دائرة مستقيمه
19 / 03 / 2011, 07 : 04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أن أسطر هذه السطور في المنتدى كنت للتو آتياً من وسط إحتفالات مدينة الرياض بمناسبة الأوامر الملكية الكريمة .. وأيضاً بمناسبة إجازة يوم السبت لجميع موظفي الدولة و للطلاب والطالبات .
وفيما مضى كنت أرفض رفضاً قاطعاً الخروج لمشاهدة إحتفالات الشباب لفوز فريق ما أو فوز المنتخب السعودي والتي تجوب أرجاء المدينة ليقيني وعلمي بأنه سيكون هناك تجاوزات و من أقتناعي الشخصي بأن أغلب المحتفلين بفوز الأندية أو المنتخب هم من صغار السن الطائشين و بأنها ستكون فوضوية .
إلا أني هذه المرة حرصت أن أشارك شعبي فرحته بالخروج والإنضمام إليهم .. وليتني لم أخرج ولم أذهب .. فقد صدمت وذهلت من ذلك الكم الهائل من الشباب المهدر طاقاته فيما لا ينفع .
قد كان في ظني أن الإحتفالات ستكون راقية تشمل رفع الأعلام و صور خادم الحرمين الشريفين في مسيرة ملؤها المودة والتآلف والمحبة الذي جمعنا على خدمة ديننا أولاً ثم الوطن و قيادتنا الحكيمة حفظها الله ورعاها وسدد على طريق الخير خطاها .
قد تكون ملاحظاتي ومرئياتي محدودة بحدود المنطقة التي كنت فيها وهي ( طريق التخصصي مروراً بطريق الملك فهد جنوباً ) فلقد شاهدت العجب العجاب من شباب شعبي الذي يعوّل عليه الوطن الكثير والكثير .. شباب لا يعرف معنى الحرية فضلاً عن الإحتفال الراقي .. شباب يظن أن إحتفالات الوطن هي فرصة لإظهار سخافته أمام العائلات و الفتيات .. بالإضافة لفتيات إعتقدن أن الإحتفالات الوطنية الشعبية هي فرصة لأن تكون ( نجمة الشارع أو الطريق ) حينما يتغزل فيها الشباب فلا يرضي غرورها ألا حينما ترى صفاً طويلاً من المعجبين خلف سيارتها وهي توزع الإبتسامات يمنة ويسرة .
فمما رأيته وشاهدته وشعرت بالأسى والحزن ما يلي :
1- رجل ( في العقد الثالث من عمره ) أخرج جسمه من نافذة السيارة وفي يده كأس ( خمر ) .. حتى أن الشباب من حوله لاحظ ترنحه في الحديث وعدم إتزانه فقد كاد أن يسقط من السيارة أكثر من مرة وهو يضحك بطريقة هستيرية فجاؤا إليه يرجونه بلغة الشباب ( تكفى عطنا حبة صغير ) و ( ألحقنا بشراب ترانا منقطعين ) الخ من عبارات الإستعطاف فأخذ يوزع عليهم الخمر في قوارير المياه المعدنية وكأنه مصنع خمر متنقل .. فأي إحتفالية وطنية شعبية هذه التي يدار فيها كأس الخمر وأي شكر للنعمة ؟؟
2- فتاتين في سيارة عائلية .. إستغلا زحمة الطريق في الحديث مع كل شاب يمر بجوارهن بكل جراءة وصفاقة وبلا خجل من الله ولا من الناس ولا حتى خوفاً من أن يراهن أحد أقربائهن !! وبضحكات ماجنة تدل على سلوكهن .. وفتيات أخريات يقتنصن الأزواج الذي يكونوا برفقتهم زوجاتهم للتحرش بهم فلقد رأيت إحداهن تتحدث لشخص في سيارته ومعه زوجته وطفلته ولكن الزوج كانت نافذته مغلقه لأن أصوات السيارات المصطكة ببعضها و أبواقها مزعجة فلم ينتبه الزوج لهن بالاً فتجرأت إحداهن وأخرجت يدها وبعضا من جسدها من نافذة سيارتها لتصل إلى نافذة الزوج وطرقت النافذة عليه ففتح الزوج النافذة لعلها تكون تطلب العون أو محتاجه أو تستنجد به فلما فتح نافذته قالت وبكل بجاحه : تعال اركب معنا . فلم يكن من زوجته إلا أن كشرت عن أنيابها لصد تلك الفتاة ولقنتها درساً لن تنساه فما كان من الفتاة إلا أن عادت لسيارتها مرة أخرى وأغلقت النافذة .
