المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جورج جالواي.. ضحية تصفية الحسابات


الجريح
02 / 06 / 2005, 17 : 05 PM
جورج جالواي.. ضحية تصفية الحسابات

2003/05/12
فيروز مصطفى**



أطلق عليه رفاقه في حزب العمال البريطاني الحاكم لقب النائب البرلماني الخاص بالدوائر العراقية والفلسطينية والكوبية والباكستانية؛ وذلك لوقوفه بجانب شعوب تلك الدول في قضاياها ولامتلاكه صوتًا عاليًا ضد سياسات رئيس الوزراء البريطاني ورئيس حزب العمال تونى بلير.

إنه "جورج جالواي" عضو حزب العمال البريطاني الذي أعلن الحزب تجميد عضويته يوم السادس من مايو 2003، لحين صدور الأحكام في الاتهامات الموجهة ضده بعدما فتحت الصحيفة البريطانية "ديلى تليجراف"، ومجلة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية النار عليه، تنكيلاً به بسبب آرائه الحرة الصريحة والرافضة للحرب الأنجلو أمريكية على العراق وأيضًا لرفضه سياسات رئيس الوزراء البريطاني ورئيس حزبه توني بلير.

بدأت الحكاية منذ أن نشر "دافيد بلير" مراسل صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية الشهيرة في العراق موضوعًا يزعم فيه أنه عثر على وثائق وسط أنقاض مبنى وزارة الخارجية العراقية والتي نشرتها الصحيفة الأربعاء 30-4-2003، ويزعم أنها تضم معلومات هامة عن علاقة نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية لحزب العمال بالبرلمان البريطاني والناشط ضد الحرب جالواي بنظام الرئيس العراقي السابق "صدام حسين".

وتحتوي الوثائق على معلومات تفيد بأن جالواي كان يتقاضى سنويًّا من العراق مبالغ مالية تبلغ قيمتها 375 ألف جنيه إسترليني على الأقل، وذلك ضمن برنامج النفط مقابل الغذاء، حيث تزعم الوثائق أنه تقابل مع أحد مسؤولي جهاز المخابرات العراقي في شهر ديسمبر من عام 1999، ويشير فيها المسؤول إلى أنه تحدث مع جالواي بشأن إعطائه 3 ملايين برميل من البترول كل ستة أشهر لدعم حملاته التي يقودها ضد العقوبات الأمريكية المفروضة على العراق.

ومنذ ذلك الحين والحملة على جالواي تبلغ ذورتها، حيث اشتركت فيها الحكومة البريطانية بعدما أعلن الحزب العمالي تجميد عضويته وأيضًا بعدما أعلن لورد جولد سميث النائب العام للحزب تشكيل لجنة لتقصي حقيقة الادعاءات المنسوبة لجالواي بأنه أنفق بعض الأموال الذي كان يجمعها بحجج خيرية لصالح المنظمة التي أسسها عام 1998 والتي تحمل عنوان "نداء مريم" منسوبة إلى الطفلة العراقية "مريم" التي تعاني من مرض سرطان الدم؛ نظرًا لاستخدام الولايات المتحدة مادة اليورانيوم المستنفد أثناء حصارها للعراق وتعمل المنظمة من أجل إمداد الأطفال العراقيين بالدواء والعلاج اللازمين والتي اتسع نطاقها لتشمل حملات ضد العقوبات الاقتصادية على العراق ولمساندة الانتفاضة الفلسطينية.

كما واصلت وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية حملتها على جالواي، حيث ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية والتابعة للناشر روبرت موردخ صاحب الإمبراطورية الإعلامية اليمينية المساندة لإسرائيل وسياسات الرئيس الأمريكي جورج بوش، حيث أشارت الجريدة إلى العلاقة بين جالواي ورجل الأعمال الأردني "فواز زريقات" منسق المنظمة الخيرية "نداء مريم" والذي كان يعمل وسيطًا بين جالواي والحكومة العراقية السابقة مستخدمًا المنظمة كستار لتسهيل الحصول على الأموال حسبما تزعم الصحيفة.

كما قام الموقع الإلكتروني البريطاني "Bigbadboss"، وهو موقع مخصص للعبة إلكترونية يتم فيها إطلاق النار على الفاسدين فى العالم بوضع صورة جالواي على صفحته الرئيسية، وتحتها عبارة "أطلقوا النار عليه الآن".

جالواي يدافع عن نفسه





إلا أن جالواي نفى هذه الاتهامات، مؤكدًا أن البرلمان البريطاني كان يبحث له عن أي حجة لنفيه خارجه لنشاطاته الدائمة ضد الحرب، وخاصة بعد اشتراكه في المظاهرات التي ترفض اشتراك بريطانيا مع الولايات المتحدة فى حربها على العراق.

