المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر: عبدالله البردوني


عصي الدمع
06 / 06 / 2005, 08 : 07 AM
شاعر ثوري عنيف في ثورته، جريء في مواجهته، يمثل الخصائص التي امتاز بها شعر اليمن المعاصر ،، والمحافظ في الوقت نفسه على كيان القصيدة العربية كما أبدعتها عبقرية السلف، وكانت تجربته الإبداعية أكبر من كل الصيغ والأشكال ...

ولد عام 1348هـ 1929 م في قرية البردون (اليمن)

أصيب بالعمى في السادسة من عمره بسبب الجدري ، درس في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م.

ثم عُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها ... وعمل مسؤولاً عن البرامج في الإذاعة اليمنية.

أدخل السجن في عهد الإمام أحمد حميد الدين وصور ذلك في قصائده فكانوا أربعة في واحد حسب تعبيره ، العمى والقيد والجرح ,,

شاعر اليمن وشاعر .. منتم الى كوكبة من الشعراء الذين مثلت رؤاهم الجمالية حبل خلاص لا لشعوبهم فقط بل لأمتهم أيضا‚ عاش حياته مناضلا ضد الرجعية والدكتاتورية وكافة اشكال القهر ببصيرة الثوري الذي يريد وطنه والعالم كما ينبغي ان يكونا‚ وبدأب المثقف الجذري الذي ربط مصيره الشخصي بمستقبل الوطن‚ فأحب وطنه بطريقته الخاصة‚ رافضا أن يعلمه أحد كيف يحب‚ لم يكن يرى الوجوه فلا يعرف إذا غضب منه الغاضبون‚ لذلك كانوا يتميزون في حضرته غيظا وهو يرشقهم بعباراته الساخرة‚ لسان حاله يقول: كيف لأحد أن يفهم حبا من نوع خاص حب من لم ير لمن لا يرى ..

هو شاعر حديث سرعان ما تخلص من أصوات الآخرين وصفا صوته عذبا‚ شعره فيه تجديد وتجاوز للتقليد في لغته وبنيته وموضوعاته حتى قيل‚ هناك شعر تقليدي وشعر حديث وهناك شعر البردوني‚ أحب الناس وخص بحبه أهل اليمن‚ وهو صاحب نظرة صوفية في حبهم ومعاشرتهم إذ يحرص على لقائهم بشوشا طاويا ما في قلبه من ألم ومعاناة ويذهب الى عزلته ذاهلا مذعورا قلقا من كل شيء .

تناسى الشاعر نفسه وهمومه وحمل هموم الناس دخل البردوني بفكره المستقل الى الساحة السياسية اليمنية‚ وهو المسجون في بداياته بسبب شعره والمُبعد عن منصب مدير إذاعة صنعاء‚ والمجاهر بآرائه عارفا ما ستسبب له من متاعب ...في عام 1982 أصدرت الأمم المتحدة عملة فضية عليها صورته كمعاق تجاوز العجز‚ ترك البردوني دراسات كثيرة‚ وأعمالا لم تنشر بعد أهمها السيرة الذاتية..‚

له عشرة دواوين شعرية، وست دراسات. . صدرت دراسته الأولى عام 1972م "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" .

أما دواوينه فهي على التوالي:

من أرض بلقيس 1961 -
في طريق الفجر 1967 -
مدينة الغد 1970
لعيني أم بلقيس 1973
السفر إلى الأيام الخضر 1974
وجوه دخانية في مرايا الليل 1977 -
زمان بلا نوعية 1979
ترجمة رملية لأعراس الغبار 1983
كائنات الشوق الاخر 1986 -
رواء المصابيح 1989

في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الاثنين 30 أغسطس 1999م وفي آخر سفرات الشاعر الى الأردن للعلاج توقف قلبه عن الخفقان بعد ان خلد اسمه كواحد من شعراء العربية في القرن العشرين ..

