توليب2
26 / 07 / 2011, 10 : 01 AM
"الديانة الإبليسية"
مصطلح جديد بدأ يعرف طريقه بين أوساط الشباب المصري المتعاملين مع شبكة الإنترنت وفي الجامعات كتقليعة جديدة تنكر الرسالات السماوية.و"الديانة الإبليسية هي تقليعة جديدة تنكر الأديان السماوية الثلاثة" الإسلام – المسيحية- اليهودية" وتقتنع بمبادئ وطقوس غريبة.
وأورد التقرير تجربة شاب يدعى عبد الله البكري والذي كان على وشك الانضمام إليهم .
وعن تجربته مع "الديانة الإبليسية" قال عبد الإله إنه تعرف على إحدى أتباع هذه التقليعة في إحدى الحفلات وبدأ التواصل معها عن طريق البريد الإلكتروني.
وأضاف عبد الإله أن أتباع هذه التقليعة لهم طقوس خاصة حيث بدءوا استمالتي لطقوسهم بتشكيكي في الإسلام وإرسال كتب تشكك في القرآن والدين الإسلامي.
وحول ملامح معتقدات أتباع هذه التقليعة قال عبد الله إنهم يقولون إن إبليس هو
خالق البشرية، و أن الجن هم الآلهة الأصلين المعاونين له وهذه التقليعة مؤسسة علي الأديان القديمة التي سبقت الأديان
الإبراهيمية و هي التي كانت تؤمن بتعدد الآلهة كما إنهم يقولون إنه لا يوجد جنه أو نار إنما الخلود بعد الحياة.
وأشار عبد الله إلى أن أتباع هذه التقليعة ينتشرون بشكل منظم في الحفلات التي يوجد بها عدد كبير من الشباب
وأنهم منظمون على أعلى مستوى.
- طلقات تحذير
لا يقتصر الأمر على انتشار مثل هذه المعتقدات المشبوهة فقط، فبحسب تقرير صادر من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (fbi) تنتشر هذه الديانة في العديد من دول العالم لدرجة أن أنصارها يزيدون كل عام بمعدل 50 ألف شخص سنويًا، مؤكدًا أن هذه الديانة لها وجود في عدد من الدول الإسلامية منها لبنان والأردن والمملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة وتركيا وغيرها؛ حيث تفجرت القضية في الأردن في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وقد حاولت السلطات آنذاك التقليل من حجمها إلى أن قبضت على مجموعة منهم في شهر سبتمبر 2002، في إحدى قاعات الاحتفال في منطقة عبدون الراقية في عمّان، وهم يمارسون طقوسًا غريبة، ويرتدون ملابس فاضحة، ويتقلدون بسلاسل من ذهب، ويرقصون بطريقة مثيرة على أنغام موسيقى غربية صاخبة، ويتبادلون بيانات تدعي أن وجود كلمة (مسلم) في بطاقاتهم الشخصية لا تعني أي وجود للإسلام في قلوبهم.
وقام أنصار هذه التقليعة - مجموعة تُطلق على نفسها: (أبناء إبليس) - بالاعتداء على بعض المساجد وقاموا بتلويث المصاحف بالأوساخ والقاذورات بقصد الإساءة للدين الإسلامي وانتهاك حرمة القرآن الكريم والتنفيس عن الحقد على الدين الحنيف، وكان هؤلاء المنحرفون يتركون وراءهم شهادات توضح أنهم من أبناء: (الديانة الإبليسية) إضافة إلى كتابة كلمة (إبليس الأعظم) ورسم النجمة الخماسية على المصحف.
ويتكرر المشهد نفسه ولكن بصورة أكثر شراسة في لبنان ولاسيما في جنوبه عام 2003؛ حيث أطلق وزير الداخلية اللبناني آنذاك إلياس المر صرخة تحذير بشأن شباب لبنان بسبب تفشي الظاهرة بينهم، داعياً إلى التشدد في تطبيق القوانين تجاه هذه القلة، مشيرا لانتحار 11 شخصًا سنة 2002 وقعوا في براثن هذه الجماعة التي كانت قد شهدت انتشارًا في السنوات الماضية، ولا تزال تتغلغل في المدن.