وأيضًا لظهوره على شاشة قناة "أبو ظبي" التليفزيونية أواخر شهر مارس 2003 مناديًا على الدول العربية بالتحرك السريع لمواجهة العدوان الأنجلو أمريكي على العراق، الأمر الذي اعتبره البرلمان البريطاني إعلان صريح من جالواي ضد السياسات البريطانية؛ وهو ما أدى لغضب بعض الأعضاء البرلمانيين الذين شعروا بضرورة التخلص من جالواي.

ووصف جالواي في الحوار الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير بأنهم مثل "الذئاب" الذين ينقضون على الغنائم، حيث إنهم قررا أن ينقضا على العراق وشعبها.

وأضاف جالواي في حوار حي مع شبكة "بي.بي.سي" أن توني بلير ذهب للحرب في العراق من أجل تحقيق الديمقراطية وحرية التعبير، بينما هو لا يريدها داخل البرلمان البريطاني الذي يرأسه، فبمجرد أن يتحدث أي عضو داخل البرلمان ضد سياسات الحكومة البريطانية فإنه يدخل فى القائمة السوداء.

وأكد جالواي أن ما يحدث معه الآن هو نفس الشيء الذي حدث مع العضو "تام ديليل" الذي رفض سياسات توني بلير هو الآخر وهي محاولة من البرلمان البريطاني لتوجيه إنذار لكل من يتجرأ ويفتح فمه ضد سياسات الحكومة البريطانية، فهم يريدون خلق عبرة من خلاله لجميع الأشخاص.

وأضاف أن هذا بالطبع سيحول البرلمان البريطاني إلى برلمان يضم عرائس متحركة يحركها توني بلير في الاتجاه الذي يريده، فالآن إلى بغداد وقريبًا إلى سوريا بعدما سنسمع أيضًا في القريب العاجل نفس السيناريو بوجود حكومة ديكتاتورية في سوريا.

وقال: إن توقيت تجميد عضويته جاء بشكل مخطط لمنعه من الفوز بمقعد في البرلمان عن دائرة جلاسجو في انتخابات الخريف القادم؛ حيث إن هذا المنصب سيجعله بمثابة "شوكة في جسد البرلمان"، على حد وصفه.

ودافع جالواي عن وصفه بوش وبلير بالذئاب، قائلاً: إنه وصف طبيعي لما قاما به، حيث إنهما اثنان من أغنى وأقوى الزعماء في العالم الذين ذهبوا لينقضوا على دولة فقيرة مثل العراق، مؤكدًا أن بريطانيا تعمل الآن على إخراس كل من سيتحدث بما لا تريد أن تسمعه؟".

وقال: إنه برلماني يتحدث باسم الملايين الذين يرفضون الحرب ببريطانيا، متهمًا بعض وسائل الإعلام العميلة بتشويه صورته؛ لأنه رجل أراد أن يظهر الوجه الآخر الحقيقي للسياسات الأمريكية والبريطانية.

وأعلن عن رغبته في أن يساند جميع الباحثين عن الحقيقة في هذا العالم فكرة قيام محطة راديو أوروبية تربط بين الحركات الرافضة للحروب والحركات الرافضة للعولمة مثل راديو "باسيفيكا" بالولايات المتحدة.

وقال: إن الأزمة التي يمر بها حاليًا تكشف عن مدى القيود الموجودة الآن بالنظام البريطاني، مشيرًا إلى أنه سيكون هناك المزيد من القيود إذا ما ظل توني بلير يطيح بكل من لديه رأي يخالف رأيه.

وذكر جالواي أن السبب وراء معارضته للحرب والعدوان على العراق يرجع إلى المنطق الذي يتساءل كيف للدول المسئولة عن جلب الفوضى للعالم أن تقوم بتغيير الأنظمة الديكتاتورية بدول أخرى، مشيرًا إلى مناقشة أجراها في طفولته مع والده عندما سأله عن معنى عبارة رددتها كثيرًا إحدى معلمات المدرسة تقول: "إن بريطانيا إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس"، فرد عليه والده متهكما "نعم هذه العبارة صحيحة، حيث إن الرب لا يثق فى أفعال الشعب البريطاني إذا ما غابت الشمس وحل الظلام".

