المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خوف الله والخوف من الناس


سنـــــدس
24 / 02 / 2012, 31 : 06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طوبى لمن شغله خوف الله عن خوف الناس
خوفان يتحدث عنهما الرسول صل الله عليه وسلم
خوف الله والخوف من الناس
والحديث عن الخوف يقودنا الى تفهم

حقيقة تكوينية في عالم الانسان هي منطلق علمي لفهم الخوف والتعامل مع تلك الحقيقة
وهي ان كل ما في النفس الانسانية من قوى وغرائز واستجابات قد اودعها الله سبحانه
فيها هي لصالح الانسان وخيره في الحياة من هذه الغرائز غريزة الخوف المنطلقة من مبدا الشعور بالخطر
فالخوف هو رد فعل الفرد على حالة الشعور بالخطر اي هو موقف دفاعي وبذا يكون الخوف نعمة
واداة من ادوات حماية الحياة -ويصنف الخوف بطبيعته الى صنفين

الخوف الايجابي وهو الشعور بالخطر الحقيقي وهو يساهم في حماية الامن والنظام والاستقرار كالخوف من العقاب الذي يحول بين الانسان وبين الاقدام على الجريمة والمعصية والعدوان والتجاوز على الاخرين وكالشعور بالخوف من الخطر الذي يهيئ الانسان للدفاع عن نفسه
غير ان هذه القوة الرادعة والباعثة على حفظ الحياة والاصلاح والسلام الاجتماعي تتحول نقمة وحالة مرضية خطيرة تدمر الاهداف الفطرية الخيرة لهذه الغريزة اذا استعملت في جانبها السلبي

والخوف السلبي هو الصنف الثاني من الخوف وهو مصدر المعاناة والشقاء النفسي ومصدر كثير من حالات انحراف الصحة النفسية والجسدية والخضوع للظلم والطغيان والنفاق وسحق الشخصية
والحديث النبوي الشريف يميز لنا بين هذين اللونين من الخوف

الخوف الصحي الايجابي الذي يتحرك لصالح الانسان وحفظ الامن والنظام والصحة النفسية والجسدية ويوصل الى مرضاة الله وسعادة الدنيا والاخرة
وهو خوف الله وبين الخوف السلبي الحالة الانحرافية التي تقود الى رذائل الاخلاق كالكذب والنفاق وكتمان الحق والرضى بالذل والمهانة والخضوع لارادة الطغاة ومناصرة الظلم والعدوان

وها هو البيان النبوي يقوم بتقديم اروع تحليل لمشكلة الخوف وفرز علمي واخلاقي دقيق لها

اتوفير الوعي السبليم لنوازع الذات وكيفية استعمال الخوف وتوجيهه لصالح الانسان
انه يقسم الخوف الى خوفين
ان بعض الحوف من الناس قد يكون خوفا مقبولا وتقره الاخلاق واحكام الشريعة وموازين العقل السليم
لانه قائم على اساس الخوف من الله سبحانه ويتحرك في دائرة رضا الله سبحانه وهوالخوف على الدين والنفس والمال والعرض والاهل والاوطان

ومن حق الانسان ان يخاف على كل ذالك وهو غير الجبن الذي يعني انهيار الشخصية وضعف الارادة عن المقاومة والرضا بالذل والمهانة
وهو الخوف المرضي الهدام ان الخوف الايجابي المشروع هو الخوف الذي تحدث عنه القران بقوله

فاصبح في المدينة خائفا يترقب-القصص-18
وجاء رجل من اقصى المدينة يسعى قال يا موسى ان الملا ياتمرون بك ليقتلوك فاخرج اني لك من الناصحين -فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين -القصص-20-21
ففرت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما-الشعراء-21
وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذالك فاولئك هم الفاسقون -النور-55
وتتجسد خطورة تحكم الخوف السلبي في الانسان عندما يتحول الى خوف الانسان من الانسان فيقوده الى الخضوع للظلم والفساد والرضا بالمعصية
ليدفع عن نفسه غضب الطغاة وذوي المصالح والجاه وليحفظ لنفسه مكاسب الدنيا من المال والجاه والسلطة-الخ
وكم عانت البشرية من هذا النمط من الخوف الهدام والجبن فلولا هذا الخوف لما وجد الطغاة من بعينهم على ممارسة الظلم والكفر والطغيان ولما وجد الجهال من يمالئهم على جهلهم من الحكام وادعياء العلم
لذا نجد الرسول صل الله عليه وسلم ينير لنا درب الحياة بالامن والطمئنينة فيميز بين الخوف الصحي المشروع وبين الخوف المرضي الهدام
ودمتم في حفظ الرحمن

سُلاَفْ القَصِيدْ
25 / 02 / 2012, 52 : 03 AM
جزآك الله خير وبآرك الله فيك

- شّغب كوّريهَ |
25 / 02 / 2012, 05 : 04 AM
جزآَكَ الله خير ،

عطرالورد
25 / 02 / 2012, 38 : 04 PM
جزااك الله خيرا
جعله بميزان حسانتكـ
\~

ابوعبدالرحمن11
25 / 02 / 2012, 04 : 08 PM
والله إن للخوف من الله سبحانه لذه وحلاوه مايشعر بها إلا من وفق للوجل والخوف منه سبحانه في كل الأمورصغيرها وكبيرها شكر للموضوع
الغني الثري بالمعاني الساميه والعبر..

هذي انا
25 / 02 / 2012, 06 : 08 PM
جزاك الله الف خير