ورغم التحذيرات إلا أن نشاط هذه الفرقة الشاذة مستمر، بل إن خطره تصاعد عقب انتحار شاب في العشرين من عمره بإلقاء نفسه من علو شاهق في إحدى مدن شمال لبنان، وكان بصحبة مجموعة من رفاقه الجامعيين، وكادت الحادثة تمر دون ملاحظة أمنية، ولكن ما حدث بعد الوفاة أثار الكثير من الشكوك والأقاويل، حيث حضر رفاق الشاب المنتحر للوداع الأخير ولكن مظهرهم أثار الكثير من الاستهجان والاستغراب لدى الحضور؛ فغالبيتهم بشعور طويلة وملابس غريبة ممزقة، وبعضهم يحمل وشمًا غريبًا يشير إلى رموز إبليسية، ثم مارسوا طقوسًا غريبة حول نعش رفيقهم، وكتبوا كلمات غريبة على النعش، ووضعوا سروال (جينز) وقميصًا عائدين إلى الشاب المنتحر داخل القبر، فما كان من أجهزة الأمن اللبنانية إلا أن أوقفت ثلاثة شبان من المجموعة للتحقيق معهم بسبب هذه الممارسات الغريبة.
- طقوس غريبة
وفي تركيا استفحل خطر (الديانة الإبليسية) بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا منذ عدة سنوات، حيث أوقفت الشرطة التركية ثلاثة من الشباب في منطقة أورتاكوري بإسطنبول بعد قيامهم بإجراء مراسم (عبادة الشيطان) مع رفيقتهم (شهربان جو شقون فرات: 21 سنة) وذهبوا بها إلى مقبرة المنطقة، وبعد الرقص والعربدة قالوا لها: إن إبليس أمرهم بوجوب تقديم ضحية لوقف الزلازل التي تتعرض لها البلاد، وقد آن الأوان لذلك، ووقع اختيارنا عليك لتنفيذ أمر الشيطان، وأوقعوها أرضًا وقاموا بمعاونة صديقة لهم بطعنها بالسكين وخنقها، وهوى أحدهم بالفأس الذي يحمله معه على رأسها، ثم قاموا باغتصابها ودفنها إلى نصف جسدها وفقا لتعاليم إبليس.
ولعل أخطر ما كشفت عنه التحقيقات المصرية الأخيرة مع معتنقي التقليعة الشاذة هو أنه سبق لبعضهم السفر إلى (إسرائيل) والارتباط بجماعة (إسرائيلية) شاذة، وأنهم خلية من الشواذ ينتمون إلى جماعة من الشواذ أصلها في مدينة لندن يمارسون معهم أنواع المجون والازدراء وعدم الاعتراف بالله تعالى ربًا وخالقًا، مؤكدين أن شبكة الانترنت والـ(فيس بوك) وتجمعات الشباب والجامعات هي مصادر مفضلة لديهم لاكتساب أنصار لهذه الديانة المشبوهة.
- عولمة الأديان
ولا يخفى على أحد أن هناك حزمة من الأهداف يقف وراءها معتنقو هذه التقليعة المشبوهة، وفي مقدمتها الترويج لما يطلق عليه (عولمة الأديان) حيث لم تخف واشنطن يومًا ولعها بهذا المصطلح عبر نشر هذه الأفكار وإبعاد أنصار الملل السماوية عن معتقداتهم، خصوصًا أن أبرز الجماعات الممولة لهذه الأنشطة تقع مقراتها في الولايات المتحدة، وفي الطليعة منها جماعة (كنيسة الشيطان) وجماعة (الشيطانيين) وجماعة (السحر الأسود) وجماعة (الفورو) وجماعة (الوثنيين) وجماعة (الماسونيين الأحرار)، فضلاً عن نشر الفكر الإلحادي والتفسخ الأخلاقي وممارسات الجنس الجماعي؛ لإضعاف الأمة الإسلامية عبر القضاء على مصادر قوتها وهم الشباب، ولاسيما أن أغلب التحقيقات التي جرت مع المنتمين لهذه الأفكار الشاذة خلصت إلى أنهم بين أعمار 16و24عاما وهو ما يكشف بجلاء عن جسامة الخطر.
