترم عقل قواته- أن يفاخر بارتفاع قدراته القتالية، فإن مسئوليته كقائد ومفكر عسكرى تفرض عليه أن يتناول كل ما يتصل بخصمه بحذر شديد، لأن التجارب العملية أثبتت دائماً أن أى خصم مهما كان شأنه عنده دائماً ما يخفيه عن أكثر العيون قدرة على التلصص وأكثر الآذان تدريباً على التسمُّع. فإذا أغفل القائد العسكرى هذه الحقيقة البسيطة فقد وضع بنفسه أول طوبة فى بناء بشع اسمه «الفشل». الاحتمال الثانى، الذى يُمكن تفسير كلام القائد الإسرائيلى على ضوئه: أن تكون أجهزة الحرب النفسية فى إسرائيل قد وصلت فى ممارستها فى مهمتها ضد العرب عموماً ومصر وشعبها خصوصاً، إلى درجة التشبع، بحيث تحولت بمهامها الدعائية -دون أن تدرى- إلى عقول القادة الإسرائيليين أنفسهم، فإذا بهم يصدقون الأكاذيب التى اختلقوها حول القوة الأسطورية لجيشهم الذى لا يُغلب.. وإذا بكبيرهم -فى ذلك الوقت- «ديفيد أليعازر» يدلى بتصريحه الغريب. ولم يكن أليعازر وحده الذى أُصيب بحمى الغرور، فقد كان هناك سباق عجيب بين قادة إسرائيل -العسكريين والسياسيين على السواء- فى إلقاء مثل هذه التصريحات الخالية من أى تعقُّل، لو وزنّاها بأى ميزان فكرى سليم على المستويين العسكرى والسياسى. إن «حاييم بارليف» -صاحب الخط الشهير الذى أنفقت إسرائيل على إقامته وتحصينه مئات الملايين من الدولارات ثم انهار بعد ساعات ست من الضربات القاسية التى كالها له المقاتل المصرى الشجاع المدرَّب جيداً، المسلَّح جيداً- «حاييم» هذا، يصرح يوم 5 فبراير 1971 لوكالة الأنباء الفرنسية، بقوله: «ليست لدى المصريين أدنى فرصة للنجاح، إذا هم حاولوا عبور القناة، من المؤكد أن لديهم الوسائل اللازمة لمثل هذه المهمة، ولديهم خطط للعمل، ولكن ما ينقص مصر هو الجيش الذى يستطيع أن يخطط، وينفذ، ويقاتل». ثم يعود فى 8 مارس عام 1973 ليصرح بقوله: «أقول باختصار: إذا استأنفت مصر القتال، فإن إسرائيل لن تخسر موقعاً واحداً». وقد كان «موشى ديان»، فيلسوف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، الذى تحطم هو وكل نظرياته عن «الأمن الإسرائيلى» فوق صخرة 6 أكتوبر، يؤكد دائماً وفى كل مناسبة بأن «مصر لن تحارب قبل عشر سنوات إذا هى فكرت فى الحرب فعلاً».. وهو أيضاً القائل: «إن الجبهة المصرية لا تستحق من جهد جيش إسرائيل أكثر من ستين دقيقة». فى تقديمه لكتابه يعلق مبارك على مجموعة التصريحات والأحاديث الإسرائيلية التى انهمرت على مصر والدول العربية.. يقول عنها: لم تكن هذه التصريحات تعنى عند العسكرية المصرية سوى معنى واحد؛ أنه حدثت بالتدريج، وبدون قصد من العدو -وبقصد كامل من جانبنا- عملية تبادل للمواقع النفسية. وإذا سلمنا بأن السلوك البشرى -كما هو فى الواقع والتحليل العلمى- رد فعل عملى للدوافع النفسية والاقتناعات العقلية؛ فإن تصريحات قادة إسرائيل، بكل صلفها وغرورها، كانت تعنى بالنسبة لنا نحن المصريين، أننا -قبيل معارك 6 أكتوبر- قد نجحنا فى تبادل المواقع النفسية التى كنا نحتلها -قبل 5 يونيو- فتركنا موقع الغرور والتفاخر والمظاهرات السياسية الهوجاء للإسرائيليين، وأخذنا بدلاً منها موقع الحذر، والعمل الدائب فى صمت، والتخطيط العلمى المدروس فى الخفاء. كانوا يدركون قوتهم، ويبالغون فى إحساسهم بهذه القوة فى الإعلام -بل الإعلان- عنها، وكنا نصمت غالباً.. وإذا اضطررنا للكلام، فبالقدر