اللامعقولية في الاتهامات

إلا أن هناك بعض وسائل الإعلام الأخرى التي قامت بتفنيد الاتهامات الموجهة لجالواي لإثبات كذب الدعاية البريطانية والأمريكية اليمينية التي تخدم بوش وبلير، وتروج لاحتلالهم العراق والتي تريد أن تكشف عن غضبها الشديد إزاء كل من عارض حرب العراق، ومن هذه الوسائل الصحيفة الإلكترونية الأمريكية "أون لاين جورنال" والذي كتب فيها المحقق الصحفي البريطاني "واين مادسون" يسخر من قصة عثور مراسل الديلي تليجراف على الوثائق المزعومة والذي قال فيها: إن القوات الأمريكية قامت بدعوته لدخول مبنى وزارة الخارجية العراقي بكل ترحاب؛ لأنه صحفي من الصحفيين المفضلين لدى أمريكا وبريطانيا، حيث إنه يعمل بجريدة "ديلي تليجراف" الشهيرة باتجاهها اليميني، ثم تجوله داخل المبنى المتهدم وعثوره فجأة من قبيل "المعجزة"، وهو اللفظ الذي استخدمه مادسون متهكمًا من آلة الإعلام الكاذبة على الوثائق المزعومة سليمة لم يمسها أي من أعمال النهب والسلب والدمار الذي الحق بالمبنى.

كما ذكر الموقع الإلكتروني التحليلي "كولبانديت. كوم" أنه إذا ما افترضنا تصديق الادعاء القائل بأن جالواي قد كان يتقاضى سنويًّا أموالاً من النظام العراقي السابق منذ بدء الحصار الأمريكي على العراق، فإن هذا يعني أنه تقاضى حتى الآن 10 بلايين دولار أمريكى بعد آخر دفعة حصل عليها فى شهر يناير 2003، وهذا مبلغ يفوق التصور ويثير تساؤلاً هامًّا وهو: لماذا يدفع العراقيون لشخص مثل جالواي كل هذه الأموال وهو لا يمتلك نفوذًا خارقة أو صوتًا مؤثرًا لهذه الدرجة داخل بريطانيا؟

بينما نشر موقع "ورلد سوشاليست" مقال تحليلي في 3-5-2003 عن الاتهامات الموجهة لجالواي ورد فيه أن الموقع ليس له علاقة بجالواي ولا يدافع عنه، بل إنه يريد وضع بعض الحقائق أمام أعين الناس الذي تريد آلة الإعلام اليمينية المغرضة تضليلهم، حيث جاء بالمقال إن الاتهامات الموجهة لجالواي لا تستهدفه هو بالتحديد، بل تستهدف من خلاله إضعاف مصداقية الحركات التي وقفت ضد الحرب على العراق بأنها وقفت لأغراض مادية مثلما فعل جالواي وأيضًا تهدف هذه الاتهامات إلى إرسال إنذار لمعارضي بلير.

وأشار الموقع لأهمية الانتباه إلى أن الحملة على جالواي بدأت منذ وقت طويل وقبل اكتشاف علاقته المزعومة بنظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، حيث إن صحيفة "صن" البريطانية نشرت لمدة أسابيع متتالية مقالات وآراء تشير إلى جالواي وتصفه بالخائن وذلك بعد حواره على شاشة "أبو ظبي" التليفزيونية.

ومن ناحية أخرى قام "ستيف بيل" رسام الكاريكاتير البريطاني الشهير بصحيفة الجارديان برسم كاريكاتير يسخر من إيقاف جالواي عن عمله بسبب تجرؤه على وصف بوش وبلير بالذئاب، حيث جاء بوش وبلير في الكاريكاتير وهما فوق السرير ويشبهون الذئاب ويوجهان اتهام لجالواي الذي يقف بأسفل عن تجرؤه لوصفهم بمثل هذا الوصف.

كتاب جديد عن العراق

ولد جورج جالواي في 16-8-1954 ببلدة "داندي" ودرس بأكاديمية هاريس وعمل كاتبًا وصحفيًّا وعضوًا ببعض الأحزاب الأسكتلندية قبل أن ينضم لحزب العمال البريطاني، وهو يكتب الآن كتابًا عن العراق وتجربته هناك، حيث إنه زارها عدة مرات فى حملات خيرية لصالح أطفال العراق أثناء الحصار الأمريكي عليها، وهو عضو بالتحالف البريطاني الشهير "أوقفوا الحرب"، ومتزوج من عالمة الأحياء الفلسطينية الأصل "أمينة أبو زياد " ولديه ابنه تدعى "لوسي" من زوجته السابقة.

وإذا ما ثبتت الاتهامات الموجهة ضده فإنه سيواجه بذلك عقوبة السجن لمدة عامين بالإضافة لما سيصاحبه ذلك من تدمير لمستقبله السياسي والأدبي... وسيكون هذا المصير هو أبلغ إنذار توجهه بريطانيًّا لمن يتجرأ ويفعل مثلما فعل جالواي

هادي
02 / 06 / 2005, 47 : 09 PM
مشكووووووووووووور على متابعتك لكل الاخباااااااااار


سلام

تميراوي الرياض
03 / 06 / 2005, 03 : 06 PM
مشكوور اخوووي على هذا

تحياتي لك