- مفسدون في الأرض
وعن الحكم الشرعي في مثل هذه الفرقة المشبوهة يري د. نصر فريد واصل المفتي السابق للديار المصرية أن هذه فرقة خارجة عن حظيرة الإسلام، وأنصارها مفسدون في الأرض، وينكرون ما هو معلوم من الدين بالضرورة حين يحاولون المساواة بين الله الواحد وبين إبليس – تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا – وينبغي أن يطبق على هؤلاء حد الحرابة وفقا لقوله تعالى: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتـّلــوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم} (المائدة : 33).
وتابع د. واصل: هؤلاء تنطبق عليه الآية الكريمة: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (المجادلة: 19)، مشيرًا إلى أن مثل هذه التقليعات لا مستقبل لها داخل الأمة رغم خطورتها، وهو ما يجعلنا نطالب باستنفار أولي الأمر من العلماء والحكام لمواجهتها، لافتًا إلى أن مصير هؤلاء الخذلان المبين كما قال الله تعالى: {وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذابٌ أليم} وكذلك: {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ} (النمل:24) لذا فيجب أن توحد الصفوف لتجفيف منابع هذه التقليعة في مهدها قبل أن يستفحل خطرها.
واعتبر د. واصل أن عدم قيام المؤسسات الدينية بدورها قد خلق نوعًا من الفراغ، وأعطى هذه الفرقة الخارجة عن إجماع الأمة الفرصة لاكتساب أرضية، وهو ما ينبغي الاستيقاظ في مواجهته عن طريق إعطاء دور للعلماء لتحذير هؤلاء المغرر بهم من العواقب الوخيمة لانحرافهم، وإظهار جسامة الجريمة، أما الاقتصار على المواجهة الأمنية فلن يعطي النتائج المرجوة.
- أياد صهيونية
فيما يرى د.سيد حامد أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس أن هناك أسبابًا عديدة لانتشار مثل هذه التقليعات المشبوهة، ومنها تطور وسائل الاتصالات، ولاسيما أن شبكة الإنترنت هي الوسيلة الأهم لنشر أفكارهم، والتواصل بين الأتباع، ولهم على هذه الشبكة أكثر من ثمانية آلاف عنوان؛ مما يعطيهم الفرصة لاكتساب أرضية جديدة في ظل الغياب شبه الكامل للمؤسسات الإسلامية عن التعامل مع المستجدات الحديثة مثل الـ(فيس بوك) والمنتديات، لافتًا إلى أن تصاعد وتيرة التطبيع بين الدولة العبرية والعديد من الدول العربية والإسلامية، قد أدى لازدياد الاختلاط مع اليهود، خاصة في مصر والأردن والمغرب، واليهود لا يتركون فرصة لإفساد عقائد المسلمين، وصرفهم عن دينهم، ونشر الأفكار المنحرفة بينهم إلا وقاوموا بها.
واتهم د.حامد وسائل الإعلام بالوقوف وراء نشر مثل هذه الأفكار المشبوهة عبر إذاعة أفلام تمجد هذه التقليعات وتجعلها مستساغة عند المسلمين، ومن ذلك نشر وسائل الإعلام الغربية ومعها الفضائيات العربية لأفلام تتحدث عن مصاصي الدماء، وأشخاص ذوي قدرات سحرية؛ ليغروا الشباب بامتلاكها ويصيروا مثلاً أعلى لشباب المنطقة، لافتًا إلى أن التمزق الأسري قد أدى دورًا في اعتناق الشباب لمثل هذه الأفكار الشاذة.
ويرى أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس أن الغزوة التغريبية لمؤسسات التعليم في الدول العربية روجت لهذا الفكر، ولاسيما أن خريجي هذه المدارس لا يعلمون شيئا عن دينهم؛ مما يجعلهم فريسة سهلة لمثل هذه الأفكار، مؤكدًا أن إصلاح مسار المؤسسات التعليمية والإعلامية، وتحفيز الأسر على الاهتمام بأبنائها في هذه السن الخطيرة، وقيام رجال الدين بمحاصرة هذه الأفكار المشبوهة، تقدم علاجًا ناجحًا لمثل هذه الأفكار الشاذة.