الذى لا يشيع اليأس فى نفس المواطن المصرى والعربى، ولكنه لا يساعد فى نفس الوقت على تنبيه العدو إلى مستوى خطر -بالنسبة له- من مستويات التدريب أو التسليح، نكون قد نجحنا فى تحقيقه. وكانت حمى التصريحات التى انتابت قادة إسرائيل متفقة تماماً مع الأهداف الخفية للعسكرية المصرية، ولكن خطرها الذى كنا نعمل له ألف حساب، هو تأثيرها على المواطن المدنى، الذى لا يعلم ما نعلمه -نحن العسكريين- سواء بالنسبة لقوة العدو، أو لقوتنا المتزايدة باستمرار. ومن هنا كان الإحساس الخطير بالمسئولية، عن ضرورة نجاح إعلامنا العسكرى بالذات فى تحقيق المعادلة الصعبة التى تتمثل فى الاستمرار فى خداع العدو المغتر بقوته، المنتشى بنصره السريع فى 5 يونيو 1967، مع الحفاظ فى نفس الوقت على الدعائم الضرورية لسلامة نفسية المواطن المدنى، والاحتفاظ له بالقدر الكافى من الثقة فى قواته المسلحة، ثقة تصد عنه الهجمات الضارية التى تشنها عليه أجهزة الحرب النفسية لدى إسرائيل. وللحقيقة والتاريخ؛ فقد كانت تلك عملية شاقة على جميع الأطراف، سواء بالنسبة لأجهزة الإعلام عامة، والإعلام العسكرى خاصة، أو بالنسبة للمواطن المصرى الذى استمد من شجاعته وصلابته الأصيلة القدرة على الصمود فى مواجهة الحرب الدعائية للعدو، وعدم الاستسلام للسموم الخبيثة التى كانت أجهزة العدو المدرّبة، تبثها بجميع الوسائل المستحدثة. وأخيراً.. حلت ساعة الصفر، التى استبعد العدو مجيئها، بينما عاشت الملايين فى مصر والأمة العربية كلها تتحرق شوقاً للقائها. وفى الساعة الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر عام 1973، وتنفيذاً لأمر القائد الأعلى الرئيس السادات، عبرت مائتان وعشرون من طائراتنا القاذفة الثقيلة، والقاذفة، والقاذفة المقاتلة، عدا طائرات الحماية والاعتراض.. عبرت كلها وفى ثانية واحدة، وطبقاً للخطة، «صدام» الخط «س» فى نفس اللحظة، لتنطلق بعده إلى مواقع العدو وشرقى القناة كى ترد له الدَّين الذى فاجأها به منذ ستة أعوام فى الخامس من يونيو عام 1967. وفى الثانية والثلث -وبعد مُضىّ عشرين دقيقة تقريباً، كنت فى غرفة العمليات، أستقبل «التمام» من مختلف القواعد الجوية، لكى أعيد إبلاغه فى نفس اللحظة للقائد الأعلى فى غرفة العمليات المركزية. لقد نجحت الضربة «صدام» فى تحقيق أهدافها ضد العدو بنسبة تجاوزت 95٪ ولم تتجاوز خسائر قواتنا الجوية فى هذه العملية المركزة، نسبة 1٪ فقط، رغم أن عدد الطائرات المشتركة فيها قارب الثلاثمائة.. وهى نتائج تُعتبر وسام شرف لأية قوة جوية فى العالم، لأنها حطمت جميع الأرقام القياسية العالمية السابقة، سواء فى عدد الطائرات المشتركة فى ضربة واحدة، أو فى نسبة تحقيق الأهداف ضد العدو، أو هبوط نسبة الخسائر بين القوة المهاجمة. وبمجرد أن تأكدت القيادة العليا من نجاح الضربة الجوية المكثفة «صدام» دارت آلة الحرب الجهنمية، وتحركت جحافل المقاتلين المصريين تعبر القناة، وتلتحم بجنود الجيش الذى كان لا يُقهر. وتتوالى المعارك لتؤكد بطولة وفعالية المقاتل المصرى الذى يشعر بالأمن والثقة لأن قواته الجوية، التى أخذت الدرس والعبرة من أخطاء 1967، قد صممت على الانتقام. ولقد اعترف العدو نفسه، وشهد العالم أجمع: المراسلون الحربيون، والخبراء العسكريون، بأن الطيار المصرى المقاتل أثبت وجوده بجدارة وفاعلية -خلال معارك