ناجون من كارثة حافلة العقبة يروون لـ «عكاظ» تفاصيل السقوط الرهيب

24 / 02 / 2008, 13 : 05 AM

ناجون من كارثة حافلة العقبة يروون لـ «عكاظ» تفاصيل السقوط الرهيب
السائق تجاوز شاحنة.. والفضوليون اكتفوا بالتصوير

فيما ارتفع عدد المتوفين في كارثة سقوط حافلة النقل الجماعي من احد الجسور بعقبة ضلع يوم أمس الأول الى 28 حالة وفاة روى شهود عيان من بين الناجين من ركاب الحافلة تفاصيل دقيقة عن مأساة العقبة حيث رصد احدهم لحظات الخوف التي داهمته وهو يشاهد الحافلة تتجاوز شاحنة وتتفادى سيارة لترتطم بالجسر كما تابع بقلق لحظة اقلاعها من شدة الارتطام وحتى هبوطها على الوادي الصخري فيما كان ناج آخر يتأمل جمال المناظر الطبيعية والذي تحول خلال ثوان الى مشهد مرعب من الجثث والاشلاء. اما مساعد السائق فهو شاهد لكنه لم ير شيئاً حيث كان يغط في نوم عميق يقول مساعد السائق وهو كيني الجنسية كنت نائماً ولم استفق الا بعد وقوع الكارثة..
واضاف: قائد الحافلة عزيز حسن وهو كيني الجنسية ايضا على دارية كاملة بالطريق ومتمرس على القيادة في هذه الاماكن.. لكن لا ادري ماذا حدث فقد فوجئت بالحافلة محطمة في الوادي والجثث تنتشر من حولي وبقيت عالقاً حتى انقذني رجال الدفاع المدني.
قبل الكارثة وبعدها
نجا من الحادثة الشاب أحمد حسن الخميس يمني الجنسية والذي روى تفاصيل دقيقة للحظات ماقبل الحادث ومابعده حيث يقول: فوجئنا بالسائق يتجاوز شاحنة على الكوبري الذي هوت منه واثناء تجاوزه للشاحنة فوجئ بسيارة قادمة من الاتجاه الآخر وحينها تيقنت ان الحافلة ستصطدم بها الا ان السائق انحرف بقوة وارتطم بالجسر الاسمنتي ثم هوت الحافلة بركابها في الوادي ولم افقد وعيي حتى عندما ارتطمت الحافلة بالارض وبدأت تتدحرج على ارضية الوادي الصخرية وعندما نظرت حولي وجدت الشخصين اللذين كانا يجلسان أمامي اشلاء.
العابرون صورونا بالجوال
عندها يضيف الخميس حاولت التحرك لكنني لم استطع وحينها تبينت ان ساقي مكسورة كما فوجئت بشبان يقفون بجوارنا وهم من عابري الطريق وتوقعت انهم يرغبون في مساعدتنا لكنهم للأسف اكتفوا بالتقاط صور للمتوفين والمصابين بالجوال.. ورغم استغاثتي وآخرين بهم الا انهم لم يحركوا ساكناً حتى وصل رجال الدفاع المدني الذين انقذوني ومن معي.
خرجت مشياً على الأقدام
كما نجا من الحادث ايضا المقيم اليمني علي احمد عثمان وهو الوحيد الذي خرج مشياً على الاقدام حيث تعتبر اصابته طفيفة اضافة الى مساعد السائق الكيني.. روى عثمان قصة سقوط الحافلة بقوله كنت أتأمل العقبة ومناظرها الطبيعية المدهشة لكن فجأة شعرت بربكة في الحافلة أعقبها بثوان ارتطام شديد فقدت على اثره الوعي ولم استفق الا في اسفل الوادي. كان المشهد مروعاً يستطرد عثمان حيث تملكني الرعب وسط صراخ واشلاء بشرية متناثرة.. حاولت الخروج من بين الجثث والدماء وأنات المصابين المؤلمة ولدهشتي تمكنت من السير بعد ان داهمني شعور بالعجز وسط هذا الحطام الرهيب الذي اختلطت فيه اشلاء الموتى بالحديد والصخور وقطرات الدماء.. واصلت سيري بمساعدة رجال الدفاع المدني حتى وصلت الى سيارة الاسعاف.
كابوس يطاردني
واردف لقد نجوت من الحادثة لكنها ستبقى عالقة في ذهني لأمد لا أراه قصيراً لاسيما ان هذا المشهد اصبح كابوساً يؤرقني ويسيطر على تفكيري. الى ذلك لا تزال العناية المركزة تحتضن مصابين في حالة خطيرة..
من جهته ذكر المشرف العام على مستشفى عسير المركزي الصيدلي صالح المؤنس ان الحالات التي وصلت المستشفى تحظى بعناية كبيرة سواء المنومين بالعناية المركزة او في غرف التنويم العادية مؤكداً ان جميع المصابين تم عرضهم على الاستشاريين المتخصصين وتجري معالجتهم بعد ان تلقوا الاسعافات الاولية اللازمة فور وصولهم.

عكاظ