اتيكا
01 / 06 / 2005, 09 : 06 AM
إن الانسجام بين المظهر الخارجي والبيئة التي يعيش فيها الكائن الحي أمر مطرد في كل الأحياء ، ومثال آخر لهذا الانسجام هو القطا ، فعند إقتراب موسم التبييض يضع هذا الطائر بيضة في مكان منعزل وسط الجبال ، وعند خروج الفراخ من البيض يبدؤون على الفور في البحث عن الغذاء الذي يتألف من البذور النباتية , بيد أنه ليس لديهم القدرة للبحث عن الماء نتيجة لأنهم لا يستطيعون الطيران بعد ، ومسؤولية جلب الماء تقع على الذكر. و بعض أنواع الطيور يجلب الماء لصغاره في منقاره , إلا أن ذكر القطا يضطر إلى جلب الماء من مسافة بعيدة لذلك فهو يحتاج إلى شيء من هذا الماء لإرواء عطشه نتيجة هذه الرحلة الطويلة و الشاقة ، ولهذا الطير طريقة خاصة وغريبة لحمل الماء تتمثل في أن الريش الذي يغطي صدر الطائر وبطنه متميزا بطبقة ليفية من الداخل ، وعندما يصل الطير إلى مصدر الماء فإن أول ما يفعله هو التمسح بالرمل بأسفل جسمه للتخلص من الملمس الدهني للريش والذي يمنع التبلل , ثم يقترب من ضفة الماء و يبدأ بإرواء عطشه أولا ثم يلج في الماء رافعا جناحيه وذنبه ومحركا جسمه للأمام والخلف لتبليل ريشه بأكبر كمية ممكنة من الماء , و تمثل الطبقية الليفية للريش إسفنجاً يعمل على امتصاص للماء ، ويكون الماء المحمول بواسطة الريش بعيدا عن تأثير التبخر، وفي النهاية يصل الطير إلى فراخه الذين مازالوا يبحثون لهم عن طعام ، وعند رؤيتهم لأبيهم يسرعون نحوه ، وعندئذ يرفع الذكر جسمه إلى الأعلى ويبدأ الفراخ بمص الماء الموجود في الريش في وضعية أشبه برضاعة اللبائن لصغارها ، وبعد إنتهاء عملية سقي الصغار يمسح الذكر جسمه في الرمل لتجفيف الريش ، ويستمر الذكر في إرواء الصغار حتى ينهي الصغار عملية إسقاط الزغب وتغييره و تصبح لهم القدرة على الاعتماد على أنفسهم في إرواء عطشهم .
وهذا مقطع فيديو يبين طريقه تبليل ذكر القطا ريشة بالماء لنقلة إلى صغارة
http://up.c-ar.net/10/0f3e3.wmv
إن هذا السلوك الغريب للقطا يثير في أذهاننا تساؤلات عديدة ، فإن هذا الطير يعرف جيدا كيفية الاستفادة من خواص مظهره الخارجي ومدى ملائمتها لظروف البيئة التي يعيش فيها , هو يفعل ذلك لأن مصدر سلوكه العجيب هو الإلهام الإلهي الذي منحه القدرة على التصرف وفق البيئة التي يعيش فيها.
وهذا مقطع فيديو يبين طريقه تبليل ذكر القطا ريشة بالماء لنقلة إلى صغارة
http://up.c-ar.net/10/0f3e3.wmv
إن هذا السلوك الغريب للقطا يثير في أذهاننا تساؤلات عديدة ، فإن هذا الطير يعرف جيدا كيفية الاستفادة من خواص مظهره الخارجي ومدى ملائمتها لظروف البيئة التي يعيش فيها , هو يفعل ذلك لأن مصدر سلوكه العجيب هو الإلهام الإلهي الذي منحه القدرة على التصرف وفق البيئة التي يعيش فيها.