أكتوبر- سواء فى الضربة الأولى التى فاجأت العدو وحطمت له مراكز القيادة والسيطرة، ومراكز الإعاقة والتشويش، ومواقع بطاريات الصواريخ «هوك» المنتشرة شرقى القناة، أو فى طلعات المعاونة الجوية للقوات البرية فى زحفها المنتشر على أرض سيناء، أو فى معارك الاعتراض والقتال الجوى، ضد طيران العدو، الذى حاول اختراق مجالنا الجوى طوال أيام القتال. وفى كل هذه المجالات كان الطيار المصرى المقاتل حريصاً على أن يكتب بعرقه ودمه -بل وبحياته شهيداً- لوحة جديدة فى ملحمة الطيران المصرى، التى كانت بدايتها صدمة 5 يونيو 1967، ونقطة الوصول السعيدة ظهر السادس من أكتوبر 1973. وهنا أستطيع أن أجيب عن السؤال الذى طرحته فى بداية هذه المقدمة: هذا الكتاب.. لماذا ؟! لقد عمدت أجهزة الإعلام الإسرائيلية عشية «حرب الأيام الستة» -كما سموا معارك 5 يونيو- إلى التهويل الأسطورى الذى يقترب من حد الخرافة، فى حديثهم عن الضربة الإسرائيلية للطيران المصرى.. ولولا صلابة الإنسان المصرى عقلاً وعاطفة، لانهار بناؤه النفسى أيام هذه الحرب النفسية الضارية. وإذا كان الطيران المصرى قد استطاع أن ينتقم لنفسه فى 6 أكتوبر، وأن يرد الصفعة بصفعات أشد عنفاً وقسوة على العدو المتغطرس؛ فإن الواجب نحو الطيار المصرى المقاتل، الذى كتب خاتمة سعيدة ومشوقة لملحمة بدأت بداية حزينة فى 5 يونيو 1967، يحتّم أن يعرف أهله وذووه، ماذا فعل لهم ومن أجلهم.. فى معارك السادس من أكتوبر. هذا الكتاب أيضاً يفرضه الواجب نحو المواطن المصرى العادى الذى عاش سنوات وسنوات، وهو أسير خوف غامض، من عدو أسطورى له ألف ذراع اسمه الطيران الإسرائيلى الذى صورته الدعاية الإسرائيلية، على أنه تنين خرافى له مخالب لا نهاية لطولها، ولا راد لقوتها، ولا مُعقب لحكمها وإذا كان هذا المواطن المصرى الشجاع -الصلب الإرادة صلابة تحطمت على جدرانها كل دعايات العدو وسمومه- قد صمد فإن ما حققه الطيران المصرى من نجاح فى المعركة، يمثل جانباً من الجزاء لصبر هذا المواطن الصبور، ولكن جزاءه الأوفى يتمثل فى اطلاعه على الصورة الكاملة لملحمة طيرانه المصرى، منذ لحظة القيام من الصدمة، إلى سنوات الإعداد الصامت إلى لحظة الصدام الخالدة التى تحطمت فيها أسطورة الطيران الإسرائيلى الذى لا يُقهر. من هنا يأتى الإحساس بالمسئولية أمام المواطن المصرى بكل صبره وجلَده، وبكل تضحياته الشجاعة فى سنوات الإعداد للمعركة، وخلالها، وبعد أن توقف القتال فى انتظار الحل الشامل العادل للقضية. فحق هذا المواطن الذى ضحى أن توضع الصورة كاملة بين يديه، بلا تهوين من أمر العدو -كما فعل خصمنا الذى اعتز بنصره عام 1967- ودون تهويل فى ملامح الصورة على جانبنا القومى. الحقيقة.. والحقيقة وحدها، هى ما يحتاجه المواطن المصرى إذا أردنا أن نضع أمامه صورة ما جرى فى 6 أكتوبر ومعاركه الخالدة. الهدف الإسرائيلى الأساسى من حرب 5 يونيو هو إصابة الشعب المصرى بالفزع وعزله عن القضية الفلسطينية والوقيعة بينه وبين أمته العربيةوالتزام الحقيقة فى الحديث عن إحدى حلقات الصراع مع عدو لم يلتزم طيلة حياته بالصدق لحظة واحدة، فى كل ما كتبه عن معاركه ضدنا ليس بالأمر الهيّن على النفس، ولكننا نلتزم به، إيماناً بالمسئولية أمام الجيل الحالى من طيارى مصر الشجعان، الذين خاضوا التجربة باقتدار وفدائية منقطعة النظير، وهى مسئولية