مصطلح جديد بدأ يعرف طريقه بين أوساط الشباب المصري المتعاملين مع شبكة الإنترنت وفي الجامعات كتقليعة جديدة تنكر الرسالات السماوية.و"الديانة الإبليسية هي تقليعة جديدة تنكر الأديان السماوية الثلاثة" الإسلام – المسيحية- اليهودية" وتقتنع بمبادئ وطقوس غريبة.
وأورد التقرير تجربة شاب يدعى عبد الله البكري والذي كان على وشك الانضمام إليهم .
وعن تجربته مع "الديانة الإبليسية" قال عبد الإله إنه تعرف على إحدى أتباع هذه التقليعة في إحدى الحفلات وبدأ التواصل معها عن طريق البريد الإلكتروني.
وأضاف عبد الإله أن أتباع هذه التقليعة لهم طقوس خاصة حيث بدءوا استمالتي لطقوسهم بتشكيكي في الإسلام وإرسال كتب تشكك في القرآن والدين الإسلامي.
وحول ملامح معتقدات أتباع هذه التقليعة قال عبد الله إنهم يقولون إن إبليس هو
خالق البشرية، و أن الجن هم الآلهة الأصلين المعاونين له وهذه التقليعة مؤسسة علي الأديان القديمة التي سبقت الأديان
الإبراهيمية و هي التي كانت تؤمن بتعدد الآلهة كما إنهم يقولون إنه لا يوجد جنه أو نار إنما الخلود بعد الحياة.
وأشار عبد الله إلى أن أتباع هذه التقليعة ينتشرون بشكل منظم في الحفلات التي يوجد بها عدد كبير من الشباب
وأنهم منظمون على أعلى مستوى.
- طلقات تحذير
لا يقتصر الأمر على انتشار مثل هذه المعتقدات المشبوهة فقط، فبحسب تقرير صادر من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (fbi) تنتشر هذه الديانة في العديد من دول العالم لدرجة أن أنصارها يزيدون كل عام بمعدل 50 ألف شخص سنويًا، مؤكدًا أن هذه الديانة لها وجود في عدد من الدول الإسلامية منها لبنان والأردن والمملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة وتركيا وغيرها؛ حيث تفجرت القضية في الأردن في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وقد حاولت السلطات آنذاك التقليل من حجمها إلى أن قبضت على مجموعة منهم في شهر سبتمبر 2002، في إحدى قاعات الاحتفال في منطقة عبدون الراقية في عمّان، وهم يمارسون طقوسًا غريبة، ويرتدون ملابس فاضحة، ويتقلدون بسلاسل من ذهب، ويرقصون بطريقة مثيرة على أنغام موسيقى غربية صاخبة، ويتبادلون بيانات تدعي أن وجود كلمة (مسلم) في بطاقاتهم الشخصية لا تعني أي وجود للإسلام في قلوبهم.
وقام أنصار هذه التقليعة - مجموعة تُطلق على نفسها: (أبناء إبليس) - بالاعتداء على بعض المساجد وقاموا بتلويث المصاحف بالأوساخ والقاذورات بقصد الإساءة للدين الإسلامي وانتهاك حرمة القرآن الكريم والتنفيس عن الحقد على الدين الحنيف، وكان هؤلاء المنحرفون يتركون وراءهم شهادات توضح أنهم من أبناء: (الديانة الإبليسية) إضافة إلى كتابة كلمة (إبليس الأعظم) ورسم النجمة الخماسية على المصحف.
ويتكرر المشهد نفسه ولكن بصورة أكثر شراسة في لبنان ولاسيما في جنوبه عام 2003؛ حيث أطلق وزير الداخلية اللبناني آنذاك إلياس المر صرخة تحذير بشأن شباب لبنان بسبب تفشي الظاهرة بينهم، داعياً إلى التشدد في تطبيق القوانين تجاه هذه القلة، مشيرا لانتحار 11 شخصًا سنة 2002 وقعوا في براثن هذه الجماعة التي كانت قد شهدت انتشارًا في السنوات الماضية، ولا تزال تتغلغل في المدن.
