ابو سلمان
11 / 08 / 2011, 52 : 01 PM
دعــوة لـلــعــمـل
الحمد لله القائل ( يا أيها الذين آمنوا أركعوا وأسجدوا وأعبدوا ربكم وأفعلوا الخير لعلكم تفلحون ) ، والقائل جل جلاله ( وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ، وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) وصلاة وسلامـًا على المبعوث رحمة للعالمين حيث يقول ( لا تحقرن من المعروف شيئـًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) والقائل بأبي هو وأمي (كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة ويميط الأذى عن الطريق صدقة )
إن شعور كثير من الناس بعدم جدوى ما يقدمه أو بضآلته ، واحتقاره لكثير من الأعمال التي يراها صغيرة في نظره يدفعه إلى عدم القيام بها ، وبالتالي عدم القيام بأي شيئ !!
آنظر إلى ذلك السيل العرم الذي يملأ جنبات الوادي العظيم فيأتي هادرًا قويـًا لا يقف أمامه شيئ ، إنه في البداية من تجمع قطرات المطر ثم من جريان تلك الروافد الصغير التي تصب في مجرى الوادي الكبير فيتكون ذلك السيل الخضم .
لا تحقرن صغيرة ً إن الجبال من الحصى
أكاد أجزم بأن المبادرات الفردية والعمل الجاد المخلص ، الذي يقوم به أفراد كثيرون لا يتبعون مؤسسات معينة سواء أكانت حكومية أو أهلية هو من أعظم المؤثرات ـ إن لم يكن أعظمها ـ في تشكيل ملامح المجتمع أي مجتمع وصياغته .
بل إن تلك المؤسسات والهيئات إذا لم يستشعر فيها الأفراد مسؤوليتهم ويكون لديهم الإحساس القوي بعظم الأمانة الملقاة على كواهلهم فإن آثر تلك المؤسسات مهما كانت ميزانياتها يكون ضئيلا ً تافهـًا .
وبقدر ما يكون في المجتمع من الذين يحملون هم الناس ، هم إصلاحهم وإرشادهم ، وهم سد حاجات المحتاجين ، ونصرة المظلومين ، والآمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبقدر ما يكون فيه ممن يسعى في المصالح العامة ، ويبذل من وقته وماله وجهده في سبيل ذلك ، بقدر ما تصلح أحوال المجتمع وتختفي كثير من الظواهر السلبية فيه ، وصلى الله وسلم على النبي الأكرم ، والمربي الأعظم القائل ( مثل المسلمين في توادهم ، وتراحمهم ، وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) والقائل ( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ).
ودعونا نتصور لو أن هذا الأمر ـ أعني الفاعلية والإيجابية والبذل وتقديم النفع للآخرين ـ أصبح هاجسـًا لفئة كبيرة من المجتمع ما الذي سيحدث ؟!
سنجد يوميـًا ـ بقدر حجم هذه الفئة ـ آلافـًا من النصائح التي تبذل ، والأموال التي تنفق ، والدعوات المخلصة التي ترتفع إلى العليم القدير بل إن مجرد الشعور القلبي والاهتمام النفسي هو بمكان عند الله ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ( فإن لم يستطع فليغيره بقلبه ) فجعل بغضه للمنكر وأن تظهر معصية الله تغييرًا ، ذلك أن الله يدفع عن الناس من السوء والمنكرات وانتشار الرذائل بقدر بغضهم لها ، وغيرتهم لدينهم ، وخشيتهم من عذاب الله بسببها ، ولهذا جاء في الحديث (أن بِـه فَابْـدَأ ، فإنه لَم يَتَمَعَّر وَجْهُه فيَّ سَاعَة قَط ) .. ولم يتمعروجهه أي لم يعترض على الفساد
كن عمليـًا إيجابيـًا فاعلا ً ولا تكن مجرد رقم يضاف إلى أعداد البشر ولا تكن جزءًا من الغثاء .
ضع ورقة أمامك في السيارة أكتب عليها بعض الأعمال التي يمكنك القيام بها خلال شهر أو سنة وضع في أعلاها أستغفر الله ، سبحان الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله لكي تكون زادًا لك وقوة ونشاطـًا ، وهي أيضـًا عمل من أعظم الأعمال المقربة إلى الله قال عليه الصلاة والسلام ( ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فيضربون رقابكم وتضربون رقابهم ، قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ذكر الله عز وجل ).رواه أحمد.
ها هنا نماذج من الأعمال اليسيرة التي يتعدى نفعها للآخرين أختر منها ما يناسبك وما يتفق مع طبيعتك وضعه أمامك في تلك الورقة وابدأ فورًا بالتنفيذ حسب ما يسمح به وقتك :
1- اقتطع جزءًا من دخلك الشهري إن كان لك دخل لأحد مكاتب الدعوة وتوعية الجاليات مساهمةً في نشر الإسلام ليكون لك مثل أجور الداخلين فيه كلما عملوا صالحـًا .
2- تلمس حاجة أسرة من الأسر الفقيرة وخصوصـًا الأرامل واليتامى وأسع في حاجاتهم وقضاء شؤونهم ،عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( الساعي على الأرملة والمسكين , كالمجاهد في سبيل الله " وأحسبه قال " وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر )) متفق عليه .
3- تواصل مع إمام المسجد لدعم حلقة التحفيظ في الحي .
4- ابذل النصيحة للقريب والجار الذي ترى منه تخلفـًا عن صلاة الجماعة في المسجد ولا يمنعك من ذلك تقصيرك ولا يثبطك الشيطان عن عمل الخير بما يوسوسه لك بسبب ضعفك وتفريطك في بعض الجوانب , وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر واصبر على ما أصابك في سبيل ذلك .
5- أكثر من الدعاء لك ولإخوانك المسلمين والإلحاح على الله جل وعلا بصلاح حالك وأحوالهم فإن ذلك من أعظم النفع الذي تقدمه لهم والدعاء هو العبادة كما قال عليه الصلاة والسلام ، وأدع الله من قلب صادق إن يجعلك مباركـًا أينما كنت مفتاحـًا للخير مغلاقـًا للشر ، صالحًا مصلحـًا ، هاديـًا مهديـًا .
أسال الله لي ولك التوفيق والهداية والسداد والسعادة في الدنيا والآخرة ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد .
بقلم أخوكم / عبدالعزيز بن محمد بن هديب آل عبدالله
الحمد لله القائل ( يا أيها الذين آمنوا أركعوا وأسجدوا وأعبدوا ربكم وأفعلوا الخير لعلكم تفلحون ) ، والقائل جل جلاله ( وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ، وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) وصلاة وسلامـًا على المبعوث رحمة للعالمين حيث يقول ( لا تحقرن من المعروف شيئـًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) والقائل بأبي هو وأمي (كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة ويميط الأذى عن الطريق صدقة )
إن شعور كثير من الناس بعدم جدوى ما يقدمه أو بضآلته ، واحتقاره لكثير من الأعمال التي يراها صغيرة في نظره يدفعه إلى عدم القيام بها ، وبالتالي عدم القيام بأي شيئ !!
آنظر إلى ذلك السيل العرم الذي يملأ جنبات الوادي العظيم فيأتي هادرًا قويـًا لا يقف أمامه شيئ ، إنه في البداية من تجمع قطرات المطر ثم من جريان تلك الروافد الصغير التي تصب في مجرى الوادي الكبير فيتكون ذلك السيل الخضم .
لا تحقرن صغيرة ً إن الجبال من الحصى
أكاد أجزم بأن المبادرات الفردية والعمل الجاد المخلص ، الذي يقوم به أفراد كثيرون لا يتبعون مؤسسات معينة سواء أكانت حكومية أو أهلية هو من أعظم المؤثرات ـ إن لم يكن أعظمها ـ في تشكيل ملامح المجتمع أي مجتمع وصياغته .
بل إن تلك المؤسسات والهيئات إذا لم يستشعر فيها الأفراد مسؤوليتهم ويكون لديهم الإحساس القوي بعظم الأمانة الملقاة على كواهلهم فإن آثر تلك المؤسسات مهما كانت ميزانياتها يكون ضئيلا ً تافهـًا .