أمام الأجيال القادمة من طيارى المستقبل؛ أذرع مصر المحلّقة فى سماء التضحية والبذل، فحقهم -حين يأتى دورهم- فى تحمل الأمانة أن يكون بين أياديهم سجل أمين، بالغ الصدق والدقة فى تصوير ما كان.. حفزاً لهم نحو ما ينبغى أن يكون. والتزام الصدق، أولاً وأخيراً، هو مسئولية أمام المواطن المصرى الذى ضحى فى شجاعة صامتة، وحقه أن يعرف الحقيقة، وأن يستوثق تماماً، من أنه لم ينخدع هذه المرة أيضاً، كما خُدع من قبل فى مواقف سابقة، كانت الهزيمة تتحول إلى نصر تعرف الدنيا كلها أنه نصر شعارات وهمية، بينما الإنسان المصرى صاحب الحق الأول فى معرفة الحقيقة، هو الوحيد الذى تُخفى عنه الحقيقة. وإذا كنتُ قد شاركت، بحكم موقعى العسكرى، أثناء معارك أكتوبر المجيدة كقائد للقوات الجوية المصرية وأُتيح لى بحكم هذا الموقع أن أعرف من الحقائق ما ييسر لى تقديم الصورة الكاملة لملحمة الطيران المصرى، فإننى سأحاول تقديم هذه الصورة برؤية جديدة، أكثر شمولاً، وأكبر عُمقاً، فى تفسير الأحداث والوقائع، بعد أن شرّفنى الرئيس القائد الأعلى محمد أنور السادات، بالعمل معه كنائب لرئيس الجمهورية. إننى آمل أن يجد القارئ المصرى خصوصاً والعربى عموماً فى هذا الكتاب ما هو بحاجة إلى معرفته عن نسور مصر الشجعان، والملحمة البطولية، التى بدأوا فى كتابة سطورها عقب ضربة الخامس من يونيو 1967 بساعات. كما أرجو صادقاً أن يجد العدو فى هذا الكتاب، وهو سيقرأ بلا شك ما سأكتبه، تحليلاً دقيقاً لميدان من أخطر ميادين الصراع العربى- الإسرائيلى هو ميدان التسابق على السيادة الجوية فى المنطقة. وهو تحليل يكتبه طيار مقاتل، عايش التجربة بكل جوانبها المظلمة والمضيئة. ولعل العدو ينزع فى النهاية من رأسه كل جذور الغرور وبذوره، حين يستوثق تماماً أن الأمة العربية بوجه عام، والشعب المصرى بوجه خاص، قد انتزع من براثن الهزيمة الساحقة نصراً مؤكداً، وأنه لا يوجد فى العصر الحديث شىء اسمه المستحيل ما دامت هناك إرادة، وما دام هناك هدف محدد وإصرار لا يعرف التراجع، سعياً إلى هذا الهدف، كما أرجو أن ينزع العدو من رأسه أحلام التفوق التكنولوجى. لقد أثبتت معارك أكتوبر، وهى أول حرب إلكترونية متكاملة فى العالم، سواء فى مجال الطيران أو الدفاع الجوى أن المقاتل العربى الجديد مقاتل مثقف عسكرياً مكتمل الثقافة القتالية، متمكن من فنية سلاحه مهما كان سلاحه بالغ التعقيد. وهذا الجيل الجديد من المقاتلين هو صيحة التحذير الحقيقية، التى يطلقها شعبنا والأمة العربية معه لكى يفيق العدو ويتراجع إلى حجمه الصحيح، متخلياً عن أحلام السيطرة والتوسع التى أوقعته فى مأزق الحرب الرابعة التى وصفها الجنرال الأمريكى «إيثيل بانجر» حين قال فى تعقيبه على معارك أكتوبر: «إن إسرائيل بقيت قائمة كدولة لأننا لم نخنها، فبدون الأسلحة والنفاثات الأمريكية، كان محتوماً أن تفنى إسرائيل». |
![]() اللهم صل وسلم على نبينا محمد♡
![]() |
![]() |
#317 |
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
![]() |
![]()
خطبة الجمعة تكشف أن القرضاوي في مأزق صعب
![]() صالح القثامي ( صدى ) : يواجه الدكتور يوسف القرضاوي رئيس هيئة علماء المسلمين امتحاناً صعباً يضعه في موقف حرج للغاية،بعد الانتفاضة الشعبية التي اندلعت شرارتها في السودان وتصدت لها قوات الامن بشراسة مما ادى الى سقوط اكثر من سبعين شخصا، واصابة المئات بالرصاص الحي، مصدر الحرج ان القرضاوي ايد الصورات العربية ، للاطاحة بالانظمة في مصر وتونس وسوريا وليبيا واليمن، واصدر فتاوى بقتل زعماء هذه الدول، والآن يجد نفسة في حيرة من امره تجاه الاوضاع في السودان وهو ماكشفته خطبة الجمعة التي القاها في مسجد عمر بن الخطاب يوم الجمعة دعا “الحكام” في السودان وهم من جلهة الانقاذ الممتدة من حركة الاخوان المسلمين، لعدم تكرار التجربة المصرية في التعامل مع المحتجين السلميين، وطالبهم بالتوقف عن قتل المحتجين مقابل الحوار حول مطالبهم، فيما عبر عن تأييده لحق المحتجين في التظاهر “طالما التزموا بالسلمية”. وتابع القرضاوي، الذي كان يخطب يوم الجمعة بمسجد عمر بن الخطاب بالدوحة القطرية، بالقول “لا نريد من إخوتنا في السودان وهم الإسلاميون أن يفعلوا كما يفعل المجرمون في مصر وفي سوريا.. الذين يحكمون في رقاب الناس السيوف، والمدافع الرشاشة والدبابات، والطائرات تضرب الناس”. وأضاف القرضاوي:” لقد قرأنا بالأمس واليوم ما جرى في السودان والخرطوم من اقتتال وسفك للدماء، ولا أحب أن يُقتل مسلم واحد بغير حق، ولا أحب للدولة أن تسلط يدها على أبنائها وتقتلهم”، مردفا: “ليس للدولة أن تحمل السلاح لتقتل الناس وإن تظاهروا، ما داموا يتظاهرون بسلمية، لماذا يقتلون؟ ناقشوا الشباب الذي يطالب بخفض الأشياء التي غلا ثمنها”. وتعرض القرضاوي في خطبته للتحقيقات الجارية في مصر بشأن البلاغات المقدمة ضده، التي تتهمه بـ”الخيانة العظمى”، معتبرا هذه الاتهامات “وقحة”، معلقا بالقول “أعجب من هؤلاء الوقحون الذين يتقولون على البراء بالباطل”. وبيّن القرضاوي أنه هو من يطالب بمحاكمة من قتل المحتجين من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في رابعة العدوية ونهضة مصر بالقاهرة ، وفي الوقفات في المحافظات المختلفة، “أنا وأهل مصر ، وكل الأحرار في العالم معي سيطالبون بمحاكمة هؤلاء الذين قتلوا المحتجين في رابعة”. نعومة القرضاوي في التعاطي مع حكام السودان واكتفائه بتوجيه النصح الملطف لهم، ستعرضه للمزيد من الانتقادات من خصومه ، خاصة انه لم يجرم عمليات القتل للمحتجين، ولم يطالب بتقديم المسؤولين عنها الى المحاكم من اجل القصاص منهم ولم يصدر فتاوى بهدر دمائهم على الرغم من أن نسبة كبيرة من المحتجين والسياسيين، وبينهم الزعيم الاخواني حسن الترابي، اتهموا النظام بالديكتاتورية، ووصفوا الاحتجاجات بانها ثورة شعبية اسوة بالثورات العربية الاخرى، وطالبوا برحيل النظام. |
![]() اللهم صل وسلم على نبينا محمد♡
![]() |
![]() |
#318 |
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
![]() |
![]()
لقاهرة: الخارجية تدعو تونس لاحترام إرادة الشعب المصري
![]() القاهرة – الوئام – وكالات : دعت وزارة الخارجية المصرية، الأحد، السلطات التونسية إلى احترام إرادة الشعب المصري المتمثلة في “ثورة 30 يونيو”، وذلك في آخر التصريحات المتبادلة بين تونس والقاهرة منذ مطالبة الرئيس التونسي، المنصف المرزوقي، بإطلاق سراح الرئيس المصري السابق، محمد مرسي، الذي عزله الجيش. ولفت متحدث بإسم الخارجية، لم تكشف وكالة أنباء الشرق الأوسط عن هويته، بأن:” الوضع التونسي الداخلي يموج بالتطورات التي تمتنع القاهرة عن التعليق عليها بأي شكل من الأشكال وهى لا تنوي تغيير