======== وسيكون لنا وقفات مع بعض من قصائدة ( قريبا ) ومنها =========


لاتسل كيف ابتدينا لا ، ولا كيف انتهينا

لاتقل كيف انطوى الحب ولا كيف انطوينا

ملعب دار بعمرينا فولى من لدينا

وانقضى الدور فعدنا عنه من حيث أتينا

لاتسل كيف تنائيــنا ولا كيف التقينا

لاتقل كنا وكان الـشوق منا وإلينا

هل شربنا خمرة الحـب وهل نحن ارتوينا

آه لاخمر ولا حب متى كان وأينا

لاحت الكأس لتغرينا وجفت في يدينا

***

عندما لاح بريق الكأس ولت بالبريق

وارتشفنا من رحيق الحب أطياف الرحيق

وتلاشى حلم الصفو كأنفاس الغريق

هكذا كان تلاقينا على الدور الأنيق

***

وانتهى الدور وهانحن انتهينا من صبانا

حيث طاف الحب كالوهم وكالوهم تفانى

وانطوى عنا كما تطوي الدياجير الدخانا

وتركنا في رمال الحب آثار خطانا

غير أنا قد نسينا أو تناسينا لقانا

وسألنا الوهم بعد الحب هل كنا وكانا

أين منا الملعب الطفل تناغيه منانا

***

ملعب درنا به حينا فأصبانا وملا

ملعب ما كان أصفاه وما أشهى وأحلى

غاب في الأمس فولينا عن الأمس وولى

وتسلينا ومن لم يلق ما يهوى تسلى.

هادي
06 / 06 / 2005, 01 : 05 PM
مشكور على التعريف بهذا الشاعر

وكذلك استشهادك بالابياااات

سلام

صادق المشاعر
06 / 06 / 2005, 29 : 05 PM
ماشاءالله عليه قصيدته جميله جداً



تسلم ياهيمان

تحيتي للجميع

المدرس
07 / 06 / 2005, 20 : 01 PM
هيمان

مشكور كعادتك رائع

نتمنى المزيد

عصي الدمع
07 / 06 / 2005, 41 : 04 PM
هادي

الوابل


المدرس


الشكر والتقدير لكم على متابعتكم

وهذا شاعر من اشهر شعراء العرب في عصرنا الحالي

ويليه قصيدة اخرى من روائعه

عصي الدمع
07 / 06 / 2005, 55 : 04 PM
وهذه من قصائد شاعر اليمن


متألمٌ ، ممّا أنا متألمُ؟ حار السؤالُ ، وأطرق المستفهمُ
ماذا أحس ؟ وآه حزني بعضه يشكو فأعرفه وبعضٌ مبهم
بي ما علمت من الأسى الدامي وبي من حرقة الأعماق ما لا أعلمُ
بي من جراح الروح ما أدري ، وبي أضعاف ما أدري وما أتوهم
وكأن روحي شعلةٌ مجنونةٌ تطغى فتضرمني بما تتضرم
وكأن قلبي في الضلوع جنازةٌ أمشي بها وحدي وكلي مأتمُ
أبكي فتبتسم الجراح من البكا فكأنها في كل جارحةٍ فمُ
يالابتسام الجرح كم أبكي وكم ينساب فوق شفاهه الحمرا دم
أبداً أسيرُ على الجراح وأنتهي حيث ابتدأت فأين مني المختم
وأعاركُ الدنيا وأهوى صفوها لكن كما يهوى الكلامَ الأبكمُ
وأبارك الأم الحياة لأنها أمي وحظّي من جناها العلقم
حرماني الحرمان إلا أنني أهذي بعاطفة الحياة وأحلم
والمرء إن أشقاه واقع شؤمهِ بالغبن أسعده الخيال المنعم
وحدي أعيش على الهموم ووحدتي باليأس مفعَمةٌ وجوي مفعمُ
لكنني أهوى الهموم لأنها فِكرٌ أفسر صمتها وأترجم
أهوى الحياة بخيرها وبشرها وأحب أبناء الحياة وأرحم
وأصوغ فلسفة الجراح نشائداً يشدو بها اللاهي ويُشجى المؤلَمُ