&بنت تمير&
30 / 08 / 2011, 52 : 12 AM
ثلاثة مواسم متتالية تستنزف الميزانيات وتثقل كاهل الأسر السعودية
http://www.daoo.org/newsm/36391.jpg
صحف (ضوء): أثبتت الأزمات الاقتصادية المتعاقبة وارتفاع كلفة المعيشة غياب ثقافة الادخار عن كثير من الأسر السعودية، ويشتكي الكثيرين من عدم قدرتهم على تلبية المتطلبات الرئيسية خصوصا في مثل هذه الوقت الذي تتزامن فيه ثلاثة مواسم (صرف) رئيسية وهي رمضان والعيد والعودة إلى المدارس، تسهم في القضاء على مرتبات الموظفين، في وقت يطالب فيه محللين اقتصاديين بالتخطيط للميزانيات كل شهر حتى لا تضطر الأسر للاستدانة .
التقت "صحف" بعدد من المواطنين من مختلف الشرائح، واستطلعت آراءهم بهذه الأزمة، وعبر عدد منهم عن عجزهم على الوفاء بالمتطلبات الأسرية بسبب الضغوطات المالية المتتالية، التي لا يتحملونها، وقد لجأ البعض إلى الاستدانة للحد من الضغوطات، بينما فضل آخرون التكاتف مع بعضهم لتقليل المصاريف .
دخل إضافي
شهر رمضان وما بعده من مناسبات أثر كثيراً على الميزانية العامة للمنزل، هذا ما يؤكده محمد أبوسلطان (مدرس، 32 عاماً)، حيث يقول: هذه الأيام صادفت مناسبات متتالية، وأنا كوني أعمل في التعليم فإن جزءاً كبيراً من مرتبي يذهب لأقساط سيارتين وجمعية مع بعض الزملاء، ولكن أحمد الله بأن لدي مصدر دخل آخر من خلال محل إنترنت، يساعدني على تخطي المصاريف هذا الشهر، ولكن أعتقد بأن غيري سيكون في مشكلة حيث سيذهب كثيرون للاستدانة من الآخرين لتغطية احتياجاتهم الأسرية، من خلال هذا الشهر الذي سيكون فيه مشكلة في ميزانيات الأسر .
تكاتف الأسرة
ويشير فواز ناصر (موظف قطاع خاص، 31 عاماً) إلى أن الضغوطات تقل مع وجود نوع من التلاحم بين أفراد الأسرة، ويضيف: " أنا لم أتزوج بعد ولكن أجد بأن هناك ميزانية كبيرة أصبحت على عاتق والدي خلال هذا الشهر، مما استدعى تدخلي في بعض المصاريف، وأعتقد بأنني لو كنت متزوجاً لزادت هذه المصاريف أكثر، ولكننا دائما ما نتعاون على المصاريف أنا وإخوتي مع والدنا لتغطية احتياجات أسرتنا الكبيرة التي تتكون من أسرتين، فهذه الاحتياجات زادت هذا الشهر، فمصاريف شهر رمضان وكذلك العيد وأخيرا المدارس كلها في وقت متقارب، وبحكم تكاتفنا لا أعتقد بأننا قد نلجأ إلى الدين بحمدالله" .
وهذه الحالة من التكاتف يرويها مساعد مبخوت (موظف أهلي، 26 عاماً) إذ يقول: "أسكن مع إخوتي السبعة في منزل واحد مع والدينا، مما جعلنا نقوم بوضع ميزانية موحدة من خلال استقطاع جزء من المرتب شهرياً لمصاريف المنزل، ولكن بالتأكيد فإن هذا الشهر كان له نصيب الأسد من خلال رفع ميزانية المصاريف للوفاء بالالتزامات الحالية من رمضان وعيد ومدارس، وبما أننا نتعاون في ذلك فإني أتساءل عن البعض الذين يسكنون لوحدهم ويعيلون أسراً كبيرة، حيث بلا شك ليس لديهم حلول سوى الدين الذي سيثقل كاهلهم عند تسديده" .
دعم خارجي
وقال عبدالرحمن الغانم (إعلامي، 28 عاماً) تزوجت منذ 3 أشهر تقريباً، وبحكم أنه لا يوجد لدي أطفال إلا أن معاناتي بدأت في رمضان، ومن ثم مصاريف العيد مما جعل ميزانيتي تهتز لأول مرة بهذا الشكل؛ لأن لدي التزامات أخرى كإيجار المنزل وبعض الأقساط، وبحكم أنني متزوج حديثاً فإني ما زلت أتلقى بعض الدعم من والدي ووالدتي حتى تستقيم أموري المادية، وبوجه عام فإن هذه الشهر صادف ثلاث مناسبات مما جعل الكثير يلجؤون للاستدانة أعانهم الله .