ذلك”، على ما أورد موقع أخبار مصر. ودعا السلطات التونسية لاحترام “إرادة الشعب المصري التي عبر عنها اعتبارا من 30 يونيو 2013 ويعبر عنها حتى الآن”، لافتاً إلى أن “الشعب المصري هو صاحب الاختصاص الأصيل والوحيد في رسم خارطة المستقبل وتقييمها.” ويشار إلى أن مصر استدعت سفيرها لدى تونس للتشاور على خلفية كلمة المزروقي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ودعا فيها لإطلاق مرسي، الذي عزله الجيش في الثالث من يوليو/تموز الماضي. وردت الرئاسة التونسية، الأحد، بالإشارة إلى الخطوة المصرية هي “خطوة تصعيدية ولكنها متوقعة وطبيعية وغير مفاجئة.” |
![]() اللهم صل وسلم على نبينا محمد♡
![]() |
![]() |
#319 |
تميراوي عريق
![]() |
![]()
تأييد عقوبة السجن لمدة عام بحق هشام قنديل رئيس وزراء مصر في عهد مرسي
11-24-1434 07:21 PM عاجل - ( وكالات ) أيدت محكمة مصرية حكم السجن عاما الصادر على هشام قنديل رئيس الوزراء السابق في عهد الرئيس السابق محمد مرسي وقال القاضي ان الحكم واجب التنفيذ الان, وكانت محكمة أول درجة قضت بحبس قنديل سنة في تموز/يوليو الماضي لعدم تنفيذه حكما يقضي بالغاء خصخصة شركة عامة وباعادة العاملين المفصولين منها الى وظائفهم, وكان القضاء قرر مطلع ايلول/سبتمبر الجاري تجميد اموال قنديل ومنعه من مغادرة البلاد, ويعتبر حكم محكمة الاستئناف اليوم الاثنين واجب النفاذ. وقال مسؤول امني انه سيصدر امر بضبطه لتنفيذ العقوبة, وكان قنديل توارى عن الانظار منذ عزل مرسي في الثالث من تموز/يوليو الماضي. وشنت أجهزة الامن حملة ضد قيادات جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي بعد عملية فض اعتصامي انصاره في القاهرة في 14 اب/اغسطس الماضي التي تخللتها اشتباكات أوقعت مئات القتلى |
![]()
مَنْ حَآول ان يَنْهَج نَهْجِي فَقَد قَلّل مِن شَأنه..
و أثبت تَميّزي ! ![]() |
![]() |
#320 |
تميراوي عريق
![]() |
![]()
لأسباب تتعلق بالأمن القومي
منع السياح الإيرانيين من السياحة في مصر ![]() A+ A A- المواطن- صالح السعيد أعلنت الحكومة المصرية -اليوم الثلاثاء- قرارها بتجميد فتح باب السياحة مع إيران لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وذلك بعد فتح مجال السياحة في مصر أمام السياح الإيرانيين خلال فترة حكم الرئيس المعزول، محمد مرسي. وكانت إيران قد قبلت بكل الشروط التي وضعتها مصر -إبان فترة حكم الرئيس المعزول- لاستقدام السياح إلى أراضيها، والتي كانت أبرز خطوطها العريضة “قصر زيارة السياح الإيرانيين وتواجدهم على الأماكن التاريخية بالأقصر وأسوان وأهرامات الجيزة، وأن تتولى شركات مصرية نقلهم وإعادتهم، وكذا أن تتم عبر أفواج، بحيث لا يتخلف منهم أحد”. وتواجد بالفعل عدد من الوفود الإيرانية في مدينتي الأقصر وأسوان، حيث تم تسيير أول رحلة طيران بين القاهرة وطهران -منذ 34 عاماً- في 30 مارس الماضي، في بداية تدشين خط سياحي طيران بين مصر وإيران. وكان قرار الرئاسة المصرية بفتح السوق المصرية أمام السياح الإيرانيين، محل انتقاد شرائح كبيرة من المجتمع المصري وعدد من الأحزاب السياسية في مصر، الأمر الذي قد يكون له تأثير على القرار |
![]()
مَنْ حَآول ان يَنْهَج نَهْجِي فَقَد قَلّل مِن شَأنه..
و أثبت تَميّزي ! ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |