من الامراء
03 / 06 / 2010, 41 : 01 AM
واقعية الحل والإصلاح :
حلول الإسلام وآراؤه الإصلاحية دائما وأبدا واقعية ومنطقية وميسرة ، فهي ليست حلولا خيالية ، وليست وهما زائلا ، أو سرابا خادعا . والسيرة النبوية زاخرة بالمواقف المدللة على ذلك وأقتطف منها اثنين للتدليل على هذا المعنى ، وفيهما إن شاء الله الكفاية والدلالة .
الموقف الأول : عن أنس رضي الله عنه أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عطاء فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " أما في بيتك شيء ؟ " قال : بلى ، حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه ، وقعب نشرب فيه فقال : " ائتني بهما " ، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال : " من يشتري مني هذين ؟ " قال رجل : أنا آخذهما بدرهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من يزيد على درهم ؟ " مرتين أو ثلاثا ، فقال رجل : أنا آخذهما بدرهمين . فأعطاهما إياه ، فأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري ، وقال له : " اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك ، واشتر بالآخر قدوما فائتني به " فأتاه به ، فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا بيده ثم قال : " اذهب فاحتطب وبع ، ولا أرينك خمسة عشر يوما " فجاء وقد أصاب عشرة دراهم ، فاشترى ببعضها ثوبا ، وببعضها طعاما ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة سوداء في وجهك يوم القيامة ، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة : لذي فقر مدقع ، أو لذي غرم مفظع ، أو لذي دم موجع
ومن دلائل الواقعية في هذه القصة :
ـ أن الحل جاء بسيطا واقعيا فهو من بيئة الرجل وفي متناول يده .
ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعالج مشكلة السائل بالمعونة الوقتية كما يفكر كثيرون .ـ ولم يعالجها بمجرد الوعظ والتنفير من المسألة كما يصنع آخرون .ـ ولكنه أخذ بيده في حل مشكلة بنفسه وعلاجــها من واقعة بطريقة ناجحة ونحن لا نقول لكل فقير أو متعطل عن العمل عليك بالاحتطاب كما يظن الجهلاء الذين يتصورون الدعوة الإسلامية دعوة للرجوع إلى الوراء وركوب الجمال والحمير في زمن الطائرات والسيارات . فهذه سذاجة في التفكير أو خبث في المقاصد ، ذلك أن الإسلام دين واقعي يتعامل مع الواقع ولا يصطدم به ، ولا يرفضه إلا إذا كان حراما مضرا بالدين والنفس والمجتمع . أما إذا كانت وسيلة مشروعة استدعتها ظروف الحياة بتطورها المستمر فلا بأس بها ، والإسلام أول الداعين لها المتعاملين بها
:71:
حلول الإسلام وآراؤه الإصلاحية دائما وأبدا واقعية ومنطقية وميسرة ، فهي ليست حلولا خيالية ، وليست وهما زائلا ، أو سرابا خادعا . والسيرة النبوية زاخرة بالمواقف المدللة على ذلك وأقتطف منها اثنين للتدليل على هذا المعنى ، وفيهما إن شاء الله الكفاية والدلالة .
الموقف الأول : عن أنس رضي الله عنه أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عطاء فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " أما في بيتك شيء ؟ " قال : بلى ، حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه ، وقعب نشرب فيه فقال : " ائتني بهما " ، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال : " من يشتري مني هذين ؟ " قال رجل : أنا آخذهما بدرهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من يزيد على درهم ؟ " مرتين أو ثلاثا ، فقال رجل : أنا آخذهما بدرهمين . فأعطاهما إياه ، فأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري ، وقال له : " اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك ، واشتر بالآخر قدوما فائتني به " فأتاه به ، فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا بيده ثم قال : " اذهب فاحتطب وبع ، ولا أرينك خمسة عشر يوما " فجاء وقد أصاب عشرة دراهم ، فاشترى ببعضها ثوبا ، وببعضها طعاما ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة سوداء في وجهك يوم القيامة ، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة : لذي فقر مدقع ، أو لذي غرم مفظع ، أو لذي دم موجع
ومن دلائل الواقعية في هذه القصة :
ـ أن الحل جاء بسيطا واقعيا فهو من بيئة الرجل وفي متناول يده .
ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعالج مشكلة السائل بالمعونة الوقتية كما يفكر كثيرون .ـ ولم يعالجها بمجرد الوعظ والتنفير من المسألة كما يصنع آخرون .ـ ولكنه أخذ بيده في حل مشكلة بنفسه وعلاجــها من واقعة بطريقة ناجحة ونحن لا نقول لكل فقير أو متعطل عن العمل عليك بالاحتطاب كما يظن الجهلاء الذين يتصورون الدعوة الإسلامية دعوة للرجوع إلى الوراء وركوب الجمال والحمير في زمن الطائرات والسيارات . فهذه سذاجة في التفكير أو خبث في المقاصد ، ذلك أن الإسلام دين واقعي يتعامل مع الواقع ولا يصطدم به ، ولا يرفضه إلا إذا كان حراما مضرا بالدين والنفس والمجتمع . أما إذا كانت وسيلة مشروعة استدعتها ظروف الحياة بتطورها المستمر فلا بأس بها ، والإسلام أول الداعين لها المتعاملين بها
:71: