الخجل المقدس

17 / 08 / 2009, 32 : 09 PM

.
.
.

الخجل المقدس
________________________________________

الخجل والعيب

الإحساس بالخجل عند اقتراف العيب، إحساس طبيعي، وعلامة طيبة.

فمن لا يخجل من العيب، لا يخشى العار. ومن لا يستحي، يفعل ما يشاء،

فيطلق العنان لشهوات نفسه، مدمراً حياته، ومفسداً حياة الآخرين!

لـذلك فـإن الحــياء والخــجل من الخطيئة، قد يردعان الإنسان،

فلا يستسلم لممارسة الشر، وعلى النقيض من ذلك،

فإن بلادة الحس، والاستهانة بالشر، تقودان إلى الاستباحة والفجور.

الخجل القاتل

خجـل الإنســان حـين تفتــضح خطاياه، قد يدفعه إلى الندم والتوبة، فيكون

خجلاً مقدساً. وقد يدفعه إلى الاختباء في الظلام، والتستر على خطيئته.

وتجرع الفشل والإحساس بالنقص، الذي يقود بدوره إلى مزيد من الإحساس بالخجل.

وقد يدفع الخجل إلى المغالطة والإنكار، ومحاولة تبرير الخطأ، ليبدو شيئاً

طبيعياً. وهنا يكمن الخطأ القاتل.

الخجل المقدس

إنــه ذلك الخجــل المتـــزن، الـــذي لا يدفع إلى الانــطـــواء، أو الإنــكـــار،

أو الــتــسـتر، أو الإدعاء، أو اليأس.

إنه الخجل الذي يشهد بإنسانية الإنسان العفيف، ويبرز نقاء جوهره.

إن الخجل المقدس هو الحلقة الذهبية التي تــربط القلــب النــادم بأسبــاب الخلاص.

إنه الاعتراف الصامت، والبرهان القاطع على صدق النوايا، وعزيمة القلب.

إن الله كثيراً ما يوجه كشافات أضوائه الباهرة على حياتنا، ليكشف لنا نقائصنا، في ضوء قداسته.

والإنسان الحكيم هو ذلك الذي يسبق إلى الاعتراف بجسامة شروره،

ويندم على خطاياه. ويرى بؤرة الفساد التي تعمل في عمق قلبه الخادع،

فيسأل الله أن يطهر القلب، ويغفر الخطيئة، ويبني الحياة على أساس جديد،

ليس هو الجهد الإنساني الفاشل، الذي يؤدي إلى مزيد من السقوط والعار،

لكنه القوة الإلهية - التي تهب الحياة الجديدة لمن يطلبونها بنية صادقة.

ويكشف أسرار الحياة الخالدة المنتصرة لمن يُقبلون إليه بقلب مخلص متحرر من القيود.

نقلا ..سلام