رمزالطيب
28 / 06 / 2010, 43 : 09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المجاملة صفة لاينفك عنها الإنسان وهي التي بمعنى التودد
للآخرين دون إضمار الشر والكيد بهم وهذا الخلق تكلم عنه
العلماء قديما وبينوا الفرق بينهويبن النفاق ..
فبينوا أن هناك صفة جامعة بينهما وهي إظهارالمرء
للآخرينخلاف مايبطن والفرق بينهما أن النفاق يظهر
الثناء والموافقة وهو يضمر سوءا وشرا بخلاف المجامل فإن
قارن المجاملة إبطان سوء وإضمار شر صارت نفاقا وتغيير
المسمى لايؤثر في تغيير الوصف ..
وقد ذكر السفاريني رحمه الله في كتابه ـ غذاء لألباب ـ الفرق
بينهما فقال:وَقِيلَ لِلْإِمَامِ الْعَلَّامَةِ ابْنِ عَقِيلٍ كَمَا فِي الْفُنُونِ:
اسْمَعْ وَصِيَّةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ :
"ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ
حَمِيمٌ " وَأَسْمَعُ النَّاسَ يَعُدُّونَ مَنْ يُظْهِرُ خِلَافَ مَا يُبْطِنُ مُنَافِقًا
فَكَيْفَ لِي بِطَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَالتَّخَلُّصِ مِنْ النِّفَاقِ؟
فَقَالَ النِّفَاقُ هُوَ إظْهَارُ الْجَمِيلِ وَإِبْطَانُ الْقَبِيحِ وَإِضْمَارُ الشَّرِّ مَعَ
إظْهَارِ الْخَيْرِ لِإِيقَاعِ الشَّرِّ , وَاَلَّذِي تَضَمَّنَتْهُ الْآيَةُ إظْهَارُ
الْحَسَنِ فِي مُقَابَلَةِ الْقَبِيحِ لِاسْتِدْعَاءِ الْحُسْنِ . .
ويؤيد ذلك صنيع نبينا صلى الله عليه وسلم كمَاجاء فِي
الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها"
أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ ائْذَنُوا لَهُ
فَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ أَوْ بِئْسَ رَجُلُ الْعَشِيرَةِ
فَلَمَّا دَخَلَ أَلَانَ لَهُ الْقَوْلَ . . ."
قَالَ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ:
" فِيهِ مُدَارَاةُ مَنْ يَتَّقِي فُحْشَهُ وَلَمْ يَمْدَحْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم وَلَاأَثْنَى عَلَيْهِ فِيوَجْهِهِ وَلَا فِي قَفَاهُ
إنَّمَا تَأَلَّفَهُ بِشَيْءٍ مِنْ الدُّنْيَا مَعَ لِينِ الْكَلَامِ" .
ومثله قول الصحابي الجليل أَبُي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه:
إنَّا لَنُكَشِّرُ فِي وُجُوهِ أَقْوَامٍ وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَلْعَنُهُمْ
قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: "وَقَوْلُ أَبِي الدَّرْدَاءِ هَذَا لَيْسَ فِيهِ مُوَافَقَةٌ عَلَى
مُحَرَّمٍ وَلَا فِيهِ كَلَامٌ ,وَإِنَّمَا فِيهِ طَلَاقَةُ الْوَجْهِ خَاصَّةً لِلْمَصْلَحَةِ "
والله أعلم ..
المجاملة صفة لاينفك عنها الإنسان وهي التي بمعنى التودد
للآخرين دون إضمار الشر والكيد بهم وهذا الخلق تكلم عنه
العلماء قديما وبينوا الفرق بينهويبن النفاق ..
فبينوا أن هناك صفة جامعة بينهما وهي إظهارالمرء
للآخرينخلاف مايبطن والفرق بينهما أن النفاق يظهر
الثناء والموافقة وهو يضمر سوءا وشرا بخلاف المجامل فإن
قارن المجاملة إبطان سوء وإضمار شر صارت نفاقا وتغيير
المسمى لايؤثر في تغيير الوصف ..
وقد ذكر السفاريني رحمه الله في كتابه ـ غذاء لألباب ـ الفرق
بينهما فقال:وَقِيلَ لِلْإِمَامِ الْعَلَّامَةِ ابْنِ عَقِيلٍ كَمَا فِي الْفُنُونِ:
اسْمَعْ وَصِيَّةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ :
"ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ
حَمِيمٌ " وَأَسْمَعُ النَّاسَ يَعُدُّونَ مَنْ يُظْهِرُ خِلَافَ مَا يُبْطِنُ مُنَافِقًا
فَكَيْفَ لِي بِطَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَالتَّخَلُّصِ مِنْ النِّفَاقِ؟
فَقَالَ النِّفَاقُ هُوَ إظْهَارُ الْجَمِيلِ وَإِبْطَانُ الْقَبِيحِ وَإِضْمَارُ الشَّرِّ مَعَ
إظْهَارِ الْخَيْرِ لِإِيقَاعِ الشَّرِّ , وَاَلَّذِي تَضَمَّنَتْهُ الْآيَةُ إظْهَارُ
الْحَسَنِ فِي مُقَابَلَةِ الْقَبِيحِ لِاسْتِدْعَاءِ الْحُسْنِ . .
ويؤيد ذلك صنيع نبينا صلى الله عليه وسلم كمَاجاء فِي
الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها"
أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ ائْذَنُوا لَهُ
فَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ أَوْ بِئْسَ رَجُلُ الْعَشِيرَةِ
فَلَمَّا دَخَلَ أَلَانَ لَهُ الْقَوْلَ . . ."
قَالَ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ:
" فِيهِ مُدَارَاةُ مَنْ يَتَّقِي فُحْشَهُ وَلَمْ يَمْدَحْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم وَلَاأَثْنَى عَلَيْهِ فِيوَجْهِهِ وَلَا فِي قَفَاهُ
إنَّمَا تَأَلَّفَهُ بِشَيْءٍ مِنْ الدُّنْيَا مَعَ لِينِ الْكَلَامِ" .
ومثله قول الصحابي الجليل أَبُي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه:
إنَّا لَنُكَشِّرُ فِي وُجُوهِ أَقْوَامٍ وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَلْعَنُهُمْ
قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: "وَقَوْلُ أَبِي الدَّرْدَاءِ هَذَا لَيْسَ فِيهِ مُوَافَقَةٌ عَلَى
مُحَرَّمٍ وَلَا فِيهِ كَلَامٌ ,وَإِنَّمَا فِيهِ طَلَاقَةُ الْوَجْهِ خَاصَّةً لِلْمَصْلَحَةِ "
والله أعلم ..