يا قلبي لاتحزن
02 / 01 / 2011, 30 : 09 PM
زيد بن عمرو بن نفيل
يبعث أمة وحده
هو : زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رازح بن عدى بن كعب بن لؤى القرشى العدوى .
ابن عم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله عنه وابنه سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة
ولد زيد ونشأ بمكة وهى تموج بما تموج به بلاد العرب من الشرك والضلال ، فلم يكن راضيا ولا مقتنعا بما عليه قومه ، فاعتزل عباده الاوثان ، وامتنع عن أكل ذبائحهم وأكل الميتة والدم ، ونهى عن قتل المؤودة وصرح بعيب ما هم عليه فكان يقول : إنى لست أكل مما تذبحون على أنصابكم ، ولا أكل إلا ما ذكر اسم الله عليه .
وكان يقول ايضا : الشاة خلقها الله ، وأنزل لها من السماء الماء ، وأنبت لها من الارض ، ثم تذبحونها على غير اسم الله !! إنكارا لذلك وإعظاما له .
قال يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش والذي نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري، ثم يقول: اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به، ولكني لا أعلم، ثم يسجد على راحلته.
وكذا رواه أبو أسامة، عن هشام به. وزاد: وكان يصلي إلى الكعبة، ويقول: إلهي إله إبراهيم، وديني دين إبراهيم، وكان يحيي الموؤدة، ويقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها، ادفعها إلي أكفلها، فإذا ترعرعت فإن شئت فخذها وإن شئت فادفعها... أخرجه النسائي من طريق أبي أسامة.
وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: حدثنا أحمد بن طارق الوابشي، ثنا عمرو بن عطية، عن أبيه، عن ابن عمر، عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه كان يتأله في الجاهلية، فانطلق حتى أتى رجلا من اليهود فقال له: أحب أن تدخلني معك في دينك.
فقال له اليهودي: لا أدخلك في ديني حتى تبوء بنصيبك من غضب الله.
فقال: من غضب الله أفر.
فانطلق حتى أتى نصرانيا فقال له: أحب أن تدخلني معك في دينك.
فقال: لست أدخلك في ديني حتى تبوء بنصيبك من الضلالة.
فقال: من الضلالة أفر.
قال له النصراني: فإني أدلك على دين إن تبعته اهتديت.
قال: أي دين.
قال: دين إبراهيم.
قال: فقال: اللهم إني أشهدك أني على دين إبراهيم، عليه أحيى وعليه أموت.
قال: فذكر شأنه للنبي فقال: هو أمة وحده يوم القيامة.
وقال الواقدي: حدثني علي بن عيسى الحكمي، عن أبيه، عن عامر بن ربيعة قال: سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يقول: أنا أنتظر نبيا من ولد إسماعيل، ثم من بني عبد المطلب، ولا أراني أدركه،
وأنا أؤمن به وأصدقه وأشهد أنه نبي، فإن طالت بك مدة فرأيته فأقرئه مني السلام، وسأخبرك ما نعته حتى لا يخفى عليك.
قلت: هلم! قال: هو رجل ليس بالطويل ولا بالقصير، ولا بكثير الشعر ولا بقليله، وليست تفارق عينه حمرة، وخاتم النبوة بين كتفيه، واسمه أحمد، وهذا البلد مولده ومبعثه، ثم يخرجه قومه منها،
ويكرهون ما جاء به حتى يهاجر إلى يثرب، فيظهر أمره، فإياك أن تخدع عنه، فإني طفت البلاد كلها أطلب دين إبراهيم، فكان من أسأل من اليهود والنصارى والمجوس يقولون: هذا الدين وراءك،
وينعتونه مثل ما نعته لك، ويقولون: لم يبق نبي غيره.
قال عامر بن ربيعة: فلما أسلمت أخبرت رسول الله قول زيد بن عمرو، وأقرائه منه السلام، فرد عليه السلام وترحم عليه، وقال: « قد رأيته في الجنة يسحب ذيولا ».
فمن ذلك ما رواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار، حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر قال: سُئل رسول الله عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه كان يستقبل القبلة في الجاهلية، ويقول: إلهي إله إبراهيم، وديني دين إبراهيم، ويسجد.
فقال رسول الله : « يحشر ذاك أمة وحده، بيني وبين عيسى بن مريم ». إسناده جيد حسن.
وقال الواقدي: حدثني موسى بن شيبة، عن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك قال: سمعت سعيد بن المسيب يذكر زيد بن عمرو بن نفيل فقال: توفي وقريش تبني الكعبة، قبل أن ينزل الوحي على رسول الله بخمس سنين.
ولقد نزل به وإنه ليقول: أنا على دين إبراهيم، فأسلم ابنه سعيد بن زيد واتبع رسول الله ، وأتى عمر بن الخطاب وسعيد بن زيد رسول الله ، فسألاه عن زيد بن عمرو بن نفيل فقال: « غفر الله له ورحمه فإنه مات على دين إبراهيم ».
قال: فكان المسلمون بعد ذلك اليوم لا يذكره ذاكر منهم إلا ترحم عليه واستغفر له. ثم يقول سعيد بن المسيب رحمه الله وغفر له.
البداية والنهاية/الجزء الثاني/زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه ... ابن كثير
يبعث أمة وحده
هو : زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رازح بن عدى بن كعب بن لؤى القرشى العدوى .
ابن عم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله عنه وابنه سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة
ولد زيد ونشأ بمكة وهى تموج بما تموج به بلاد العرب من الشرك والضلال ، فلم يكن راضيا ولا مقتنعا بما عليه قومه ، فاعتزل عباده الاوثان ، وامتنع عن أكل ذبائحهم وأكل الميتة والدم ، ونهى عن قتل المؤودة وصرح بعيب ما هم عليه فكان يقول : إنى لست أكل مما تذبحون على أنصابكم ، ولا أكل إلا ما ذكر اسم الله عليه .
وكان يقول ايضا : الشاة خلقها الله ، وأنزل لها من السماء الماء ، وأنبت لها من الارض ، ثم تذبحونها على غير اسم الله !! إنكارا لذلك وإعظاما له .
قال يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش والذي نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري، ثم يقول: اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به، ولكني لا أعلم، ثم يسجد على راحلته.
وكذا رواه أبو أسامة، عن هشام به. وزاد: وكان يصلي إلى الكعبة، ويقول: إلهي إله إبراهيم، وديني دين إبراهيم، وكان يحيي الموؤدة، ويقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها، ادفعها إلي أكفلها، فإذا ترعرعت فإن شئت فخذها وإن شئت فادفعها... أخرجه النسائي من طريق أبي أسامة.
وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: حدثنا أحمد بن طارق الوابشي، ثنا عمرو بن عطية، عن أبيه، عن ابن عمر، عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه كان يتأله في الجاهلية، فانطلق حتى أتى رجلا من اليهود فقال له: أحب أن تدخلني معك في دينك.
فقال له اليهودي: لا أدخلك في ديني حتى تبوء بنصيبك من غضب الله.
فقال: من غضب الله أفر.
فانطلق حتى أتى نصرانيا فقال له: أحب أن تدخلني معك في دينك.
فقال: لست أدخلك في ديني حتى تبوء بنصيبك من الضلالة.
فقال: من الضلالة أفر.
قال له النصراني: فإني أدلك على دين إن تبعته اهتديت.
قال: أي دين.
قال: دين إبراهيم.
قال: فقال: اللهم إني أشهدك أني على دين إبراهيم، عليه أحيى وعليه أموت.
قال: فذكر شأنه للنبي فقال: هو أمة وحده يوم القيامة.
وقال الواقدي: حدثني علي بن عيسى الحكمي، عن أبيه، عن عامر بن ربيعة قال: سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يقول: أنا أنتظر نبيا من ولد إسماعيل، ثم من بني عبد المطلب، ولا أراني أدركه،
وأنا أؤمن به وأصدقه وأشهد أنه نبي، فإن طالت بك مدة فرأيته فأقرئه مني السلام، وسأخبرك ما نعته حتى لا يخفى عليك.
قلت: هلم! قال: هو رجل ليس بالطويل ولا بالقصير، ولا بكثير الشعر ولا بقليله، وليست تفارق عينه حمرة، وخاتم النبوة بين كتفيه، واسمه أحمد، وهذا البلد مولده ومبعثه، ثم يخرجه قومه منها،
ويكرهون ما جاء به حتى يهاجر إلى يثرب، فيظهر أمره، فإياك أن تخدع عنه، فإني طفت البلاد كلها أطلب دين إبراهيم، فكان من أسأل من اليهود والنصارى والمجوس يقولون: هذا الدين وراءك،
وينعتونه مثل ما نعته لك، ويقولون: لم يبق نبي غيره.
قال عامر بن ربيعة: فلما أسلمت أخبرت رسول الله قول زيد بن عمرو، وأقرائه منه السلام، فرد عليه السلام وترحم عليه، وقال: « قد رأيته في الجنة يسحب ذيولا ».
فمن ذلك ما رواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار، حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر قال: سُئل رسول الله عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه كان يستقبل القبلة في الجاهلية، ويقول: إلهي إله إبراهيم، وديني دين إبراهيم، ويسجد.
فقال رسول الله : « يحشر ذاك أمة وحده، بيني وبين عيسى بن مريم ». إسناده جيد حسن.
وقال الواقدي: حدثني موسى بن شيبة، عن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك قال: سمعت سعيد بن المسيب يذكر زيد بن عمرو بن نفيل فقال: توفي وقريش تبني الكعبة، قبل أن ينزل الوحي على رسول الله بخمس سنين.
ولقد نزل به وإنه ليقول: أنا على دين إبراهيم، فأسلم ابنه سعيد بن زيد واتبع رسول الله ، وأتى عمر بن الخطاب وسعيد بن زيد رسول الله ، فسألاه عن زيد بن عمرو بن نفيل فقال: « غفر الله له ورحمه فإنه مات على دين إبراهيم ».
قال: فكان المسلمون بعد ذلك اليوم لا يذكره ذاكر منهم إلا ترحم عليه واستغفر له. ثم يقول سعيد بن المسيب رحمه الله وغفر له.
البداية والنهاية/الجزء الثاني/زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه ... ابن كثير