ويشاركه الرأي مجاهد الأميري (موظف حكومي، 25عاماً) ويقول: "بصفتي العائل لأسرتي فإن مرتبي ضعيف في الجهة الحكومية التي أعمل بها، وبما أن المصاريف كبيرة برمضان والعيد والمدارس فإني لجأت للاستدانة من أحد أصدقائي؛ لأني بالتأكيد لا أستطيع الالتزام بكل هذه المصروفات، وكنت أتمنى بألا تكون المدارس بعد العيد مباشرة حتى استلام المرتب للشهر التالي، ولكن الحمد لله على كل حال، ومادمت أني لست مقصراً مع أسرتي فإني لا أمانع أن ألتجئ للديون، للوفاء بالتزامات بيتي وإخوتي، وللعلم بأن هذا المرتب صرف بتاريخ 20 رمضان مما جعله يتناثر بسرعة قبل دخول العيد" .
مصاريف السكن
وقال محمد علي (موظف أهلي، 33 عاماً): "لاشك بأن ميزانية هذا الشهر أكبر من أي شهر مضى، وأنا ولله الحمد أعمل في القطاع الخاص بمرتب جيد، ولكن ما ضيق ميزانيتي هو نقلي من الرياض إلى جدة، حيث كنت في السابق أسكن مع أخي ونتعاون على الكثير من المصروفات، والآن اعتمدت على الله ثم على نفسي، وأحاول تأمين معيشتي في ظل إيجارات مرتفعة، وأحياناً أتمنى أن أتعدى هذه المرحلة بسرعة لكي تعود الأيام ذات المصروفات العادية، والتي نستطيع من خلالها معرفة كيفية الصرف وضبط الميزانية بالطريقة المناسبة" .
3 شرائح
من جانبه، قسم المحلل الاقتصادي علي المزيد الأسر إلى ثلاثة شرائح: (الأولى) هي المترفة التي لا يهمها شيء من هذا المصروف، وهي مستبعدة من هذا الأمر، و(الثانية) هي الشريحة الوسطى، ومن المفترض أن تكون أسرة رشيدة في عملية الحسابات، والرشيدة معناها أن توفر ما بين 15- 25% من دخلها، وبذلك لا تكون لديها مشاكل مادية، ولكن للأسف فإن الكثير من الأسر السعودية لا تقوم بمثل هذا التوفير .
أما الشريحة (الثالثة) والأخيرة فهي المعدمة التي لديها مصادر دخل غير منظورة، ولكن قد تأتيهم مصادر أخرى تنقلهم من شريحة إلى أخرى من خلال المؤسسات الخيرية ورجال الخير الذين يتبرعون لهم بمساكن ومساعدات .
وأكد المزيد على ضرورة وجود ميزانية ثابتة لكل أسرة باجتماع أسري متفق عليه .
تم إضافته يوم الإثنين 29/08/2011 م - الموافق 30-9-1432 هـ الساعة 5:06 مساءً
الله يكون بعونكم ~~
http://www.daoo.org/newsm/36391.jpg
صحف (ضوء): أثبتت الأزمات الاقتصادية المتعاقبة وارتفاع كلفة المعيشة غياب ثقافة الادخار عن كثير من الأسر السعودية، ويشتكي الكثيرين من عدم قدرتهم على تلبية المتطلبات الرئيسية خصوصا في مثل هذه الوقت الذي تتزامن فيه ثلاثة مواسم (صرف) رئيسية وهي رمضان والعيد والعودة إلى المدارس، تسهم في القضاء على مرتبات الموظفين، في وقت يطالب فيه محللين اقتصاديين بالتخطيط للميزانيات كل شهر حتى لا تضطر الأسر للاستدانة .
التقت "صحف" بعدد من المواطنين من مختلف الشرائح، واستطلعت آراءهم بهذه الأزمة، وعبر عدد منهم عن عجزهم على الوفاء بالمتطلبات الأسرية بسبب الضغوطات المالية المتتالية، التي لا يتحملونها، وقد لجأ البعض إلى الاستدانة للحد من الضغوطات، بينما فضل آخرون التكاتف مع بعضهم لتقليل المصاريف .
دخل إضافي
شهر رمضان وما بعده من مناسبات أثر كثيراً على الميزانية العامة للمنزل، هذا ما يؤكده محمد أبوسلطان (مدرس، 32 عاماً)، حيث يقول: هذه الأيام صادفت مناسبات متتالية، وأنا كوني أعمل في التعليم فإن جزءاً كبيراً من مرتبي يذهب لأقساط سيارتين وجمعية مع بعض الزملاء، ولكن أحمد الله بأن لدي مصدر دخل آخر من خلال محل إنترنت، يساعدني على تخطي المصاريف هذا الشهر، ولكن أعتقد بأن غيري سيكون في مشكلة حيث سيذهب كثيرون للاستدانة من الآخرين لتغطية احتياجاتهم الأسرية، من خلال هذا الشهر الذي سيكون فيه مشكلة في ميزانيات الأسر .