3- شباب إصطفوا على جنبات الطريق وكلما وجدوا في الطريق فسحة وفراغ فيقوموا بالنزول في وسط الشارع ( طريق الملك فهد ) ليرقصوا بشكل فاضح بل ويتبادلون الألفاظ السوقية البذيئة فيما بينهم ... ويسببوا زحاماً للسيارات و إزعاجاً للمارة مما نزع فرحة الإحتفالية حتى جائهم فرد من أفراد الشرطة وبكل لباقة كان يطلب منهم بأن يخلوا الطريق للمارة وكان ينصحهم بكل أدب .. و كانوا يقابلوه بكلمات فظة وجافة فيضحكوا فيما بينهم عليه وهو ينظم حركة السير في الطريق .
هذا غيض من فيض .. و شيء من أشياء رأيتها لا يمكن ذكرها لأنها فعلا مخجلة و مخزية أن تصدر من شباب كان خادم الحرمين الشريفين قبل ساعات يشكره على وقفته مع وطنه و وفاءه و أخلاقه .
المفارقة العجيبة .. أن إحتفال الشعب بعد صدور الأوامر الملكية الكريمة والتي كانت فيما بين ( العصر و المغرب وبعد صلاة العشاء بقليل ) كانت إحتفالية قمة في الروعة و تشاهد الفرحة في عيون وإبتسامات كل من مر و إحتفل لكون الأوامر الكريمة كانت في غالبها لفئة الموظفين وكبار السن الذين يتسمون غالباً بالإتزان والعقل لكبر سنهم أو عقولهم .. ولكن خبر ( إجازة يوم السبت ) لم يأتي إلا الساعة العاشرة مساءاً تقريباً فكانت في قمة الفوضى لأن من أعطوا المكرمة هم شباب ( المتوسط والثانوي ) وصغار السن والعقل وهم الشريحة الأكبر في مجتمعنا .
لقد كنت في وسط هذه التجمعات وكأنني في إحتفال ( فوز المنتخب السعودي أو فوز فريق ) وليست فرحة بفوز قيادتنا بشعبه أو فرحة الشعب بالقيادة الرشيدة .
فيا شباب شعبي الكريم ... بالشكر تدوم النعم .. وما هكذا يكون شكر هذه النعمة التي وهبها الله لكم و المتمثلة في ولاة أمر يهتمون لأمركم و قيادة حكيمة تحرص عليكم .
وطلبي الأخير لخادم الحرمين الشريفين : تكفى يا بو متعب لا تعطيهم إجازاات واللي يرررحم والدييك إليين يعقلووون :t18:
ملاحظة : جميع ما سبق مشاهداتي الشخصية ورأيي الخاص و أتقبّل النقد بكل صدر رحب :t172:
قبل أن أسطر هذه السطور في المنتدى كنت للتو آتياً من وسط إحتفالات مدينة الرياض بمناسبة الأوامر الملكية الكريمة .. وأيضاً بمناسبة إجازة يوم السبت لجميع موظفي الدولة و للطلاب والطالبات .
وفيما مضى كنت أرفض رفضاً قاطعاً الخروج لمشاهدة إحتفالات الشباب لفوز فريق ما أو فوز المنتخب السعودي والتي تجوب أرجاء المدينة ليقيني وعلمي بأنه سيكون هناك تجاوزات و من أقتناعي الشخصي بأن أغلب المحتفلين بفوز الأندية أو المنتخب هم من صغار السن الطائشين و بأنها ستكون فوضوية .
إلا أني هذه المرة حرصت أن أشارك شعبي فرحته بالخروج والإنضمام إليهم .. وليتني لم أخرج ولم أذهب .. فقد صدمت وذهلت من ذلك الكم الهائل من الشباب المهدر طاقاته فيما لا ينفع .
قد كان في ظني أن الإحتفالات ستكون راقية تشمل رفع الأعلام و صور خادم الحرمين الشريفين في مسيرة ملؤها المودة والتآلف والمحبة الذي جمعنا على خدمة ديننا أولاً ثم الوطن و قيادتنا الحكيمة حفظها الله ورعاها وسدد على طريق الخير خطاها .
قد تكون ملاحظاتي ومرئياتي محدودة بحدود المنطقة التي كنت فيها وهي ( طريق التخصصي مروراً بطريق الملك فهد جنوباً ) فلقد شاهدت العجب العجاب من شباب شعبي الذي يعوّل عليه الوطن الكثير والكثير .. شباب لا يعرف معنى الحرية فضلاً عن الإحتفال الراقي .. شباب يظن أن إحتفالات الوطن هي فرصة لإظهار سخافته أمام العائلات و الفتيات .. بالإضافة لفتيات إعتقدن أن الإحتفالات الوطنية الشعبية هي فرصة لأن تكون ( نجمة الشارع أو الطريق ) حينما يتغزل فيها الشباب فلا يرضي غرورها ألا حينما ترى صفاً طويلاً من المعجبين خلف سيارتها وهي توزع الإبتسامات يمنة ويسرة .