ورغم التحذيرات إلا أن نشاط هذه الفرقة الشاذة مستمر، بل إن خطره تصاعد عقب انتحار شاب في العشرين من عمره بإلقاء نفسه من علو شاهق في إحدى مدن شمال لبنان، وكان بصحبة مجموعة من رفاقه الجامعيين، وكادت الحادثة تمر دون ملاحظة أمنية، ولكن ما حدث بعد الوفاة أثار الكثير من الشكوك والأقاويل، حيث حضر رفاق الشاب المنتحر للوداع الأخير ولكن مظهرهم أثار الكثير من الاستهجان والاستغراب لدى الحضور؛ فغالبيتهم بشعور طويلة وملابس غريبة ممزقة، وبعضهم يحمل وشمًا غريبًا يشير إلى رموز إبليسية، ثم مارسوا طقوسًا غريبة حول نعش رفيقهم، وكتبوا كلمات غريبة على النعش، ووضعوا سروال (جينز) وقميصًا عائدين إلى الشاب المنتحر داخل القبر، فما كان من أجهزة الأمن اللبنانية إلا أن أوقفت ثلاثة شبان من المجموعة للتحقيق معهم بسبب هذه الممارسات الغريبة.
- طقوس غريبة
وفي تركيا استفحل خطر (الديانة الإبليسية) بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا منذ عدة سنوات، حيث أوقفت الشرطة التركية ثلاثة من الشباب في منطقة أورتاكوري بإسطنبول بعد قيامهم بإجراء مراسم (عبادة الشيطان) مع رفيقتهم (شهربان جو شقون فرات: 21 سنة) وذهبوا بها إلى مقبرة المنطقة، وبعد الرقص والعربدة قالوا لها: إن إبليس أمرهم بوجوب تقديم ضحية لوقف الزلازل التي تتعرض لها البلاد، وقد آن الأوان لذلك، ووقع اختيارنا عليك لتنفيذ أمر الشيطان، وأوقعوها أرضًا وقاموا بمعاونة صديقة لهم بطعنها بالسكين وخنقها، وهوى أحدهم بالفأس الذي يحمله معه على رأسها، ثم قاموا باغتصابها ودفنها إلى نصف جسدها وفقا لتعاليم إبليس.
ولعل أخطر ما كشفت عنه التحقيقات المصرية الأخيرة مع معتنقي التقليعة الشاذة هو أنه سبق لبعضهم السفر إلى (إسرائيل) والارتباط بجماعة (إسرائيلية) شاذة، وأنهم خلية من الشواذ ينتمون إلى جماعة من الشواذ أصلها في مدينة لندن يمارسون معهم أنواع المجون والازدراء وعدم الاعتراف بالله تعالى ربًا وخالقًا، مؤكدين أن شبكة الانترنت والـ(فيس بوك) وتجمعات الشباب والجامعات هي مصادر مفضلة لديهم لاكتساب أنصار لهذه الديانة المشبوهة.
- عولمة الأديان
ولا يخفى على أحد أن هناك حزمة من الأهداف يقف وراءها معتنقو هذه التقليعة المشبوهة، وفي مقدمتها الترويج لما يطلق عليه (عولمة الأديان) حيث لم تخف واشنطن يومًا ولعها بهذا المصطلح عبر نشر هذه الأفكار وإبعاد أنصار الملل السماوية عن معتقداتهم، خصوصًا أن أبرز الجماعات الممولة لهذه الأنشطة تقع مقراتها في الولايات المتحدة، وفي الطليعة منها جماعة (كنيسة الشيطان) وجماعة (الشيطانيين) وجماعة (السحر الأسود) وجماعة (الفورو) وجماعة (الوثنيين) وجماعة (الماسونيين الأحرار)، فضلاً عن نشر الفكر الإلحادي والتفسخ الأخلاقي وممارسات الجنس الجماعي؛ لإضعاف الأمة الإسلامية عبر القضاء على مصادر قوتها وهم الشباب، ولاسيما أن أغلب التحقيقات التي جرت مع المنتمين لهذه الأفكار الشاذة خلصت إلى أنهم بين أعمار 16و24عاما وهو ما يكشف بجلاء عن جسامة الخطر.
