مجزل
12 / 05 / 2005, 35 : 01 AM
لا أتذكر أول مرة أكلت فيها الجح ، ولكن بالتأكيد أنها كانت في أحد ظهريات فصل الصيف كما هي عادة الأسرة النجدية في تفضيل تناول الجح في ذلك الوقت ،
لا أعلم الأسباب الحقيقية وراء ارتباط وقت أكل الجح بفترة الظهيرة ، لكن بلا شك أن أحد تلك الأسباب كان لآجل التبريد على الجوف الملتهب من حرارة الشمس، فلا مكيفات ولا هم يحزنون ، وقد يكون هناك سببا آخر خفي أجهله تلك الأيام بحكم سني ، ولا أريد الخوض فيه الآن بعد ما كبرت وتفتحت عيوني ، وأنا لست متأكدا من صحته ، فأدخل في ذمتي شيئا ،
ما يهمنا أن تلك الخصوصية النجدية في وقت تناول الجح ، كان لها أعراف وتقاليد مسلم بها ، فلا يمكن أن يتجرا أكبر مراهق ( من سمات عمر المراهقة التمرد على الأنظمة والقوانين ) على مد يده على قطعة جحة قبل اكتمال الجميع على صحن الجح ، من جد العائلة أو الجدة إلى اصغر طفل ، وحتى لا ابخس تلك التقاليد حقها ببيان أثرها في لملمت الشمل ، فقد كان لها فضل بعد الله ، في اجتماع شمل العائلة ، وأنهى أي خلاف أو زعل ، حتى لو كانت الأمور قد تطورت ووصلت لتشابك الأيدي لا قدر الله ، فأن الاجتماع على صحن الجح كفيل بإصلاح ذات البين ، وعودة المياه لمجاريها ، بالمناسبة أطول فترة خصومة عرفت بين اثنين في ذلك الزمن ، كانت بعد تناول أحد صحون الجح ، وانتهى زمن الخلاف بقدوم صحن الجح في الظهرية الأخرى . ( لا أحد يحاول يحجر لي و يقول طيب في الشتاء ما فيه جح وشلون يصلحون، ترني ما انحد أصلا في الشتاء ما فيه حر وشلون يتهوشون ، العب غيرها )
ومثل أي شي جميل من الماضي اثر عليه نمط الحياة العصرية ، فلم تسلم تلك الاجتماعات العائلية على صحون الجح ، فكان لها نصيبها كغيرها من التنكر والهجران ، فخروج المكيفات الصحراوية وانتشارها بين الناس، أدى إلى تلاشي الحاجة إلى تناول الجح ، لتأتي بعد ذلك أجهزة التكيف المتطورة وتضرب ضارباتها الموجعة لصحون جح الظهيرة وتفقدها أحد أهم مميزاتها ، ولكن على ما كان من تلك الضربات والصفعات المؤلمة لعالم الجح ، ألا أنها لم تكن بالقدر الذي يجعل الجح في درجة التساوي مع غيره من الفواكه ، ليس ذلك بسب ضعف تلك الضربات أبد ، بل لما كان يمثله الجح في أعراف وتقاليد القوم ، لم يكن من الهين التنازل عنه ، فمهما أنحرف المنحرفون ، ومهما تركوا عادات الآباء ، فلا تزال هناك بقية باقية من الأسر المحافظة المتمسكة بما كان عليه السابقون من الانتظام على صحون الجح في عز الظهيرة ، وكل موسم جح وأنتم بخير ،،،،،،،
لا أعلم الأسباب الحقيقية وراء ارتباط وقت أكل الجح بفترة الظهيرة ، لكن بلا شك أن أحد تلك الأسباب كان لآجل التبريد على الجوف الملتهب من حرارة الشمس، فلا مكيفات ولا هم يحزنون ، وقد يكون هناك سببا آخر خفي أجهله تلك الأيام بحكم سني ، ولا أريد الخوض فيه الآن بعد ما كبرت وتفتحت عيوني ، وأنا لست متأكدا من صحته ، فأدخل في ذمتي شيئا ،
ما يهمنا أن تلك الخصوصية النجدية في وقت تناول الجح ، كان لها أعراف وتقاليد مسلم بها ، فلا يمكن أن يتجرا أكبر مراهق ( من سمات عمر المراهقة التمرد على الأنظمة والقوانين ) على مد يده على قطعة جحة قبل اكتمال الجميع على صحن الجح ، من جد العائلة أو الجدة إلى اصغر طفل ، وحتى لا ابخس تلك التقاليد حقها ببيان أثرها في لملمت الشمل ، فقد كان لها فضل بعد الله ، في اجتماع شمل العائلة ، وأنهى أي خلاف أو زعل ، حتى لو كانت الأمور قد تطورت ووصلت لتشابك الأيدي لا قدر الله ، فأن الاجتماع على صحن الجح كفيل بإصلاح ذات البين ، وعودة المياه لمجاريها ، بالمناسبة أطول فترة خصومة عرفت بين اثنين في ذلك الزمن ، كانت بعد تناول أحد صحون الجح ، وانتهى زمن الخلاف بقدوم صحن الجح في الظهرية الأخرى . ( لا أحد يحاول يحجر لي و يقول طيب في الشتاء ما فيه جح وشلون يصلحون، ترني ما انحد أصلا في الشتاء ما فيه حر وشلون يتهوشون ، العب غيرها )
ومثل أي شي جميل من الماضي اثر عليه نمط الحياة العصرية ، فلم تسلم تلك الاجتماعات العائلية على صحون الجح ، فكان لها نصيبها كغيرها من التنكر والهجران ، فخروج المكيفات الصحراوية وانتشارها بين الناس، أدى إلى تلاشي الحاجة إلى تناول الجح ، لتأتي بعد ذلك أجهزة التكيف المتطورة وتضرب ضارباتها الموجعة لصحون جح الظهيرة وتفقدها أحد أهم مميزاتها ، ولكن على ما كان من تلك الضربات والصفعات المؤلمة لعالم الجح ، ألا أنها لم تكن بالقدر الذي يجعل الجح في درجة التساوي مع غيره من الفواكه ، ليس ذلك بسب ضعف تلك الضربات أبد ، بل لما كان يمثله الجح في أعراف وتقاليد القوم ، لم يكن من الهين التنازل عنه ، فمهما أنحرف المنحرفون ، ومهما تركوا عادات الآباء ، فلا تزال هناك بقية باقية من الأسر المحافظة المتمسكة بما كان عليه السابقون من الانتظام على صحون الجح في عز الظهيرة ، وكل موسم جح وأنتم بخير ،،،،،،،