تكاتف الأسرة
ويشير فواز ناصر (موظف قطاع خاص، 31 عاماً) إلى أن الضغوطات تقل مع وجود نوع من التلاحم بين أفراد الأسرة، ويضيف: " أنا لم أتزوج بعد ولكن أجد بأن هناك ميزانية كبيرة أصبحت على عاتق والدي خلال هذا الشهر، مما استدعى تدخلي في بعض المصاريف، وأعتقد بأنني لو كنت متزوجاً لزادت هذه المصاريف أكثر، ولكننا دائما ما نتعاون على المصاريف أنا وإخوتي مع والدنا لتغطية احتياجات أسرتنا الكبيرة التي تتكون من أسرتين، فهذه الاحتياجات زادت هذا الشهر، فمصاريف شهر رمضان وكذلك العيد وأخيرا المدارس كلها في وقت متقارب، وبحكم تكاتفنا لا أعتقد بأننا قد نلجأ إلى الدين بحمدالله" .
وهذه الحالة من التكاتف يرويها مساعد مبخوت (موظف أهلي، 26 عاماً) إذ يقول: "أسكن مع إخوتي السبعة في منزل واحد مع والدينا، مما جعلنا نقوم بوضع ميزانية موحدة من خلال استقطاع جزء من المرتب شهرياً لمصاريف المنزل، ولكن بالتأكيد فإن هذا الشهر كان له نصيب الأسد من خلال رفع ميزانية المصاريف للوفاء بالالتزامات الحالية من رمضان وعيد ومدارس، وبما أننا نتعاون في ذلك فإني أتساءل عن البعض الذين يسكنون لوحدهم ويعيلون أسراً كبيرة، حيث بلا شك ليس لديهم حلول سوى الدين الذي سيثقل كاهلهم عند تسديده" .
دعم خارجي
وقال عبدالرحمن الغانم (إعلامي، 28 عاماً) تزوجت منذ 3 أشهر تقريباً، وبحكم أنه لا يوجد لدي أطفال إلا أن معاناتي بدأت في رمضان، ومن ثم مصاريف العيد مما جعل ميزانيتي تهتز لأول مرة بهذا الشكل؛ لأن لدي التزامات أخرى كإيجار المنزل وبعض الأقساط، وبحكم أنني متزوج حديثاً فإني ما زلت أتلقى بعض الدعم من والدي ووالدتي حتى تستقيم أموري المادية، وبوجه عام فإن هذه الشهر صادف ثلاث مناسبات مما جعل الكثير يلجؤون للاستدانة أعانهم الله .
ويشاركه الرأي مجاهد الأميري (موظف حكومي، 25عاماً) ويقول: "بصفتي العائل لأسرتي فإن مرتبي ضعيف في الجهة الحكومية التي أعمل بها، وبما أن المصاريف كبيرة برمضان والعيد والمدارس فإني لجأت للاستدانة من أحد أصدقائي؛ لأني بالتأكيد لا أستطيع الالتزام بكل هذه المصروفات، وكنت أتمنى بألا تكون المدارس بعد العيد مباشرة حتى استلام المرتب للشهر التالي، ولكن الحمد لله على كل حال، ومادمت أني لست مقصراً مع أسرتي فإني لا أمانع أن ألتجئ للديون، للوفاء بالتزامات بيتي وإخوتي، وللعلم بأن هذا المرتب صرف بتاريخ 20 رمضان مما جعله يتناثر بسرعة قبل دخول العيد" .
مصاريف السكن
وقال محمد علي (موظف أهلي، 33 عاماً): "لاشك بأن ميزانية هذا الشهر أكبر من أي شهر مضى، وأنا ولله الحمد أعمل في القطاع الخاص بمرتب جيد، ولكن ما ضيق ميزانيتي هو نقلي من الرياض إلى جدة، حيث كنت في السابق أسكن مع أخي ونتعاون على الكثير من المصروفات، والآن اعتمدت على الله ثم على نفسي، وأحاول تأمين معيشتي في ظل إيجارات مرتفعة، وأحياناً أتمنى أن أتعدى هذه المرحلة بسرعة لكي تعود الأيام ذات المصروفات العادية، والتي نستطيع من خلالها معرفة كيفية الصرف وضبط الميزانية بالطريقة المناسبة" .
3 شرائح
من جانبه، قسم المحلل الاقتصادي علي المزيد الأسر إلى ثلاثة شرائح: (الأولى) هي المترفة التي لا يهمها شيء من هذا المصروف، وهي مستبعدة من هذا الأمر، و(الثانية) هي الشريحة الوسطى، ومن المفترض أن تكون أسرة رشيدة في عملية الحسابات، والرشيدة معناها أن توفر ما بين 15- 25% من دخلها، وبذلك لا تكون لديها مشاكل مادية، ولكن للأسف فإن الكثير من الأسر السعودية لا تقوم بمثل هذا التوفير .
أما الشريحة (الثالثة) والأخيرة فهي المعدمة التي لديها مصادر دخل غير منظورة، ولكن قد تأتيهم مصادر أخرى تنقلهم من شريحة إلى أخرى من خلال المؤسسات الخيرية ورجال الخير الذين يتبرعون لهم بمساكن ومساعدات .
وأكد المزيد على ضرورة وجود ميزانية ثابتة لكل أسرة باجتماع أسري متفق عليه .
تم إضافته يوم الإثنين 29/08/2011 م - الموافق 30-9-1432 هـ الساعة 5:06 مساءً
الله يكون بعونكم ~~