- مفسدون في الأرض
وعن الحكم الشرعي في مثل هذه الفرقة المشبوهة يري د. نصر فريد واصل المفتي السابق للديار المصرية أن هذه فرقة خارجة عن حظيرة الإسلام، وأنصارها مفسدون في الأرض، وينكرون ما هو معلوم من الدين بالضرورة حين يحاولون المساواة بين الله الواحد وبين إبليس – تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا – وينبغي أن يطبق على هؤلاء حد الحرابة وفقا لقوله تعالى: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتـّلــوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم} (المائدة : 33).
وتابع د. واصل: هؤلاء تنطبق عليه الآية الكريمة: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (المجادلة: 19)، مشيرًا إلى أن مثل هذه التقليعات لا مستقبل لها داخل الأمة رغم خطورتها، وهو ما يجعلنا نطالب باستنفار أولي الأمر من العلماء والحكام لمواجهتها، لافتًا إلى أن مصير هؤلاء الخذلان المبين كما قال الله تعالى: {وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذابٌ أليم} وكذلك: {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ} (النمل:24) لذا فيجب أن توحد الصفوف لتجفيف منابع هذه التقليعة في مهدها قبل أن يستفحل خطرها.
واعتبر د. واصل أن عدم قيام المؤسسات الدينية بدورها قد خلق نوعًا من الفراغ، وأعطى هذه الفرقة الخارجة عن إجماع الأمة الفرصة لاكتساب أرضية، وهو ما ينبغي الاستيقاظ في مواجهته عن طريق إعطاء دور للعلماء لتحذير هؤلاء المغرر بهم من العواقب الوخيمة لانحرافهم، وإظهار جسامة الجريمة، أما الاقتصار على المواجهة الأمنية فلن يعطي النتائج المرجوة.
- أياد صهيونية
فيما يرى د.سيد حامد أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس أن هناك أسبابًا عديدة لانتشار مثل هذه التقليعات المشبوهة، ومنها تطور وسائل الاتصالات، ولاسيما أن شبكة الإنترنت هي الوسيلة الأهم لنشر أفكارهم، والتواصل بين الأتباع، ولهم على هذه الشبكة أكثر من ثمانية آلاف عنوان؛ مما يعطيهم الفرصة لاكتساب أرضية جديدة في ظل الغياب شبه الكامل للمؤسسات الإسلامية عن التعامل مع المستجدات الحديثة مثل الـ(فيس بوك) والمنتديات، لافتًا إلى أن تصاعد وتيرة التطبيع بين الدولة العبرية والعديد من الدول العربية والإسلامية، قد أدى لازدياد الاختلاط مع اليهود، خاصة في مصر والأردن والمغرب، واليهود لا يتركون فرصة لإفساد عقائد المسلمين، وصرفهم عن دينهم، ونشر الأفكار المنحرفة بينهم إلا وقاوموا بها.
واتهم د.حامد وسائل الإعلام بالوقوف وراء نشر مثل هذه الأفكار المشبوهة عبر إذاعة أفلام تمجد هذه التقليعات وتجعلها مستساغة عند المسلمين، ومن ذلك نشر وسائل الإعلام الغربية ومعها الفضائيات العربية لأفلام تتحدث عن مصاصي الدماء، وأشخاص ذوي قدرات سحرية؛ ليغروا الشباب بامتلاكها ويصيروا مثلاً أعلى لشباب المنطقة، لافتًا إلى أن التمزق الأسري قد أدى دورًا في اعتناق الشباب لمثل هذه الأفكار الشاذة.
ويرى أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس أن الغزوة التغريبية لمؤسسات التعليم في الدول العربية روجت لهذا الفكر، ولاسيما أن خريجي هذه المدارس لا يعلمون شيئا عن دينهم؛ مما يجعلهم فريسة سهلة لمثل هذه الأفكار، مؤكدًا أن إصلاح مسار المؤسسات التعليمية والإعلامية، وتحفيز الأسر على الاهتمام بأبنائها في هذه السن الخطيرة، وقيام رجال الدين بمحاصرة هذه الأفكار المشبوهة، تقدم علاجًا ناجحًا لمثل هذه الأفكار الشاذة.