وبقدر ما يكون في المجتمع من الذين يحملون هم الناس ، هم إصلاحهم وإرشادهم ، وهم سد حاجات المحتاجين ، ونصرة المظلومين ، والآمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبقدر ما يكون فيه ممن يسعى في المصالح العامة ، ويبذل من وقته وماله وجهده في سبيل ذلك ، بقدر ما تصلح أحوال المجتمع وتختفي كثير من الظواهر السلبية فيه ، وصلى الله وسلم على النبي الأكرم ، والمربي الأعظم القائل ( مثل المسلمين في توادهم ، وتراحمهم ، وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) والقائل ( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ).
ودعونا نتصور لو أن هذا الأمر ـ أعني الفاعلية والإيجابية والبذل وتقديم النفع للآخرين ـ أصبح هاجسـًا لفئة كبيرة من المجتمع ما الذي سيحدث ؟!
سنجد يوميـًا ـ بقدر حجم هذه الفئة ـ آلافـًا من النصائح التي تبذل ، والأموال التي تنفق ، والدعوات المخلصة التي ترتفع إلى العليم القدير بل إن مجرد الشعور القلبي والاهتمام النفسي هو بمكان عند الله ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ( فإن لم يستطع فليغيره بقلبه ) فجعل بغضه للمنكر وأن تظهر معصية الله تغييرًا ، ذلك أن الله يدفع عن الناس من السوء والمنكرات وانتشار الرذائل بقدر بغضهم لها ، وغيرتهم لدينهم ، وخشيتهم من عذاب الله بسببها ، ولهذا جاء في الحديث (أن بِـه فَابْـدَأ ، فإنه لَم يَتَمَعَّر وَجْهُه فيَّ سَاعَة قَط ) .. ولم يتمعروجهه أي لم يعترض على الفساد
كن عمليـًا إيجابيـًا فاعلا ً ولا تكن مجرد رقم يضاف إلى أعداد البشر ولا تكن جزءًا من الغثاء .
ضع ورقة أمامك في السيارة أكتب عليها بعض الأعمال التي يمكنك القيام بها خلال شهر أو سنة وضع في أعلاها أستغفر الله ، سبحان الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله لكي تكون زادًا لك وقوة ونشاطـًا ، وهي أيضـًا عمل من أعظم الأعمال المقربة إلى الله قال عليه الصلاة والسلام ( ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فيضربون رقابكم وتضربون رقابهم ، قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ذكر الله عز وجل ).رواه أحمد.
ها هنا نماذج من الأعمال اليسيرة التي يتعدى نفعها للآخرين أختر منها ما يناسبك وما يتفق مع طبيعتك وضعه أمامك في تلك الورقة وابدأ فورًا بالتنفيذ حسب ما يسمح به وقتك :
1- اقتطع جزءًا من دخلك الشهري إن كان لك دخل لأحد مكاتب الدعوة وتوعية الجاليات مساهمةً في نشر الإسلام ليكون لك مثل أجور الداخلين فيه كلما عملوا صالحـًا .
2- تلمس حاجة أسرة من الأسر الفقيرة وخصوصـًا الأرامل واليتامى وأسع في حاجاتهم وقضاء شؤونهم ،عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( الساعي على الأرملة والمسكين , كالمجاهد في سبيل الله " وأحسبه قال " وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر )) متفق عليه .
3- تواصل مع إمام المسجد لدعم حلقة التحفيظ في الحي .
4- ابذل النصيحة للقريب والجار الذي ترى منه تخلفـًا عن صلاة الجماعة في المسجد ولا يمنعك من ذلك تقصيرك ولا يثبطك الشيطان عن عمل الخير بما يوسوسه لك بسبب ضعفك وتفريطك في بعض الجوانب , وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر واصبر على ما أصابك في سبيل ذلك .
5- أكثر من الدعاء لك ولإخوانك المسلمين والإلحاح على الله جل وعلا بصلاح حالك وأحوالهم فإن ذلك من أعظم النفع الذي تقدمه لهم والدعاء هو العبادة كما قال عليه الصلاة والسلام ، وأدع الله من قلب صادق إن يجعلك مباركـًا أينما كنت مفتاحـًا للخير مغلاقـًا للشر ، صالحًا مصلحـًا ، هاديـًا مهديـًا .
أسال الله لي ولك التوفيق والهداية والسداد والسعادة في الدنيا والآخرة ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد .
بقلم أخوكم / عبدالعزيز بن محمد بن هديب آل عبدالله