فمما رأيته وشاهدته وشعرت بالأسى والحزن ما يلي :
1- رجل ( في العقد الثالث من عمره ) أخرج جسمه من نافذة السيارة وفي يده كأس ( خمر ) .. حتى أن الشباب من حوله لاحظ ترنحه في الحديث وعدم إتزانه فقد كاد أن يسقط من السيارة أكثر من مرة وهو يضحك بطريقة هستيرية فجاؤا إليه يرجونه بلغة الشباب ( تكفى عطنا حبة صغير ) و ( ألحقنا بشراب ترانا منقطعين ) الخ من عبارات الإستعطاف فأخذ يوزع عليهم الخمر في قوارير المياه المعدنية وكأنه مصنع خمر متنقل .. فأي إحتفالية وطنية شعبية هذه التي يدار فيها كأس الخمر وأي شكر للنعمة ؟؟
2- فتاتين في سيارة عائلية .. إستغلا زحمة الطريق في الحديث مع كل شاب يمر بجوارهن بكل جراءة وصفاقة وبلا خجل من الله ولا من الناس ولا حتى خوفاً من أن يراهن أحد أقربائهن !! وبضحكات ماجنة تدل على سلوكهن .. وفتيات أخريات يقتنصن الأزواج الذي يكونوا برفقتهم زوجاتهم للتحرش بهم فلقد رأيت إحداهن تتحدث لشخص في سيارته ومعه زوجته وطفلته ولكن الزوج كانت نافذته مغلقه لأن أصوات السيارات المصطكة ببعضها و أبواقها مزعجة فلم ينتبه الزوج لهن بالاً فتجرأت إحداهن وأخرجت يدها وبعضا من جسدها من نافذة سيارتها لتصل إلى نافذة الزوج وطرقت النافذة عليه ففتح الزوج النافذة لعلها تكون تطلب العون أو محتاجه أو تستنجد به فلما فتح نافذته قالت وبكل بجاحه : تعال اركب معنا . فلم يكن من زوجته إلا أن كشرت عن أنيابها لصد تلك الفتاة ولقنتها درساً لن تنساه فما كان من الفتاة إلا أن عادت لسيارتها مرة أخرى وأغلقت النافذة .
3- شباب إصطفوا على جنبات الطريق وكلما وجدوا في الطريق فسحة وفراغ فيقوموا بالنزول في وسط الشارع ( طريق الملك فهد ) ليرقصوا بشكل فاضح بل ويتبادلون الألفاظ السوقية البذيئة فيما بينهم ... ويسببوا زحاماً للسيارات و إزعاجاً للمارة مما نزع فرحة الإحتفالية حتى جائهم فرد من أفراد الشرطة وبكل لباقة كان يطلب منهم بأن يخلوا الطريق للمارة وكان ينصحهم بكل أدب .. و كانوا يقابلوه بكلمات فظة وجافة فيضحكوا فيما بينهم عليه وهو ينظم حركة السير في الطريق .
هذا غيض من فيض .. و شيء من أشياء رأيتها لا يمكن ذكرها لأنها فعلا مخجلة و مخزية أن تصدر من شباب كان خادم الحرمين الشريفين قبل ساعات يشكره على وقفته مع وطنه و وفاءه و أخلاقه .
المفارقة العجيبة .. أن إحتفال الشعب بعد صدور الأوامر الملكية الكريمة والتي كانت فيما بين ( العصر و المغرب وبعد صلاة العشاء بقليل ) كانت إحتفالية قمة في الروعة و تشاهد الفرحة في عيون وإبتسامات كل من مر و إحتفل لكون الأوامر الكريمة كانت في غالبها لفئة الموظفين وكبار السن الذين يتسمون غالباً بالإتزان والعقل لكبر سنهم أو عقولهم .. ولكن خبر ( إجازة يوم السبت ) لم يأتي إلا الساعة العاشرة مساءاً تقريباً فكانت في قمة الفوضى لأن من أعطوا المكرمة هم شباب ( المتوسط والثانوي ) وصغار السن والعقل وهم الشريحة الأكبر في مجتمعنا .
لقد كنت في وسط هذه التجمعات وكأنني في إحتفال ( فوز المنتخب السعودي أو فوز فريق ) وليست فرحة بفوز قيادتنا بشعبه أو فرحة الشعب بالقيادة الرشيدة .
فيا شباب شعبي الكريم ... بالشكر تدوم النعم .. وما هكذا يكون شكر هذه النعمة التي وهبها الله لكم و المتمثلة في ولاة أمر يهتمون لأمركم و قيادة حكيمة تحرص عليكم .
وطلبي الأخير لخادم الحرمين الشريفين : تكفى يا بو متعب لا تعطيهم إجازاات واللي يرررحم والدييك إليين يعقلووون :t18:
ملاحظة : جميع ما سبق مشاهداتي الشخصية ورأيي الخاص و أتقبّل النقد بكل صدر رحب :t172: